قال المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن صناعة البرمجيات تشهد تحولًا جذريًا بفضل التكنولوجيات الناشئة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي. وأضاف أن هذا التحول يشمل تطورًا ملحوظًا في مجال اختبار البرمجيات حيث يساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في إطلاق موجة جديدة من الإنتاجية في أتمتة عمليات الاختبار وزيادة دقتها وسرعتها، مما يشكل فرصة ذهبية لمصر لتعزيز مكانتها كمركز رائد في هذا المجال.


وأوضح الظاهر أن هذا التحول سيفتح آفاقًا واسعة للشركات المصرية، مشددا على ضرورة مواكبة أحدث التطورات العالمية وزيادة الاستثمار في الكوادر البشرية وتشجيع الابتكار، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل على تطوير الكفاءات المحلية وتسعى إلى توفير بيئة ملائمة لتطبيق أحدث معايير هندسة البرمجيات العالمية، مما يعزز مكانة مصر كمقصد لتصدير البرمجيات والخدمات التكنولوجية.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز تنافسية صناعة البرمجيات في مصر، نظمت الهيئة من خلال مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC)، النسخة الثانية من فعاليات "يوم اختبار البرمجيات"، تحت شعار "استشراف المستقبل: أحدث التوجهات في مجال اختبار البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي"، وذلك بمركز إبداع مصر الرقمية بالجيزة. 
وخلال تلك الفاعلية التي شهدت مشاركة واسعة لنحو 90 شركة محلية وعالمية وبحضور أكثر من 210 خبير ومهندس متخصص في مجال اختبار البرمجيات وضمان الجودة وطلبة الجامعات المتخصصة، أعلن الدكتور هيثم حمزة، القائم بأعمال رئيس مركز SECC عن إتاحة "نموذج تقييم قدرات الاختبار"، لمساعدة الشركات على التقييم الذاتي لقدراتهم في مجال اختبار البرمجيات، بالإضافة إلى مجموعة اختبارات ISTQB والتي يقدمها المجلس المصري لاختبار البرمجيات (ESTB).
وأكد حمزة أن المركز يسعى من خلال هذه الفاعليات إلى إقامة مجتمع دائم لشركات ومهندسي البرمجيات في مصر لمناقشة المستجدات والتحديات وتبادل الخبرات، مشيرا إلى حرص المركز على تطوير المهارات وبناء المزيد من القدرات الرقمية لسد الفجوة والطلب المتنامي على مطوري ومختبري البرمجيات والمحترفين في هذا المجال.
وتناولت الفعالية دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في مجال اختبار البرمجيات، حيث تم استعراض أحدث التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الاختبار مثل الأداء وواجهة المستخدم والأمن. كما ناقشت الفعالية أهمية تطوير مهارات المختبرين لمواكبة هذه التطورات، وكيفية الاستفادة من أدوات الاختبار المدعومة بالذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تم طرح استراتيجيات لجذب الكوادر المؤهلة في هذا المجال وتطويرهم، مع تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في أتمتة عمليات الاختبار وتوليد حالات الاختبار بشكل فعال.
تقرير SECC يكشف عن نمو ملحوظ في اعتماد الأتمتة والذكاء الاصطناعي في سوق اختبار البرمجيات
وفقًا لنتائج آخر مسح أجراه مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC) في يوليو 2024، والذي شمل تحليلًا لحالة السوق وأداء شركات تكنولوجيا المعلومات واختبار البرمجيات في مصر، تم الكشف عن عدة نقاط هامة تتعلق بالصناعة. أشارت البيانات إلى أن تطبيقات الويب والمحمول تمثل النسبة الأكبر من التطبيقات التي يتم اختبارها، حيث بلغت نسبة 93%. أما من حيث قطاعات الأعمال، يستحوذ قطاع الخدمات المالية وتطبيقات البنوك على الحصة الأكبر من سوق اختبار البرمجيات بنسبة 79%، يليه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ثم قطاع الخدمات الحكومية والقطاع الصحي.
وفيما يتعلق بأتمتة الاختبارات، أظهر المسح أن حوالي 50% من الشركات التي شملها المسح تعتمد على الأتمتة في اختباراتهم، وتفضل 72% من هذه الشركات استخدام أدوات مفتوحة المصدر مثل Selenium كما تقوم 69% من الشركات بأتمتة إجراءات إدارة الاختبارات وتتبع العيوب البرمجية.
كما أوضحت نتائج المسح أن التحديات التقنية لا تزال قائمة، حيث تواجه 75% من الشركات صعوبة في إيجاد مختبرين ذوي مهارات متقدمة، وخاصة في مجال اختبارات الأمن السيبراني. وفي هذا السياق، برز محور الاستثمار في التدريب والتطوير والاعتماد الدولى كأولوية، حيث أظهر المسح أن أكثر من 55% من الشركات التي شملها المسح لديها مختبرين حاصلين على شهادات دولية معتمدة في مجال اختبار البرمجيات وبالأخص شهادات ISTQB، وذلك بنسبة تزيد عن 75% من عدد المختبرين الكلي في الشركة.
إحصائيات مختبري البرمجيات في مصر وحجم السوق العالمي والنمو المتوقع:
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة جارتنر، توفر المؤسسات التي تطبق أتمتة اختبار البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي 30% من وقت الاختبار وتحقق زيادة في تغطية الاختبار بنسبة تصل إلى 85% مما يساهم في تحسين عمليات إطلاق المنتج في السوق بنسبة 50%، مما يمنح تلك المؤسسات ميزة تنافسية كبيرة.
تشير العديد من التقارير الدولية إلى النمو المستمر في سوق خدمات اختبار البرمجيات وضمان الجودة، مدفوعًا بالطلب المتزايد على منتجات وتطبيقات البرمجيات عالية الجودة. يتزايد هذا الطلب مع تعقيد أنظمة البرمجيات والحاجة المستمرة للتحديثات والتعديلات. بالإضافة إلى ذلك، أدى الاعتماد المتزايد على منهجيات Agile وDevOps في تطوير البرمجيات إلى زيادة الطلب على هذه الخدمات، حيث تحتاج المؤسسات لضمان توافق البرمجيات مع أعلى معايير الجودة والكفاءة.
ومع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أتمتة الاختبار، من المتوقع أن يتغير اتجاه الطلب على الوظائف، حيث سيتحول التركيز نحو الأدوار التي تتطلب مهارات وخبرات في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأدوات الأتمتة. قد يؤدي هذا التحول إلى تقليص الطلب على مهام الاختبار التقليدية وزيادة فرص العمل في مجالات ضمان الجودة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وتطوير البرمجيات. 
ويلعب مركز SECC التابع للهيئة دورًا محوريًا كونه الجهة الحصرية الموكل إليها من قبل المجلس المصري لاختبار البرمجيات (ESTB) إجراء الاختبارات والامتحانات وإصدار شهادات ISTQB في مصر، مما يعزز من عمليات التطوير المستمر لشركات تكنولوجيا المعلومات المحلية ورفع الكفاءة لمتخصصي اختبار البرمجيات، حيث تعد شهادات ISTQB شهادات عالمية رائده في مجال اختبار البرمجيات. 
وطبقا لأحدث بيانات المركز، يبلغ إجمالي عدد مختبري البرمجيات المصريين والمعتمدين دوليا نحو 8200، موزعين على مستويات تخصصية مختلفة تشمل مختبرين في المستوى التأسيسي والمستوى التأسيسي للأجايلAgile  ومختبري تطبيقات المحمول، بالإضافة إلى تخصصات أخرى مثل مختبر الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وبرمجيات السيارات.
جدير بالذكر أن مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات تأسس في عام 2001 ويُعد من الجهات المصرية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويعمل كبيت خبرة وجهة معتمدة دوليًا لتقديم خدمات الاستشارات الفنية والاعتماد لشركات البرمجيات من أجل الارتقاء بمستوى هندسة البرمجيات وإضفاء الطابع الاحترافي عليها ووضعها في متناول الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر، ونقل التكنولوجيا الحديثة والأطر والممارسات العالمية ومساعدة الشركات لتنفيذها وتطبيقها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعی البرمجیات فی مصر هندسة البرمجیات بالإضافة إلى من الشرکات فی هذا

إقرأ أيضاً:

تعرف على أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي

مع تسارع وتيرة الحياة اليومية بالتزامن مع عصر الذكاء الاصطناعي، لم يَعُد مستقبل الوظائف مجرد سيناريوهات مستقبلية أو تكهنات بعيدة، بل بات واقعًا يتشكّل بسرعة تفوق التوقعات، ما كان يُعتبر ضربًا من الخيال قبل سنوات، أصبح اليوم حقيقة مدعومة بأرقام وتقارير صادرة عن كبرى المؤسسات البحثية والتقنية.

أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي

لم يَعد يكتفي الذكاء الاصطناعي بأتمتة المهام الروتينية، بل بات يُعيد تشكيل سوق العمل من جذوره، ويبتكر وظائف لم تكن موجودة من قبل، دافعًا بالمهن إلى تحوّل غير مسبوق في النوع والسرعة والمهارات المطلوبة.

ووسط هذه التحولات المتسارعة، لم تعد الوظائف الجديدة خيارًا تقنيًا نخبويًا، بل أصبحت ضرورة حتمية تفرضها موجات التغيير، وتُبرز الحاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد بمرونة واستعداد دائم، فالتغيير الذي كان يستغرق عقودًا بات يحدث خلال أشهر، ومهن الأمس باتت تُستبدل بوظائف لم نسمع بها من قبل، إذ تُجمِع التقارير الحديثة الصادرة عن PwC و Gartner وMcKinsey على أن الوظائف الجديدة ليست ترفًا تقنيًا، بل ضرورة إستراتيجية للتكيف مع عالم سريع التغيّر.

الذكاء الاصطناعي

من أبرز هذه الوظائف، فني الصيانة التنبُّئِية بالذكاء الاصطناعي (AI Predictive Maintenance Technician) الذي يستخدم خوارزميات لرصد الأعطال قبل وقوعها، ما قد يُوفر على الشركات ما يصل إلى 630 مليار دولار سنويًا، بحسب Cisco Systems، وكذلك مهندس سلاسل الإمداد الذكية (Smart Supply Chain Engineer )، الذي يوظف أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين سرعة ودقة تسليم المنتجات، إذ أظهرت دراسة لمؤسسة Deloitte أن هذه الوظيفة يمكن أن تقلّص وقت التسليم بنسبة 40%، وتخفض الانبعاثات بنسبة 25%.

وضمن الرؤى الاستشرافية التي تقدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها، تم التنبؤ بظهور خمس مهن جديدة بحلول عام 2030، تشمل: مدقق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethics Auditor)، ومهندس الميتافيرس (Metaverse Engineer)، ومطور برامج الحوسبة الكمومية (Quantum Software Developer)، ومعالجًا نفسيًا مختصًا في الإدمان الرقمي (Digital Detox Therapist)، ومهندس التعلم (Learning Engineer).

هذه الوظائف، التي لم يكن لها وجود فعلي قبل سنوات قليلة، تعكس ليس فقط التحولات التقنية، بل أيضًا التغير العميق في طبيعة المهارات المطلوبة.

اقرأ أيضاًالذكاء الاصطناعي يهدد عرش «جوجل».. هل انتهى عصر محركات البحث التقليدية؟

«آبل» تقيم معرضها السنوي للمطورين في ظل تعثراتها بمجال الذكاء الاصطناعي

أمازون تختبر إنشاء روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • تحذير.. الذكاء الاصطناعي يهدد السلم المجتمعي في العراق
  • الإمارات.. اختبار اللغة الإنجليزية بين السهل والمتوسط
  • سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
  • آبل تتجنب الضجة وتكشف عن تطورات تدريجية في مجال الذكاء الاصطناعي خلال WWDC 2025
  • السبع يوضح أهم مميزات ⁧‫الذكاء الاصطناعي‬⁩ في نظام ⁦‪ iOS 26
  • انطلاقة ناجحة لاختبارات SAT في مصر.. مشاركة 100% للطلاب في أول اختبار رسمي دون أي مشكلات تقنية
  • مشاركة بنسبة 100% للطلاب.. انطلاقة ناجحة لأول اختبار SAT رسمي في مصر
  • بالتفاصيل.. انطلاقة ناجحة لاختبارات SAT في مصر
  • تعرف على أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • أبل تُواصِل انتهاج خطوات حذرة في مجال الذكاء الاصطناعي رغم تأخرها عن منافسيها