سواليف:
2025-08-01@15:37:18 GMT

الأردن والعدوان على غزة… أين الخطر؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

#الأردن و #العدوان_على_غزة… أين الخطر؟ _ #منذر_الحوارات 

منذ نشأتها في العام ١٩٢١م والدولة الأردنية محاطة بالأخطار والتحديات فقد نشأت بموازاة أهم تحدي في ذلك الوقت وحتى الآن وهو المشروع الصهيوني على أرض فلسطين وكاد هذا المشروع أن يمد أذرعه إلى شرق النهر لولا طبيعة المرحلة الإقليمية وإصرار الأردنيين والعائلة الهاشمية في ذلك الوقت على إقامة وطن موحد تحت حكم الأمير عبدالله والذي جعل بريطانيا وأمام هذه الرغبة والضغط تمارس كبح جماح المشروع الصهيوني ولجمه عند حدود قرار التقسيم بعد ذلك بحين ، لكن لم يختفي هذا الخطر بعد ذلك ابداً واستمر يهدد الأردن كيانيياً ووجودياً .

ومثل الكثير من الدول العربية وبعد عقود من الصراع المسلح الدامي وصل الأردن مثل غيره أن الحسم العسكري للصراع مستحيل في ظل دعم الولايات المتحدة والغرب عموماً لإسرائيل وأنتجت هذه المقاربة إلى أن اتفاق سلام مع إسرائيل يمكن أن يضمن الحقوق الأردنية وكذلك الأمن الأردني وينهي مطامع اسرائيل فيه وعلى هذا النهج سارت منظمة التحرير الفلسطينية على أمل تحقيق حُلم الدولة الفلسطينية لكن كل ذلك تبخر بصعود اليمين الصهيوني الديني المتطرف والذي بدأ يعلن خططه التوسعية على الملأ دون خجل أو وجل ، وبنتيجة الغضب الكامن من تعسر ولادة الدولة الفلسطينية ورفض اسرائيل الانصياع لما وقّعَت عليه من اتفاقات ، بدأ الغضب الفلسطيني ينتج تنظيمات جديدة أكثر راديكالية كانت ذروة تجلياتها طوفان الأقصى وما تلاه من تدمير وابادة جماعية للفلسطينيين، وبسبب كل ذلك تولدت مجموعة لا متناهية من الأخطار والتحديات على كاهل الدولة الأردنية وعلى عدة مستويات تبدأ من المستوى الغزي والفلسطيني عموماً والداخلي الأردني وكذلك الإقليمي والدولي .

وضع حجم التدمير والتخريب والقتل الذي أحدثته اسرائيل في غزة بعد الطوفان الأردن وجميع الدول العربية في حرج كونها لم تستطع بكل ما تملكه من إمكانات على التدخل لوقف هذا العدوان مما أوجد حالة من الغضب المبرر ناتج عن أمل الأخ بأخيه ، أما البعد الفلسطيني عموماً والذي يأتي في صميم التفكير الاستراتيجي الأردني والذي بنى نظريته الإستراتيجية على أن الجزء الأهم من استقراره يتأتى عند وصول القضية الفلسطينية إلى مرحلة الحل بقيام دولة فلسطينية ، ولأن هذا لم يحدث فهذا يبقي المنطقة غارقة في اللايقين والفوضى ، طبعاً ينعكس كل ذلك على الداخل الأردني بشكل كبير اذ ان البنية الديمغرافية الأردنية والتي تحتضن الملايين من المواطنين الأردنيين من أصول فلسطينية وهؤلاء سيضعون جزء كبير من اللوم على الدولة الأردنية بالذات ان الناس العاديين وبعض القوى الشعبوية لا تفكر بنفس العقلية التي تفكر بها الدول بل وترى نفسها متحللة من التفكير في طبيعة الإكراهات التي تواجهها الدول عند تعاملها مع القضايا ذات الأبعاد المتعددة وهذا يزيد الطين بلة .

مقالات ذات صلة في عين العاصفة! 2024/09/02

ويُخشى أن يؤدي ذلك إلى انقسامات اجتماعية بشكل عامودي تتطور إلى اضطرابات اجتماعية ، وقد احسنت الدولة عندما قررت استيعاب هذا الاحتمال بالانفتاح السياسي على إنشاء الأحزاب لأن من شأن ذلك أن يستوعب المواطنين بشكل أفقي و يؤطر مخاوفهم بإتجاه عمل سياسي ينتج عنه الشعور بالمصير الواحد ، طبعاً هذا مرهون بإدراك هذه الأحزاب لأهمية دورها الوطني في هذه المرحلة ، ولا يقتصر الأثر على البعد الاجتماعي والسياسي الداخلي فالخشية من أن انتصار إسرائيل على قوى المقاومة الفلسطينية أن يفتح شهيتها كقوة بلطجة في المنطقة بالذات بإتجاه الأردن و قد بدأت ذلك بادعائها أن الأردن هو مصدر تهديد بسبب وصول الأسلحة المهربة عن طريقه ولأجل ذلك تفكر في إنشاء جدار عازل مع الأردن وإنشاء فرقة عسكرية لهذه الغاية ، وهذا الأمر يشير إلى شيئين خطيرين أولهما أن حدود الأردن باتت مع اسرائيل وهذا ينسف فكرة الحديث عن دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران والثاني أن اسرائيل تُعد العدة لخلق المبررات للتدخل على الحدود الأردنية ، وتصريحات الساسة الإسرائيليين في هذا الشأن لا تُحصى .

أما على الصعيد الإقليمي فإن الخشية تبدو اكثر واقعية عندما يتم الحديث عن صفقة ترسم حدود التحالفات على أساس الأقوى وهنا تبرز ايران واسرائيل كفاعلين مهمين في هذا الشأن ، فالخوف أن تصل القوى الدولية إلى قناعة بأن استقرار المنطقة مرهون بتحقيق مصالح الطرفين لأن الخيار الثاني بالنسبة للولايات المتحدة بالذات هو المواجهة الإقليمية وهذا يدخلها والجميع في أتون احتمالات معقدة يصعب التنبؤ بها ، وكلا الرؤيتين مأساوي بالنسبة للأردن والعرب لأنه سيطلق يد الدولتين في الإقليم بدون رادع ، وهذا يحتم على الأردن السعي لإقامة تحالف عربي وإقليمي يعتبر اسرائيل خطراً كبيراً ينبغي مواجهة احتمالاته الكارثية التي تهدد الأردن والمنطقة العربية ، أما إيران فمن الواجب التعامل مع طموحاتها بحكمة لأن صراعاً عربياً إيرانياً سيكون هدية كبرى لإسرائيل ولكل الأعداء .

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن العدوان على غزة

إقرأ أيضاً:

تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 1 أغسطس

غزة - صفا

يواصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، انقلابه على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي واستمر نحو شهرين بعد 471 يوما من الإبادة الجماعية.

وفجر الثلاثاء 18 مارس/ آذار، استأنف الاحتلال عدوانه الهمجي على القطاع بعشرات الغارات الجوية راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد و500 مصاب خلال ساعات، معظمهم من الأطفال والنساء.

ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، تخللها صفقة تبادل أسرى على عدة مراحل بين فصائل المقاومة و"إسرائيل" وانسحاب محدود لجيش الاحتلال تبعه عودة النازحين إلى بيوتهم المدمرة.

وتنصلت "إسرائيل" من الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار التي كانت ستستمر 42 يوما وتتبعها مرحلة ثالثة بنفس المدة ليؤدي ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار والعدوان.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد محمد الضيف انطلاق عملية "طوفان الأقصى" ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 60249 مواطنا، فيما وصل عدد المصابين إلى 147089، نحو 72% منهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1500 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف جريح.

وفيما يلي آخر تطورات الأحداث:

مقالات مشابهة

  • الصداع النصفي.. أسبابه وأعراضه وعوامل الخطر
  • الأردن يرحب باعتراف دول أندورا بالدولة الفلسطينية
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 1 أغسطس
  • الحكومة الفلسطينية: المظاهرات أمام السفارة المصرية بتل أبيب تخدم الاحتلال
  • المومني : غير مرحب بأي مخاطبة أو نداء من قبل زعماء الفصائل الفلسطينية
  • نموّ السياحة الأردنية في النصف الأول والسعودية والإمارات في الصدارة
  • إعلان الدولة الفلسطينية
  • “البوتاس العربية” و”الفوسفات الأردنية” توقعان اتفاقية لإنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة المتخصصة
  • الشبلي: الجهود الإغاثية الأردنية لغزة مستمرة منذ بداية الحرب
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل