«‬زفة‭ ‬موكب‭ ‬العذراء‮»‬‭ ‬  طقوس‭ ‬قبطية‭ ‬حفظتها‭ ‬الأجيال‭ ‬فى‭ ‬دير‭ ‬درنكة



‮«‬السلام‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬مريم‭ ‬يا‭ ‬بكر‭ ‬بتول‭ ‬وعروس‭.. ‬السلام‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬مريم‭ ‬يا‭ ‬تابوت‭ ‬عهد‭ ‬النعمة‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬يمجد‭ ‬الأقباط‭ ‬العذراء‭ ‬والدة‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬مخلص‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬الشرور،‭ ‬وتعلو‭ ‬أصوات‭ ‬الترانيم‭ ‬والألحان‭ ‬الممزوجة‭ ‬بدقات‭ ‬القلوب‭ ‬التى‭ ‬تعشق‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬ويفيض‭ ‬لها‭ ‬الوجدان‭ ‬حباً‭ ‬توحدت‭ ‬عليه‭ ‬البشرية‭ ‬بمختلف‭ ‬الطوائف‭ ‬والأديان‭.


صوم‭ ‬البتول
تختتم‭ ‬الكنائس‭ ‬القبطية‭ ‬الأرثوذكسية،‭ ‬الأربعاء‭ ‬الموافق‭ ‬‮٢١‬‭ ‬أغسطس‭ ‬الجاري،‭  ‬فترة‭   ‬‮«‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬مريم‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬بدأ‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مسرى‭ ‬حسب‭ ‬التقويم‭ ‬القبطي‭ ‬واستغرق‭ ‬15‭ ‬يوماً،‭ ‬شهدت‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬الإيبارشيات‭ ‬والكنائس‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬شفاعة‭ ‬البتول‭ ‬إقامة‭ ‬‮«‬النهضة‭ ‬الروحية‮»‬‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬قداسات‭ ‬إلهية‭ ‬والعشيات‭ ‬والترانيم‭ ‬والعظات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬صلاة‭ ‬الذبيحة‭ ‬‮«‬فى‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬تمجيد‭ ‬‮«‬البتول‭ ‬أم‭ ‬النور‮»‬‭.‬
يعود‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬الرسل‭ ‬الأوائل،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أصوام‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬ويمتنع‭ ‬فيه‭ ‬الأقباط‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬والبيض‭ ‬والألبان،‭ ‬بينما‭ ‬يُسمح‭ ‬بتناول‭ ‬السمك،‭ ‬وكغيرها‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬التى‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬طقوس‭ ‬خاصة‭ ‬وأطعمة‭ ‬تشتهر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬ومنها‭ ‬طعام‭ ‬الملوخية‭ ‬الناشفة‭ ‬والشهير‭ ‬بـ«الشلولو‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬أكله‭ ‬تعود‭ ‬للعصور‭ ‬الفرعونية‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬المثلج‭ ‬والثوم‭ ‬والليمون‭ ‬والملح،‭ ‬ولكنها‭ ‬ارتبطت‭ ‬بفترة‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬ويربط‭ ‬المؤرخون‭ ‬هذه‭ ‬الوجبة‭ ‬بالعذراء‭ ‬بسبب‭ ‬أحداث‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬العائلة‭ ‬المقدسة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬
يعتبر‭ ‬صوم‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬من‭ ‬أحب‭ ‬الأصوام‭ ‬لقلوب‭ ‬جميع‭ ‬المسيحيين‭ ‬بمختلف‭ ‬طوائفهم‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬كنائس‭ ‬تُطلق‭ ‬على‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬‮«‬الشهر‭ ‬المريمى‮»‬‭ ‬ويعنى‭ ‬تخصيص‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬للعذراء‭ ‬وتعد‭ ‬أيام‭ ‬فرحة‭ ‬وسعادة‭ ‬للجميع،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬أنها‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬يوماً‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يُنذر‭ ‬أسبوع‭ ‬صيام‭ ‬قبلها‭ ‬ليصبح‭ ‬21‭ ‬يوماً‭.‬
تشترك‭ ‬كنائس‭ ‬الأقباط‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬والروم‭ ‬الأرثوذكس‭ ‬والكاثوليك‭ ‬فى‭ ‬مدة‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬لكن‭ ‬الأخيرة‭ ‬عادة‭ ‬تسبقهم‭ ‬فى‭ ‬بدء‭ ‬الصوم،‭ ‬بينما‭ ‬تبلغ‭ ‬مدة‭ ‬الصوم‭ ‬عند‭ ‬‮«‬السريان‭ ‬والأرمن‭ ‬الأرثوذكس‮»‬‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬فقط،‭ ‬ويصوم‭ ‬أتباع‭ ‬الروم‭ ‬الكاثوليك‭ ‬أيام‭ ‬الجمعة‭ ‬المنحصرة‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬أغسطس‭ ‬حتى‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬ذاته،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الكلدان‭ ‬الكاثوليك‮»‬‭ ‬فيكون‭ ‬يوماً‭ ‬واحداً‭ ‬فقط‭.‬
محبة‭ ‬أم‭ ‬النور‭ ‬توحد‭ ‬الجميع
‮«‬أنت‭ ‬هى‭ ‬أم‭ ‬النور‭ ‬المكرمة‭ ‬من‭ ‬مشارق‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬مغاربها‭ ‬يقدمون‭ ‬لك‭ ‬تمجيدات‭ ‬يا‭ ‬والدة‭ ‬المسيح،‭ ‬الأم‭ ‬الباقية‭ ‬البتول‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬التى‭ ‬ترددها‭ ‬ألسنة‭ ‬الأقباط‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬هذا‭ ‬الصوم،‭ ‬فقد‭ ‬عبرت‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعاقبة‭ ‬بالكنيسة‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬مكانة‭ ‬هذه‭ ‬الأم‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬بعبارات‭ ‬المدح‭ ‬والتمجيد‭ ‬الفياضة،‭ ‬فتلك‭ ‬السيدة‭ ‬المتفردة‭ ‬بين‭ ‬نساء‭ ‬الأرض،‭ ‬قد‭ ‬حملت‭ ‬فى‭ ‬جوفها‭ ‬مخلص‭ ‬العالم‭ ‬وتحملت‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬الكثير‭ ‬وكانت‭ ‬هى‭ ‬أم‭ ‬النور‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬الأرض‭ ‬لينير‭ ‬عتمة‭ ‬ظلام‭ ‬حكام‭ ‬عصور‭ ‬الاستبداد‭ ‬الرومانى‭ ‬واليهودى،‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬مكانة‭ ‬عظيمة‭ ‬وجعلها‭ ‬مكرّمة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬وتفيض‭ ‬محبتها‭ ‬فى‭ ‬نصوص‭ ‬الكتب‭ ‬السماوية‭.‬
‭(‬لأنَّهُ‭ ‬نَظَرَ‭ ‬إلَى‭ ‬اتِّضاعِ‭ ‬أمَتِهِ‭. ‬فهوذا‭ ‬منذُ‭ ‬الآنَ‭ ‬جميعُ‭ ‬الأجيالِ‭ ‬تُطَوِّبُنى‭)‬،‭ ‬يردد‭ ‬المصلون‭ ‬بالقداسات‭ ‬الإلهية‭ ‬آيات‭ ‬لوقا‭ ‬1‭: ‬48‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬النهضة‭ ‬الروحية‭ ‬المحببة‭ ‬لدى‭ ‬الأقباط،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬المسيحيين‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬الديانات‭ ‬السماوية‭ ‬يحملون‭ ‬محبة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وتتعدد‭ ‬أسباب‭ ‬محبة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬فقد‭ ‬نالت‭ ‬شهرة‭ ‬واسعة‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬وكانت‭ ‬حكمتها‭ ‬وصلابتها‭ ‬محل‭ ‬إبهار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تصفح‭ ‬سيرة‭ ‬تلك‭ ‬الأم‭ ‬الصبورة،‭ ‬التى‭ ‬يُنسب‭ ‬إليها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬الحميدة‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان،‭ ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬وأيقونة‭ ‬فى‭ ‬الصبر‭ ‬والجلادة‭ ‬والإخلاص‭ ‬للإيمان‭.‬
ذكرت‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬البتول‭ ‬مريم‭ ‬بصفات‭ ‬حميدة‭ ‬بل‭ ‬وصفتها‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬نساء‭ ‬الأرض‭ ‬وأكرمهم،‭ ‬وذكرتها‭ ‬الكتب‭ ‬المسيحية‭ ‬والإسلامية‭ ‬باسمها‭ ‬مريم‭ ‬العذراء‭ ‬والدة‭ ‬المسيح‭ - ‬عيسى‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ - ‬أما‭ ‬عن‭ ‬الكتب‭ ‬اليهودية‭ ‬عرفت‭ ‬بـ«مريَم‭ ‬هَبِتوله‮»‬،‭ ‬وفى‭ ‬اليونانية‭ ‬‮«‬برثينوس‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬السريانية‭ ‬فذكرت‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مِريَم‭ ‬بثولتا‮»‬،‭ ‬وهى‭ ‬والدة‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح،‭ ‬وبحسب‭ ‬المعتقدات‭ ‬المسيحية‭ ‬أنها‭ ‬أثناء‭ ‬خطبتها‭ ‬بالقديس‭ ‬يوسف‭ ‬البار‭ ‬النجار‭ ‬جاءتها‭ ‬البشارة‭ ‬المجيدة‭ ‬من‭ ‬الملاك‭ ‬جبرائيل‭ ‬وأخبرتها‭ ‬بحملها‭ ‬‮«‬يسوع‮»‬،‭ ‬ووقفت‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬الشجاعة‭ ‬أمام‭ ‬ظلم‭ ‬العباد‭ ‬وطغيان‭ ‬أهل‭ ‬اليهود‭ ‬وبطش‭ ‬هيرودس‭ ‬الملك‭ ‬الذى‭ ‬خاف‭ ‬على‭ ‬عرشه‭ ‬المهزوز‭ ‬حين‭ ‬علم‭ ‬من‭ ‬المجوس‭ ‬أن‭ ‬ملك‭ ‬اليهود‭ ‬قد‭ ‬ولد‭ ‬وظهور‭ ‬النجمة‭ ‬التى‭ ‬تخبر‭ ‬العالمين‭ ‬بمولد‭ ‬مخلص‭ ‬العالم،‭ ‬وبات‭ ‬هذا‭ ‬الإمبراطور‭ ‬الخائف‭ ‬يهرع‭ ‬وراء‭ ‬الطفل‭ ‬ليقتله‭ ‬وقاده‭ ‬الغضب‭ ‬أن‭ ‬يمد‭ ‬جنوده‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬بيت‭ ‬لحم‭ ‬لقتل‭ ‬جميع‭ ‬الأطفال،‭ ‬وحينها‭ ‬جاءت‭ ‬البشارة‭ ‬ليوسف‭ ‬البار‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬الصبى‭ ‬وأمه‭ ‬ويتجهوا‭ ‬نحو‭ ‬أرض‭ ‬الأمان‭ ‬مصر،‭ ‬وحملت‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬الصبورة‭ ‬أمتعتها‭ ‬البسيطة‭ ‬وركبت‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬جحش‭ ‬صغير‭ ‬وفرّت‭ ‬هاربة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬فى‭ ‬يديها‭ ‬سوى‭ ‬صغيرها‭ ‬ونور‭ ‬قلبها‭ ‬يرشدها‭ ‬نحو‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬الآمن،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬الصبورة‭ ‬قد‭ ‬وقفت‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬ابنها‭ ‬وهو‭ ‬يصلب‭ ‬أمام‭ ‬أعينها‭ ‬ويتحمل‭ ‬عذاب‭ ‬وغدر‭ ‬الحكام‭ ‬فى‭ ‬صبر‭ ‬كبير‭ ‬وحكمة‭.‬
مكانة‭ ‬البتول‭ ‬مريم‭ ‬فى‭ ‬الإسلام
تكرمت‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬وعرفت‭ ‬بـ«مريم‭ ‬بنت‭ ‬عمران‮»‬‭ ‬أم‭ ‬المسيح‭ ‬عيسى‭ ‬جاء‭ ‬ذكرها‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬فى‭ ‬مواضع‭ ‬عديدة‭ ‬وجميعها‭ ‬تؤكد‭ ‬مكانتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬بين‭ ‬نساء‭ ‬الأرض،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬العذراء‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬تخصيص‭ ‬سورة‭ ‬كاملة‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬مريم‮»‬‭ ‬وتروى‭ ‬قصتها‭ ‬وتصف‭ ‬حكمتها‭ ‬وصبرها‭ ‬وتؤكد‭ ‬تفردها‭. ‬وذكر‭ ‬فى‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬نساء‭ ‬الأرض،‭ ‬ورُوى‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬النبى‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬أنه‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬بالعفة‭ ‬والطهر‭ ‬وأن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬اصطفاها‭ ‬على‭ ‬نساء‭ ‬العالمين،‭ ‬وأخرج‭ ‬من‭ ‬جوفها‭ ‬معجزة‭ ‬إلهية‭ ‬كبيرة‭ ‬وهى‭ ‬حملها‭ ‬فى‭ ‬‮«‬المسيح‮»‬،‭ ‬ووضعت‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬المكرمة‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأحاديث‭ ‬ما‭ ‬رواه‭ ‬البخارى‭ ‬ومسلم‭ ‬أنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬كمل‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬كثير،‭ ‬ولم‭ ‬يكمُل‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬إلا‭ ‬آسية‭ ‬امرأة‭ ‬فرعون،‭ ‬ومريم‭ ‬بنت‭ ‬عمران،‭ ‬وإن‭ ‬فضل‭ ‬عائشة‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬كفضل‭ ‬الثريد‭ ‬على‭ ‬سائر‭ ‬الطعام‮»‬‭.‬
زفة‭ ‬موكب‭ ‬العذراء
ومن‭ ‬أشهر‭ ‬المظاهر‭ ‬الاحتفالية‭ ‬بفترة‭ ‬صوم‭ ‬العذراء‭ ‬والذى‭ ‬يتوافد‭ ‬إليه‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬مسلمين‭ ‬ومسيحيين،‭ ‬هى‭ ‬‮«‬زفة‭ ‬موكب‭ ‬العذراء‭ ‬بدير‭ ‬درنكة‭ ‬فى‭ ‬أسيوط‮»‬،‭ ‬وعادة‭ ‬تنطلق‭ ‬الزفة‭ ‬‮«‬الدورة‮»‬‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬مساءً‭ ‬من‭ ‬مغارة‭ ‬الدير،‭ ‬فى‭ ‬موكب‭ ‬يترأسه‭ ‬الأنبا‭ ‬يؤانس‭ ‬أسقف‭ ‬أسيوط،‭ ‬ويظهر‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬القساوسة‭ ‬والرهبان‭ ‬خلف‭ ‬أيقونات‭ ‬أثرية‭ ‬للسيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬ويصطف‭ ‬المشاركون‭ ‬فى‭ ‬صفين،‭ ‬ويأتى‭ ‬من‭ ‬خلفهم‭ ‬الشمامسة‭ ‬حاملين‭ ‬الصلبان،‭ ‬وتعلو‭ ‬أصوات‭ ‬الوفود‭ ‬بالزغاريد‭ ‬والتراتيل‭ ‬والترانيم‭ ‬والتسابيح‭ ‬التى‭ ‬تدوى‭ ‬فى‭ ‬المكان،‭ ‬ولا‭ ‬عجب‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬المشاركين‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الموكب‭ ‬إلى‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬فمحبة‭ ‬أم‭ ‬المسيح‭ ‬قد‭ ‬اجتمع‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬يمجدون‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ويتوافد‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬آلاف‭ ‬الزوار‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال،‭ ‬ويردد‭ ‬جميعهم‭ ‬كلمات‭ ‬المحبة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬وعقب‭ ‬انتهاء‭ ‬الزفة‭ ‬‮«‬الموكب‮»‬‭ ‬يشير‭ ‬أسقف‭ ‬الأقباط‭ ‬إلى‭ ‬شعب‭ ‬الكنيسة‭ ‬بالبركة‭ ‬والمحبة‭ ‬والسلام‭ ‬ثم‭ ‬يلقى‭ ‬عظته‭ ‬اليومية‭.‬
 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صوم البتول يسوع المسيح الكنائس القبطية الأرثوذكسية الشلولو

إقرأ أيضاً:

أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده

كتبت- داليا الظنيني:

أكد الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الابتلاء ليس عقوبة بل علامة محبة من الله لعبده، مشيرًا إلى أن الابتلاءات تُعد فرصة للإنسان ليكتشف قوته الداخلية ويعيد تقييم علاقته بالخالق.

وأضاف خلال حواره في برنامج "من القلب للقلب" على قناة "إم بي سي مصر 2" أن الحديث النبوي "إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه" يؤكد أن المحن تكشف معادن النفس وتفتح أبواب التأمل والتقرب إلى الله.

وأوضح قابيل، أن الابتلاء يحمل في طياته دروسًا عميقة، إذ يكشف عن الأشخاص المخلصين في حياة الإنسان ويبرز جوانب خفية من صلابته الروحية.

وتابع أن الرضا بالقدر هو المفتاح لتحويل المحن إلى منح، مستشهدًا بقوله تعالى "وبشر الصابرين"، مؤكدًا أن الصبر والتسليم يمنحان العبد ثلاث جوائز إلهية: صلاة من الله، رحمة، وهداية.

وأشار إلى أن التذمر والجزع من الابتلاء يبعدان الإنسان عن نعمة الرضا، بينما الصبر، رغم مرارته، يؤدي إلى فرج عظيم ومكافآت إلهية.

وأكد أن كل محنة تحمل في قلبها منحة، موضحًا أن الله لا يبتلي إلا من يحب، ولا يترك قلبًا يلجأ إليه دون أن يمنحه السلوى والهداية.

وأضاف الدكتور قابيل أن اختيار الرضا في مواجهة الأقدار هو سر النجاة والفرج، داعيًا المؤمنين إلى الثقة بأن الله يرتب لهم الخير حتى في أصعب اللحظات.

وشدد على أن الابتلاء هو جسر يعبر به العبد إلى قرب الله، مشددًا على أن من يتمسك بالصبر والذكر سيجد في نهاية الطريق نورًا وتيسيرًا يعكسان رحمة الله الواسعة.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور أسامة قابيل علامات محبة الله لعبده الابتلاء ليس عقوبة برنامج من القلب للقلب المحن تكشف معادن النفس

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة أسامة قابيل: من يُحلل الحشيش يُخادع الناس.. فهل يرضى أن يشربه أولاده أخبار هل أرباح السوشيال ميديا حلال أم حرام؟.. الدكتور أسامة قابيل يجيب أخبار عالم أزهري بعد الاعتداء على كولر: تكريم كبار السن واجب ديني وأخلاقي أخبار

إعلان

أخبار

المزيد حوادث وقضايا حريق يضرب شقة سكنية في الوراق اقتصاد بعد وقف الهواتف.. كيف تقدم شكوى لتنظيم الاتصالات؟ مصراوى TV لليوم الثاني... هل تكفي المساعدات لتخفيف الكارثة في غزة؟ شئون عربية و دولية فرنسا: استهداف المدنيين الباحثين عن المساعدات في غزة أمر غير مقبول شئون عربية و دولية وزير الخارجية السعودي: تحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني

الثانوية العامة

المزيد مدارس 70 مدرسة يابانية وبرمجة للطلاب.. خطة شاملة لتطوير التعليم وخفض الكثافات التنسيق تنسيق الأدبي 2025.. أقسام وطبيعة الدراسة في حقوق حلوان الأزهر الفتيات يتصدرن المشهد.. ننشر أوائل الثانوية الأزهرية بأسيوط مدارس رسميًا.. تسليم شهادات نجاح الثانوية العامة 2025 مقابل 65 جنيهًا مدارس ننشر أسماء أوائل الثانوية العامة علمي علوم في جنوب سيناء

إعلان

أخبار

أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

حان وقت وقف حرب غزة ونداء خاص لترامب.. كلمة السيسي بشأن أزمة غزة -فيديو المادة 123 من الدستور تحسم الموعد النهائي لتطبيق "الإيجار القديم" أحوال الطقس.. الأرصاد تُعلن موعد انكسار الموجة الحارة سببان أحدهما موسمي.. لماذ هبط الدولار لأدنى مستوى منذ 9 أشهر؟ للإعلان كامل للإعلان كامل 41

القاهرة - مصر

41 27 الرطوبة: 15% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • ساهم بـ4 ملايين دولار... إطلاق اسم جورج وديع عوده على مركز الألزهايمر في مستشفى المسيح الملك (صور)
  • صاحبة الحلول السريعة للمشكلات.. تعرف على موعد «صيام العذراء 2025»
  • هل الابتلاء دليل محبة الله أم عقوبة؟.. أزهري يوضح
  • أسامة قابيل: الابتلاء أول دليل على محبة الله لعبده
  • كنيسة السيدة العذراء بشبرا تنظم فعاليات المؤتمر السنوي الصيفي لخدمة التربية الدينية
  • الأنبا توماس يتفقد مؤتمر المرحلتين الإعدادية والثانوية بكنيسة أم النور بإمبابة
  • تفسير رؤيا الأفراح والزغاريد في المنام لابن سيرين
  • أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده
  • الأنبا باسيليوس يترأس قداس المناولة الاحتفالية بكنيسة السيدة العذراء بجاهين
  • عبد المسيح لسعيد: لا يمكن الاكتفاء بمشهد تحميل رياض سلامة وحده المسؤولية