محادثات جنيف: مواجهة بين الإرادة الشعبية والتدخلات الدولية
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
hussainomer183@gmail.com
بقلم/ حسين بَقَيرة
المملكة المتحدة
بديهياً، أي مفاوضات يجب أن تكون بين طرفين على أقل تقدير، كما حدث سابقاً في مفاوضات: نيفاشا، أبوجا، الدوحة، وأخيراً مفاوضات جوبا. جميعها أفضت إلى اتفاقيات حملت نفس أسماء المدن التي جرت فيها المفاوضات. وكان الطرف الأساسي فيها هو الحكومة السودانية، أما الطرف الثاني فكان الحركات المسلحة.
على ضوء ذلك، كانت هناك أطراف في المفاوضات الماضية، وكما أسلفت، أي مفاوضات يجب أن تجري بين خصمين، وبالضرورة الطرف الأساسي يمثل الجانب الحكومي. إلا أن ما يجري اليوم من محادثات في جنيف، بمشاركة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والإمارات، والسعودية، وسويسرا، ومصر، حسب ما ورد في صفحة المبعوث الأمريكي توم بريلو، يحدث دون إشراك الحكومة السودانية. ذلك لأن الشعب السوداني قد رفض الجلوس مع مليشيا الدعم السريع، والتي يعتبرها منظمة إرهابية، ولم تنفذ ما اتفق عليه في اتفاق جدة. لكن الغريب أن الحكومة الأمريكية لديها إصرار على بدء المحادثات، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها تسعى بكل جدية لرفع الحرج عن نفسها، لما لعبته من دور كبير في تقاعسها عن حماية المدنيين العزل في السودان، والذي يصل إلى درجة التواطؤ الدولي التي تودي لشرعنة إبادة الجماعية ضد الشعب السوداني دون أدنى وازع إنساني. وذلك من خلال غضها الطرف عن ما يزيد عن عام من المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني و ما يتعرض لها من أعمال وحشية من قبل مليشيا الجنجويد، و محاولة الأمريكان مساواة بين ميليشيا الدعم السريع الإرهابية والحكومة السودانية، كل ذلك بتضليل من قبل العملاء في الداخل والخارج، بما في ذلك ما يعرف بتنسيقية "تقدم" بقيادة د. حمدوك، الذي أصبح بمثابة وكالة استخباراتية تقدم معلومات مضللة ضد السودان وشعبه.
إن الشعب السوداني يرى هذه المحادثات عبارة عن إذلال وإهانة للسودان وشعبه، ويتساءل عن الفائدة المرجوة من المحادثات مع ميليشيا الدعم السريع التي تحتل بيوتهم وترفض الخروج منها حتى بعد أن وقعت على اتفاق جدة. ما يقوم به المجتمع الدولي يوحي بأنها مؤامرة قديمة متجددة تجاه السودان. قلنا من قبل ونكررها، لا تستطيع أمريكا ولا غيرها إجبار الشعب السوداني وحكومته على الاستسلام، مهما كانت المعاناة والمأساة التي يعيشها. مهما كلفهم ذلك، لن يتنازلوا عن محاسبة الجنجويد الإرهابيين وأعوانهم، سواء كانوا جماعات أو دولاً، على ما اقترفوه ضد الشعب. سوف يتحاسبون عاجلاً أم آجلاً.
لا جدوى من محادثات دون مشاركة الطرف الأساسي (الحكومة السودانية)، حتى لو اجتمعت الدول كلها، ناهيك عن أمريكا وبقية الدول المشاركة، لأن حكومتنا قوية بصمود شعبها وستظل هكذا، ولن تخالف تفويض الشعب السوداني العظيم. لأن إرادة الشعوب لن تنهزم مهما تكالبت عليها الأعداء، فلا مكان للحلول الجزئية، بل لابد من حلول دائمة وجذرية، ولن يتحقق ذلك إلا باجتثاث مليشيا الدعم السريع الإرهابية من جسد الدولة السودانية.
بقلم/ حسين بَقَيرة
المملكة المتحدة
الخميس الموافق 15/08/2024
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکومة السودانیة الشعب السودانی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
المرشد الإيراني: الشعب كان على قلب رجل واحد في مواجهة العدوان
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أطلق تصريحات قوية في أعقاب التصعيد العسكري الأخير، مؤكدًا أن إيران تمكنت من ضرب أهداف إسرائيلية وأمريكية، وأنها لن تتهاون في الرد على أي اعتداء جديد.
وأكد خامنئي أن الشعب الإيراني "كان على قلب رجل واحد في مواجهة العدوان"، مشيرًا إلى وحدة الداخل الإيراني ودعمه للقوات المسلحة في مواجهة التهديدات الخارجية.
قال خامنئي إن "المواقع العسكرية وغير العسكرية في إسرائيل كانت تحت مرمى صواريخنا"، مؤكدًا أن إيران "تمكنت من تدمير القدرات العسكرية الإسرائيلية" بشكل مباشر خلال المواجهة.
وحذر المرشد الإيراني من أن "أي اعتداء على إيران سيكون له ثمن مكلف للغاية"، موضحًا أن طهران لن تسمح بتمرير أي تهديد دون ردٍّ حاسم.
وكشف خامنئي أن القوات المسلحة الإيرانية "تمكنت من الانتصار على الولايات المتحدة"، مضيفًا أن واشنطن "فشلت بوضوح في استهداف المواقع النووية الإيرانية".
ضرب القواعد الأمريكية وتحذير من تصعيد محتملوأشار خامنئي إلى أن الهجوم الإيراني "ألحق أضرارًا بالقاعدة العسكرية الأمريكية في قطر"، مضيفًا أن "إيران لديها القدرة على استهداف القواعد الأمريكية في الوقت الذي تراه مناسبًا"، وهدد قائلاً: "سنهاجم القواعد الأمريكية مجددًا إذا تعرضنا للتهديد".