موقع 24:
2025-05-23@04:58:00 GMT

تباطؤ ماكرون يبقي فرنسا على حافة الهاوية

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

تباطؤ ماكرون يبقي فرنسا على حافة الهاوية

يبدو أن الأحزاب السياسية المتخاصمة في فرنسا، لا ترغب بالتوصل إلى تسوية لإنقاذ الرئيس إيمانويل ماكرون من جحره، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز".

وتقول الكاتبة سيلفي كوفمان في تقريرها: "تشهد فرنسا ظروفاً استثنائية، فالرئيس ماكرون لا يتحدث.. والبلاد ليس بها حكومة.. والشعب الفرنسي لا يشتكي.. لكن على الأقل ليس بعد الآن".



ففي يونيو (حزيران)، أطلق ماكرون مقامرة فاشلة بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة "لتوضيح" نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي التي أسفرت عن فوز اليمين المتطرف الفرنسي.
ووفق التقرير، في غياب الأغلبية البرلمانية، وعدم قدرة رئيس الوزراء على النجاة من تصويت بحجب الثقة وعدم وجود إمكانية للدعوة إلى انتخابات جديدة لمدة عام آخر، التزم ماكرون الصمت بينما لا يزال يبحث عن مخرج من الأزمة التي صنعها بنفسه.
أما بالنسبة لزعماء الأحزاب السياسية الذين استشارهم على مدار الأسبوع الماضي، فلا يبدو أنهم استفادوا من روح حسن النية التي سادت البلاد خلال الألعاب الأولمبية.
ويشير التقرير إلى أن ما يجعل الموقف معقداً للغاية هو أنه ليس له سابقة في الجمهورية الخامسة، التي يحكمها دستور مصمم خصيصاً لشارل ديغول في عام 1958.

"Efforts by President Macron to shape a new French government have made little progress after the left opposition demanded power, the hard right vowed to block them and conservatives refused any deal with the president’s centrist bloc." #Summaryhttps://t.co/6aeccE5Rz8

— Agnes C. Poirier (@AgnesCPoirier) August 26, 2024 أزمة حقيقية

ترى الكاتبة أن الأزمة الحالية كشفت عن نقاط ضعف النظام الدستوري الفرنسي، الذي بات يمثل مجرد وظيفة تنفيذية مزدوجة مقترنة بنظام التصويت بالأغلبية، في مشهد سياسي مجزأ.
"التعايش" الشهير الذي أجبر في ثلاث مناسبات رئيساً ورئيس وزراء من المعارضة على العمل معاً، كان ممكناً مع أحزاب قوية على اليمين واليسار، لكن تلك كانت حقبة أخرى، وفق التقرير.
وتلفت الكاتبة إلى أنه عندما وصل ماكرون إلى السلطة في عام 2017 من خلال الدوس على الأحزاب التقليدية المحتضرة من اليسار واليمين، لم يتخيل الرئيس الشاب أن ضعفها ذاته سيعود ليطارده بعد سبع سنوات من الحكم.

Paris fut libéré par tous ceux qui partageaient une certaine idée de la France, unis par un credo : la grandeur de la France, pour la liberté du monde. pic.twitter.com/k8FF1f5SZe

— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 25, 2024

في السابع من يوليو (تموز)، حشد الناخبون الفرنسيون حشوداً ضخمة لحرمان حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من الأغلبية، ومنعه من المطالبة بمنصب رئيس الوزراء، وكان هذا خبراً ساراً بالنسبة للرئيس الفرنسي.
أما الخبر السيئ فهو أنهم منعوا أيضاً الكتلتين الأخريين، الوسط واليسار، من الحكم، حيث لم يعد أي منهما يملك الآن ما يكفي من المقاعد في الجمعية الوطنية للوصول إلى الأغلبية المطلوبة.
لقد أعلن الناخبون الفرنسيون بوضوح ما لا يريدونه، لكنهم لم يقرروا ما يريدونه.
وفي بلدان أوروبية أخرى، يقع على عاتق الأحزاب السياسية مهمة التوصل إلى حل وسط لبناء الأغلبية، ولم تتمكن الأحزاب الفرنسية حتى الآن من القيام بذلك.
فهي ليست معتادة على هذه الممارسة فحسب، بل إن بعض قادتها أكثر اهتماماً بالحفاظ على فرصهم في الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027 من محاولة تجميع أغلبية برلمانية هشة اليوم.

معضلة رئيس الحكومة

وبعد أن أصبح ماكرون مسؤولاً عن إيجاد رئيس وزراء توافقي في بيئة غير توافقية يتحمل المسؤولية عنها إلى حد كبير، رفض محاولة من جانب الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية، وهي تحالف من أربعة أحزاب، لفرض مرشحها لرئاسة الوزراء.

ويبدو أنه قدم تنازلاً كبيراً بقبوله أخيراً، في محادثاته مع زعماء الأحزاب، أن أغلبيته السابقة خسرت الانتخابات في السابع من يوليو (تموز) وهو تحسن عن تحليله الأولي القائل بأنه "لم يفز أحد".
وهو على استعداد لقبول "نفحة من التعايش" مع أحزاب المعارضة، على حد تعبير أحد مستشاريه.
ولكن ما ليس مستعداً لقبوله هو التراجع عن الأجندة المؤيدة للأعمال التجارية التي روج لها على مدى السنوات السبع الماضية، وأهمها إصلاح نظام التقاعد الذي ناضل من أجله بشق الأنفس والذي لا يحظى بشعبية.

???????? French left denounces 'denial' of democracy after Macron refuses to appoint its candidate as PM

Macron attempted to fracture the left-wing alliance: a strategy that may be backfiring on him.https://t.co/fFClao2NdQ

— Le Monde in English (@LeMonde_EN) August 27, 2024

ولكن تتساءل الكاتبة: "إلى متى يستطيع ماكرون أن يتصرف في الوقت نفسه كرئيس ورئيس وزراء وزعيم حزب، كما زعمت لوسي كاستيتس، المرشحة اليسارية لمنصب رئيس الوزراء؟ قبل أن تجيب إن "مجال المناورة لديه ليس واسعاً إلى هذا الحد".
وأضافت أن حسابات ماكرون بأن التحالف اليساري سوف ينفجر في نهاية المطاف، ويحرر الاشتراكيين السائدين من قبضة عدوه الراديكالي جان لوك ميلينشون، أثبتت بطئها في التحقق.
فالاشتراكيون الذين يعملون من أجل هذه الغاية، مثل الرئيس السابق فرانسوا هولاند، الذي أصبح الآن عضواً في الهيئة التشريعية، لا يفعلون ذلك لإنقاذ ماكرون.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الشعب الفرنسي كان صبوراً حتى الآن، ولكنه الآن يتوقع اتخاذ قرار.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا ماكرون البرلمان الأوروبي اليمين المتطرف فرنسا ماكرون اليمين المتطرف البرلمان الأوروبي

إقرأ أيضاً:

السودان ينزلق إلى الهاوية

عادت المواجهات في السودان إلى ذروتها اليوم بعد ساعات من بدء الجيش عملية عسكرية «واسعة النطاق» تهدف إلى طرد قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في جنوب وغرب أم درمان و«تطهير» كامل منطقة العاصمة.

وبعد عامين من الحرب التي بدأت كصراع داخلي وانتهت إلى ما يشبه التقسيم الواقعي، يعاود السودان الانزلاق بسرعة نحو التفكك الكامل أمام أعين الجميع، فيما يراقب المجتمع الدولي، مرة أخرى، مأساة أفريقية تتكرر بلا رد فعل حاسم.

في البداية، بدت الحرب وكأنها نزاع داخلي محدود، لكن سرعان ما تحولت المعركة إلى صراع شامل على السلطة والموارد، وخرجت عن سيطرة الطرفين الرئيسيين.

واليوم، تسيطر قوات الجيش على الشمال والشرق، بينما تفرض قوات الدعم السريع هيمنتها على مناطق واسعة في الغرب، في مشهد يشي بتقسيم فعلي لا تعترف به الخرائط، لكن ترسمه الوقائع على الأرض.

ومع هذا التمزق، تكبر معاناة السودانيين. أكثر من 120 ألف قتيل، و13 مليون نازح، و25 مليون إنسان يواجهون خطر المجاعة، في بلد يمتلك ثاني أكبر احتياطي أراض زراعية في أفريقيا. إنها مأساة من صنع الإنسان، تغذيها المصالح، لا الحتميات.

ما يعمّق الأزمة ليس فقط تعنّت الأطراف المتحاربة، بل هشاشة تحالفاتها وتعدد ولاءاتها، فضلا عن التدخلات الخارجية. دول عربية ودول إقليمية وأخرى عالمية لكل منها مصالح وأطراف تدعمها، ما حوّل السودان إلى ميدان لتصفية الحسابات الإقليمية.

وبينما يتآكل مركز الدولة، تزداد شهية القوى الإقليمية للنفاذ إلى الثروات: الذهب، والأراضي، والموقع الجغرافي المهم عند البحر الأحمر.

التاريخ لا يُبشّر بالخير. تجربة جنوب السودان، التي بدأت بانفصال «سلمي» وانتهت بحروب أهلية داخلية، تذكير مؤلم بأن التقسيم ليس علاجا، حتى فكرة الهدنة تبدو، في الحالة السودانية، مجرّد وقف مؤقت لإعادة ترتيب التموضع قبل جولة قتال جديدة.

ورغم دخول أطراف دولية على خط الوساطة، فإن فشل كل جولات التفاوض يكشف حقيقة مرّة: لا أحد يملك مشروعا سياسيا موحدا لمستقبل السودان. لا الجيش ولا الدعم السريع، ولا حتى الجماعات التي تقف في الظل، تطرح رؤية تتجاوز اقتسام الغنائم.

كل طرف يحارب من أجل موقع، أو منفذ، أو مصلحة، لا من أجل وطن موحد أو دولة قابلة للحياة.

الأسوأ أن السودان يُدفع نحو سيناريوهات دول عربية أخرى مثل ليبيا واليمن: سلطات متنازعة، وحكومات موازية، وميليشيات تتكاثر بلا نهاية. أما المواطن السوداني، فليس له في هذا الانقسام سوى المزيد من النزوح، والجوع، وفقدان الأمل.

العالم اليوم يقف أمام خيار أخلاقي واستراتيجي: إما أن يتعامل مع السودان كأزمة إنسانية وسياسية تتطلب تدخلا دبلوماسيا حاسما، أو أن يتركه يتفسخ حتى تتلاشى الدولة كما نعرفها.

وعلى الدول الإقليمية التي تغذي الصراع من وراء الستار أن تدرك أن الانهيار الكامل لن يخدم أحدا، بل سيطلق فوضى عابرة للحدود.

يحتاج السودان إلى مشروع إنقاذ سياسي شامل، تشارك فيه القوى الإقليمية والدولية، وينطلق من الداخل السوداني لا من عواصم بعيدة حتى لو كانت عربية، وإلا، فإن ما نراه اليوم لن يكون سوى بداية لعقد أفريقي جديد من الدم.

مقالات مشابهة

  • ماكرون يناقش مع الحكومة تقريرا يتهم الإخوان بتقويض العلمانية في فرنسا
  • المركزي التركي يبقي على توقعاته لمعدلات التضخم
  • وزير الخارجية الفرنسي: غزة تحولت إلى "فخ للموت" وفرنسا مصممة على الاعتراف بدولة فلسطين
  • ماكرون يرأس اجتماعا لمجلس الدفاع لمناقشة تقرير حول جماعة الإخوان في فرنسا
  • رئيس النواب: الأحزاب أرسلت للبرلمان قانوني النواب والشيوخ
  • وزير الخارجية والهجرة يبحث مع نظيره الفرنسي الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإدخال المساعدات
  • رئيس الوزراء الفرنسي: التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية لن يتوقف
  • أحمد موسى: ماكرون يناقش تغلغل الإخوان في فرنسا غدًا
  • السودان ينزلق إلى الهاوية
  • رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق: يجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم وليس غدا