هيام عباس تحصد الهرم الذهبي.. مهرجان القاهرة السينمائي يكشف تفاصيل دورته الـ46
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
عقدت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤتمرا صحفيا -مساء اليوم الأحد- في المسرح الصغير بدار الأوبرا في العاصمة المصرية، كشفت خلاله تفاصيل الدورة الـ46 التي تُقام خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وشهد المؤتمر حضورا واسعا من صناع السينما والإعلاميين، وأُعلن خلاله قائمة الأفلام المشاركة، وأسماء المكرَّمين، وأعضاء لجان التحكيم في الدورة المنتظرة.
وأعلنت إدارة المهرجان منح جائزة "الهرم الذهبي" للممثلة والكاتبة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، تقديرا لمسيرتها الفنية التي امتدت لعقود قدّمت خلالها أعمالا إنسانية معمقة تعكس نبض التجربة الفلسطينية والعربية.
وتُعد هيام عباس، التي عُرفت بأدوارها في أفلام "حيفا"، و"باب الشمس"، و"الجنة الآن"، من أبرز الوجوه العربية التي تركت أثرا بارزا في السينما العالمية.
كما سيمنح المهرجان "الهرم الذهبي" للمخرج المصري محمد عبد العزيز، تكريما لمسيرته الممتدة منذ ستينيات القرن الماضي، التي امتزج فيها الحس الواقعي بالروح الكوميدية في أعمال خالدة بالذاكرة السينمائية المصرية.
وسيُكرّم كذلك مدير التصوير المصري محمود عبد السميع، أحد أبرز أعمدة فن الصورة السينمائية، تقديرا لمسيرته الممتدة التي أثرت الصناعة منذ أكثر من نصف قرن.
وفي لفتة تقديرية للسينما الأوروبية، قررت إدارة المهرجان منح جائزة "الهرم الذهبي" لإنجاز العمر، للمخرجة والكاتبة المجرية إيلديكو إينييدي، صاحبة التجربة المميزة في المزج بين الفلسفة والإنسانية في أعمالها.
أما جائزة "فاتن حمامة للتميز"، فستذهب بدورها إلى الممثل المصري خالد النبوي، الذي يمتلك رصيدا فنيا حافلا منذ ثمانينيات القرن الماضي، بمشاركات عربية وعالمية بارزة في أفلام مثل "المصير" و"المسافر".
جدل الملصق الدعائي ورفض مليون دولاروشهد المؤتمر الصحفي تفاعلا واسعا بعد تصريحات رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، الذي أعلن أن إدارته رفضت عقد رعاية بقيمة مليون دولار، مؤكدا أن المهرجان "مصري الهوية" ولا يليق به الاعتماد على تمويلات غير وطنية.
إعلانوشدد فهمي على أن المهرجان لا يعاني أزمة مالية، إذ يحظى بدعم وزارة الثقافة والدولة المصرية وعدد من الشركات المحلية.
كما تطرّق إلى الجدل الذي أُثير مؤخرا حول الملصق الدعائي (البوستر) للدورة الحالية، موضحا أن سوء فهم للألوان والتصميم تسبب في الجدل، وأن الفريق الفني يعمل حاليا على إعادة تقديمه في نسخة جديدة أكثر وضوحا.
عرض "آخر المعجزات" ضمن الفعالياتعلى صعيد آخر، أعلنت إدارة المهرجان عرض فيلم "آخر المعجزات" للمخرج عبد الوهاب شوقي ضمن فعالياته، وهو عمل مثير للجدل استُلهم من قصة "معجزة" للأديب نجيب محفوظ، بعد أن تم سحبه من افتتاح مهرجان الجونة العام الماضي لعدم حصوله على إجازة رقابية.
والعمل من بطولة خالد كمال وأحمد صيام وعابد عناني، وتظهر فيه غادة عادل ضيفة شرف، ويُنتظر أن يثير عرضه نقاشا فنيا واسعا بين النقاد والجمهور.
وفي إطار اهتمامه بتاريخ السينما المصرية، أعلن مهرجان القاهرة السينمائي برنامج "الكلاسيكيات المصرية المرمّمة"، الذي يضم مجموعة من أعظم أفلام التراث التي خضعت مؤخرا لعمليات ترميم رقمية متقدمة.
تشمل القائمة أفلاما من توقيع كبار المخرجين، منها "الناس والنيل"، و"إسكندرية كمان وكمان"، و"المهاجر" ليوسف شاهين، و"بين القصرين"، و"قصر الشوق" لحسن الإمام، و"القاهرة 30″، و"الزوجة الثانية" لصلاح أبو سيف، إلى جانب "شيء من الخوف"، و"المستحيل" لحسين كمال.
كما تضم القائمة أعمالا بارزة مثل "الحرام" لهنري بركات، و"غروب وشروق" و"الرجل الذي فقد ظله" لكمال الشيخ، و"زوجتي والكلب" لسعيد مرزوق، و"مراتي مدير عام" لفطين عبد الوهاب، إلى جانب عدد من الأفلام النادرة الأخرى التي تُعرض على الشاشة الكبيرة للمرة الأولى بعد ترميمها.
لجان تحكيم بتمثيل عربي وعالميوفي ما يتعلق بلجان التحكيم في المسابقات المختلفة، كشفت إدارة المهرجان عن أن المخرج التركي نوري بيلجي جيلان سيترأس لجنة التحكيم الدولية، وتضم في عضويتها المونتيرة الإيطالية سيمونا باجي، والمخرج الصيني جوان هو، والمخرجة المصرية نادين خان، والممثلة بسمة، إلى جانب المخرجة التونسية ليلى بوزيد، والمخرج الروماني بوجدان موريسانو.
أما لجنة تحكيم أفضل فيلم عربي، فتضم المخرج المصري كريم الشناوي، والمنتجة الأردنية رولا ناصر، والمخرج السعودي وائل أبو منصور.
وفي مسابقة آفاق السينما العربية، يشارك المنتج المغربي كريم أيتونة، ومدير التصوير المصري عبد السلام موسى، وعضوة مجلس إدارة مهرجان لوكارنو نادية دريستي.
بينما تتولى لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية مهامها بقيادة المخرج المصري بسام مرتضى، والمديرة التنفيذية لمؤسسة "فيلم لاب فلسطين" علا سلامة.
كما تضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الممثلة تارا عماد، والمخرجة التايلندية بوم بونسيرمفيتشا، والمخرج السويسري أنس سارين.
أما لجنة أسبوع النقاد، فتتكوّن من الممثلة سلمى أبو ضيف، والمخرج اللبناني إيلي داغر.
مشاركة عربية لافتة في المسابقة الدوليةوتضم المسابقة الرسمية 12 فيلما من مختلف أنحاء العالم، من بينها أعمال عربية بارزة مثل:
إعلان "كان يا ما كان في غزة" من فلسطين، إخراج طرزان وعرب ناصر. "اغتراب" من تونس، إخراج مهدي هميلي. "ثريا، حبي" من إنتاج لبناني قطري مشترك، للمخرج اللبناني نيكولا خوري. "ضايل عنا عرض" من مصر، إخراج مي سعد وأحمد الدنف. "زنقة مالقة" من المغرب، إخراج مريم توزاني.كما تتضمن المسابقة أفلاما عالمية من تركيا وكندا وفرنسا ومالطا وبلجيكا وبنغلاديش، من بينها "الأشياء التي تقتلها"، و"ترميم"، و"الركض الصامت"، و"مدينة الرمال"، و"اليعسوب".
"صوت هند رجب" خارج المسابقةوفي القسم الرسمي خارج المسابقة، يُعرض فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الحاصل على جائزة الأسد الفضي في مهرجان فينيسيا الأخير.
الفيلم مستوحى من المكالمات الأخيرة للطفلة الفلسطينية هند رجب (6 سنوات)، التي كانت قد علقت داخل سيارة في غزة يوم 29 يناير/كانون الثاني 2024 بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي عائلتها. وظلت على اتصال بطواقم الإسعاف لأكثر من ساعة، قبل أن تُستهدف سيارة الإنقاذ التي كانت في طريقها إليها، مما أسفر عن استشهاد المسعفين.
ويُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي -الذي تأسس عام 1976- أحد أعرق المهرجانات السينمائية العربية والأفريقية، وهو الوحيد في المنطقة المصنّف ضمن الفئة "ألف" من قِبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام في باريس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات مهرجان القاهرة السینمائی إدارة المهرجان الهرم الذهبی
إقرأ أيضاً:
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكشف عن بوستر دورته السادسة والأربعين
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن البوستر الرسمي لدورته السادسة والأربعين، التي تُقام خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، تحت رئاسة الفنان الكبير حسين فهمي، وتحت رعاية وزارة الثقافة.
يعكس البوستر هذا العام رؤية بصرية عميقة تتجاوز حدود الإعلان التقليدي إلى فضاء رمزي وفكري يعبر عن جوهر السينما وروح المهرجان. إذ يتحوّل التصميم إلى لوحة تجمع بين الشعر والحداثة، وتقدّم قراءة جديدة لهوية المهرجان بوصفه مساحة للنهضة الجمالية والفكرية، ومختبرًا دائمًا للخيال والإبداع.
في مركز التكوين، تظهر فتاة تتحرك باندفاع نحو الضوء، في مشهد يرمز إلى لحظة ميلاد جديدة وانبعاثٍ من العتمة إلى الحياة. هذه الحركة تجسّد معنى التحوّل والتحرّر، وتستحضر روح تمثال "نهضة مصر" للفنان الراحل محمود مختار، الذي صوّر المرأة المصرية وهي ترفع النقاب عن وجهها في لحظة وعي وبداية انطلاق حضاري. كلا الرمزين – المرأة في النحت والفتاة في البوستر – يعكسان الفكرة نفسها: النهضة عبر النور والمعرفة، واستعادة الإنسان لوعيه في مواجهة العالم.
وفي تعليقه على البوستر، قال الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان:
"أردنا أن يكون البوستر مرآة لجوهر السينما ولرحلة الإنسان مع الضوء. الشخصية التي تتصدر التصميم تعبّر عن سعي الإنسان الدائم نحو المعرفة والإبداع، وهي تستلهم من تمثال نهضة مصر رمزية الوعي والانبعاث. السينما، مثل الفنون الكبرى، طريق نحو النور، ومساحة لاكتشاف الذات وإعادة صياغة رؤيتنا للعالم. من الماضي إلى المستقبل، من الرؤية الفردية إلى الحلم الجماعي، تبقى السينما فعل نهضةٍ مستمرة تلامس الروح وتعيد إضاءة العالم."
وأضاف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي:
"لقد مزجنا في تصميم البوستر بين الأبيض والأسود والألوان، لنقول إن سينما الأبيض والأسود العظيمة، التي كانت أحد أهم أعمدة النهضة الفنية والثقافية في القرن الماضي، هي الأساس الذي نبني عليه. واليوم، نسعى بكل شغف وطموح إلى استعادة هذه النهضة، ولكن برؤية معاصرة، وبألوان تعكس حيوية حاضرنا وتطلعات أجيالنا الجديدة نحو المستقبل."
قام بتصميم البوستر الفنان زياد السماحي من وكالة "FP7 McCaan Cairo"، الذي قال تعبيرًا عن فكرته:
"يكرم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تراث السينما المصرية بينما يتطلع إلى المستقبل بروح متجددة وألوان تنبض بالحياة. يجسد الملصق امرأة شابة - رمزًا للمهرجان نفسه - تمضي بخطى واثقة نحو المستقبل وهي تنظر إلى الماضي تقديرا لتراث السينما المصرية العريق. ومن خلال إزالتها لأثر الزمن عن إطار بالأبيض والأسود يجسد نيجاتيف الفيلم تعبر عن سحر الترميم وأمل السينما في إحياء الماضي وصناعة المستقبل - لتضفي لونا وسحرًا على الواقع."
الوجه المضيء في البوستر يحمل نظرة دهشة ويقظة، وكأنه يشاهد الحقيقة للمرة الأولى، فيما يتحوّل الطيف اللوني المنبعث من خلف الرأس إلى شريط سينمائي رمزي يصل بين الذاكرة والمستقبل، ليعبّر عن رسالة المهرجان الدائمة: السينما ضوء إنساني يبدّد العتمة، ويمنح الإنسان فرصة جديدة لرؤية ذاته والعالم من منظور مختلف.
ويأتي اختيار الخلفية الرمادية المتدرجة ليعبّر عن منطقة العبور بين القديم والجديد، بين السكون والحركة، بينما يبرز رقم الدورة (46) بخطه الهندسي الأبيض كعلامة على مرحلة متجددة من تاريخ المهرجان، تستند إلى إرثها الفني العريق وتتطلع بثقة نحو المستقبل.
يقدّم البوستر بهذا المعنى تجسيدًا معاصرًا لفكرة النهضة المصرية من منظور سينمائي؛ نهضة الوعي بالصورة والقدرة على التعبير عن الذات من خلال الفن. وإذا كان مختار قد عبّر في مطلع القرن العشرين عن حلم مصر باليقظة والهوية، فإن مهرجان القاهرة في القرن الحادي والعشرين يعبّر عن الحلم نفسه عبر السينما كقوة ضوء جديدة، تُنير الوعي وتعيد تشكيل الخيال الجمعي.
يعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، والوحيد في المنطقة الذي يحمل تصنيف الفئة "A" من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) بباريس. تأسس المهرجان عام 1976، ويُقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.