سودانايل:
2025-08-01@15:39:45 GMT

قرع طبول الحرب من الجهل أم الخوف

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

وصلت إلي في الواتساب؛ العديد من البوسترات، و المقالات، و التصريحات، بعض منها يطرح استفسارات، و بعض أخر يرسلها باعتبارها تهديدا أمريكيا، و بأن التهديد سوف يكون نتيجة رفض ذهاب السلطة في السودان للمفاوضات في جنيف، و البعض الأخر متخوف من الدخول في مخاشنات مع أمريكا تؤثر سلبا على السودان، و البعض الأخر يهدد أيضا بالغزو الأمريكي و الدولي أو مساندة أمريكية لقوات أفريقية مع دعمها من قبل أمريكا و الغرب.

. الأمر الذي يؤكد ان الذين يطرحون التساؤلات هدفهم الوصول لطريق الوعي الذي ينمو و يتوسع من خلال الحوار العقلاني، و هناك البعض قصدهم التهديد، لكن للأسف أن أدوات التهديد نفسها تفتقد المنطق، و الجهل بالسياسة الخرجية الأمريكية، و حتى الجهل بالمواثيق الدولية و كيفية استخدامها و تطبيقها، و أيضا جهل بالصراع الإستراتيجي الدولي في العالم..
أن مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية للسودان توم بيرييلو، جاء لكي يكون مشرفا على العملية السياسية التي كانت تقوم بها من قبل مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" صاحبة فكرتي " الاتفاق الإطاري" كحل للمشكلة السياسية قبل الحرب، و أيضا فكرة " ورشة نقابة المحاميين" كان الهدف منها توسيع قاعدة المشاركة في "الاتفاق الإطاري" من القوى السياسية التي حضرت ورشة المحاميين. و عينت أمريكا لها سفير في السودان جون غودفيري لكي يكون متابعا في " الرباعية و الثلاثية" بعد الحرب تم إنهاء دور السفير و كذلك "مولي في" و أصبح بيرييلو هو الذي يمثل الإدارة الأمريكية في القضية السودانية.. للأسف أنه بدأ عمله بإطلاق التصريحات و التلويح بالعصى و الجزرة و غيرها، و أصبح متجولا بين عدد من عواصم الدول التي تجاور السودان، لكنه لم يحضر للسودان للسماع من المسؤولين، أو من المواطنين السودانيين داخل السودان..
فكرة جنيف من خلال الأجندة المطروحة، هي مختصة بتوصيل الإغاثة للمحتاجين لها داخل السودان، مع وقف لإطلاق النار يسهل عملية مرور الإغاثة.. و أمريكا بدعم سويسري و توافق سعودي؛ هم الذين هندسوا مفاوضات جنيف، و هم الذين حددوا الدول المنظمات التي تحضر المفاوضات، دون استشارة السلطة السودانية، هو التعامل بفرض الأمر..يقول الفريق أول شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة و نائب القائد العام للجيش في لقاءه مع الوفد الإعلامي المصري لبورتسودان قال (رفضنا مخاطبة بلينكن للرئيس البرهان بجنرال ، تمسكنا بوفد يمثل الحكومة، كما نرفض توسعة منبر جدة و لا نريد وسطاء جدد غير السعودية و أمريكا و الاتحاد الأفريقي كما كان الحال في جدة، و أكد أن أمريكا غير حريصة على تنفيذ اتفاق جدة، و هي تراوغ و نحن نريد أتفاق سلام عادل يحقق مطلوبات الشعب.. و ليس هناك جهة تستطيع أن تملي علينا قرارأ ) بين الرؤيتين يتبين أن الخلاف عميق و هناك هوة بين الطرحين..
أن أتصال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن برئيس مجلس السيادة البرهان يحثه على إرسال ممثلين لمفاوضات جنيف، تؤكد فشل المبعوث الأمريكي في مهمته، و هذا الفشل تحاول بعض الجهات التي تعمل لصالح الميليشيا إعلاميا أن تروج بأن رفض السودان إرسال مفاوضين سوف يجعله في مواجهة مع أمريكا، و الذين يروجون للتدخل الخارجي و يلوحون بالعصى الأمريكية، هؤلاء يؤكدون جهلهم بالسياسة الأمريكية، و كيفية اتخاذ القرار فيها، و جهلهم حتى بالمواثيق الدولية، مما يؤكد حالة الحيرة التي هم فيها.. تيم برييلو لا يستطيع أن يدخل في مناكفات، و هو يعلم أن وظيفته لا تعطيه حق التلويح بالعصى.. و حتى إذا خرجت منه كلمة تشير لذلك يلحقها بأخرى لكي تغطي عليها.. اليس هو الذي قال في القاء مع سعد الكابلي أن الميليشيا ليس لها مستقبلا في السودان.. و اشاد من قبل بالجيش الذي عمره مائة عام..
خرجت هناك مقولة نسبت إلي المبعوث الأمريكي، بأنه قال: أن حضور الأمارات كمراقب في مفاوضات جنيف جاء بطلب من القوى المدنية.. و لكنه لم يعرف من هي القوى المدنية التي قبل طلبها، ورفض طلب الجهة التي تمثل الدولة السودانية، و التي ترفض حضور الأمارات، و توسعة منبر جدة.. أن أصرار بيرييلو على حضور الأمارات ليس رغبته الشخصية، أنما هي رغبة أمريكا، حتى لا تتضرر الأمارات مستقبلا من مشاركتها مع الميليشيا في تدمير البني التحتية للسودان، و نهب و سرقة ممتلكات المواطنين و قتلهم.. فالصراع في السودان خرج من دائرة السياسة إلي إنتهاك حرمة البلاد و ضرب وحدته، و دخول عشرات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار بغرض النهب و السرقة و الاغتصابات و غيرها من الجرائم..
ليس هناك جديدا في مفاوضات جنيف، خاصة أن السودان متمسك بمنبر جدة دون مشاركة أي دول أخرى غير السابقة.. لكن أصرار أمريكا على جنيف و توسيع المنبر، يؤكد أنها ليس ساعية من أجل توصيل الإغاثة بهدف نجدة السودانيين الذين هم في امس الحاجة إليها، أنما هي تريد أن تخرج الأمارات من مأزقها إذا طلب منها المثول أمام المنظمات و المحاكم الدولية بعد وقف الحرب، و إلا أن الأمارات سوف تعترف بكل الدول التي كانت وراء جدار، تقدم الدعم المادي و اللوجستي و الاعلام و الخبرات الفنية و العسكرية للميليشيا، و تبين حدود المؤامرة التي أحيكت ضد السودان و شعبه.. أما الذين ينتظرون الغزو الخارجي أيضا عليه أن يتدربوا على كيف الإمساك و تعلق بأجنحة الطائرات عند إقلاعها.. نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

في فيلم عبر الجدران.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر

تعكس السينما الكورية الجنوبية التناقضات الطبقية، والعزلة الاجتماعية، مستخدمةً الرمزية السردية والبصرية لنقد الظلم المتجذر في بنية المجتمع. وتكشف أفلام مثل "طفيلي" 2019 (Parasite)، و"احتراق" 2018 (Burning) عن خرافة الترقي الاجتماعي، كما ترصد الأثر النفسي للضغوط الاقتصادية، وذلك من خلال سرد يمزج بين الميلودراما والكوميديا والأكشن. وتصور الأفلام القادمة من جنوب الجزيرة الكورية الحياة اليومية بعد أن تحولت إلى ساحة معركة تحدد الرأسمالية ملامحها وقواعدها، وتنهار خلالها الأحلام بين جدران خرسانية وآمال ضائعة.

ويأتي فيلم "عبر الجدران" (Wall to Wall)، الذي يعرض حاليا على شاشة منصة نتفليكس، لينضم إلى قائمة أفلام تشبه الصرخات المتوالية، وتتشابه في قضاياها، لكنها تختلف في حكاياتها، إذ تلتقط سكان الهامش غير المرئيين، لتقدمهم بعدسة إنسانية.

العمل يقدّم  رعبا وجوديا يُختزل في ضحكة يائسة وسط فراغ، حيث يتحوّل النجاح إلى عبء (روتن توماتوز)رحلة الصعود إلى الهاوية

تدور أحداث "عبر الجدران" حول الشاب الكوري ذي الأصول الريفية ووسونغ، والذي يحقق أخيرا ما يعتقد أنه علامة فارقة في نجاح الطبقة المتوسطة، حين يتمكن من امتلاك شقة بمساحة 84 مترا مربعا في مجمع سكني حديث الإنشاء في سيول، لكنه يلجأ -في سبيل ذلك- إلى قروض ضخمة، ويبيع مزرعة الثوم التي تملكها والدته، ويستنفذ مدخراته.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"عالم الديناصورات: إحياء"… حين تصبح العودة إلى الماضي موتًا لسلسلة سينمائيةlist 2 of 2"الشيطان يرتدي برادا 2" عودة الثلاثي الذهبي بقصة تعكس تحولات الموضة والإعلامend of list

يفرح وو سونغ بحياته الجديدة، لكن سرعان ما يبدأ ضجيج متواصل غير محدد المصدر في إزعاجه، ويلجأ للشكوى، فينكر الجيران الضجيج ويعاملونه بشك. ومع تدهور حالته النفسية، تتدهور حالته المالية أيضا، وتنهار قيمة الشقة، وكذلك استثماراته في العملات المشفرة، ويصبح عاطلا عن العمل ويائسا. يلتقي جين-هو، جاره الصحفي ويُحققان فيما قد يكون مخطط احتيال عقاري أكبر يشمل مسؤولين حكوميين ومستثمري بناء.

إعلان

يكتشف المشاهد أن أون-هوا، رئيسة جمعية السكان والمدعية العامة السابقة، تشتري الشقق تحسبا لمشروع سكة حديد حكومي من شأنه أن يرفع قيمة شقق العقار. وتُمثّل أون-هوا النخبة التي تستغل أزمة المبنى لتحقيق الربح. أما وو سونغ، العالق بين جنون العظمة والحقيقة، فيزداد اضطرابا. مع تصاعد التوتر، تندلع مواجهة عنيفة. ينهار فهم وو-سونغ الهش للواقع، ويصبح الضجيج رمزا لنظام مُصمّم لسحقه. وفي ذروة الفيلم المتفجرة، يعكس الدمار المادي الانهيار الداخلي للبطل، ومجازيا، الحلم الذي آمن به يوما ما.

طفيلي آخر

يشبه فيلم "عبر الجدران" في تناوله لتلك التناقضات الفيلم الأيقوني "الطفيلي"، الذي يمثل قمة النجاح للسينما الكورية عالميا بحصوله على أوسكار أفضل فيلم عام 2020. كلا العملين ينتقد وهم الحراك الاجتماعي في ظل الرأسمالية، باستخدام المساحات الضيقة لتعكس الانقسامات الطبقية والضغط النفسي. ويقدم "الطفيلي" التراتب الطبقي الرأسي من خلال التباين المعماري بين قصر ثري وقبو تحت الأرض يستخدم كمأوى سكني، في حين يحاصر فيلم "عبر الجدران" بطله داخل الجدران الأربعة في شقة مساحتها 84 مترا مربعا، يعتبرها المجتمع رمزا مفترضا للنجاح لكنها تتحول إلى قفص خانق. وفي الفيلمين، يصبح المنزل ساحة معركة تغطيها الدماء، ويصبح المكان سجنا حقيقيا ويبلى الحلم تحت وطأة الديون المتزايدة والضوضاء.

وتدور كلتا القصتين حول عائلات أو أفراد في أدنى درجات المجتمع، يطمحون بشدة إلى الاستقرار، ليجدوا أن النظام يستغل جهودهم ويلتهمهم في النهاية. ويمزج كل فيلم الواقعية بالرعب والسخرية، مستخدما التشويق ورهاب الأماكن المغلقة والتصميم البصري الغني بالاستعارات لتعميق التأثير العاطفي والسياسي. وفي حين يتناول فيلم "الطفيلي" الاعتماد الكامل لطبقة على أخرى في عيشها، فإن "عبر الجدران" يبين كيف تنهار أوهام الطبقة المتوسطة من الداخل، ويُقدم الفيلمان صورة واضحة للظلم المعاصر، تتداخل فيها آلة الطموح مع عوامل اليأس.

فوضى المشاعر وانضباط الأداء

يكشف النصف الأول من "عبر الجدران" باعتباره فيلم إثارة نفسية بامتياز، إذ تُضخّم كل إشارة بصرية وسمعية العزلة والتوتر الطبقي، لكن في منتصفه، يتحوّل السرد إلى مؤامرة أوسع نطاقا من العنف السياسي والمالي، تُتوّج بانفجار. وقد يبدو هذا التحول مزعجا، لكنه يعكس حقيقة أعمق تكمن في الأنظمة الرأسمالية.

ويعكس مسار الفيلم الانقسام الطبقي في المجتمع الكوري الحديث، إذ تسيطر نخبة صغيرة على معظم الممتلكات، بينما يظل الكثيرون "فقراء المساكن"، وتستنزف تكاليف السكن دخلهم. ويُظهر فشل وو سونغ النهائي كيف تبيع الرأسمالية سبل الهروب من الديون بديون أخرى.

ولا يصور فيلم "عبر الجدران" الصراع الطبقي الخارجي فحسب، بل يُسلّط الضوء على الآثار الداخلية للخداع الرأسمالي. وتتحول الشقة، التي كانت محط رغبة ومكانة اجتماعية، إلى "كابوس" مع اجتماع كارثتي الضجيج مجهول المصدر والخراب المالي.

ورغم أن "الضجيج" الذي يشكو منه البطل حقيقي، لكنه مجازي في الوقت ذاته، وهي فكرة مبدعة تحسب للمخرج والسيناريست كيم تاي جون الذي يشير إلى فشل الوعود الرأسمالية.

Just finished watching #WallToWall in Netflix and woah, that movie feels so weird but at the same time, you can relate to woo sung. I really hoped tho that he was able to sell those crypto coin in the right time ????pic.twitter.com/oBrqliZrto

— airenwizdive ???? (@lsg_airen13) July 25, 2025

إعلان

واستطاع المخرج أيضا أن يحول شقة سكنية إلى نظام بيئي خانق للبطل والمشاهد معا، عبر تعزيز الإضاءة الباردة والظلال المُزخرفة بأنماط البارات والطابع المعماري القمعي للمبنى. وقد لعبت هذه العناصر البصرية مع "الضوضاء" دورا حاسما كما لو كانت جميعها أسلحة في حرب وحشية ضد الشاب المسكين بعد تورطه في منظومة تضم في بنيتها أسلحة صممت لتدميره واستنزافه حتى آخر قطرة دم.

وينبثق رعب الفيلم من ضبط النفس. لا مؤثرات خاصة مبهرة، وإنما مجرد تأطير دقيق، وإضاءة إبداعية، وفترات صمت ممتدة بما يكفي لإثارة الرعب. ممرات الشقة الخافتة، ومصابيحها المتذبذبة، وقضبانها المظللة تُعزز الانهيار النفسي للبطل.

ولعل الأداء الذي قدمه فريق الممثلين هو العنصر الأقوى في العمل، والأكثر جذبا للمشاهد، وقد يتميز الأبطال بالتحولات العنيفة التي تمكنهم من استعراض قدراتهم، لكن مستوى الأداء لدى الجميع يكاد يكون متساويا، وقد استطاع الممثل الكوري الجنوبي كانغ هانيول أن يقدم أداء قويا جسديا وعاطفيا في دور وو سونغ، وبلغ ذروة الأداء في تحوله من مالك منزل متفائل إلى عامل توصيل قلق من خلال التعرق والارتعاش والتحقق القهري من مخططات العملات المشفرة، بينما تعكس كل إيماءة جسدا منهكا من التوتر. وتقدم الممثلة يوم هي ران في دور أون هوا انعكاسا مرعبا لتواطؤ الطبقة تحت مظهرها الهادئ الذي يخفي طموحا لا يرحم؛ إنها "المدعية العامة السابقة" التي تحولت لامتلاك الأصول، فبدأت بجمع الشقق للاستفادة من مشروع خط سكة حديد، ورأت المستأجرين مجرد "حثالة".

ويؤدي الممثل سيو هيون في دور جين هو، شخصية الجار الموشوم في الطابق العلوي والمتنكر في زي حليف، دور صحفي شبه مهووس، ورغم أنه يبحث عن الحقيقة إلا أن قصصه الملفقة تُوقع وو سونغ في فخ العنف والخيانة، ليُصبح الصحفي رمزا لاستغلال "المُبلغين عن المخالفات"، ويتحول إلى ممثل آخر لطبقة حاكمة تستغل المظلومين لتحقيق انتقامها الخاص.

يقدم العمل رعبا وجوديا، إذ يصبح النجاح بلا معنى عندما تُفرض ضريبة على الفرح وتدفع بعملة اسمها الضوضاء والديون والاغتراب الاجتماعي، وتُجسّد ضحكة وو سونغ الأخيرة في شقته الفارغة، ردا على ضجيج لا ينبغي أن يوجد، اليأس المطلق، لنتأكد أن الفساد ينتصر بالانهيار الصامت للمقاومين.

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي يوضح عدد الساعات التي قضاها في غزة والهدف من زيارته
  • بين الخوف والحاجة: صراع على معبر زيكيم من أجل المساعدات في غزة
  • وزير الخارجية الأمريكي يطلق تصريحات جديدة عن السودان
  • تحول لافت في الرأي العام الأمريكي.. 60% ضد استمرار الحرب في غزة
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها
  • إيران تطالب أمريكا بتعويضات عن خسائرها خلال الحرب مع جيش الإحتلال
  • خطوات تنظيم أمريكية للتعامل مع قضية الحرب في السودان
  • في فيلم عبر الجدران.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
  • الرفض الاقليمي والدولي لإعلان جنرالات الحرب
  • تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟