لا تصعيد في المدى المنظور.. ولا وقف لإطلاق النار
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
منذ تنفيذ "حزب الله" الرد العسكري على اغتيال القيادي فؤاد شكر، تبدل بشكل لافت مسار الجبهة في جنوب لبنان، وبات "حزب الله" هو الممسك بإرادة التصعيد، اذ اصبح الحزب يقوم بعمليات عسكرية متدحرجة نحو التصعيد من دون ان يكون الردّ الاسرائيلي كبيراً، فمثلاً لم تعد اسرائيل تستهدف عمق الجنوب الا في ما ندر، وكذلك بالنسبة للبقاع، الغربي والشمالي، كما أن عمليات الإغتيال التي كانت تستهدف كوادر "حزب الله" الميدانيين توقفت بشكل شبه كامل، في المقابل يقوم الحزب بإستهداف مستوطنات جديدة ويصعّد من عملياته بإتجاه الجولان ويوقع قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
هذا المسار المستجد في المعركة الحالية، يوحي بأن تطورات ما حصلت بعيداً عن الأضواء، أدت الى تراجع اسرائيل تكتيكياً أقله حتى اللحظة، اذ ان المرجح هو حصول ضغوط اميركية كبرى مرتبطة بجبهات الإسناد، بمعنى آخر ترفض واشنطن اي عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في لبنان او ايران، لان الاولوية الاميركية هي الاستقرار في المنطقة، واذا كانت ادارة بايدن متساهلة عملياً مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في حراكه العسكري والسياسي في الداخل الفلسطيني فإن التسامح يصبح صعباً في اي خطوة غير محسوبة وغير موافق عليها اميركياً تطال جبهات الدعم والمساندة، اذ ان واشنطن لا تريد حرباً اقليمية ولن تسمح لنتنياهو بجرها إليها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن مسار الحرب الحالي سيستمر بين حدّين، الحد الأول هو عدم الذهاب الى حرب شاملة، والثانية هو سعي كل فريق الى تحسين ظروف المعركة وزيادة مكاسبه الاستراتيجية، لذلك قد تلجأ اسرائيل بعد فترة لمزيد من عمليات الاغتيال التي لا توصل الى الانفجار، ومن هنا ايضاً يمكن قراءة المعركة التي حصلت في الضفة الغربية، وتحديداً في جنين وطولكرم، اذ امام اسرائيل عدة اشهر لا يمكنها خلالها الذهاب الى تصعيد كبير كما يتمنى نتنياهو، لكنها تريد في الوقت نفسه الاستفادة من الهامش الزمني قبل الوصول الى تسوية سياسية او قبل ان تفرض الادارة الجديدة عليها تسوية مع بداية العام الجديد.
وترى المصادر أنه لو كانت هناك نوايا حقيقية لتصعيد جديد لكان نتنياهو كرر تجربة غزة في الضفة الغربية وذهب الى تهجير الفلسطينيين هناك الى الاردن، لكن الواقع الاقليمي لا يحتمل مثل هذا التطور ولا يمكن الوصول الى مرحلة التصفية النهائية للقضية الفلسطينية من دون حصول اي ردة فعل كبرى من المحور اولاً ومن الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الاميركية ثانياً، وعليه فإن شكل الحرب الحالي سيكون عبارة عن ضربات متفرقة عسكرية وأمنية بهدف تحسين الشروط والوصول إلى انتصار كامل لكن ليس بالضربة القاضية لمنع حصول ردود فعل غير مسحوبة او لا يمكن تحملها خلال هذه المرحلة الحساسة.
اما من جهة حماس وحلفائها الاقليميين، فإن التصعيد سيبقى امرا واردا وفق ما يحدده "الميدان"، لكن ايضا لا رغبة في الذهاب الى حرب واسعة، بل ان القاعدة التي سيعتمدها نتنياهو سيعتمدها المحور، وعليه سيكون الهدف الاساسي هو تحسين الشروط والظروف في الوقت الراهن خصوصا ان المقاومة في غزة تمكنت من استيعاب الصدمة واصبحت اليوم قادرة على القتال من دون وجود اي امكانية للقضاء عليها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ليبرمان يتهم نتنياهو بتسليح «داعش» في غزة وواشنطن تعرقل وقف النار بـ«الفيتو»
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، سلسلة غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على مناطق متفرقة في وسط وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال، إضافة إلى دمار واسع طال منازل ومرافق بنية تحتية.
وذكرت مصادر طبية في غزة أن 12 شخصًا على الأقل قتلوا جراء الهجمات، بينهم أطفال ونساء، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة الخطورة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية بشكل مباشر مناطق في وسط مدينة خان يونس، في حين طال القصف المدفعي الأحياء الشمالية من مخيم النصيرات وسط القطاع. كما استهدفت الضربات الجوية حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وشارع كشكو في المنطقة ذاتها.
بدورها، تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثث ثلاثة قتلى، إلى جانب ثلاثة مصابين من تحت أنقاض منزل تعرض للقصف في حي الزيتون. كما قتلت الطفلة جنى خالد سند جراء استهداف منزل لعائلة أبو شمالة قرب مخبز البنا غرب دير البلح.
وفي قصف منفصل استهدف منزلاً في شارع كشكو جنوبي غزة، لقي رجل وابنه من عائلة أبو ندى، وطفل من عائلة الهركلي مصرعهم.
وفي تطور ميداني، فجّرت القوات الإسرائيلية عددًا من المباني السكنية في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، فيما أطلقت طائرة مسيرة من نوع “كوادكوبتر” نيرانها تجاه مناطق شرقي مدينة غزة.
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة من جنوده خلال اليومين الماضيين في كمينين منفصلين نفذتهما فصائل فلسطينية في مخيم جباليا وحي الشجاعية شمال قطاع غزة.
وفي سياق آخر، فشل مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، في تبني مشروع قرار بشأن غزة بعد استخدام الولايات المتحدة لحق النقض.
واستخدمت الولايات المتحدة حق “الفيتو” ضد مشروع القرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة ورفع جميع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية على الفور.
وصوتت 14 دولة عضو بمجلس الأمن لصالح مشروع القرار بشأن غزة فيما اعترضت واشنطن.
ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، لحق النقض (الفيتو).
وفي وقت سابق، كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن الولايات المتحدة تعتزم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن غزة.
وذكر الموقع نقلا عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أنها ستستخدم الفيتو ضد مشروع قرار مجلس الأمن.
ويطالب نص مشروع القرار بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، والرفع الفوري لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن ودون عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة في جميع أنحاء القطاع.
وثيقة سرية للاتحاد الأوروبي: إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي في غزة
كشف موقع EUobserver عن وثيقة سرية صادرة عن وحدة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي، تؤكد أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي في قطاع غزة، بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح حرب وقتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال.
التقرير، الذي يعود تاريخه إلى نوفمبر 2024، أُعدّ بطلب من مفوض السياسة الخارجية آنذاك جوزيب بوريل، وتم نشر مقتطفات محدودة منه لأول مرة عبر موقع The Intercept في ديسمبر الماضي، لكن مصادر داخلية وافقت مؤخرًا على الكشف الكامل عن الوثيقة، ما يلقي الضوء على ما هو متوفر فعليًا في حوزة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وكبار مسؤوليها بشأن الحرب الجارية في غزة.
وتحمل الوثيقة تقييماً حادًا لسلوك إسرائيل، إلى درجة أن أي إعلان أوروبي في 23 يونيو ينفي خرق تل أبيب للمادة الثانية من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بشأن احترام حقوق الإنسان، سيكون ـ بحسب التقرير ـ “ضرباً من السخرية السياسية”.
وتنص المادة 2 من الاتفاق على أن “العلاقات بين الطرفين، وجميع أحكام الاتفاقية، يجب أن تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”.
وبالرغم من أن التقرير لا يحتوي على “أحكام قيمية” رسمية من الاتحاد، إلا أنه يخلص إلى أن إسرائيل “تنتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني”، مشيرًا إلى ارتكاب جرائم فظيعة، من بينها استخدام الحصار والتجويع كأدوات حرب، وهو ما وثقته تقارير صادرة عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
وحذر كلاوديو فرانكافيلا، من منظمة “هيومن رايتس ووتش”، من أن تجاهل هذه الأدلة من قبل الاتحاد الأوروبي “سيقوض مصداقيته بالكامل”، مؤكدًا أن “الدبلوماسية الأوروبية، التي لم تتخذ أي إجراء فعال طوال العشرين شهرًا الماضية، لم تحقق شيئًا يُذكر، بل إن إسرائيل ماضية في تجاهل النداءات الدولية”.
من جانبه، اعتبر هيو لافات، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأوروبي، أن المفوضية الأوروبية قد تحاول تأجيل الاستنتاج النهائي أو تحويل الملف إلى الدول الأعضاء لتفادي اتخاذ موقف واضح، رغم تزايد الانتقادات داخل أوروبا، بما في ذلك في ألمانيا.
وبينما لا يزال احتمال تعليق العلاقات التجارية مع إسرائيل مستبعدًا، إلا أن الوثيقة المسربة قد تعقّد استمرار تل أبيب في الاستفادة من المزايا التجارية التي يتيحها اتفاق الشراكة، والذي يدر صادرات إسرائيلية إلى الأسواق الأوروبية بقيمة تقارب 15 مليار يورو سنويًا.
ويخضع الاتفاق حاليًا لمراجعة من قبل جهاز العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي والمفوضية، على أن تُعرض النتائج قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو، وهو الاجتماع الأخير قبل العطلة الصيفية.
وكانت دول مثل إيرلندا وإسبانيا، إلى جانب منظمات مجتمع مدني، قد دعت منذ أكثر من عام إلى تعليق الاتفاق مع إسرائيل، إلا أن المفوضية الأوروبية لم تتخذ حتى الآن أي خطوات ملموسة لمحاسبة تل أبيب، وسط تحذيرات من أن تخرج نتائج المراجعة “ضعيفة وخالية من الأثر العملي”.
ليبرمان يتهم نتنياهو بتسليح متشددين مرتبطين بـ”داعش” في غزة.. ومكتب رئيس الوزراء يرد
اتهم أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوزيع السلاح على أفراد وصفهم بأنهم “مرتبطون بتنظيم داعش” داخل قطاع غزة، في تصريح مفاجئ أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية.
ونشر ليبرمان تغريدة على حسابه الرسمي عبر منصة “إكس”، مساء الأربعاء، قال فيها: “دولة إسرائيل توزع السلاح على كل أنواع العائلات، مثل عائلة سلفيين مرتبطين بداعش. إنهم يتلقون السلاح من دولة إسرائيل. هذا جنون مطلق”.
وأضاف أن “إسرائيل سلمت أسلحة لعصابات في غزة بأمر مباشر من نتنياهو”، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة “يسعى لبناء توازن جديد ضد حماس من خلال دعم جماعات متطرفة أخرى، تماماً كما فعل سابقاً حين استخدم حماس لمعادلة السلطة الفلسطينية”.
وشدد ليبرمان على أن هذه العمليات “تمت دون مصادقة المجلس الوزاري المصغر، وأن رئيس جهاز الشاباك على علم بها”، وهو ما يزيد من خطورة هذه المزاعم، حسب تعبيره.
في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب نتنياهو نفيه لهذه الاتهامات، مؤكدًا أن “إسرائيل تعمل على حسم المعركة ضد حماس بوسائل متعددة”، دون التطرق بشكل مباشر إلى ما ذكره ليبرمان.