الجزيرة:
2025-07-30@18:41:52 GMT

رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة

تحت القصف والحصار، يبدع غزيون في تطوير أنظمة لمساعدة النازحين على الصمود، تشمل في ما تشمل شحن الهواتف النقالة التي باتت الحاجة إليها لا تقل عن الحاجة إلى الطعام والشراب.

وفي تقرير بعنوان "عبد الله ورحلة شراء بطاريات تنقذ الناس في غزة"، كتب صحيفة إلباييس الإسبانية قصة الشاب عبد الله الجزار الذي برز كأحد أبرز مصممي أنظمة خاصة بشحن الهواتف النقالة في قطاع غزة.

الحركة أمام خيمة عبد الله (24 عاما) في المواصي في خان يونس جنوبي غزة لا تكاد تتوقف، إذ يتردد العشرات لشحن هواتفهم النقالة مجانا من مآخذ وضعها أمام تصرفهم على طاولة خشبية بسيطة عند مدخل خيمة عائلته.

تحدثت الصحيفة الإسبانية إلى عبد الله هاتفيا في عملية وصفتها بالمعقدة بسبب أعطال الإنترنت، أو لعدم توفر هاتفه على بطارية مشحونة، ناهيك عن القصف الذي تعرضت له المواصي في الأيام الأخيرة، والذي اختفى بسببه عبد الله 24 ساعة.

تشبه إلباييس المكان بكشك اتصالات ميداني، ويقول عبد الله إنه يستطيع بالعادة شحن 70 هاتفا في اليوم.

"الحرب علمتني"

لم يهيأ عبد الله لكل هذا، فقد درس الأدب الإنجليزي في جامعة الأزهر التي تحولت إلى كوم من الركام "لكن الحرب علمتني أشياء كثيرة".

يعلو الخيمة لوحان شمسيان اشتراهما بسعر جيد من صديق استطاع المغادرة إلى مصر قبل أشهر، ويعملان على التقاط الطاقة الشمسية التي ينقلها محول ويخزنها في بطاريتي الشحن.

صمم عبد الله النظام بالتعاون مع والده وابن أخيه المهندس.

تساعد البطاريتان أيضا في تشغيل محرك لضخ الماء لأغراض الطبخ والاستحمام.

الحاجة إلى هاتف نقال في غزة لا تعادلها إلا الحاجة إلى الطعام والشراب، فهو وسيلة النازحين لمعرفة ما يجري في الشمال والجنوب وإبلاغ الأهل بأخبارهم، ولمعرفة أماكن توزيع المعونة.

لكن ماذا لو تعطلت قطعة من النظام؟

استُهلكت البطاريتان، ولم يعد النظام الذي صممه عبد الله يستطيع شحن أكثر من 5 هواتف يوميا.

المساعدات لا تدخل غزة إلا بالتقطير، وهي تستثني في كل الحالات البطاريات التي لا ينظر إليها على أنها سلعة أساسية، وكل ما توفر منها يعود إلى ما قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

يعرف عبد الله تاجرا يبيع البطاريات في سوق قريب في رفح -مسقط رأسه-، لكن تدبر المال أمر معقد للغاية، فسعر البطاريات قفز من 55 دولارا قبل الحرب إلى 550، ويخشى محمد ألا يسعفه الوقت لتدبر المال ويضطر التاجر إلى بيع البطاريتين، أو أن يصدر أمر إجلاء جديد قبل أن يتمكن من شرائهما.

نداء مستعجل

لم يغادر عبد الله غزة أبدا، لكنه ظل يتواصل مع منظمات وصحفيين أجانب بفضل عمله مستشارا ومترجما، وقد استغل شبكة معارفه لنشر رسالة شديدة الاستعجال طلب فيها المساعدة في جمع 1110 دولارات لشراء بطاريتين، إضافة إلى 110 دولارات عمولة الوسطاء الذين سيسلمونه المبلغ نقدا بعدما يتلقاه قريب لهم في حساب أجنبي.

استطاع عشرة أشخاص يعيشون في أوروبا جمع المبلغ ثم تحويله إلى حساب صديق لعبد الله في ألمانيا أخطر هو الآخر أبويه اللذين لم يستطيعا مغادرة القطاع، ويملكان المبلغ نقدا.

يقول عبد الله لإلباييس "سيساعد هذا المال كثيرا من الناس".

لكن عبد الله لم يستطع مع ذلك شراء البطاريتين الثلاثاء الماضي كما خطط للأمر، فقد قصفت إسرائيل المواصي بعنف، واستشهد على الأقل 20 شخصا، وقضى عبد الله سواد يومه في إسعاف الضحايا.

حسب الأمم المتحدة يتكدس في المواصي بين 30 و34 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد مقارنة بـ 1200 قبل الحرب. وفاقم من أزمة الاكتظاظ قرارات إسرائيسل بتقليص ما تزعم أنه "منطقة إنسانية" إلى 40 كيلومترا مربعا.

عندما استطاع عبد الله أن يقصد السوق أخيرا، لم تتح له إلا بطارية واحدة، بينما يحتاج تشغيل النظام إلى اثنتين.

طلب التاجر نحو 890 دولارا نظير البطارية، وقد اختار عبد الله مع ذلك شراءها.

يقول لإلباييس "محظوظون بالحصول عليها. سنشتري لاحقا بطارية أخرى مستعملة وفي حالة جيدة، وندفع سعرا أقل بكثير".

ترياق الجنون

ابتداعُ ما يسهل على الناس حياتهم (أو بؤسهم؟) في غزة وصفةُ عبد الله لمقاومة الكآبة والجنون.

استطاع المساعدة في تشغيل أفران وسخانات ماء متهالكة، ويعمل حاليا على تطوير نظام لضخ الماء من بئر قريب وتهيئة حفر صحية، "لنحيا بقليل من الكرامة التي تليق بنا كبشر".

مايو/أيار الماضي كان آخر عهده بالبيوت، فقد انتهى به الأمر بعدها نازحا للمرة الرابعة، لكن في خيمة ميدانية يتقاسمها مع عشرة من أقاربه، كلفته بضعة مئات الدولارات.

يأمل عبد الله أن تكون المواصي آخر محطات النزوح، لكن الحرب لا تتوقف، وهو لا يدري كم ستستمر رحلة النزوح الرابعة هذه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عبد الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

تشغيل قسم العناية المركزة في مستشفى المواصي الميداني التابع للهلال الأحمر

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن تشغيل وحدة العناية المركزة في مستشفى المواصي الميداني، وذلك اعتباراً من الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء الموافق 30 تموز/يوليو 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستجابة الطبية الطارئة في منطقة المواصي، التي تضم مئات الآلاف من النازحين من محافظة خان يونس.

وأوضح الدكتور حيدر القدرة، المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المحافظات الجنوبية، أن تشغيل هذا القسم الحيوي يأتي استجابةً مباشرةً للضغوط المتزايدة على المستشفى، في ظل التدفق اليومي الكبير للمصابين، الذين تتطلب حالات كثير منهم رعاية مكثفة بعد العمليات الجراحية أو نتيجة الإصابات الحرجة.

وأشار إلى أن وحدة العناية المركزة، التي تضم أربعة أسرّة عناية فائقة مزوّدة بأجهزة تنفس صناعي، وسريرين للعناية المتوسطة، تم إنشاؤها وتجهيزها بالكامل بجهود هندسية وفنية من طواقم الهلال الأحمر، وباستخدام إمكانات محلية خالصة، رغم ظروف الحصار والنقص الحاد في الموارد. وتعمل إدارة الجمعية حالياً على زيادة عدد الأسرّة وفق الإمكانيات المتاحة.

وأكد الدكتور القدرة أن افتتاح هذا القسم يمثل جزءاً من التزام الهلال الأحمر الفلسطيني المستمر بتوفير الرعاية الطبية للمواطنين في أكثر المناطق تضرراً، رغم التحديات اللوجستية والإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة .

ويُعد مستشفى المواصي أحد أبرز المشاريع الطبية الطارئة التي أنجزتها طواقم الهلال الأحمر بالكامل، عقب موجة النزوح الجماعي من مدينة خان يونس نحو المنطقة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية الحالية للمستشفى نحو 70 سريراً، ويضم عدة أقسام حيوية تشمل غرف عمليات، ومختبراً طبياً، وقسم أشعة، إلى جانب العيادات المتخصصة.

وتعمل طواقم الجمعية حالياً على رفع عدد الأسرّة إلى 150 سريراً في حال توفرت مولدات كهرباء كبيرة تكفي لتشغيل المرافق الطبية كافة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غوتيريش: سكان غزة يعانون كارثة إنسانية لها أبعاد مروعة الجيش الإسرائيلي يقتحم "أم الخير" جنوبي الضفة ويعتقل ناشطتين أجنبيتين المفوض العام للأونروا: أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث الآن بالفعل في غزة الأكثر قراءة سرايا القدس: فقدنا الاتصال بالأسير الإسرائيلي روم بريسلافسكي مفاوضات غزة : اجتماع مهم الليلة بالدوحة وتوقع برد إيجابي من حماس الكنيست يصوت غدا على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية حسين الشيخ يبحث ملفان مهمان مع السفير الأمريكي لدى تل أبيب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • رؤية قرآنية تصنع أمة مجاهدة لا تخاف الموت .. الشهادة والشهداء في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • تشغيل قسم العناية المركزة في مستشفى المواصي الميداني التابع للهلال الأحمر 
  • تعاني من الألم.. محمود سعد يكشف تفاصيل رحلة علاج أنغام
  • تشغيل قسم العناية المركزة في مستشفى المواصي الميداني التابع للهلال الأحمر
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • راكب يهدد بتفجير طائرة خلال رحلة جوية ويصرخ: الموت لترامب.. فيديو
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • بعد رحلة مريرة مع السرطان،.. الموت يغيب المطرب أحمد الحجار