في إطار المناظرة الحاسمة التي جرت بين المرشحين الرئيسيين للانتخابات الأمريكية 2024، كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، كانت الأوضاع في الشرق الأوسط وحرب غزة من أبرز المواضيع التي أثيرت. 

تناولت هاريس في مداخلتها العديد من القضايا الحساسة، وكان من بينها موقفها الواضح تجاه حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، ووصفتها بأنها منظمة إرهابية، في إشارة إلى الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، واصفة تلك الهجمات بـ "البشعة".

موقف هاريس من حماس والحرب في غزة

خلال المناظرة، شددت كامالا هاريس على ضرورة إنهاء الحرب في غزة بشكل فوري، حيث قالت: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن الكيفية التي يتم بها ذلك مهمة للغاية". 

وأكدت أن الصراع يجب أن يتم حله بطريقة تضمن حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين معًا، مشيرة إلى أن الحل الأمثل لهذا النزاع هو "حل الدولتين"، الذي يوفر لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي حق العيش بسلام وأمان.

وتابعت هاريس في حديثها عن المأساة التي خلفتها الحرب، قائلة: "آلاف الفلسطينيين الأبرياء راحوا ضحية الحرب في غزة، ويجب أن يحظى الفلسطينيون بحق تقرير المصير". 

وأشارت إلى أن هذا الحق ضروري لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ويجب أن يكون جزءًا من أي جهود دبلوماسية لإنهاء الصراع.

المناظرة الأمريكية 2024: السياق والتفاصيل

المناظرة التي جرت بين هاريس وترامب تأتي في توقيت حرج، حيث تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية من موعدها المحدد في الخامس من نوفمبر 2024.

وشهدت هذه المناظرة التي أقيمت في مركز الدستور الوطني في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، مواجهة حادة بين المرشحين، حيث استعرض كل منهما وجهة نظره حول القضايا الداخلية والخارجية التي تشغل بال الأمريكيين.

وقد تم بث المناظرة على الهواء مباشرة عبر شبكة "إيه بي سي نيوز" (ABC News) واستمرت لمدة 90 دقيقة. 

وكان من اللافت في هذه المناظرة غياب الجمهور المباشر في القاعة، حيث تم اتخاذ هذه الإجراءات لضمان سير المناقشة بسلاسة ولتجنب المقاطعات المتكررة التي شهدتها المناظرات السابقة.

إدارة المناظرة وضمان انسياب الحوار

أدار المناظرة كل من ديفيد موير ولينسي ديفيس، مقدما برنامج "إيه بي سي وورلد نيوز تونايت"، ونجحا في الحفاظ على انضباط الحوار بين المرشحين. 

الجدير بالذكر أن القواعد التي تم وضعها لهذه المناظرة تضمنت إغلاق الميكروفونات عندما لا يتحدث أي من المرشحين، وذلك للحد من المقاطعات التي ميزت المناظرات السابقة، وخاصة تلك التي جرت في عام 2020 بين ترامب والرئيس الحالي جو بايدن.

رد ترامب على تصريحات هاريس

في مقابل ما طرحته هاريس حول حرب غزة وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، أكد ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تواصل دعم إسرائيل دون شروط، مشيرًا إلى أن "إسرائيل حليف استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

وأكد ترامب أن سياساته خلال فترة ولايته قد أسهمت في تحقيق استقرار نسبي في المنطقة، مشيرًا إلى اتفاقات السلام التي أبرمت بين إسرائيل وبعض الدول العربية خلال فترة رئاسته.

كما رد ترامب على اتهامات هاريس بأنه يميل إلى تجاهل حقوق الفلسطينيين، مشددًا على أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات، وأن حماس تمثل خطرًا كبيرًا ليس فقط على إسرائيل ولكن على الاستقرار في المنطقة ككل".

أهمية حل الدولتين في الشرق الأوسط

 أعادت هاريس خلال المناظرة، التأكيد على دعمها لحل الدولتين كحل دائم للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية. 

وأوضحت أن هذا الحل لا يقتصر على ضمان حقوق الشعب الفلسطيني فحسب، بل هو أيضًا في مصلحة إسرائيل لتحقيق السلام والأمن على المدى الطويل. وقالت: "الحل العسكري وحده لن يحل هذا الصراع، علينا أن نجد مسارًا دبلوماسيًا يوفر الأمان والعدالة للجميع".

ودعت هاريس إلى ضرورة العمل الدبلوماسي المكثف من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام في الشرق الأوسط. 

وأكدت أن الإدارة الديمقراطية ستسعى جاهدة لإيجاد حلول عادلة ومتكاملة تنهي معاناة الشعب الفلسطيني وتوفر في الوقت نفسه الأمن لإسرائيل.

الانتخابات الأمريكية 2024: المعركة تزداد سخونة

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يتوقع أن تتزايد حدة المناظرات والحوارات بين المرشحين، حيث تسعى كل من هاريس وترامب إلى استقطاب الناخبين من خلال التركيز على القضايا الجوهرية التي تشغلهم. 

ورغم أن القضايا الداخلية مثل الاقتصاد والرعاية الصحية تلعب دورًا كبيرًا في الحملة الانتخابية، فإن السياسات الخارجية، وخاصة ما يتعلق بالشرق الأوسط، تحظى باهتمام واسع بين الناخبين.

سيظل الصراع في غزة والعلاقات مع إسرائيل محورية في حملات المرشحين، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كامالا هاريس حماس منظمة إرهابية الانتخابات الأمريكية حل الدولتين غزة حق تقرير المصير ترامب اسرائيل فی الشرق الأوسط بین المرشحین فی المنطقة فی غزة

إقرأ أيضاً:

"تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟

على مدى الأشهر الماضية، تراوحت المواقف بين إسرائيل وحركة حماس بين تصعيد عسكري متجدد واستثمار ملف الرهائن كورقة ضغط، في ظل مفاوضات حساسة يرعاها الوسطاء، توجت بتوقيع اتفاق في شرم الشيخ المصرية من المأمول أن يمهد لإنهاء حرب غزة التي استمرت عامين.

لكن مع اقتراب موعد قمة شرم الشيخ المخصصة للسلام في غزة، الإثنين، برزت نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل إلى الواجهة مجددا، وتصاعدت التصريحات المقلقة بين الطرفين، مما جعل مسار التوافق بينهما بيدو هشا ومشحونا بالمفاجآت، وأثار تساؤلات حول مدى قدرة أي اتفاق محتمل على الصمود.

ماذا قالت حماس؟

السبت، أعلنت حماس أنها لن تشارك في التوقيع الرسمي على الاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب في غزة، المقررة في شرم الشيخ.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران لـ"فرانس برس"، إن "حماس لن تكون مشاركة" في عملية التوقيع بل سيقتصر الأمر على "الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين".

وفي حين ينص أحد بنود خطة ترامب على حصول عناصر حماس الذين يرغبون في مغادرة غزة على حق المرور الآمن إلى بلدان أخرى، اعتبر بدران أن الحديث عن مغادرة قادة الحركة لقطاع غزة بموجب اقتراح تضمنته خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "عبث وهراء".

وقال: "الحديث عن إخراج الفلسطيني، سواء من حماس أو غيره، من أرضه (هو) حديث عبث وهراء، ولا يمكن أن يوافق عليه أي فلسطيني".

وفي تحذير مباشر إلى إسرائيل، قال بدارن إن حماس سترد على "أي عدوان إسرائيلي" في حال استؤنفت الحرب.

وبشأن مطلب نزع السلاح والذي شكل أحد أبرز بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، أكد مسؤول في الحركة أن هذا الموضوع "خارج النقاش وغير وارد".

وتنص خطة ترامب في البند 13 على أنه "سيتم تدمير كل البنى التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يعاد بناؤها، حيث ستكون هناك عملية لنزع السلاح من غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين ستشمل وضع الأسلحة خارج الخدمة بشكل دائم، عبر عملية نزع سلاح متفق عليها ومدعومة ببرنامج لإعادة الشراء وإعادة الإدماج ممول دوليا".

ماذا قالت إسرائيل؟

في المقابل، وقبل ساعات من انطلاق قمة شرم الشيخ المرتقبة، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير كل الأنفاق في قطاع غزة بعد الإفراج عن المحتجزين هناك.

وقال إن "التحدي الكبير لإسرائيل بعد مرحلة استعادة الرهائن سيكون تدمير كل الأنفاق الإرهابية لحماس في غزة"، مضيفا: "أمرت الجيش بالاستعداد لهذه المهمة".

ولدى حماس شبكة أنفاق تحت قطاع غزة تستخدمها خصوصا كتائب القسام، جناحها العسكري.

وأكدت إسرائيل أنها دمرت عددا كبيرا منها خلال عامين من الحرب على غزة.

وفي اليوم الثالث من وقف إطلاق النار، أوضح كاتس في بيان أن هذه العمليات ستتم في إطار "آلية دولية بإشراف الولايات المتحدة".

مقالات مشابهة

  • بين نهاية الحرب وغياب الدولة: تساؤلات مصيرية بعد قمة شرم الشيخ
  • سمير عمر: حماس مارست الواقعية السياسية بتعديل ميثاقها وتبنّي حل الدولتين
  • السيسي: حل الدولتين السبيل الوحيد لطي صفحة الصراع والعيش بأمان
  • ماذا حقق فيلم "فيلم هيبتا.. المناظرة الأخيرة" في شباك التذاكر أمس؟
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • حماس ترحّب بتصريحات ترامب حول انتهاء الحرب في غزة وتدعو لضمان التزام إسرائيل
  • "ترامب" يصل إسرائيل بالتزامن مع عملية تبادل الأسرى
  • نائب ترامب يستبعد إرسال قوات برية إلى غزة أو إسرائيل
  • "تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟
  • أمريكا تدين قصف مستشفى ومسجد في الفاشر وتدعو لوقف الحرب