يديعوت أحرونوت: لا حرب في الشمال قبل الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إسرائيل لن تغامر بحملة كبرى ضد حزب الله اللبناني قبل الانتخابات الأميركية بسبب معارضة الإدارة الديمقراطية التي تخشى حربا إقليمية تفقد المرشحة كامالا هاريس أصوات المؤيدين للقضية الفلسطينية.
وكتب رون بن يشاي -في تحليل مطول- أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت يتفقان على ضرورة عودة سكان الشمال إلى منازلهم، وأن غالانت والمنظومة الأمنية لا يرهنان شن حملة كبرى بوقف القتال في غزة، أو يفضلان إبرام صفقة أسرى تثمر وقف إطلاق نار في الشمال أيضا.
واوضح أن بيان الحكومة الذي أضاف عودة سكان الشمال إلى بيوتهم هدفا رسميا لحرب بجبهة لبنان هو بالأساس رسالة سياسية وتحذير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومحاولة لمساعدة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في جهوده لإبرام اتفاق ينسحب بموجبه مقاتلو الحزب من قرب الحدود، وفق رأيه.
وكان وزير الدفاع غالانت وقائد أركان الجيش هرتسي هاليفي قالا علنا إن الاستعدادات لحملة في لبنان اكتملت، وهما لا ينتظران إلا موافقة المستوى السياسي.
ورجح الكاتب الإسرائيلي أن تكون الخطط قد اكتملت، وقال إن المنظومة الأمنية تفضل حملة كبيرة تحيد تماما خطر حزب الله وتغير موازين الردع، ولا تقتصر على إنشاء منطقة عازلة لن تردع الحزب عن إطلاق صواريخه الثقيلة ومسيّراته لتغطي كل إسرائيل، وقد تنتهي محاولات تأمينها بحرب استنزاف جديدة كالتي شهدها جنوب لبنان من 1985 إلى 2000.
وحذر رون بن يشاي من أن سعي نتنياهو إلى عزل غالانت يضر بأهداف إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فهو يأتي في ذرورة الحرب ويعبر عن انقسام داخلي متزايد في المجتمع الإسرائيلي "ويشجع نصر الله وإيران" على ألا يتخليا عن السلاح في جنوب لبنان، ناهيك عن الضرر الذي سيلحقه رحيله بهذا الشكل بالشرعية الداخلية وبما سماه غطاء الشرعية الذي يحاول الأميركيون توفيره لإسرائيل دوليا.
الديمقراطيون والحرب
وحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن تل أبيب لا تستعجل الحرب في الشمال، ليس بسبب خلاف نتنياهو وغالانت وإنما بسبب معارضة الإدارة الديمقراطية سرا وعلنا لأسباب تتعلق على الأرجح بالانتخابات القادمة، إذ تخشى فقدان أصوات المؤيدين للقضية الفلسطينية إذا اندلعت حرب إقليمية قبل الاقتراع، وهو ما يجعلها تعارض التصعيد في غزة وفي لبنان تحديدا لأنه "لن يترك لإيران وحلفائها من خيار إلا التدخل".
ورغم أن طهران تفضل تحاشي حرب كبرى في المنطقة ما دامت لا تملك أسلحة نووية جاهزة للاستخدام وموثوقة -حسب الكاتب الإسرائيلي- فإن نصر الله قد يطلب منها إطلاق صواريخ ومسيّرات تشتت سلاح الجو حتى لا يركز قوته على بيروت وبعلبك، وقد يطلب منها أيضا تحريك حلفائها في العراق واليمن لتساعد في القتال على الأرض.
وكان وزير الدفاع غالانت قال لنظيره الأميركي لويد أوستن إن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح باستمرار "معاناة" سكان الشمال، لكن نتنياهو والمنظومة الأمنية يتفقان -وفق الكاتب- على ضرورة الاستجابة لمطالب واشنطن بضبط النفس مقابل تلقي الدعم السياسي اللازم منها.
وهذا الدعم -الذي تحتاجه إسرائيل كما يرى الكاتب- يجعلها تنصاع للمطالب وتعمل على إبرام صفقة أسرى تثمر أيضا وقف إطلاق نار في الشمال وتمنح مبعوث واشنطن الوقت الكافي ليقنع نصر الله بأن خياره الأفضل اتفاق يسحب بموجب قواته من قرب الحدود بدل قسره على ذلك بعمل عسكري واسع.
واختتم الكاتب تحليله بالقول إن على سكان شمال إسرائيل أن يقتنعوا بأنهم لن يعودوا إلى بيوتهم لبعض الوقت، وإن الجيش يستغل هذا الوقت لتدمير ما يسميها البنية التحتية لحزب الله -ولا سيما منصات إطلاق الصواريخ هناك- حتى يواجه التوغل البري مقاومة أقل إذا أطلق بعد بضعة أشهر، لكن إسرائيل تكون حينها قد تأكدت من استمرار دعم الولايات المتحدة بغض النظر عن رئيسها الجديد.
ويأتي هذا بعد أن قالت القناة الـ13 الإسرائيلية السبت الماضي إن نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية، وإن إسرائيل "بصدد عملية واسعة وقوية في الجبهة الشمالية".
وجاء قرار نتنياهو توسيع العمليات العسكرية بالشمال في ظل توقعات بأن يتم التصديق رسميا على اعتبار إعادة سكان البلدات الحدودية شمال إسرائيل إلى بيوتهم هدفا من أهداف الحرب الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الشمال نصر الله
إقرأ أيضاً:
من أوغندا إلى نيويورك.. رحلة صعود زهران ممداني في السياسة الأميركية
نجح السياسي الشاب زهران ممداني في كسب أصوات المجتمع الأميركي، حتى بات مؤهلا لتولّي منصب عمدة بلدية نيويورك، وسحق كبار المنافسين الذين أمضوا سنوات عديدة في دروب السياسة ومعارك الانتخابات.
كما شكّل صعوده في الساحة الأميركية مصدر إلهام للعديد من المهاجرين، إذ لفت أنظار المجتمع السياسي من حوله عندما نجح في إقناع العديد من الناس بأنه قادر على أن يكون عمدة لبلدية نيويورك.
يعتبر ممداني تجسيدا للمواطن العالمي، فبينما تعود أصول عائلته إلى الهند، فقد عاش بدايات طفولته في أفريقيا، حيث ولد في أوغندا، ثم انتقلت أسرته إلى جنوب أفريقيا قبل أن تستقر لاحقا في الولايات المتحدة الأميركية.
ورغم أن عمره لا يتجاوز 33 سنة، فإن ممداني الآن مرشح ليكون أول عمدة مسلم ينحدر أصله من جنوب آسيا عمدة لمدينة نيويورك التي يتصارع على قيادتها كبار السياسيين.
ومع أن النتائج النهائية لم تعلن بعد، فإن فوزه المتوقع في الانتخابات التمهيدية شكّل صدمة للمؤسسة الديمقراطية، إذ نجح هذا الشاب الاشتراكي الديمقراطي في التفوق على منافسين أكثر تمويلا وخبرة، من بينهم الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو الذي تحظى حملته بدعم مالي واسع.
حملة طرق الأبوابوقد ساهم في صعود ممداني في الانتخابات التمهيدية اعتماده على جيش من المتطوعين الذي نجحوا في حملة لطرق مليون باب لجمع الأصوات لصالح مرشّحهم.
ووفقا لمقربين من الشاب وحملته، فإن حضوره في كل مكان أسهم في نجاح خطته، إذ يصر على التحدث مباشرة إلى سكان نيويورك، الأمر الذي ساعد في تحفيز الناخبين الجدد لدعمه.
ويقول المحامي جول الدين إن ممداني سواء نجح أو خسر، قد غيّر المعادلة السياسية في أكبر مدينة أميركية وأهمها، وشجّع الكثير من أبناء جنوب آسيا نحو الانخراط في الشأن العام داخل نيويورك، حيث يستحقون البقاء فيها والحصول على مستقبل أفضل لأنهم ساهموا في بنائها.
إعلانوأضاف جول الدين أن ممداني ألهم الجميع بضرورة المشاركة السياسية، وإمكانية الترشح لجميع المناصب الانتخابية، بما فيه النواب، ومنصب رئيس الولايات المتحدة.
ديانة ثابتةوتقول مهندسة البرمجيات تنزيلة رحمن إن ديانة الشاب ممداني كانت عاملا مؤثّرا في جذب بعض الناخبين الذين التفوا من حوله، وتطوّعوا لدعمه.
وتضيف رحمن أنه عندما ظهر للساحة أولا، أثيرت حوله بعض الشكوك، لكنه سرعان ما انجذب إليه الناس، لكونه كان صريحا، يظهر إسلامه وبشرته السمراء بلا خجل، ويتحدث إلى الناس ويحاول إقناعهم من دون حياء.
ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة لمنصب عمدة نيويورك في بداية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث من المتوقع أن يواجه ممداني العمدة الحالي إريك أدامز، والمرشح الجمهوري كيرتس سليا.