الإمارات إنسانية عابرة للحدود.. والعالم يشهد
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن مسيرة العطاء والعمل الإنساني في الدولة ترتكز على قيم راسخة مستلهمة من إرث زايد الخير، ورؤية مستنيرة سارت عليها القيادة الرشيدة حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا. ونقل حساب وزارة الخارجية على منصة «إكس» أمس عن سموه قوله: «تحتفي دولة الإمارات في “اليوم العالمي للعمل الإنساني” بمسيرة حافلة بالعطاء الإنساني لرفع المعاناة ومد يد العون لكل من يحتاج للدعم والسند والغوث في شتى أنحاء العالم؛ تلك المسيرة التي ترتكز على قيم راسخة مستلهمة من إرث زايد الخير ورؤية مستنيرة سارت عليها القيادة الرشيدة حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا.
إلى ذلك، أثنى قادة ومنظمات دولية على مساهمات الإمارات الفعالة في مواجهة الأزمات الإنسانية، معتبرين إياها نموذجاً يحتذى به في تقديم المساعدات وتنسيق الجهود الدولية.
وأشادت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، بالشراكة الاستراتيجية مع الإمارات، مضيفة: «تُعد الإمارات شريكاً رئيسياً لبرنامج الأغذية العالمي، حيث تقدم دعماً قيماً يساعدنا في تقديم العون إلى المحتاجين بسرعة خلال الأزمات. هذا التعاون يضمن قدرتنا على تحقيق مهمتنا الإنسانية وتأمين المساعدات الغذائية للأشخاص المتضررين».
وقالت: «تمكنت دولة الإمارات من خلال شبكة شراكاتها مع المنظمات الدولية المختصة في دعم منظومة الغذاء العالمية وتأمينها كشريك استراتيجي ساهم بشكل مباشر في تقديم الدعم والمساعدة للفئات الأكثر ضعفاً، خاصة في ظل أزمات الغذاء والمجاعات الإنسانية». وأضافت: «كان لدعمها ومبادراتها الرائدة في مجال مواجهة تحديات الأمن الغذائي على المستوى العالمي، ونهجها في مجال الابتكار وتعزيز حلول الأمن الغذائي المستدام الفعال في وصول المساعدات الغذائية إلى المحتاجين في المناطق المتأثرة بالنزاعات والصراعات عن طريق الهيئات والمنظمات الإنسانية الإماراتية التي تشهد إشرافاً مباشراً من قيادتها الرشيدة نظراً لدورها المهم في تمكين جهود العاملين في طواقم الإغاثة الإنسانية بشكل فعال حول العالم».
أزمات إنسانية
من جانبه، أشاد خالد خليفة، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دول مجلس التعاون الخليجي، بالدعم الثابت الذي تقدمه الإمارات للمتأثرين بالأزمات، مضيفاً: «يحل اليوم العالمي للعمل الإنساني في وقت يشهد فيه العالم مآسي وحروباً وأزمات إنسانية حرمت الملايين من الناس من الخدمات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. نعبر اليوم عن تضامننا مع زملائنا في المجال الإنساني ومع ضحايا النزاعات والكوارث، وامتناننا للشركاء الذين لا يدخرون جهداً لمساعدة المتأثرين، كدولة الإمارات العربية المتحدة التي شكلت مساهماتها الإنسانية بارقة أمل للنازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في العديد من البلدان. وتتجلى هذه الجهود في تقديم الإمارات دعماً شاملاً، سواء كان مالياً أو عينياً، إلى جانب تسهيل الشراكات الاستراتيجية هذا الدور المحوري يعكس التزام الإمارات الراسخ بدعم البرامج الإنسانية وتقديم المساعدات، ما يسهم في تعزيز منظومة العمل والدعم الإنساني التي تتصدرها دولة الإمارات العربية المتحدة».
ومن ناحية أخرى، استمرت الإمارات في دعمها السخي للبرامج الإنسانية الموجهة نحو اللاجئين بشكل خاص، حيث قدمت كل الدعم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتعزيز جهودها في تقديم المساعدات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، دعمت الإمارات وكالات إنسانية أخرى التي توفر خدمات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئين في مناطق متعددة. وأبرز هذا التزام الإمارات كأحد أبرز المانحين الدوليين إصرارها على دعم القضايا الإنسانية وتعزيز الأمن والاستقرار للمجتمعات المتضررة.
رؤية
تأسس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية الذي يرأسه سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، في شهر يناير من عام 2024 بموجب مرسوم اتحادي للإشراف على المساعدات الدولية والتنمية والمبادرات والسياسات الخيرية والإنسانية، بجانب تطوير رؤية مستقبلية للأنشطة الإنسانية والخيرية العالمية لدولة الإمارات، وبناء برامج وأطر التنفيذ. ويسعى المجلس إلى دعم مجالات العمل الإنساني والخيري، من خلال تسخير موارد الإمارات وشبكاتها وخبراتها لفتح فرص جديدة للمشاركة والشراكة، ولتحقيق أهداف التنمية العالمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات عبدالله بن زايد العمل الإنساني اليوم العالمي للعمل الإنساني المساعدات الإنسانية برنامج الأغذية العالمي العمل الإنسانی فی تقدیم
إقرأ أيضاً:
جريمة التجويع في غزة .. كارثة إنسانية بصمت العالم
في ظل عدوان طال أمده، وحصار خانق يضيق يومًا بعد يوم، يواجه قطاع غزة جريمة التجويع مكتملة الأركان، منظمة “العمل ضد الجوع” حذرت من تفاقم كارثة إنسانية تفتك بأطفال غزة ونسائها، حيث كشفت عن نقل 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، فيما يحتاج 300 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل أو مرضعة إلى مكملات علاجية عاجلة.يمانيون / خاص
أرقامٌ صادمة تكشف عمق الكارثة
سلّطت منظمة العمل ضد الجوع الضوء على أبعاد المأساة، مؤكدة في بيانها أن المجاعة تتسع رقعتها في القطاع مع استمرار تعطل سلاسل الإمداد الغذائي وانهيار المنظومة الصحية، وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن وفاة سبعة أشخاص جدد خلال 24 ساعة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 154 حالة، من بينهم 89 طفلًا.
هذه الأرقام، وإن كانت مفزعة بحد ذاتها، فإنها تمثل جزءًا من مشهد أكبر، تزداد فيه مؤشرات الانهيار الغذائي والصحي، في وقتٍ لم تُفتح فيه الممرات الإنسانية بالقدر الكافي، ولا تزال المساعدات تواجه عقبات إدارية وأمنية ولوجستية، على الرغم من المطالب الدولية المتكررة.
جريمة حرب بصيغة التجويعما يحدث في غزة لا يمكن فصله عن القانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استخدام التجويع كسلاح حرب، والتي تعتبر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب يُعد محظورًا، ومع ذلك، لا تزال ممارسات الحصار الممنهج، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، قائمة على قدم وساق، دون محاسبة تُذكر.
المنظمات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، حذّرت مرارًا من تحول الأوضاع في غزة إلى مجاعة شاملة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث يصعب وصول المساعدات، لكن هذه التحذيرات لم تقابلها خطوات دولية حازمة لوقف الانتهاك، أو حتى مساءلة الجناة.
النساء والأطفال .. الضحايا الأضعف في قلب المأساةما يزيد من فداحة الكارثة، أن ضحايا هذه المجاعة الفئات الأكثر ضعفاً وتضرراً وهم الأطفال والنساء، حيث تشير التقارير الطبية إلى تفشي أمراض ناتجة عن نقص حاد في الفيتامينات والبروتينات الأساسية، كالهزال الشديد، وفقر الدم، ونقص النمو، واضطرابات في المناعة، وفي غياب الرعاية الطبية الكافية، تتحول هذه الأمراض إلى حكم بالإعدام البطيء.
صمت دولي مريبأمام هذه الجريمة، يبرز الصمت الدولي كواحد من أكثر الجوانب قسوةً، فالاكتفاء بالبيانات الصحفية، أو الوعود غير المُلزِمة، لا يغير من الواقع شيئًا، في المقابل، تستمر آلة الحرب في قطع طرق الإغاثة، وتقييد دخول القوافل، في مشهد يختزل مأساة العصر، الموت جوعًا في القرن الحادي والعشرين.
خاتمةالمجاعة التي تضرب قطاع غزة اليوم جريمة تجويع تُمارس عمدًا، وبشكل ممنهج، ضد شعب بأكمله، أمام أنظار العالم. الأرقام الصادرة من غزة ليست مجرد إحصاءات، بل شهادات دامغة على عار الإنسانية الصامتة.
ويبقى السؤال مفتوحًا أمام الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأكمله ، كم من الأطفال يجب أن يموتوا جوعًا، قبل أن تُحرّك ضمائركم؟