مسؤولة أممية تكشف عن قسوة معاناة السودانيات
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
وصفت مسؤولة أممية عائدة من زيارة للسودان معاناة نساء وفتيات نزحن هربًا من الحرب المتواصلة منذ 17 شهرًا، مندّدة بتجريدهن “من كل ضرورياتهن الأساسية” ومواجهتهن نقصًا حادًا في الأغذية والمياه والأمان.
وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية ليلى بكر: “نعلم جميعًا أن الحرب بشعة، لكن هذا واحد من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية”.
“النزاع يضرب بقوة قلب السودان”
وأضافت بكر أمس الجمعة: “تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ، حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات”.
والحرب المندلعة في السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت، وفق الأمم المتحدة، إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وأشارت بكر “إلى أن النزاع يضرب بقوة قلب السودان”، مندّدة بنقص في تمويل جهود الدعم الإنساني.
ومن الأردن، أطلعت بكر الصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.
“تعرضت للاغتصاب”
وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها امرأة تبلغ 20 عامًا في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان.
وقالت بكر: “كانت خجولة، طلبت منها أن تجلس بجانبي”، وأضافت: “روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب”.
وتابعت بكر بصوت متهدّج إن الشابة النازحة زينب “تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها”، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
وأضافت بكر: “لقد عانت (زينب) 15 شهرًا من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية”.
ودعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم، لافتة إلى أنها شاهدت “حاضنات أطفال تغصّ” بالرضع، أحيانًا برضيعين أو ثلاثة معًا، وغرف عمليات تفتقر لأبسط وسائل مكافحة العدوى ومخزون محدود للأدوية.
وقالت إنها من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة “فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة”.
وفي يوليو/ تموز الفائت، أطلقت المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي “صيحة” تقريرًا صادمًا يوثق أكثر من 250 حالة اغتصاب في السودان، منها 75 حالة في ولاية الجزيرة وحدها، ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وأكّد التقرير استخدام قوات الدعم السريع الاغتصاب والعنف الجنسي سلاحًا ضد المدنيين في ولاية الجزيرة في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول 2023 إلى أبريل/ نيسان 2024.
وحينها قالت المسؤولة الإقليمية للمبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي “صيحة” هالة الكارب، بعض الضحايا يقررن الانتحار بعد حالة من الصدمة، مشيرة إلى أن هناك حالات انتحار منتشرة.
وأوضحت: “نحن وثقنا حالة سيدة رفضت تلقي العلاج حسب إفادات عائلتها والممرضة التي أشرفت على علاجها، وبعد خمسة أيام فارقت الحياة”.
قناة العربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأمم المتحدة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدين هجمات على قوافل مساعدات وقتل أطفال في السودان
أدانت الأمم المتحدة هجومًا على شاحنة مساعدات غذائية شمال كردفان ومقتل أطفال في جنوب كردفان، محذّرة من تدهور الوضع الأمني وارتفاع الاحتياجات الإنسانية..
التغيير: الخرطوم
أدان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الهجوم الذي استهدف شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالقرب من منطقة حمرة الشيخ بولاية شمال كردفان مساء الخميس الماضي.
وقال دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك إن الشاحنة كانت جزءًا من قافلة تضم 39 شاحنة متجهة لتقديم مساعدات غذائية للأسر الجائعة التي فرت إلى منطقة طويلة بشمال دارفور بحثًا عن الغذاء والأمان، حيث يدعم البرنامج نحو 700 ألف شخص بالمساعدات الغذائية.
وأضاف أن القافلة كانت قد قطعت أكثر من نصف مسافة رحلتها البالغة ألف كيلومتر عندما وقع الحادث، مؤكّدًا أن هذا يعد سادس هجوم خطير على شاحنات وأصول ومرافق البرنامج في السودان خلال العام الماضي، ما أسفر عن مقتل ثمانية من العاملين في المجال الإنساني وإصابة آخرين.
وقال دوجاريك: “بالطبع هذا غير مقبول. يجب ضمان وصول بلا عوائق إلى الأسر الأكثر ضعفًا في دارفور وكافة المناطق المنكوبة بالمجاعة. يجب ألا يكون العاملون في المجال الإنساني وممتلكاتهم هدفًا أبدًا، وحقيقة أننا مضطرون لتكرار ذلك هي مأساة بحد ذاتها”.
وأكد دوجاريك أن هذه الهجمات تأتي في ظل “تدهور حاد في الوضع الأمني في ولايتي كردفان منذ أوائل نوفمبر، مما أدى إلى نزوح واسع النطاق وتفاقم الاحتياجات الإنسانية”.
ولفت إلى إن الأمم المتحدة تواصل العمل مع شركائها لتقديم الدعم المنقذ للحياة، لكنه شدد على أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير الموارد المتاحة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لحماية الأطفال وتقديم المساعدة العاجلة.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن قتل الأطفال وتشويههم في الهجمات على المدارس والمستشفيات يمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الطفل.
وجاء التحذير بعد مقتل أكثر من عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة في هجوم بطائرة مسيرة على روضة أطفال بمحلية القدير في كادقلي، بولاية جنوب كردفان.
وأشارت اليونيسف إلى أن الخدمات الطبية تنهار، والإمدادات الأساسية على وشك النفاد، والتعليم معطل، ما يحرم الأطفال من فرص التعلم ويزيد من الضغوط النفسية والاجتماعية عليهم.
الوسومبرنامج الأغذية العالمي حرب الجيش والدعم السريع شمال كردفان طويلة