شهدت منطقة منشأة القناطر بمحافظة الجيزة جريمة مروعة هزت مشاعر الأهالي، بعدما تحولت جلسة صلح عائلية إلى مشهد دموي مأساوي انتهى بمقتل سائق على يد شقيق زوجته إثر خلافات أسرية متراكمة.

طعنة صهره القاتلة.. صلح عائلي يتحول إلى مأساة دموية في منشأة القناطر

القصة التي بدأت بخلاف زوجي عادي، انتهت بجريمة قتل كاملة التفاصيل، لتفتح مجددا ملف العنف الأسري الذي يحول البيوت إلى ساحات صراع بدلا من أن تكون ملاذا للأمان.

ففي التفاصيل، تلقى الرائد أحمد عكاشة، رئيس مباحث منشأة القناطر، بلاغا من أحد المستشفيات يفيد بوصول رجل مصاب بطعنة نافذة في البطن، لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إسعافه داخل غرفة الطوارئ، وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية إلى المستشفى لمعاينة الجثة وجمع المعلومات الأولية حول الواقعة.

وبمجرد ورود البلاغ، أصدر اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، توجيهاته بسرعة تشكيل فريق بحث لفك لغز الجريمة الغامضة. 

وتبين من الفحص أن الجثة تعود إلى رجل يدعى «م. س.» يبلغ من العمر نحو 35 عاما، يعمل سائقا، وأنه أصيب بطعنة واحدة قاتلة في منطقة البطن أدت إلى نزيف داخلي حاد أنهى حياته في دقائق معدودة.

وكشفت تحريات المباحث التي أشرف عليها العميد أحمد نجم، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، أن القتيل كان متزوجا منذ عدة سنوات، إلا أن الخلافات الزوجية بينه وبين زوجته كانت تتفاقم في الآونة الأخيرة بسبب مشادات مستمرة وسوء تفاهم بين الطرفين، وفي إحدى المرات، قررت الزوجة مغادرة منزلها والعودة إلى بيت أسرتها بعد مشاجرة عنيفة مع زوجها.

مرت الأيام، وشعر الزوج بالندم، فقرر أن يذهب إلى بيت أسرة زوجته في محاولة لإنهاء الخلاف واستعادة حياته الزوجية. دخل المنزل حاملا نية الصلح والاعتذار، لكن القدر كان يخبئ له نهاية مأساوية.

فخلال الجلسة التي بدأت بهدوء، دار نقاش حاد بين الزوج وشقيق زوجته، الذي لم يتمالك أعصابه بعد أن وجه للزوج عتابا قاسيا على معاملته السيئة لشقيقته. ومع تصاعد الأصوات، تحولت الكلمات إلى مشاجرة عنيفة، تدخلت فيها الأسرة في محاولة للفصل بين الطرفين، لكن الغضب كان أقوى من الجميع.

في لحظة انفعال، اتجه شقيق الزوجة، الذي يعمل ميكانيكيا، نحو المطبخ وأمسك سكينا حادا، ثم عاد مسرعا نحو المجني عليه وسدد له طعنة قوية في البطن، ليسقط الأخير مضرجا في دمائه أمام أعين أسرته، حاول الجيران نقله إلى المستشفى لإنقاذه، لكن فشلت كل محاولات الأطباء، إذ كانت الطعنة قد أصابت أحد الشرايين الحيوية.

بعد الواقعة، فر المتهم من مكان الحادث، لكن رجال المباحث كثفوا جهودهم ونصبوا عدة أكمنة في مناطق متفرقة من الجيزة بتعليمات من اللواء هاني شعراوي، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة. لم تمر ساعات حتى تمكنت القوات من القبض عليه أثناء محاولته الاختباء لدى أحد أصدقائه بالمنطقة.

وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات، اعترف المتهم بجريمته كاملة، مؤكدا أنه لم يكن ينوي القتل وإنما فقد أعصابه بعد مشادة كلامية حادة مع زوج شقيقته. 

وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بعرض جثة المجني عليه على الطب الشرعي لتحديد السبب الدقيق للوفاة، كما قررت حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات في تهمة القتل العمد.

وتواصل النيابة تحقيقاتها الموسعة في الواقعة لكشف ملابسات الجريمة وتحديد ما إذا كانت هناك نية مسبقة لدى المتهم أم أن الحادث وقع في لحظة غضب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جرائم الجيزة منشأة القناطر خلافات أسرية قتل صهره حوادث مصر

إقرأ أيضاً:

الضابط الذي هزم الشفرة داخل أسوار الجيزة.. والجنايات تحكم بعشر سنوات مشددة

أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمها الشديد بالسجن المشدد عشر سنوات في حق المتهمين الذين اعتدوا على الضابط أثناء إجراء عرضهما أمام النيابة العامة.

في غرفة الحكم اجتمعت الهيئة القضائية الكاملة على النحو الآتي: المستشار وائل فاروق إسماعيل رئيسا للمحكمة، وسمير صلاح الدين محمد عضوا، وأحمد عبد العاطي الشافعي عضوا، بحضور وكيل النيابة هاني ماجد السعيد وأمانة السر أيمن أحمد عبد اللطيف. 

هذه الهيئة القضائية هي التي نطقت بالحكم ضد المتهمين، وركزت حيثياتها على أن الضابط الذي تعرض له الاعتداء كان يؤدي عمله في تجهيز إجراءات العرض على النيابة.

الحكم يهزم سكين الفوضى في جنايات الجيزة

في جلسة مشحونة بالأحداث والتوتر أصدرت المحكمة حكمها العادل بمعاقبة المتهمين عبد العال م. وأحمد ع. بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات مع إلزامهما بالمصاريف الجنائية وفرض مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات بعد قضاء العقوبة، وقد أوضحت المحكمة في حيثياتها أنها اطمأنت إلى أدلة الثبوت واستبعدت دفوع الإنكار والدفاع بأنها مجرد مبرر للإفلات من العقاب. 

كما أن المحكمة رفضت الاعتماد على أوجه الدفاع الأخرى لأنها لم ترتق إلى ما تدعمه الأدلة في الأوراق والجلوس. الكلمة المفتاحية “الضابط” تظهر أيضا كمرجع مركزي في حيثيات الحكم حين وصفت ما تعرض له الضابط من اعتداء.

تفاصيل الحادثة القاتلة

تحصلت المحكمة على كامل التفاصيل من التحقيقات وسجلتها في منطوق الحكم فكما ورد في ملف الدعوى حين كان الضابط في قسم شرطة الجيزة يجري ترتيبات العرض على النيابة تم سحب المتهم الأول عبد العال م. من الحجز لكنه رفض الخروج، ثم انضم إليه المتهم الثاني أحمد ع. واثارا الفوضى داخل زنزانة الحجز، في تلك اللحظة ظهر المتهم الثاني وهو يحمل شفرة “كتر” وهدد الضابط بالإيذاء لمنعه من اقتياد المتهم الأول إلى خارج زنزانة الحجز.

لم تكتف الواقعة بذلك بل حاول المتهمان دفع باب الزنزانة بالقوة والهروب عبر درج السلم، فلاحقهم الضابط، وعندما أمسك بالمتهم الثاني التفت إليه فطعنه بالسلاح الأبيض في وجهه فأحدث جرحا قطعيا. 

بعد ذلك صعد المتهمان إلى الطابق الثالث وأغلقا الباب الحديدي للقفل الموجود على طرقة الحجوزات، وحاول الضابط فتح الباب لكن المتهم الثاني هدد مجددا بشفرة “كتر” لمنعه من الفتح. 

وأخيرا نجحت القوة الأمنية بمساعدة الضابط في كسر القفل باستخدام عصا من قوات الأمن، وتم ضبط المتهمين رغم محاولتهما مواجهة القوة بالسلاح الأبيض.

دور الأدلة

في أوراق القضية تولت المحكمة عرض تقرير خبير المفرقعات لكن الواقع أن القضية كانت خالية من استخدام متفجرات، لذا التقرير خبير المفرقعات لم يحتوي على عنصر تفجير أو أية إشارات إلى متفجرات، بل اقتصر دوره على استبعاد أي استخدام لمواد خطيرة، معززا بذلك أن الاعتداء كان بسلاح أبيض فقط. 

المحكمة نقلت من التحقيق أن المتهمين لجآوا إلى الهياج والتكسير داخل الحجز لإثارة المحبوسين، وهددوا الضابط بالسلاح الأبيض، وأقدموا على الاعتداء الجسدي المباشر.

تخيل أن ضابطا عاديا في يوم عمله الصارم يفاجأ بأن اثنين من المحبوسين يحولان الزنازين إلى ميدان تمرد ويتحدون سلطة القانون، يلوح أحدهما بشفرة ويهجم بلا تردد، فيغدو المشهد مشدودا بين رمزية السلطة وشراسة التحدي، هنا يظهر الضابط كمدافع وحيد يجابه الاندفاع بلا أنين، يتلوى بين القفز والابتعاد والمطاردة، ثم يتلقى الطعنة وهي لحظة تساوي صدمة، لكنه لا يستسلم بل يواصل المواجهة، وكأنها مسرحية حية بين عدالة القانون وجموح المتهمين، حتى تدخل القوة وتطيح بالتمرد. هذا هو السرد الذي أرادته المحكمة حين سردت الوقائع.

في نهاية المطاف سقطت محاولات الإفلات بالدفاع والتشكيك، وبرر الحكم أن المتهمين قصدوا تضليل القانون وتمرير جريمتهم بالإنكار لكن المحكمة اقتنعت بصورة مطمئنة بالأدلة والاعترافات والشهادات، فكانت العدالة تتحقق.

مقالات مشابهة

  • الضابط الذي هزم الشفرة داخل أسوار الجيزة.. والجنايات تحكم بعشر سنوات مشددة
  • الناجية الوحيدة من جريمة نبروه: كنت أعيش في صراع دائم مع زوجي وقررت الابتعاد
  • مأساة جديدة على طريق الموت.. قنا تودع 5 ضحايا
  • كاميرات المراقبة تسجل جريمة قتل شخص لزوج شقيقته بمنشأة القناطر.. فيديو
  • كاميرات المراقبة تسجل جريمة قتل شخص لزوج شقيقته بإحدى قرى منشأة القناطر
  • سائق يتهم شخص بالاعتداء عليه لخلاف على الأجرة في الجيزة
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية
  • الأربعاء محاكمة المتهم بإنهاء حياة زوجته في البحيرة
  • إيداع منفذ جريمة ذبـ.ـح صبي داخل سوبر ماركت بالمهندسين مستشفى العباسية