إجلاء عشرات السودانيين العالقين في « بحر دار» الإثيوبية إلى القضارف
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
نجحت مساعي مشتركة بين السلطات السودانية والاثيوبية في اجلاء عشرات السودانيين العالقين بإقليم بحر دار الاثيوبي لولاية القضارف شرق البلاد في اعقاب توتر الأوضاع الأمنية هناك والاشتباكات بين مليشيات فانو الامهرية وقوات ليوهايلي الخاصة والجيش الإثيوبي.
وساعدت اللجنة الأمنية بولاية القضارف والسفارة السودانية باديس أبابا والقنصلية الإثيوبية بالقضارف في ترحيل السودانيين العالقين منذ نحو أسبوع الذين كانوا وصلوا مدينة قندر الاثيوبية لاستغلال الطيران الى وجهات مختلفة أو الوصول لأديس ابابا.
وأفاد مدير شرطة القضارف، مقرر لجنة الأمن اللواء شرطة حقوقي مدثر حسب الرسول سودان تربيون بأن التحركات نجحت في اعادة 220 من السودانيين العالقين بالمتمة يوهانس الإثيوبية والقلابات الى القضارف.
ويوجد داخل قندر الان نحو 1100 من السودانيين بينهم 450 طفل وامرأة ومسن ينوي غالبهم السفر لعواصم أخرى لتلقي العلاج. وينتظر أن يعقد الأربعاء اجتماع بين المسؤولين السودانيين والاثيوبيين مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبحث أفضل الطرق لإجلاء بقية العالقين. وقالت مصادر مطلعة لسودان تربيون إن الجيش الإثيوبي وافق على فتح ممرات للإجلاء فيما ينتظر المسؤولين الحصول على موافقة مليشيا فانو التي تسيطر على غالب المواقع في إقليم الامهرا.
الى ذلك أكد حسب الرسول نجاح إدارة الجوازات في إكمال اجراءات سفر 45719 من الأجانب بجانب 24650 سوداني عبر منفذ القلابات الحدودي مع اثيوبيا منذ اندلاع الحرب بالعاصمة الخرطوم منتصف ابريل الماضي.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بئر غرس بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى بالغسل منه
على أطراف المدينة المنورة، وبين الأزقة الهادئة التي تشهد عبق التاريخ، تقف بئر قديمة، لم ينجح الزمن في طمس ملامحها ولا في إطفاء روحها.. إنها بئر غرس، المكان الذي شرب منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأوصى أن يُغسَّل من مائها بعد وفاته.
حين تقف أمام بئر غرس، لا ترى أمامك مجرد حفرة في الأرض، بل نافذة مفتوحة على زمن النبوة. ويُقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ماءها، ويشرب منه بانتظام، بل أوصى أن يُغسل جسده الطاهر بمائها، وكأنّه يُشير إلى نقاء هذا المورد، وصفائه، وارتباطه العميق بذكريات لا يعرفها إلا من عايش المدينة المنورة في بداياتها.
وتقع البئر في حي العوالي، جنوب شرقي المسجد النبوي الشريف، ولا تزال محافظة على موقعها الأصلي، وإن غيّر الزمن ملامح ما حولها.
وما يجعل بئر غرس استثنائية ليس عمقها ولا هندستها، بل تلك اللحظة التي شرب فيها النبي من مائها، وقال عنها:“نِعْمَ البِئْرُ غَرْسٌ، هيَ مِن عُيُونِ الجَنَّةِ، وَمَاؤُهَا أَطْيَبُ المَاءِ”.
وبدأت مشاريع تطويرية لتأهيل الموقع، منها تنظيف البئر، وتزويدها بلوحات تعريفية، وتسهيل الوصول إليها للزائرين.
بئر غرس اليوم محاطة بأسوار بسيطة، ومبان حديثة تطوّقها من كل جانب، لكنها ما زالت تحتفظ بذلك الهدوء الذي يشبه السكون الذي يسبق الدعاء.
وحين تزورها، تشعر بشيء داخلك يُهدهدك، كأنك تقف عند بوابة من الزمن، ويخطر ببالك: “هل شرب النبي من هنا؟ هل نظر إلى هذه المياه كما أنظر إليها الآن؟”.
ويقول الناس الذين يعرفونها إنك إذا تأملت البئر طويلاً، ستسمع حكاياتها، ستشعر أن الحجر يتحدث، وأن الماء يحمل رسائل لا تُقال بالكلمات إذ إنها بئر تنبض بالمعنى، بالبساطة، بالتواضع، وبالحبّ النبوي.
سنوات طويلة مرّت، كانت فيها بئر غرس منسية، مغطاة بالتراب، لا يزورها أحد إلا بعض المحبين أو الباحثين في السيرة. لكنها اليوم بدأت تستعيد بعضًا من اهتمامها، ضمن جهود المملكة العربية السعودية لإحياء المعالم النبوية إذ تم تنظيف البئر، وتزويدها بلوحات تعريفية، وتهيئة المنطقة المحيطة بها لتكون مزارًا روحانيًا لمن أراد أن يعيش لحظة قُرب من النبي صلى الله عليه وسلم، ولو من بعيد.
بئر غرس ليست معلمًا أثريًا فقط، إنها قلب صغير ما زال ينبض في أطراف المدينة، يشهد على حبّ النبي للحياة، وللطبيعة، وللماء..ومن يزورها لا يخرج منها كما دخل، بل يعود بشيء من النور النبوي.