الحوار والدراسات المستقبلية: الحلقة المفقودة في السودان
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
الحوار والدراسات المستقبلية: الحلقة المفقودة في السودان
عزيز جنرال
لا يمكن بناء دولة
مؤسسات متماسكة، مزدهرة ومتقدمة تنعكس بشكل إيجابي على حياة الشعوب السودانية من دون وجود ثقافة حوار علمي ناضج وبذهن مفتوح ووجدان سليم ما بين المجموعات الثقافية والاجتماعية المختلفة، لأن هذا الحوار بكل تأكيد سيقود إلى بلورة المشروع الوطني الذي من خلاله يتم صياغة الاهداف التنموية والرؤية المستقبلية للدولة والأمة.
إن من ضمن تحديات الدراسات المستقبلية في السودان تتمحور حول الجوانب المرتبطة بالتقاليد والاساطير والإيمان المطلق بالأشياء القدرية، أي أن الدين احياناً له دور في تحجيم وتشويه مسار الدراسات المستقبلية( التفكير والتحليل الاستراتيجي)، ولذلك علمونا بأن مشاكلنا وأسباب تخلفنا موجودة في السماء وليس في الارض، وأن الحلول لتلك الازمات والمحن ايضاً ستهبط من السماء، والمقصود هنا هو الفهم الخاطئ للدين خصوصا في فهم الحياة اليومية للبشر باعتبارها قدرًا مسلّمًا لا مناص منه، وأن على الإنسان أن يبقى ساكنًا وهامدًا أمام جميع العقبات التي تصادفه لأن القوى بمختلف مفاهيمها الخفية كفيلة في جعل الأمور على ما يرام.
التحدي الاخر متعلق بنظام التعليم في السودان، حيث إن اي مجتمع يعاني من مستويات منخفضة في التعليم سوف ينعكس بدوره على طبيعة التطور والنهضة وعنصر الوحدة والقيادة في المجتمع.
إن مشاكل الأمم حلها موجود في الجامعات ومراكز البحوث وليس المساجد وعلماء المعاوية. فإن إرادات السلام والحوار هي المنتصرة وارادات الحرب والدمار هي الخاسرة.
لمزيد من الاطلاع:
#وليد عبد الحي، مدخل إلى الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية، المركز العلمي للدراسات السياسية، عمان2002.ص62-6
6/09/2024
الوسومالجهوية السودان الطائيفية عزيز جنرالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
قصة صورة من الحرم.. بياض يُبهج وبكاء يُطمئن
في صورة التقطت لإحدى الصلوات اليوم داخل المسجد الحرام، تتجلى لحظة نادرة تجمع بين البهجة والخضوع في آنٍ واحد. بدا الحرم كما لو أنه قطعة من نور، اكتسى باللون الأبيض من أعلاه إلى أدناه، حيث امتزجت صفوف المصلين بثياب الإحرام، وتوحدت القلوب والوجوه في قبلة واحدة، تحت قبة السكينة والسكوت.
الآلاف سجدوا وركعوا في توقيت واحد، كأنما تماهت أجسادهم مع الدعاء، وتعمّدت أرواحهم بالرضا.
لحظة أظهرت عظمة المكان وقدسيته، وعمق الإيمان حين ينسكب صامتًا في عيون دامعة، وقلوب ترجف خشيةً ورجاء. تتسلل الآية الكريمة إلى هذا المشهد العابق بالسكينة: تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا، فتبدو الصورة وكأنها تفسير بصري للنص، أو تأكيد حيّ لما تقوله السماء.
اللون الأبيض لم يكن مجرد مظهر، بل دلالة على الطهر والتجرد من الدنيا، وعلى المساواة التي لا تفرق بين غني وفقير، ولا بين جنسية وأخرى.
وفي هذه اللحظات، يبدو أن الأرض تعانق السماء، وأن الدعاء يصل أسرع من المعتاد، لأن النفوس مهيأة، والقلوب خفيفة، والخشوع حاضر بلا استئذان.
المشهد أسرّ الناظرين بالفعل، لكنه أيضًا أيقظ فيهم شعورًا لا يُوصف، كأن من لم يكن حاضرًا هناك، تمنى لو كان. هي لحظات تتكرر كل يوم في الحرم، لكنها لا تتشابه أبدًا.
الحرم
مشاركة