قراءة في تشكيلة الحكومة اليمنية الجديدة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
إسماعيل المحاقري
“نحن لا نطلب منكم المستحيل، لكن نأمل منكم مراعاة معاناة الناس وأزماتهم الإنسانية والمعيشية التي صنعها العدوان الجاثم على البلد منذ ما يزيد عن عقد من الزمن”.. هذا لسان حال المواطن اليمني مع إعلان المجلس السياسي الأعلى تشكيلة الحكومة الجديدة، “حكومة التغيير والبناء”، بعد انتظار طال أمده.
التغيير الحكومي هو مسار من مسارات عدة، وعد بها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ضمن “التغييرا.ت الجذرية” لإصلاح ما أفسدته الأنظمة والحكومات السابقة. وهذا المسار هو الأكثر تعقيدًا لارتباطه بمساعي تطهير مؤسسات الدولة ومختلف الجهات الرسمية نظرًا إلى وضعها الملغّم بالعناصر التي تعمل على الإفشال والإعاقة وإفساد الإصلاحات.
التعيينات في التقويم الأولي واقعية، إن من ناحية تمثيلها لغالبية المحافظات اليمنية من جنوبها وشمالها، أو من ناحية مؤهلات الوزراء وخبرة الكثير منهم، أو من ناحية الموضوعية في دمج الكثير من الوزارات والاكتفاء بـ22 وزارة بدلاً من 44.
بقي، من التشكيلة السابقة، وزير الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي ووزير الدفاع اللواء العاطفي واللواء جلال الرويشان نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن. وهذا مؤشر على أن المشكلة في اليمن ليست في أمنه ولا في وزارة دفاعه؛ بل اليمن قد حجز لنفسه مكانةً متقدمةً في الإقليم بقوته البشرية وقدراته الاستراتيجية. لكن المعضلة والتحدي الأكبر تكمن في كيفية النهوض بالاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، في ظل استمرار الحصار الخارجي على البلد، فضلًا عن معالجة وضع القطاعات الصحية والتربوية والتعليمية.
لتأكيد الرغبة الجادة في التغيير والتصحيح، من دون أي معيار آخر، استُبدل وزيرا الصحة والتربية والتعليم المحسوبان على “الأنصار” وأحدهما الشقيق الأكبر للسيد عبدالملك، وبتعيين نائب ثالث لرئيس الحكومة هو محمد المداني، والذي عين وزيرًا للإدارة والتنمية المحلية والريفية، بعد أن كان يرأس “مؤسسة بُنيان التنموية” يشير إلى الإيمان بالدور المحوري للمجتمع في عملية التنمية بمحاورها الثلاثة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتتجسد الأهميّة في المنظمات والجمعيات الأهلية التي تستطيع أن تُسهم في التنمية المستدامة إسهامًا حقيقيًّا.
المرحلة صعبة وحرجة؛ هذا ممّا لا شك فيه، والمهمة التي تقع على عاتق الوزراء ومنهم الوزراء الشباب، ليست بالهيّنة في ظل ما يمر به البلد من عدوان وحصار، خصوصًا مع استمرار تحكّم حكومة المرتزقة في المدن الجنوبية بعائدات النفط والغاز، إذ أنّ اليمن، بشكل عام، كان يعتمد في ميزانيته على عائدات هذه الثروات وما نسبته 70 %، والبقية كانت تحصّل من الموانئ والضرائب.
لا يأس ولا إحباط مع صلاح النفوس وحسن اختيار الوزراء، إن غلّبوا مصلحة البلد على مصالحهم الضيقة والحزبية، والدور الرقابي من شأنه أن يصوّب البوصلة، كما سيأتي الدور على الملف القضائي لتصحيحه، وبقية الجهات والمؤسسات، والمطلوب في هذه المرحلة التعاون الشعبي والتفهم لمتطلبات مسار التصحيح والتغيير؛ لأن العمل يجري في ظروف معقدة، وما يزيد المسؤولية هو اقتحام اليمن لمعركة إسناد غزة ودعم القضية الفلسطينية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
التنمية المحلية: خطة التدريب الجديدة تتضمن ورش عمل لتحديد وتحليل الاحتياجات التدريبية للمحافظات
قالت وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، أن خطة التدريب الجديدة اعتمدت على مهنجية تضمنت ورش عمل لتحديد وتحليل الاحتياجات التدريبية للمحافظات واستقبال ودراسة الاحتياجات التدريبية من رواد صفحة مركز سقارة و الوزارة على السوشيال ميديا، واستقبال ودراسة الاحتياجات التدريبية من المحافظين وسكرتيري العموم ومديري الموارد البشرية ومراكز التدريب بالمحافظات، ودراسة كل الممارسات الإيجابية والسلبية بخطة العام السابق.
جاء ذلك خلال اعتماد وزيرة التنمية المحلية، اليوم الأحد، الخطة التدريبية السنوية الجديدة للمحليات بمركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة، للعام المالي 2025/2026، في إطار جهود وزارة التنمية المحلية لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية في تأهيل ورفع كفاءة العاملين بالمحليات وتنمية قدراتهم الوظيفية والشخصية وبناء صف قيادي ثان بالإدارة المحلية.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية، إلى أن الخطة الجديدة تلبي الاحتياجات التدريبية الواردة من قطاعات الوزارة المختلفة والمحافظات وتتضمن 161 برنامجا وورشة عمل، وعدد البرامج المستحدثة بالخطة بلغت حوالي 78 برنامجا جديدا بنسبة تحديث 48%، وسيتم تنفيذ الخطة خلال 10 أشهر بإجمالي 37 أسبوعا تدريبيا و985 يوما تدريبيا ويستفيد منها 5562 متدربا، بمتوسط 140 متدرب أسبوعياً و 7388 ساعة تدريبية.
وأكدت أنه تم وضع آليات مؤسسية لتحسين جودة مخرجات مركز سقارة الفنية، حيث تم تشكيل لجنة علمية لمراجعة الخطة السنوية للتدريب ومراجعة وتقييم الحقائب التدريبية وتجهيزات الفعاليات التدريبية والبحثية بالمركز والاستعانة بخبراء تدريب وأساتذة الجامعات والمسؤولين الحكوميين بالمحليات، لتسريع وتيرة الإنجاز وتحقيق مستهدفات خطة تطوير المركز.
وأضافت الدكتورة منال عوض أن الخطة الجديدة تهتم بالجانب العملي والمشروعات والمناقشات ونقل الخبرات أكثر من الجانب المفاهيمي والنظري للعاملين بالمحليات، وكذا إدراج عدد (63) برنامجا تدريبيا، لتنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية للوزارة بتعميم الممارسات الجيدة لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر في جميع محافظات الصعيد، ويستفيد منها رؤساء المراكز والمدن ومديرو ومسؤولو التخطيط على مستوى الديوان والمراكز، إضافة إلى مديري الموارد البشرية و التدريب بالمحافظات.
وأوضحت أنه تم زيادة عدد البرامج المتوافقة مع توجه الدولة للتحول الرقمي وتنفيذ برامج جديدة لأول مرة، مثل برنامج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في نظم المعلومات الجغرافية، وبرنامج تخطيط وهندسة العمليات وكذا زيادة عدد البرامج التدريبية الموجهة لقيادات المحليات تلبية لتوصيات مجلس النواب، مشيرة إلى إدراج برامج جديدة لشركاء العمل من الوزارة ومشروعاتها ومن خارجها على القوانين المستحدثة وآلية التعامل معها.
وقالت عوض، إنه من المخطط تنفيذ اختبارات تحديد المستوى بمركز سقارة لعدد (20) برنامجا تدريبيا، يشمل إعداد استشاري وخبير تدريب، وإعداد سكرتير عام / سكرتير مساعد، ورئيس مدينة/ حي، رئيس قرية، رئيس إدارة مركزية، مدير عام، وكذا اللغة الإنجليزية، وتحليل البيانات باستخدام برنامج Power bi، وإدارة المشروعات PMP، ونظم المعلومات الجغرافية GIS، والأمن السيبراني، ذلك قبل بدء تنفيذ الخطة السنوية، وتستمر الاختبارات على مدار شهر من 15 يونيو الجاري وحتى 17 يوليو المقبل.
من جانبه، أكد الدكتور عصام الجوهري مساعد وزيرة التنمية المحلية للتدريب والتطوير والتحول الرقمي والمشرف على مركز سقارة، أن توجيهات وزيرة التنمية المحلية بالاهتمام بتأهيل وإعداد قيادات من أبناء المحليات بمركز بسقارة، (ذراع الوزارة التدريبي والبحثي)، تحقق رؤيتها وأهدافها في بناء قدرات العاملين وقيادات الإدارة المحلية على مختلف مستوياتها الإدارية، وتدعيمهم بالمواد العلمية والمدربين وتطبيق الفعاليات من اختبارات وورش عمل وإنتاج حقائب تدريبية وتسويق إلكتروني وبرامج تدريب أونلاين للمركز وتوسيع دائرة الاستعانة بالخبراء والمتخصصين والكوادر الفنية والإدارية من خارج المركز.
وأوضح أنه تم بناء الخطة الجديدة على أساس المسار الوظيفي بالمحليات، حيث ترتبط كل البرامج والفعاليات في الخطة بالمسميات الوظيفية المطلوبة بالإدارة المحلية بالمحافظات لتأهيل كوادر للمسار الوظيفي من أول رئيس قرية وحتى سكرتير عام، و كذلك المهارات التخصصية للإدارات الفنية عبر رفع كفاءة العاملين بالمحليات وتنمية قدراتهم الوظيفية والشخصية وبناء صف قيادي ثان وثالث بالإدارة المحلية، لتحقيق خطة واستراتيجيات بناء الإنسان المصري بأسلوب علمي، وتطوير الإدارة المحلية والتحول الرقمي والإصلاح الإداري بالمحافظات.
اقرأ أيضاًوزيرة التنمية المحلية تتابع تداعيات الطقس السيء بالإسكندرية
«التنمية المحلية» تشارك في حملات توعوية استعدادًا لعيد الأضحى