كيف راج شاي الفقاعات في مختلف دول العالم؟ ولماذا يعزف عنه الشباب الصيني؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
عرف قطاع "شاي الفقاعات" -الذي يضم نحو 500 ألفِ نقطةِ بيع وعددًا ضخمًا من العلامات التجارية بعضها مُدرج في البورصة- نموا سريعا في الصين خلال السنوات القليلة الماضية.
ويعد المراهقون -الذين يميلون بطبيعتهم لتجربة كل ما هو جديد- الأكثر إقبالا على المنتج الذي لاقى رواجا كبيرا في أوساط الشباب الصيني، لحلاوة طعمه وتوافره بألوان مبهجة ونكهات مختلفة.
و"شاي الفقاعات" هو مشروب شاي يتميز باحتوائه على كرات التابيوكا ويأتي بمجموعة واسعة من النكهات، مع أو بدون حليب، وقد اكتسب شهرة كبيرة في الصين بالتزامن مع الطفرة الاقتصادية التي عاشتها البلاد في العقود الأخيرة.
ويصنع "شاي بوبا" أو "شاي الحليب اللؤلؤي" من الشاي والحليب والمُحليات، ويكون عادةً غنيًا بالسكر والسعرات الحرارية، كما تحتوي لآلئ التابيوكا على صمغ الغوار.
ورغم النجاح الذي حققه هذا المنتج، فإن المستثمرين فيه بدؤوا يشعرون بالقلق مع تراجع الطلب عليه مؤخرًا، بسبب ارتفاع نسبة البطالة بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16و24 عاما. وشهدت هذه الفئة ارتفاعا ملحوظا في معدلات البطالة، وصل إلى 17.1%، وهو أعلى مستوى منذ بداية السنة حسب الاحصائيات والأرقام.
ويبدو أن الشباب الصيني بدأ يتأثر بالأزمة الاقتصادية، ويبحث عن المنتجات الأقل سعرا، مما قد يضطره للتخلي عن "شاي الفقاعات" بحسب توقعات الخبراء الاقتصاديين.
وسُجلت في المدن الكبرى ومراكز التسوق زيادة كبيرة في وقت قياسي للمحال التي توفر هذه المشروبات ولنقاط بيعها، وباتت السوق "مشبَعة" بحسب ما لاحظت الخبيرة في الجيل الجديد من أنواع الشاي ستايسي تشين، التي يبلغ عدد متابعيها على شبكات التواصل الاجتماعي الصينية نحو 180 ألفا.
ولاحظت الشابة أن ثمة في هذا المجال "الكثير من العلامات التجارية والمنتجات الجديدة في السوق"، مشيرةً إلى أن "خفض الأسعار" هو السبيل الوحيد لتمكّن العلامات التجارية من الاستمرار في ظل تراجع ميل المستهلكين إلى الإنفاق.
وأشارت نجمة شبكات التواصل خلال بحثها عن نكهات جديدة في أحد المتاجر إلى أن "سعر كوب كبير من الشاي الحلو هو 4 يوانات فقط، أي نحو 55 سنتا من الدولار".
وعرف قطاع "شاي الفقاعات" الذي يضم نحو 500 ألف نقطة بيع وعددا لا يحصى من العلامات التجارية، بعضها مُدرج في البورصة، نموا سريعا في السنوات الأخيرة.
شركات تلجأ إلى خفض الأسعارومن الشركات الأكثر خفضا للأسعار علامة "ميكسيو بينغتشينغ" التي أسسها شقيقان عام 1997 وكانت في الأصل مجرّد شركة للمثلّجات (آيس كريم).
وذكّرت إيفلين تشانغ من شركة التسويق "تشاينا سكيني"، بأن "ميكسيو" كانت "أول من استثمر في مجال الشاي بالحليب المنخفض السعر".
وهذا الخيار الذي اعتمدته الشركة يؤتي ثماره اليوم نظرا إلى الوضع الاقتصادي.
وبات الشعار البصري للشركة، وهو عبارة عن رجل ثلج مبتسم يحمل مخروط آيس كريم، حاضرا بكثافة في مختلف أرجاء الصين.
ولاحظت غوو جون (21 عاما) أن "ثمن أنواع الشاي الأخرى مرتفع جدا"، وحصلت الشابة التي تعيش في بكين على خصم أتاح لها التلذذ بالليموناضة المثلجة بسعر زهيد جدا هو 2.8 يوان (نحو 40 سنتا من الدولار).
وشرحت غوو جون أن "الضغط في العمل كبير، ووضع الاقتصاد ليس جيدا، والرواتب ليست عالية، لذلك يتصرف (الشباب) بعقلانية كبيرة" عندما يستهلكون.
أما إيفلين تشانغ من "تشاينا سكيني"، فأفادت بأن "الكثير من المقاهي والمطاعم تتكيف (وبالتالي) تخفض أسعارها".
حتى إن مقاهي "ستاربكس" الأميركية التي كان الصينيون يعتبرونها أمكنة عصرية توفر منتجات عالية الجودة، باتت اليوم تواجه صعوبات بسبب لجوء سلاسل محلية عدة إلى خفض الأسعار.
وقالت نجمة الشبكات الاجتماعية ستايسي تشين التي اشتهرت بما تنشره عن شاي الفقاعات "في السابق، كان الجميع (في الصين) يرون في القهوة منتجا مستوردا وفاخرا".
وأضافت "أستطيع اليوم شراء المنتج الفاخر نفسه لقاء 9.9 يوانات"، أي نحو دولار واحد و38 سنتا، وسألت "لماذا يجب أن أدفع أكثر من 20 يوانا لشراء الشاي بالحليب؟".
ليس في الصين وحدها
ورغم المسافات التي تفصلها عن الصين، ينتشر "شاي الفقاعات" في العديد من دول العالم، والتي يعرف فيها بأسماء مختلفة كـ"فقاعات الشاي" و"شاي بوبا"، واستطاع أن يكسر الحدود ليصبح أحد المشروبات المهمة لجيل الألفية.
ففي العام 2020 تحول "شاي الفقاعات" إلى رمز رسمي لتايوان وخُصص له يوم وطني حدد بـ30 أبريل/نيسان. وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن المشروب الجديد أصبح يُقدم كبديل للمشروبات الغازية والصودا مع الوجبات السريعة.
وكما ذكر سابقا، يصنع "شاي بوبا" من الشاي والحليب والمُحليات التي تجعله غنيًا بالسكر والسعرات الحرارية، مما قد يساهم في الإصابة بالسمنة أو حتى مرض السكري حال الإسراف في تناوله.
أما لآلئ التابيوكا التي يحتويها، فتحتوي بدورها على صمغ الغوار، وهو مادةٌ مضافة قد تتسبب الإصابة بالإمساك.
وبحسب صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، فإن الأطباء أزالوا أكثر من 300 حصوة من كليتي امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا في تايوان بعد دخولها المستشفى وهي تعاني من حمى وآلام شديدة في الظهر.
واكتشف الأطباء حصوات تشبه "الكعك الصغير المطهو على البخار"، يبدو أنها تكونت بسبب إسراف الشابة في شرب "شاي الفقاعات".
مركز "تشي مي" الطبي في مدينة تاينان قال عبر موقعه على الإنترنت، إن التصوير المقطعي المحوسب أشار إلى أن الحصوات يتراوح حجمها بين 5 ملم و2 سم، وكشف اختبار الدم المصاحب عن زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء.
وأوضحت التحاليل والكشوفات أن الشابة كانت تفضل شرب "شاي الفقاعات" على الماء الذي لم تكن تستمتع بشربه، هذا ما أدى إلى تكوّن الحصى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العلامات التجاریة فی الصین
إقرأ أيضاً:
الحضور الجماهيري ولياقة اللاعبين.. إليك أبرز التحديات التي ستواجهها كأس العالم للأندية
(CNN) -- عندما يتم ركل الكرة في ملعب "هارد روك" في ميامي خلال مباراة بين رفاق ليونيل ميسي والأهلي المصري سوف تدخل الولايات المتحدة الأمريكية التاريخ، باعتبارها أول دولة تستضيف أهم بطولة في لعبة كرة قدم تمّ إنشاؤها في هذا القرن.
تعد البطولة الّتي ستقام من 14 يونيو/ حزيران إلى 13 يوليو/ تموز هي بلا شكّ الرهان الأكثر جرأةً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ زمن طويل، فلأول مرة، سيتنافس 32 فريقاً كلّ 4 سنوات بنظامٍ مشابهٍ للّذي استُخدم في المنتخبات الوطنية بين عامي 1998 و2022، 8 مجموعات، تضمّ كلّ منها 4 فرق، ويتأهل الفريقان الأوائل من كلّ مجموعة إلى دور الـ 16، تليها مباريات فاصلة من دور واحد.
على الصعيد الرياضي، تُعدّ هذه البطولة واعدة للغاية، سيشارك فيها 12 فريقًا أوروبيًا عملاقًا: ريال مدريد وأتلتيكو مدريد من إسبانيا، وإنتر ميلان ويوفنتوس من إيطاليا، ومانشستر سيتي وتشيلسي من إنجلترا، وباريس سان جيرمان الفرنسي، الفائز مؤخراً بدوري أبطال أوروبا، وبايرن ميونخ الألماني، كما ستشارك 10 فرق من الأمريكتين، مثل بوكا جونيورز وفلامنغو وريفر بليت وبالميراس وبوتافوغو وباتشوكا وإنتر ميامي، وتكتمل البطولة بمشاركة 4 فرق من آسيا، و4 فرق من إفريقيا، وفريق واحد من أوقيانوسيا، وهو فريق هواة.
ومع ذلك، يواجه هذا المشروع الطموح العديد من الأسئلة الّتي تستحق النظر إليها بشكل أعمق.
ملايين مضمونة وشكوك حول حضور الجماهير في الملاعب
يزعم (فيفا) أن البطولة في طريقها لتحقيق نجاح مالي كبير، كما هو متوقع في أحدث تقرير مالي له صدر في أبريل/ نيسان الماضي، ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن تُدرّ البطولة ما يصل إلى 21.1 مليار دولار أمريكي على الناتج المحلي الإجمالي العالمي، منها 9.6 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.
كما ستُوزّع البطولة جوائز إجمالية مغرية بقيمة مليار دولار أمريكي، إذ سيحصل الفائز على ما يصل إلى 125 مليون دولار أمريكي، وبالنسبة للعديد من الفرق المشاركة الّتي تفتقر إلى القوة المالية الّتي تتمتع بها نظيراتها في العالم المتقدم، تُمثّل هذه البطولة فرصةً لتعزيز مواردها المالية بشكل كبير.
على سبيل المثال، بلغ مؤخراً سعر أرخص تذكرة لحضور المباراة الافتتاحية بين إنتر ميامي والأهلي حوالي 69 دولاراً، وهو أقل بكثير من سعرها الأصلي، أما بالنسبة لمباراة باريس سان جيرمان ضدّ أتلتيكو مدريد في لوس أنجلوس، فقد بلغ أقل سعر 61 دولارًا، بينما بدأ سعر أول مباراة لريال مدريد ضدّ الهلال السعودي من 265 دولارًا، بينما بلغ سعر تذكرة حضور أول مباراة لبوكا جونيورز ضدّ بنفيكا 41 دولارًا فقط.
نظراً لعدد التذاكر المتاحة قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة، ونظام التسعير الديناميكي في الولايات المتحدة، والّذي يتكيف مع الطلب، فمن المرجح أن يدفع من ينتظرون حتّى اللحظة الأخيرة لشراء التذاكر أسعاراً أقل، ويبدو للوهلة الأولى أن الأسعار الأولية المرتفعة ربما تكون قد أبعدت بعض المشجعين.
بالإضافة إلى ذلك، بخلاف كأس العالم التقليدية، إذ يُمثل كلّ منتخب بلداً بأكمله، تُمثل الفرق المشاركة في هذه البطولة شريحةً سكانيةً محددةً فقط، وقد لا يملك الكثيرون في هذه الفئة المال أو الوقت الكافي لحضور البطولة.
إرهاق عند اللاعبين
من التحديات الأخرى جدول المباريات المزدحم، والّذي يُعيق لاعبي أنجح الفرق، على سبيل المثال، لعب برادلي باركولا أكبر عدد من الدقائق مع باريس سان جيرمان، مسجلاً 3643 دقيقة في 58 مباراة.
في المتوسط، لعبت الفرق الأوروبية الّتي شاركت في دوري أبطال أوروبا، مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي، 50 مباراة خلال العام في الدوري والكأس المحلية والمسابقات الأوروبية، هذا بالإضافة إلى 10-12 مباراة إضافية لعبها العديد من النجوم مع منتخباتهم الوطنية.
قال النجم البرازيلي السابق رونالدو مازحاً، خلال قرعة البطولة في ديسمبر/ كانون الأول 2024: "كنتُ أتمنى المشاركة في بطولة كهذه...مع أنني متأكد من أنها كانت ستأخذ بضعة أيام من إجازتي"، مضيفاً: "أعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى التحدث وإيجاد حل لجدول المباريات، العديد من اللاعبين يشتكون، وهناك العديد من الإصابات، والمتطلبات كبيرة جدًا، علينا احترام اللاعبين والاستماع إليهم".
في هذا الصدد، يبدو أن الإجراء الوحيد الّذي اتخذه الفيفا لتقليل عدد المباريات هو إلغاء مباراة تحديد المركز الثالث.
خلال مقابلة مع CNN Sport في أبريل/ نيسان الفائت، قال رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو: "لكننا نولي اهتمامًا بالغًا لجدول المباريات وصحة اللاعبين، أعني، نريد أن نبذل قصارى جهدنا ليكون اللاعبون في أفضل الظروف لأداء أفضل".
هل جميع أفضل الفرق مشاركة في البطولة؟
من جوانب التحسين الأخرى في هذه البطولة الأولى أن نظام التأهل يستبعد بعضاً من أفضل فرق العالم الحالية، على سبيل المثال، تأهل تشيلسي بصفته بطل دوري أبطال أوروبا 2021، بينما لم يتأهل آخر بطلين محليين لاثنين من أفضل الدوريات العالمية، ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز وبرشلونة في الدوري الإسباني.
أنهى تشيلسي البريميرليغ في المركز الـ12 موسم 2023/2022، والـ6 موسم 2024/2023 والـ 4 في آخر موسم، وتختلف تشكيلة الفريق الحالية اختلافًا كبيرًا عن التشكيلة الّتي تُوجت بطلةً لأوروبا قبل 4 سنوات.
رغم ما قد تثيره هذه البطولة الجديدة من شكوك وتساؤلات، فإن رهان الفيفا كبير وجذاب بلا شك، ربما، بعد بضع سنوات، ستبدأ الأندية بخياطة نجوم على قمصانها لتمثيل عدد بطولات العالم الّتي فازت بها، وسيصبح هذا عاملاً مهماً في نقاشات الجماهير حول أي نادٍ هو "الأكبر" في العالم.
أمريكاكأس العالم للأنديةنشر السبت، 14 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.