كفر غطاطى بالهرم في الجيزة، الواقع وسط أراضِ زراعية أغلب سكانه يعملون في جمع الخُردة، ظل شاهدًا على واحد من أكثر فصولها فظاعة، فمع تنفيذ أحد سكانها مذبحة أسرية بحق زوجته وبناتهما الـ5 زحف الأهالى إلى مسكنه وعلى وقع الصدمة أخذوا يروون كيف حاول «عبدالمولى» إخفاء معالم جريمته بمحاولته إضرام النيران في المنزل بحيث تتجه الأنظار إلى موت أفراد عائلته بفعل الحريق، وأنه عقب نحر عنق ضحاياه شغّل الكاسيت بصوت عالٍ كى لا يسمع جيرانه أصوات استغاثاتهن، فيما وقف بعدها يدخن السجائر كأنه لم يقترف ذنبًا.

. وحين حضر السكان ليستطلعوا الأمر، فجعهم منظر الدماء.

أخبار متعلقة

أسرار جريمة الهرم.. «عبدالمولى» خرج من السجن وذبح زوجته وبناته الـ5 (قصة كاملة)

رعب فى كفر غطاطى.. عامل يذبح زوجته وبناته الـ5

3 من أبنائه يصارعوت الموت.. القبض على المتهم بقتل زوجته وابنته في كفر غطاطي

شاهدة عيان: سمعت صوت صراخ زوجة المتهم ليدارى عليه بصوت أغانٍ عالٍ

تزامنًا مع ضبط المتهم في منزل صديقه بمنطقة الطالبية عقب هروبه من مسرح الجريمة، زارت «المصرى اليوم» الكفر والتقت سكانه الذين مازالوا يعيشون تحت وقع صدمة عميقة جراء ما حل بالمنطقة من خراب.. يتذكّر السكان هناك آلامهم ويسردون تفاصيل لحظات صادمة يقولون إنها لن تسقط من ذاكرتهم مدى الحياة.

شارع بهجت نهاية الكَفْر بات يُعرف بـ«شارع الموت»، إذ استأجر به «عبدالمولى» قبل عامين منزلًا مكونًا من طابق واحد فوق الأرضى، عاش به برفقة زوجته «رانيا»، وبناتهما: «منى»، و«جانا»، و«ملك»، و«منة»، و«سجدة»، أصغرهم 5 سنوات، وشهد ذبح الأم وابنتها الكبرى- 16 سنة- ونحر بقية الطفلات ليتم نقلهن إلى المستشفى حيث يصارعن الموت.

تقول «أم ياسين» التي يقع بيتها على طرف الشارع، إن رب الأسرة خرج من الحبس على ذمة قضية مخدرات قبل أسبوعين ليرتكب المذبحة على وقع خلافات له مع زوجته التي أرادت العودة إلى مسقط رأسيهما في محافظة بنى سويف دون رغبته، لارتباطه بالعمل في الخُردة بالكفر، مضيفةً: «شاهدته عائدًا من صلاة العشاء، وليس كعادته دخول المسجد، كونه من أصحاب السوابق ومعروفًا عنه سرقة التروسيكلات، وفجأة سمعت صوت صراخ زوجته ليدارى عليه بصوت أغانٍ عالٍ، وكان الأهالى يتجمهرون أمام المنزل ليروا جثتى الزوجة وابنتها عند مدخل البيت».

تروى «أم ياسين» والدموع تفيض في عينيها وهى تستعيد شريط الذكريات القاسى، كيف شرع «عبدالمولى» في إشعال النيران بجسد زوجته وبناتهما، والأهالى دخلوا إلى مسكنهم وأطفأوا النار التي أضرمها في مراتب السرير وسط رقود الضحايا على الأرض: «منظرهم كان يصعب على أي بنى آدم، خرج المتهم إلى الشارع ولاذ بالفرار وسط الزراعات فلم يلتفت إليه أحد حتى حضرت عائلة (رانيا) مصدومين وسيارات الإسعاف تحمل الضحايا إلى المستشفى».

إحدى الضحايا ملك

أم ياسين، شاهدة عيان

العيال كلهم كانوا مدبوحين وأمهم والدم على كل الجدران

برجفة وتقطّع في الكلام، تحاول «أم يوسف»، التي يطل منزلها على الشارع نفسه، سرد تفاصيل ما عايشته في هذا اليوم المشؤوم، بيد أنها تجد صعوبة في استدعاء تلك المشاهد المروعة، تقول: «انتنابتى صدمة فقدت معها النطق، وأصابتنى رعشة في جسدى، لا أعلم كيف بقيت على قيد الحياة!، ما فعله (عبدالمولى) شىء يفوق الخيال»، وتضيف: «لما دخلنا البيت رأينا البنزين مرشوش جنب أجساد الضحايا»، أما جارها «سيد»، فيقول إن ما عايشه أول مرة يراه بعينيه سائلًا الله ألا يراه مرة أخرى: «بحياتى وأنا بعمر السبعين لم أتخيل أن أعيش مثل هذه المشاهد المروعة.. العيال كلهم كانوا مدبوحين وأمهم، والدم على كل الجدران، بداية من بوابة دخول العقار».

يسرد الرجل السبعينى مشاهداته لما جرى بعد المذبحة ويروى أنهم عثروا داخل المنزل محل الجريمة على مادة «الاستروكس»، ولا يدرى ما إذا كان المتهم تعاطى المخدر أثناء ارتكابه جريمته من عدمه، لكنه يعرف أنه كان يتعاطى بشكل دائم المخدرات.

ومع حضور الشرطة وسيارات الإسعاف والنيابة العامة والأدلة الجنائية، جاءت أسرة الضحايا من بنى سويف وعلى وجوههم آثار الحزن والصدمة، يشير عم «رانيا»: «ده بنت أخويا كانت غضبانة في بيت أبوها وأمرها بالرجوع لبيت زوجها، بحجة أن عيالها مين هيتولى تربيتهم، ليحضروا على مصيبة قتلها وبنتها الصغيرة- 5 سنوات، بينما بقية الأطفال في المستشفى بين الحياة والموت».

أما «هناء»، الصديقة المقربة من زوجة «عبدالمولى»، فتروى بمشاعر الخوف التي تملكتها: «(رانيا) كانت تعيش لأجل أولادها، وترضى بأقل القليل رغم زواج (عبدالمولى) عليها وإنجابه طفلًا يُدعى (فهد)، ولم تكن تعلم ما ينتظرها».

المنزل محل الجريمة

المنزل محل الجريمة

المنزل محل الجريمة

النيابة العامة تأمر بحبس المتهم بارتكاب مذبحة كفر غطاطي

تردد بين الأهالى أن إحدى بنات «عبدالمولى» حكت لأبيها عن تحدثها مع رجل غريب، فاستشاط غضبًا، ولكن عددا من السيدات صديقاتها أكدن أنها كانت «ست طيبة وأخلاقها حسنة».

ومع وصول عائلة الضحايا إلى مستشفى الهرم، قال عم «رانيا»، إن الأطفال الناجين أجريت لهم عمليات جراحية، موضحًا إن إحدى الفتيات وهى بعمر الـ16 عامًا مخطوبة، وأن طفلة وحيدة نجت أيضًا من المذبحة إذ كانت في منزل جدتها بمنطقة البساتين.

المتهم

وكيل النائب العام، كتب بمحضر التحقيق: «قمنا بالانتقال إلى شارع بهجت، لإجراء المناظرة اللازمة لجثمان المتوفاة إلى رحمة مولاها (رانيا)، وابنتها (سجدة)»، ويصف مكان الجريمة: «هو عبارة عن منزل مكون من دورين، دور أرضي ودور علوي ومبنى من الطوب الأحمر، وبالدخول إلى داخل المسكن تبينّ لنّا تواجد سلم على يمين الداخل في المواجهة وتبينّ لنّا وجود شقة على يسار الداخل، وعثر على أداة الجريمة (سكين) تم التحفظ عليه ورفع آثار الدماء، وبمناظرة عموم جسد الضحيتين تلاحظ إصابة بالرقبة من الأمام، وكذا إصابة بالبطن ولم يتبين ثمة إصابات أخرى وترك ما قد ظهر عرضه على الطبيب الشرعي».

ووفق التحقيقات، تم تحريز المضبوطات، وبدأت النيابة التحقيق مع المتهم وبسؤاله شفاهه عن التهمة المنسوبة إليه تم أحاطته علمًا وبعقوبتها.

جريمة الهرم اليوم جريمة الهرم كفر غطاطي الهرم مذبحة كفر غطاطي مذبحة أسرية قتل قتل الهرم قاتل أسرته بكفر غطاطي الجريمة اليوم الجريمة الان أخبار الحوادث حوادث حوادث اليوم أخبار الحوادث اليوم في مصر أخبار اليوم مذبحة كفر غطاطي في الهرم

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الجيزة جريمة الهرم اليوم جريمة الهرم كفر غطاطي الهرم مذبحة كفر غطاطي مذبحة أسرية قتل قتل الهرم الجريمة اليوم أخبار الحوادث حوادث حوادث اليوم أخبار اليوم مذبحة كفر غطاطي في الهرم زي النهاردة کفر غطاطی

إقرأ أيضاً:

الغارديان: قادة الغرب الذين دعموا المذبحة لا يمكنهم صنع سلام لفلسطين

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للصحفية نسرين مالك، رأت فيه أن قادة الغرب المشاركين في قمة شرم الشيخ هم أنفسهم من "مكّنوا ورعوا المذبحة في غزة"، ولهذا بحسب قولها لا يمكنهم بناء مستقبل فلسطيني حقيقي".

وقالت مالك في مقالها إن شرم الشيخ استضافت أبرز تجمع لقادة العالم في الشرق الأوسط منذ سنوات، حيث يشارك في القمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وآخرون، تحت شعار "إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وبدء عهد جديد من الأمن الإقليمي".

ورأت الكاتبة أن "هذه اللغة تنذر بمستقبل خالٍ من المحاسبة أو معالجة الأسباب الجذرية للصراع"، معتبرة أن الهدنة، إن صمدت، ستؤدي إلى "تطبيع نتائج المذبحة"، بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي بلا مساءلة، ويُطوى فصل آخر من انتهاكات إسرائيل سرا، ليس فقط ضد الفلسطينيين بل ضد مَن دعموها أيضا.

وأضافت مالك أن تعبيرا عربيا يتبادر إلى الذهن في هذا السياق هو "حاميها حراميها"، في إشارة إلى أن الدول التي سلحت إسرائيل هي ذاتها التي تبحث الآن عن طريق لتحقيق السلام في غزة.

وتابعت أن الصور القادمة من القطاع تكشف دمارا غير مسبوق، حيث يعود السكان إلى منازلهم ليجدوا "أرضا قاحلة سوتها القنابل والجرافات بالأرض"، مؤكدة أن حتى ضوء الشمس في الصور يبدو "خارقا للطبيعة" لأن المباني التي كانت تخلق الظلال اختفت تماما. وأشارت إلى أن الناجين يعودون ليقيموا خياما جديدة بانتظار المساعدات، لكن هذه المرة "بخطر أقل للتعرض للقصف أثناء النوم".

وتساءلت الكاتبة عن مصير الحياة بعد الموت في غزة، وعن الأطفال الأيتام والمشوهين الذين فقدوا أسرهم، موضحة أن "الدمار لم يطل البنية التحتية فقط، بل محا أيضا النسيج الاجتماعي، إذ أُبيدت عائلات كاملة على مدى أجيال". ونقلت عن أحد سكان غزة قوله عن شقيقه الذي فقد عائلته في غارة واحدة: "يتجول باستمرار حول الأنقاض التي ماتوا فيها".

وقالت إن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع مع استمرار انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن "ما لا يقل عن 10 بالمئة من سكان غزة قُتلوا أو جُرحوا، وهو تقدير متحفظ".

وأضافت أن تجاهل هذه الحقائق والتعامل معها كتكاليف للحرب "يشكل جريمة أخلاقية وسياسية"، مشددة على أن "الهجوم يجب أن يتوقف، لكن الأهم هو معالجة الظروف التي سمحت بوقوعه واستمراره".

وأكدت مالك أن حجم الدمار يجعل من الصعب التركيز على أي شيء سوى وقف القتل، "لكن هذا التركيز ذاته يحمل في طياته خطر التبرئة"، مشيرة إلى أن ترامب "يستعد للاحتفال بنصره في صنع السلام"، رغم أنه ساهم في تمكين ما حدث، فيما أشاد جاريد كوشنر بـ"سلوك إسرائيل"، قائلا: "بدلا من تكرار همجية العدو، اخترتم أن تكونوا استثنائيين".

وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أثنى على ترامب لدوره في تأمين الصفقة، بينما ركز على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وذكرت أن مكتب رئيس الوزراء أعلن أنه سيشيد "بشكل خاص" بالرئيس الأمريكي في قمة شرم الشيخ.

وعلقت قائلة: "هكذا أصبح لدينا جريمة بلا مجرمين، وإبادة جماعية بلا مرتكبي إبادة جماعية، وشعب بائس يُقال إن حماس هي من أذلته، ويُتعامل معه الآن كمن يحتاج إلى الإطعام والرعاية بينما يُمحى من جديد تاريخه وهويته".

وأوضحت مالك أن هذه التبرئة ستكون هذه المرة أكثر إلحاحا، لأن مسؤولية الدول التي سلحت إسرائيل وقمعت الاحتجاجات ضدها "باتت أوضح من أي وقت مضى"، مشيرة إلى أن تلك الدول "ستسارع إلى شرم الشيخ لتبرئة نفسها"، لأنها زودت إسرائيل بالسلاح، ورفضت الالتزام بأحكام المحكمة الجنائية الدولية حين أصدرت مذكرة توقيف بحق بنيامين نتنياهو.

وقالت الكاتبة إن "الحديث عن السلام في غزة" تحول إلى فرصة للنسيان، ومحاولة لمحو مرحلة من الوعي الجماعي التي كشفت تواطؤ بعض الحكومات الغربية في تدمير غزة، مضيفة أن ما حدث "لن يُنسى بسهولة"، وأن "المستقبل الآمن لسكان غزة لا يمكن أن يصنعه من تلطخت أيديهم بدمائهم".

واختتمت مقالها بالتأكيد على أن وقف القتل لا يعني نهاية المأساة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين سيظلون يواجهون القتل ومصادرة الأراضي والاعتقال دون محاكمة عادلة، وأن "ما تعلمه العالم خلال العامين الماضيين لا يمكن تجاهله".

وقالت نسرين مالك في ختام مقالها في "الغارديان": "لقد تخلى مرتكبو هذا الدمار منذ زمن طويل عن أي ولاية على الشعب الذي ساعدوا في قتله وتحطيمه"، مضيفة أن ما يُكشف الآن من أعداد القتلى والدمار في غزة يجعل إنكار الحقيقة مستحيلا، وختمت بعبارة مستوحاة من قصيدة "جيرونشين" للشاعر تي. إس. إليوت: "بعد هذه المعرفة، أي غفران؟".

مقالات مشابهة

  • السجن 7 سنوات لقاتل زوجته بسبب طبق مكرونة
  • الغارديان: قادة الغرب الذين دعموا المذبحة لا يمكنهم صنع سلام لفلسطين
  • زوج يحرق زوجته ويلقيها من البلكونة.. جريمة بشعة تهز بني سويف
  • أربيل.. قاتل والد زوجته يسلّم نفسه للشرطة بعد ساعات من الجريمة
  • تخفيف الحكم على المتهم بقتل زوجته بسبب طبق مكرونة من الإعدام للسجن 7 سنوات
  • تأجيل استئناف صاحب سايبر أنهى حياة زوجته بشبرا الخيمة على خكم إعدامه للغد
  • غدا.. نظر استئناف متهم علي حكمه بالإعدام لاتهامه بقتل زوجته بشبرا الخيمة
  • تأجيل نظر استئناف صاحب سايبر قتل زوجته بشبرا الخيمة على حكم إعدامه للغد
  • خلاف زوجي يتحول إلى جريمة قتل.. مأساة جديدة في الجيزة
  • هيام عباس تحصد الهرم الذهبي.. مهرجان القاهرة السينمائي يكشف تفاصيل دورته الـ46