جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-10@02:42:54 GMT

بيت اللبان (2)

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

بيت اللبان (2)

 

 

 

أنور الخنجري

alkhanjarianwar@gmail.com

 

 

بيت تميز

بعد وفاة سيد مخدوم سكنت في البيت شخصية أخرى معروفة لكنها مثيرة للجدل بحكم انتمائه العقائدي المختلف عن ما كان سائدا في أوساط السكان المسلمين في تلك الفترة، كالمسيحية والهندوسية والإسماعيلية وغيرها من المعتقدات، وهذا يبرهن للقارئ الكريم مدى انفتاح مدينة مطرح على الآخرين وتقبل الأهالي وتسامحهم مع معتنقي الديانات والمعتقدات الأخرى.

هذه الشخصية كانت ميسورة الحال تعمل في مجال تجارة التصدير والاستيراد، خاصة في مجال الأسماك ومتعلقاتها، كان يطلق عليه اسم "واجوه"، ومعناها باللغة البلوشية (سيد)، لكن اسمه الحقيقي لم نتمكن من الوصول إليه حقيقة لندرة المعلومات المتوفرة في هذا الجانب، كما إن لقبه المعروف به "واجوه" كان طاغيًا على الاسم الحقيقي. وتشير بعض المعلومات الواردة إلى مسامعنا أن هذه الشخصية اتسمت بالانطوائية والانعزال، خاصة بعد وفاة ابنه الوحيد غرقا في البحر وهو في سن المراهقة حين كان يسبح مع رفاقه أمام البيت. ويُشاع أن هذا الرجل قد جاء في الأساس من منطقة بلوشستان في بر فارس، وهو من أتباع الديانة "الزرادشتية" كما كان يُعتقد، وهي ديانة قديمة منتشرة في بلاد فارس ومختلفة عن ما كان سائدًا في المدينة من ديانات ومعتقدات. في حين تشير مصادر أخرى أنه كان من أتباع الإسماعيلية الاثني عشرية، والله أعلم.

استأجر "واجوه" هذا البيت وسكن فيه مع أسرته وصهره زوج ابنته "تميز"، الذي يعود أصله إلى بلاد السند، وقد كان "تميز" الساعد الأيمن والشخص الأكثر ثقة لدى صهره، كما كان أكثر نشاطا وتواصلا مع السكان المحليين، مما خلق لنفسه سمعة جيدة  ومكانة مرموقة بين الأعيان والمواطنين، وبحكم أن "تميز" كان (مالكًا) وساكنًا في البيت مع صهره فقد عرف البيت في تلك الفترة باسم "بيت تميز".

تجدر الإشارة إلى أن "تميز"، بالاتفاق مع صديقه وشريكه في أمور التجارة، النوخذة والتاجر المعروف الحاج عبدالفتاح بن محمد بن صالح المعيني، قام بشراء هذا البيت من وارثه الأصلي، شهاب بن أحمد علي الشيخ المدني، وبالتالي انتقلت ملكية البيت اسميًا إلى "تميز" لكن، ولسبب ما، كان الحاج عبدالفتاح هو المالك الحقيقي للبيت وقد اتفقا معا على شراء هذا البيت بهذه الصورة التي سنأتي لذكر أسبابها في الفقرة اللاحقة وكشف حقيقة هذه البيعة ومدى غرابتها.

وبما إن الشيء بالشيء يذكر، فقد تواردت خلال فترة الستينيات من القرن الماضي أنباء عن تعليمات صارمة صدرت عن زعماء الطائفة الإسماعيلية، (يعرفون محليا بـ"الخانا وارية")، بضرورة مغادرة كافة المنتمين للطائفة المقيمين في المدينة فورًا لأسباب بقيت غامضة إلى يومنا هذا. وبالفعل بادر أبناء الطائفة إلى بيع ممتلكاتهم جميعها ومغادرة المدينة إلى جهة غير معلومة، بمن فيهم "واجوه" وصهره "تميز" اللذان غادرا إلى مدينة كراتشي في باكستان. وبعد مغادرتهم البلاد نهائيًا، دخل البيت بمرحلة من الجمود والوحشة ولم يُستغل إلا لفترات متقطعة؛ حيث سكنته بعض الأسر والعائلات المعروفة التي لم يكن لديها مأوى مستقر في ذلك الوقت، كما اتخذته بعض الأسر ملجأ مؤقتًا خلال الأزمات، خاصة خلال حريق مطرح الكبير، وما شابهه من حرائق كثر حدوثها في تلك الفترة. كما استخدم البيت من قبل بعض أفراد عائلة الحاج عبدالفتاح وكذلك كمقر لسكن بعض المدرسين الفلسطينيين الذين قدموا للتدريس في المدرسة السعيدية في مطرح إبان افتتاحها في عام 1959.

بيت عبدالفتاح

بعد طول غياب لمالكه الشرعي "تميز" في باكستان مع عدم معرفة المصير الذي سيؤول إليه البيت لا قدر الله في حالة وفاة "تميز"، لجأ الحاج عبدالفتاح إلى الشيخ النزيه والمرجع الديني البارز في مدينة مطرح الشيخ حمد بن سعود بن عبدالله الخنجري، مدعيًا أن البيت ملكه وأنه اشتراه بحُر ماله، إلّا أن عدم رغبة شهاب المدني بيع البيت للحاج عبدالفتاح، اتفق الاخير مع صديقه وشريكه "تميز" على شراء البيت باسمه، وبذلك أراد الحاج عبدالفتاح ضمان حقه في ملكية البيت قبل أن تسلم روح "تميز" إلى باريها وهو خارج البلاد. وبما أن النزاهة والعدل كانت من سمات الشيخ حمد بن سعود الخنجري. وإحقاقا للحق وعدم التفريط بموازين العدل، استعان الشيخ حمد بأحد الأعيان الموثوق بهم الذي كان يتردد على مدينة كراتشي لأمور التجارة والصلات العائلية، استعان به لمساءلة "تميز" عن حقيقة ما يدعيه الحاج عبدالفتاح بملكيته للبيت. وبعد رحلة مثيرة مليئة بالقلق والتساؤل استمرت لعدة أسابيع بحثا عن "تميز" في ضوضاء بلاد السند الصاخبة بالعديد من أجناس البشر. عاد الموفد بالحقيقة الصادمة لأغلب أهل المدينة الذين كانوا يعتقدون أن البيت ملك لـ"تميز"، عاد بشهادة موثوقة تفيد أن البيت ملك للحاج عبدالفتاح! وأن عملية الشراء تمت باتفاق بينهما- أي تميز وعبدالفتاح- وبالتالي، أصبح الحاج عبدالفتاح هو المالك الشرعي والوحيد للبيت.

وهكذا انتقلت ملكية البيت من بعده إلى ذريته ورثته الشرعيين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شروط وجوب الحج .. الأزهر للفتوى يوضحها

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكتروني، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، شروط وجوب الحج على الإنسان وهي: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والاستطاعة المالية والبدنية لأداء هذه الفريضة، فمن قدر بدنيًّا ولم يقدر ماليًّا فلا يجب عليه الحج، ومن قدر ماليًّا وعجز بدنيًّا أناب عنه مَن يؤدي الفريضة مكانه - على المختار للفتوى -، ومن كان عليه دَيْنٌ حَالٌّ فعليه أن يؤديَه لأهله ثم يحج ويعتمر.

أركان الحج

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن أركان الحج، وذلك بالتزامن مع اقتراب دخول شهر ذي الحجة 1443هـ، واستقبال يوم عرفات يوم الحج الأعظم.

ومن خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بين علي جمعة أركان الحج التي جاءت كالتالي:

للحجِّ أركانٌ أساس، إذا تَرَكَ المسلمُ منها شيئًا بَطَلَ حَجُّه.

● عند الشافعيّة

أركانُ الحجِّ ستة، وهي تزيد عن أركان العمرة بركن الوقوف بعرفة، وهذه الأركان الستة هي:

1- الإحرام.

2- الوقوف بعرفة.

3- طواف الزيارة (الإفاضة).

4- السعي.

5- الحلق أو التقصير.

6- الترتيب بين الأركان.

● عند الحنابلة والمالكية

الأركانُ أربعةٌ فقط:

1- الإحرام.

2- الوقوف بعرفة.

3- طواف الزيارة (الإفاضة). 4- السعي.

لأبنائنا الطلاب.. أفضل 10 أدعية لتسهيل الحفظ وتثبيت المذاكرةأفضل أدعية للمريض بظهر الغيب.. رددها يشفيه الله ويعافيهحكم دعاء الاستفتاح في الصلاة وسبب الاختلاف حول صيغتهدعاء السيدة عائشة للرزق أوصاها النبي به .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل

● عند الحنفية:

ركنانِ فقط هما: الوقوفُ بعرفةَ، وطوافُ الزيارةِ (الإفاضة).

ويلاحظُ التَّماثُلُ أو التشابهُ الكبيرُ بين أركانِ الحجِّ وأركانِ العمرةِ .

1- الإحرام: في اللغةِ : الدُّخُولُ في الحُرمة. ومعناه الشرعيُّ: نيةُ الحجِّ عندَ الجمهورِ، والنيةُ معَ التَّلبِية (وهي قول: لبيك اللهم) عند الحنفيةِ. والإحرامُ رُكنٌ مِن أركانِ الحجِّ عند الجمهورِ، وشَرطٌ مِن شُرُوطِ صِحَّتِه عندَ الحنفيّة.

2- الوقوف بعرفة: وهو أن يَقِفَ الحاجُّ بأرضِ عرفة، ويبدأُ وقتُ الوقوفِ بعرفة مِن زَوالِ شَمسِ يومِ عرفةَ -وهو تاسع ذي الحجة- ويمتدُّ إلى طلوع الفجر الصادق يوم عيد النحر حتى لو وقف بعرفة في غير هذا الوقت كان وقوفُه باطلاً اتفاقًا في الجُملة.

و"عرفةُ كُلُّها موقفٌ إلا بَطنَ عُرَنة"( )،كما قال رسول الله، ويُسَنُّ ألا يدخُلَ عرفةَ إلا بعد الزوال، وبعد أن يَجمَعَ الظهرَ والعصرَ تَقدِيمًا وقَصرا، فيَقِفُ بعَرَفة مُراعِيًا أحكامَه وسُنَنَه وآدابَه، ويَستَمِرُّ إلى غُرُوبِ الشَّمسِ، ولا يُجاوِزُ عرفةَ قَبلَه، ويَتَوَجَّهُ إلى الله في وُقُوفِه خاشِعًا ضارِعًا بالدُّعاءِ والذِّكرِ والقُرآنِ والتَّلبِية، ويَسقُطُ الفَرضُ بالوقوفِ في تلك المُدّة زمنًا يسيرًا، وما ذُكِرَ أفضل.

3- طواف الزيارة أو الإفاضة أو الركن:

هو طوافٌ يُؤَدِّيه الحاجُّ بعدَ أن يُفِيضَ مِن عرفةَ ويبيتَ بالمزدلفة، ويأتي مِنًى يومَ العيد، فيَرمِي، وينحر، ويحلق، ثم بعد ذلك يُفِيضُ إلى مكةَ فيطوفُ بالبيتِ. وسُمِّيَ طوافَ الزيارة لأن الحاج يأتي من مِنًى فيزورُ البيتَ ولا يُقِيمُ بمكّة، بل يرجِعُ ليبيتَ بمنى. ويُسَمّى أيضًا طوافَ الإفاضة؛ لأن الحاجَّ يفعلُه عند إفاضتِه من مِنًى إلى مَكّة.

وعددُ أشواطِ الطوافِ سبعة، ويجبُ المشي في الطوافِ على القادرِ عليه عند الجمهورِ، وهو سُنّة عند الشافعية. ويشترط فيه أن يكون مسبوقًا بإحرام، ومسبوقًا بالوقوف بعرفة، ويبدأ وقت طواف الإفاضة بعد منتصفِ ليلةِ النَّحرِ، لمن وَقَفَ بعرفة، ولا حَدَّ لآخرِه.

4- السعي:

هو مَشيُ الحاجِّ وسعيُه بينَ جبلَي الصَّفا والمَروة، ويُشتَرَطُ فيه سَبقُ الإحرامِ، وأن يَسبِقَه الطَّوافُ، وأن يَبدأ السَّعيَ بالصَّفا، فلو عكس يُلغى الشوطُ ويُحتَسَبُ من عندِ الصَّفا. وتُسَنُّ الموالاةُ بين السعيِ والطوافِ، ونيةُ السعي، والسعي الشديد بين المِيلَينِ الأخضرين، كما تُسَنُّ الموالاة بين أشواطِ السعيِ عند الجمهور، وهي شرطٌ لصحةِ السعيِ عندَ المالكيّة.

وقد ذهب الأئمةُ الثلاثة إلى أنَّ السعي ركنٌ من أركانِ الحجِّ لا يَصِحُّ بدونِه، حتى لو تَرَكَ الحاجُّ خُطوة مِنه يُؤمَرُ بأن يعودَ إلى ذلك المَوضِعِ فيضَعُ قدمَه عليه، ويَخطُو تلكَ الخُطوة، في حين ذَهَبَ الحنفيّة إلى أنَّ السعيَ واجبٌ في الحجِّ وليس بركنٍ.

وركنُ السعيِ عند الجمهورِ سبعةُ أشواطٍ، حتى لو تَرَكَ شيئًا منها لم يتحلَّل من إحرامِه. أمّا الحنفيةُ فإنَّ ركنَ السعيِ أكثرُ أشواطِ السعيِ، أي أربعة، فالثلاثةُ الباقيةُ ليست رُكنًا، وتَنجَبِرُ بالفِداءِ.

والمشيُ للقادرِ واجبٌ في السعيِ عند الحنفيةِ والمالكيةِ، سُنّة عند الشافعية والحنابلة.

5- الحلق أو التقصير:

وهو واجب عند الحنفية والمالكية والحنابلة، وعند الشافعية ركن.

والقَدرُ الواجبُ

عند المالكية والحنابلة: هو حَلقُ شَعرِ جميعِ الرأسِ أو تقصيرُه.

وعندَ الحنفيةِ: ربعِ الرأسِ على الأقلِّ.

وعند الشافعية: ثلاثِ شعراتٍ على الأقلِّ.

والحَلقُ للرجال أفضل في العمرة إلا للمُتَمَتِّعِ، فالتَّقصِيرُ له أفضل؛ لكي يُبقِي شَعرًا يأخذُه في الحجِّ. والسُنّة للنساءِ التقصير فقط، ويكره الحَلقُ في حقِّهنَّ؛ لأنَّه مُثلة، كما سَبَقَ ذِكرُه.

6- الترتيب:

وهو رُكنٌ عند الشافعيّة بين الأركانِ السابقةِ، وهو ليس ركنًا منفصلاً، بل هو كيفيّة لأداءِ تلكَ الأركانِ الخمسةِ المذكورةِ، فيَحصُلُ مع آخرِ رُكنٍ، ويَبدأ مع أوَّلِ رُكنٍ.

طباعة شارك أركان الحج الحج شروط وجوب الحج

مقالات مشابهة

  • قيادي بالجبهة الوطنية: محورية الدور المصري بالقضايا الإقليمية وسياستها الرشيدة تلقى تقديرًا دوليًا بالغًا
  • وفيات الجمعة .. 9 / 5 / 2025
  • عاجل - الرئيس عبدالفتاح السيسي يصل موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر
  • عصام عبدالفتاح: الحكم اخطأ في بروتوكول فار لحظة طرد لاعب الاتحاد.. فيديو
  • كيف تميز الخيول العربية الأصيلة ؟.. فيديو
  • وفاة أكبر معمر في لواء الكورة عن 118 عاما
  • منتجات طبيعية تعكس التراث العُماني وتتواكب مع العصر
  • سلامة الحمادي.. رحلة تميز في الذكاء الاصطناعي
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي يحيى الأهدل
  • شروط وجوب الحج .. الأزهر للفتوى يوضحها