زيلينسكي في ألمانيا لبحث معضلة الدفاع الجوي
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -اليوم الجمعة- بألمانيا في اجتماعات مع حلفاء كييف لمناقشة توفير مزيد من المساعدات العسكرية، لا سيما مساعدات الدفاع الجوي، في وقت يتراجع فيه الجيش الأوكراني شرقي البلاد في مواجهة تقدم القوات الروسية.
ويجري زيلينسكي لقاء مع المستشار الألماني أولاف شولتس في فرانكفورت (غرب)، كما يشارك في "مجموعة اتصال" لحلفاء أوكرانيا في رامشتاين -حيث القاعدة الأميركية غير البعيدة عن فرانكفورت- وسيطالب بأسلحة إضافية، حسب مصادر إعلامية ألمانية.
وتتزامن هذه الزيارة مع تواصل الهجوم الأوكراني الكبير الذي بدأ مطلع الشهر الماضي على منطقة كورسك الروسية، والذي لم يسهم في صدّ تقدّم القوات الروسية شرقا، إذ أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "أولويته" هي السيطرة على دونباس بالكامل حيث يتقدم جيشه.
الدفاع الجويومنذ بداية الحرب قبل عامين ونصف عام، يجتمع وزراء دفاع مجموعة الاتصال بانتظام في رامشتاين لمناقشة جهود مشتركة مع ممثلين عسكريين بهدف منح عتاد عسكري أفضل لأوكرانيا.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بات ريدر إنه سيتم هذه المرة "التركيز على تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية"، إضافة إلى التحالفات المخصصة "لا سيما تحالف القوات الجوية".
ويطالب زيلينسكي منذ فترة طويلة بمزيد من تجهيزات الدفاع الجوي والصواريخ البعيدة المدى، التي تتردّد الولايات المتحدة وألمانيا -وهما موردا الأسلحة الرئيسيين له- في تقديمها له خوفا من التصعيد مع موسكو.
وكان وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف أجرى أخيرا محادثات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وأكدت برلين -أول أمس الأربعاء- تسليم كييف 17 نظاما من أنظمة الدفاع الجوي على دفعات بحلول 2025.
من جهتها، أعلنت لندن عقدا بقيمة 192 مليون يورو لإرسال 650 صاروخا خفيفا متعدد المهام وقصير المدى يمكن إطلاقها من مختلف المنصات البرية والبحرية والجوية.
وكان حلفاء أوكرانيا قرروا خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، يوليو/تموز الماضي، تسليم كييف طائرات مقاتلة أميركية الصنع من طراز "إف-16" وأنظمة دفاع جوي جديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدفاع الجوی
إقرأ أيضاً:
ملف الشهر: تطور أنظمة الدفاع الجوي في مواجهة تهديدات المستقبل
نشر موقع الجزيرة نت على منصاته الرقمية حلقة جديدة من برنامج "ملف الشهر"، المخصص لتناول الموضوعات الراهنة والمستجدات المهمة على الساحة العالمية. وتطرق ملف هذا الشهر إلى تاريخ نشأة منظومات الدفاع الجوي وأهمّها عالميا، بالإضافة إلى مسار تطورها وتطوّر تكنولوجيات تشغيلها.
وظهرت أنظمة الدفاع الجوي خلال الحرب العالمية الأولى، حيث كانت تعتمد على المدافع الأرضية المضادة للطائرات بأسلوب الرماية المباشرة، إلا أن الحرب العالمية الثانية شهدت قفزة نوعية في هذا المجال، بفعل تصاعد الهجمات الجوية وتطور الطيران العسكري، مما فرض الحاجة إلى وسائل دفاع أكثر دقة وفاعلية.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، انخرطت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في سباق تسلح صاروخي، كان من أبرز نتائجه ظهور أول منظومات الدفاع الصاروخي المتطورة في خمسينيات القرن الماضي، ممهدة الطريق أمام حقبة جديدة في مجال الدفاع الجوي.
ومع نهاية السبعينيات، تزامن دخول الحواسيب المتطورة والرادارات الرقمية مع ثورة حقيقية في تصميم وتشغيل أنظمة الدفاع الجوي. ومن أبرز تلك الأنظمة "باتريوت" الأميركي و"إس 300″ السوفياتي، اللذان اعتمدا على التحكم الإلكتروني والرصد المتعدد الوظائف.
إثر ذلك طورت الولايات المتحدة الأميركية نظام "ثاد" في حين توصلت روسيا إلى تطوير نظام "إس-400" وإن صمم الأول لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي فقد صمم الثاني للتصدي للطائرات المقاتلة والطائرات المسيّرة والصواريخ بمختلف أنواعها.
وإلى جانب الولايات المتحدة وروسيا، دخلت الصين خط الإنتاج الدفاعي بمنظومة هونغ تشي-9. بينما طورت إيران عدة أنظمة محلية من بينها: باور 373، رعد، طبس، خرداد 3، وكمين 2.
وخلال القرن الـ21، واجهت الأنظمة التقليدية تحديات جديدة، أبرزها انتشار الطائرات دون طيار والصواريخ الفرط صوتية، بالإضافة إلى تقنيات التشويش الإلكتروني، مما دفع الدول إلى إعادة النظر في أدواتها الدفاعية، وتحديثها لمواكبة هذه التهديدات المستجدة.
إعلانكما كشفت المواجهات الميدانية الأخيرة حول العالم عن فجوات اقتصادية وتقنية، حيث استطاعت طائرات مسيرة منخفضة الكلفة إرباك منظومات دفاعية تتجاوز تكلفتها ملايين الدولارات، وهو ما أفرز توجها جديدا نحو تطوير أنظمة أكثر مرونة وأقل تكلفة.
في هذا السياق، عملت إسرائيل على تطوير نظام الشعاع الحديدي كحل متقدم لمواجهة التهديدات الجديدة، في حين كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن مشروع القبة الذهبية، التي تمزج بين أنظمة أرضية وبحرية وفضائية لمواجهة تهديدات محتملة قد تطول المصالح الأميركية في الفضاء.
يذكر أن تقارير عديدة تشير إلى احتمالات واردة بشأن توسع مسرح المواجهات ليشمل الفضاء الخارجي، مما قد يهدد سلامة الأقمار الصناعية المسؤولة عن الاتصالات والملاحة والرصد، ويطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة الحروب القادمة وحدودها.