يمانيون:
2025-08-01@00:04:17 GMT

قراءة في تشكيلة الحكومة اليمنية الجديدة

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

قراءة في تشكيلة الحكومة اليمنية الجديدة

إسماعيل المحاقري

“نحن لا نطلب منكم المستحيل، لكن نأمل منكم مراعاة معاناة الناس وأزماتهم الإنسانية والمعيشية التي صنعها العدوان الجاثم على البلد منذ ما يزيد عن عقد من الزمن”.. هذا لسان حال المواطن اليمني مع إعلان المجلس السياسي الأعلى تشكيلة الحكومة الجديدة، “حكومة التغيير والبناء”، بعد انتظار طال أمده.

التغيير الحكومي هو مسار من مسارات عدة، وعد بها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ضمن “التغييرا.ت الجذرية” لإصلاح ما أفسدته الأنظمة والحكومات السابقة. وهذا المسار هو الأكثر تعقيدًا لارتباطه بمساعي تطهير مؤسسات الدولة ومختلف الجهات الرسمية نظرًا إلى وضعها الملغّم بالعناصر التي تعمل على الإفشال والإعاقة وإفساد الإصلاحات.

التعيينات في التقويم الأولي واقعية، إن من ناحية تمثيلها لغالبية المحافظات اليمنية من جنوبها وشمالها، أو من ناحية مؤهلات الوزراء وخبرة الكثير منهم، أو من ناحية الموضوعية في دمج الكثير من الوزارات والاكتفاء بـ22 وزارة بدلاً من 44.

بقي، من التشكيلة السابقة، وزير الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي ووزير الدفاع اللواء العاطفي واللواء جلال الرويشان نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن. وهذا مؤشر على أن المشكلة في اليمن ليست في أمنه ولا في وزارة دفاعه؛ بل اليمن قد حجز لنفسه مكانةً متقدمةً في الإقليم بقوته البشرية وقدراته الاستراتيجية. لكن المعضلة والتحدي الأكبر تكمن في كيفية النهوض بالاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، في ظل استمرار الحصار الخارجي على البلد، فضلًا عن معالجة وضع القطاعات الصحية والتربوية والتعليمية.

لتأكيد الرغبة الجادة في التغيير والتصحيح، من دون أي معيار آخر، استُبدل وزيرا الصحة والتربية والتعليم المحسوبان على “الأنصار” وأحدهما الشقيق الأكبر للسيد عبدالملك، وبتعيين نائب ثالث لرئيس الحكومة هو محمد المداني، والذي عين وزيرًا للإدارة والتنمية المحلية والريفية، بعد أن كان يرأس “مؤسسة بُنيان التنموية” يشير إلى الإيمان بالدور المحوري للمجتمع في عملية التنمية بمحاورها الثلاثة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتتجسد الأهميّة في المنظمات والجمعيات الأهلية التي تستطيع أن تُسهم في التنمية المستدامة إسهامًا حقيقيًّا.

المرحلة صعبة وحرجة؛ هذا ممّا لا شك فيه، والمهمة التي تقع على عاتق الوزراء ومنهم الوزراء الشباب، ليست بالهيّنة في ظل ما يمر به البلد من عدوان وحصار، خصوصًا مع استمرار تحكّم حكومة المرتزقة في المدن الجنوبية بعائدات النفط والغاز، إذ أنّ اليمن، بشكل عام، كان يعتمد في ميزانيته على عائدات هذه الثروات وما نسبته 70 %، والبقية كانت تحصّل من الموانئ والضرائب.

لا يأس ولا إحباط مع صلاح النفوس وحسن اختيار الوزراء، إن غلّبوا مصلحة البلد على مصالحهم الضيقة والحزبية، والدور الرقابي من شأنه أن يصوّب البوصلة، كما سيأتي الدور على الملف القضائي لتصحيحه، وبقية الجهات والمؤسسات، والمطلوب في هذه المرحلة التعاون الشعبي والتفهم لمتطلبات مسار التصحيح والتغيير؛ لأن العمل يجري في ظروف معقدة، وما يزيد المسؤولية هو اقتحام اليمن لمعركة إسناد غزة ودعم القضية الفلسطينية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

قراءة أولية في بيان إعلان قواتنا المسلحة البدء في المرحلة الرابعة من الحصار البحري

 

في خضم الأحداث المتصاعدة في فلسطين المحتلة خاصة في غزة وفي ظل الصمت العالمي والعربي والإسلامي المخزي، أعلن الجيش اليمني البدء في المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو .

– بدأ البيان كالعادة بآية قرآنية تتناسب مع مضمون البيان ما يمنحه غطاء شرعيا يعزز الموقف الديني والأخلاقي للقرار، ويرسخ البعد الإيماني في المواجهة مع الأعداء .

– قدم البيان المسوغات الأخلاقية والإنسانية للتصعيد العسكري، مستندًا إلى استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة وصمت المجتمع الدولي ما يُضفي شرعية أخلاقية على الخطوة العسكرية القادمة.

– يعد إعلان المرحلة الرابعة من الحصار البحري نقلة استراتيجية تنتقل فيها قواتنا المسلحة من استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل ضمن نطاق البحر الأحمر إلى استهداف أوسع في كل البحار والمحيطات، مما يمثل تصعيدًا نوعيًا كبيرًا .

– إطلاق معادلة الردع الاقتصادية، حيث تُركز المرحلة الجديدة على استهداف الشركات المرتبطة بموانئ العدو بصرف النظر عن جنسيتها مما يهدد مصالح عالمية ويحول الممرات البحرية إلى مناطق خطر استثماري .

– حمل البيان لهجة إنذار حازمة لكافة الشركات العالمية، ويحمّلها المسؤولية المباشرة عن تعاملها مع الاحتلال مما ينقل المعركة من ساحة فلسطين إلى عمق الاقتصاد الدولي.

– استخدم البيان لغة صارمة، غير دبلوماسية، تعكس ثقة ميدانية وقدرة ردعية، وتُظهر القوات اليمنية كلاعب مستقل لا يتحرك ضمن حدود الإدانة الخطابية المعتادة .

– وضع البيان شرطا واضحا لإنهاء العمليات وهو «وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة»، ما يعني أن التصعيد قابل للانكفاء إذا تحقق الهدف الإنساني .

– أبرز البيان خذلان الأنظمة العربية والإسلامية بالصمت في محاولة لفرض المقارنة بين الموقف اليمني الفاعل والمواقف الرسمية الجامدة ما يعزز الشرعية القيْمية للموقف اليمني .

– كرس البيان دور القوات المسلحة اليمنية كمحور مقاوم فاعل يقدم نفسه كجزء من قيادة المواجهة الإقليمية .

أخيراً . . سيظل الموقف اليمني الشجاع علامة مضيئة في تاريخ أمتنا .

فالحمد لله على نعمة القيادة والشعب والجيش والموقف.

 

 

مقالات مشابهة

  • الحكومة اليمنية: مليشيا الحوثي تنهب نصب مليار دولار من عائدات التبغ
  • هل تنجح تشكيلة الحكومة السودانية بالتعامل مع الملفات الساخنة؟
  • من الدعوة إلى الدولة: قراءة هادئة في مسار الحركة الإسلامية في اليمن.
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • اليوم.. «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي بالعلمين الجديدة
  • اليوم.. رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي بالعلمين الجديدة
  • «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة غدًا في مقر مجلس الوزراء بـ العلمين الجديدة
  • اليمن يبحث مع روسيا آخر المستجدات على الساحة اليمنية والإقليمية
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • قراءة أولية في بيان إعلان قواتنا المسلحة البدء في المرحلة الرابعة من الحصار البحري