يمانيون – متابعات
تمثل المتاحف وعلى رأسها المتحف الوطني بصنعاء الواجهة الحضارية والثقافية لحضارة وتاريخ اليمن على مر العصور لما تمتلكه من مجموعات أثرية لا تقدر بثمن وموروث إنساني لا يزال قائما وشاهدا على عمق الحضارة اليمنية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ وليس لها مثيل في دول المنطقة والممتد عبر الاف السنين ابتداء من عصر ما قبل التاريخ وعصر الحضارات أو الممالك القديمة قبل الإسلام) مثل مملكة سبأ ومملكة حمير بما أسهمت به من أدوار حضارية وثقافية في حضارة الشرق القديم بالإضافة إلى تاريخ اليمن المشرق في نشر الإسلام والفتوحات الإسلامية حتى يومنا هذا.
مما لا شك فيه أن المقتنيات الأثرية المحفوظة في المتحف خلال عشر سنوات من العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا قد عانت الكثير من الأضرار والخسائر على الرغم من ان الهيئة العامة للآثار والمتاحف قد وضعت خطة حسب الإمكانات المتاحة لتامين هذه المقتنيات الأثرية من النهب والسرقة ووضعها في أماكن آمنة وإغلاق المتاحف للحفاظ على ما تحتويه من كنوز لا تقدر بثمن، عموما يمكننا الحديث باختصار شديد حول بعض الإضرار التي لحقت بالآثار المحفوظة بالمتاحف خلال هذه الفترة:
– تعرضت مجموعة كبيرة من المقتنيات إلى أضرار عديدة نتيجة لتخزينها في أماكن غير مهيأة للحفاظ عليها وتعرضها لكثير من العوامل البيئية والبيولوجية أدت إلى تعرض كثير من المقتنيات الأثرية وخاصة المصنوعات من المواد العضوية والمعادن والمومياء نتيجة لعدم توفر المواد في السوق المحلية وانقطاع التيار الكهربائي مما أدى إلى عدم التحكم في درجات الحرارة والرطوبة وتحتاج إلى كثير من النفقات والإمكانات لإعادة ترميمها وصيانتها
تعرض مباني المتاحف لكثير من الأضرار مثل التصدعات (الشقوق) للجدران والسقوف والآثار نتيجة لقصف دول تحالف العدوان لأماكن قريبة من المتاحف مثل جميع مباني المتحف الوطني بصنعاء
– اما الخسائر الكبيرة فتتمثل في استهداف طيران تحالف العدوان بشكل متعمد بعدد من الغارات لمتحف محافظة ذمار، مما أدى إلى تدميره بالكامل وموقع براقش الأثري على الرغم من تزويد دول تحالف العدوان الغاشم بقائمة تحتوي على إحداثيات للاماكن الموجودة فيها المتاحف والمواقع الأثرية.
كما استهدف تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته متحف صالة ومتحف العرضي بمدينة تعز ونهب محتوياتها، وكذلك متحف عدن… الخ، بالإضافة إلى أن تعرض الكثير من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية للقصف من قبل تحالف العدوان يشكل إبادة للحضارة والتاريخ، والأمر الأكيد أن هذا التدمير الممنهج يهدف إلى طمس الحضارة في بقاع المعمورة.
انطلاقا اهتمام الدولة بالموروث الحضاري والثقافي في إطار بناء الدولة اليمنية الحديثة يدل على الاهتمام بهذا الجانب الذي يوثق تاريخ الشعب وذاكرته الحضارية ومن اجل الحفاظ على المقتنيات الأثرية وبالإضافة إلى أن المتاحف تعتبر مؤسسة علمية وثقافية تسهم في نشر التوعية بأهمية الحفاظ عليها في أوساط المجتمع وغرس القيم الثقافية والتاريخية.
وتساهم المتاحف في تعزيز الانتماء الوطني وإيجاد مجتمع واع ومدرك لمصيره ودوره المستقبلي في مقاومة ثقافة التبعية والارتزاق، وكذلك التصدي لمحاولة قوى العدوان الاستكبار ممثلة في تحالف العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الرامية إلى صرف الشعب عن هويته الوطنية والإيمانية. فقد حرصت قيادة الهيئة ممثلة برئيسها الأستاذ/ عباد بن علي الهيال على إعادة افتتاح المتاحف وفق الإمكانيات المتاحة التي تكاد تكون معدومة
بعد افتتاح المتاحف على مراحل كما هو الحال في المتحف الوطني بصنعاء حيث تم افتتاح ثلاث صالات فقط كمرحلة أولى تزامنا مع اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق الثامن عشر من مايو من كل عام وبالإضافة إلى افتتاح المتاحف التالية:
– متحف الموروث الشعبي
– متحف ظفار يريم بمحافظة إب
– متحف كائط بمديرية خارف
– متحف زبيد بمحافظة الحديدة
لابد لنا هنا من الإشارة إلى أن المتحف الوطني بصنعاء وبقية المتاحف تم افتتاحها وقد شهدت إقبالا كبيرا من الزوار وإقبالا غير مسبوق لعدد كبير من طلاب المدارس والمراكز الصيفية ومازال الزوار يتوافدون على المتاحف بشكل دائم على الرغم من الظروف التي تمر بها بلادنا
وفي الأخير لابد لنا هنا من الإشارة إلى أن علم المتاحف قد تطور بحيث أصبح المتحف مركز بحث ونشر علمي ومركزا ثقافيا وملتقى اجتماعيا ومركز ترويج وترميم وتوثيق وكمعرض…الخ .ونتيجة لكل هذه الأعمال فإن المتاحف تحتاج إلى تخطيط طويل ومدروس وميزانية تتناسب مع حجم هذه الأعمال.
وتناشد الدولة ممثلة في حكومة التغير والبناء وكل المؤسسات التي لديها علاقة والمنظمات ورجال المال والأعمال والشخصيات إلى تقديم العون حتى يتسنى للعاملين بالمتاحف القيام بالأعمال المناطة بهم بالشكل المطلوب .وقبل كل هذا نحث بالاهتمام والدعم للكوادر والخبرات التي هي أساس العمل
———————————————-
إبراهيم عبدالله محمد الهادي
وكيل الهيئة العامة للآثار والمتاحف
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقتنیات الأثریة تحالف العدوان إلى أن
إقرأ أيضاً:
انطلاق الموسم الثاني من المدرسة الصيفية اكتشف لذوي الهمم بمتاحف الآثار
أطلقت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، الموسم الثاني من المدرسة الصيفية المخصصة لذوي الهمم تحت عنوان “اكتشف”، وذلك بمختلف متاحف الآثار التابعة للمجلس، بهدف رفع الوعي الأثري لذوي الهمم من جميع الفئات العمرية من خلال مشاركتهم في الأنشطة التفاعلية والفنية خلال العطلة الصيفية.
السياحة الميسرةأكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن إطلاق هذه المبادرة يأتي في إطار تكليفات شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، لرفع الوعي الأثري والسياحي، وتحسين جودة التجربة المتحفية لكافة الزائرين، لاسيّما في إطار دعم السياحة الميسّرة التي تضمن إتاحة المواقع والخدمات لجميع فئات المجتمع.
ومن جانبه، أوضح مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، أن المدرسة الصيفية ستستمر من منتصف يونيو وحتى منتصف سبتمبر، وتتضمن أنشطة تفاعلية وورش فنية تشرف عليها أقسام التربية المتحفية لذوي الهمم بمختلف المتاحف. كما تشمل المدرسة برنامجين رئيسيين: الأول موجه للأطفال والزائرين من ذوي الهمم، فيما يركز الثاني على إعداد فريق تطوعي من طلاب وخريجي الجامعات المتخصصة من معاهد الخدمة الاجتماعية وكليات التربية الخاصة وغيرها من التخصصات، بهدف تمكينهم من دعم الزائرين من ذوي الهمم وكبار السن أثناء الزيارات والأنشطة.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة هبة عبد العزيز، مدير عام إدارة ذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، أن برنامج هذا العام يسلّط الضوء على استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة ذوي الهمم، من خلال ورش تدريبية مبسطة وتطبيقات مخصصة، إلى جانب تنظيم ورش فنية وحرف تراثية، ومسرح تفاعلي، ومحاضرات تنمية بشرية وتوعية يقدمها متخصصون. واختتامًا للبرنامج، فمن المقرر إقامة معرض فني واحتفال لتكريم المشاركين وتوزيع شهادات تقدير، للمنتجات الفنية الناتجة عن الورش التعليمية.