أكدت دار الإفتاء المصرية أن التوسل بالنبي محمد من الأمور الجائزة والمستحبة، دلَّ على مشروعيتها واستحبابها الكتاب والسُنَّة وعمل الصحابة، وعليه جرى علماء المسلمين وعوامِّهم سلفًا وخلفًا من غير نكير، وهذا هو الحقُّ الذي دلَّت عليه النصوص، ولا عبرة بمن شذَّ ذلك.

وكشفت الدار أن حكم التوسل بالنبي، جاء من السنة النبوية والقرآن الكريم، حيث جاء قوله تعالى يخبرعن أهل الكتاب قول مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، حيث ورد عن ابن عباس في تفسير الآية أن أهل الكتاب كانوا يستنصرون بخروج محمد على مشركي العرب، فلما بعث الله محمدًا ورأوه من غيرهم، كفروا به وحسدوه.

مشروعية التوسل بالنبي من السنة النبوية

وأكدت الإفتاء فيما يخص حكم التوسل بالنبي، أنه ورد في مشروعيته من السنة النبوية ما يؤكد جواز ذلك، فحديث الأعمى الذي علَّمه النبي أن يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّد إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ» وفي بعض رواياته أن النبي قال له: «وَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فَمِثْل ذَلِكَ»، وعند الطبراني وغيره أنَّ راوي الحديث عثمان بن حنيف علَّم هذا الدعاء لمن طلب منه التوسط له في حاجة عند عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته، وفي ذلك طلب صريح للمدد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.

التوسل بالنبي عند الصحابة 

وعن حكم التوسل بالنبي وما ورد عن هذا الأمر لدى الصحابة والسلف الصالح أنه جرى العمل على ذلك منذ بدء الخليقة قبل مولده صلى الله عليه وآله وسلم فعلى ذلك أيضًا جرى عمل الصحابة والسلف الصالح من بعده:- فروى الأئمةُ آباءُ بكرٍ: ابنُ أبي من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار -وكان خازن عمر- قال: أصاب الناس قحط في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك؛ فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال: «ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْقَوْنَ، وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسَ»، 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حكم التوسل بالنبي التوسل بالنبي صلى الله علیه وآله وسلم

إقرأ أيضاً:

دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1447.. وحكم التهنئة به

مع دخول العام الهجري الجديد 1447، واستقبال المسلمين لأول أيامه، يحرص الكثيرون على ترديد دعاء استقبال العام الهجري الجديد والتهنئة بالعام الهجري الجديد، وهي أمور مستحبة.

دعاء العام الهجري الجديد 1447

ولم يرد في السنة النبوية صيغة معينة لاستقبال العام الهجري الجديد، لكن يستحب الإكثار من الدعاء بجوامع الدعاء والتيسير والفرج والجبران والمغفرة، ومن الأدعية المأثورة، قول:

اللهُم اجعله عامًا لا يضيق لنا فيه صدر، ولا يخيب لنا فيه أمر، ولا يرد لنا فيه دُعاء، واحفظ لنا من نحب، وبشرنا بما يسر، وحقق لنا ما نتمنى يا رب العالمين.

اللهُم إنا نستودعك سنة مضت من عمرنا بأن تغفرها لنا، وترحمنا وتعفو عنا وأن تُبارك لنا في أيامنا القادِمة، وتصلح أنفسنا وتُيسر أمرنا.

اللهم اجعله عام تفرج فيه الكربات وتتسع فيه الأرزاق وتجبر فيه الخواطر وتفرج فيه الهموم ونقضي فيه الحاجات.

اللهم إنا نسألك خير هذا العام ونعوذ بك من شره.

اللهم نسألك أن تجعل هذا العام الهجري الجديد عامًا خيرًا وعطاءً على جميع المسلمين.

اللهُـم قـد أقبل علينا عام جديد نسألك من خيره ونعـوذ بك من شـره، اللهُـم نصـراً وجبـراً وفتحاً قريب

اللهم إني أسألك علماً نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً متقبلًا

فضل شهر محرم

وشهر محرم أول أشهر العام الهجري، هو أحد الأشهر الحرم، وفيه ينبغي للمسلم الإكثار من فعل الخيرات وترك المنكرات خاصة في أيام الأشهر الحُرُم التي اختصها الله تعالى بالفضلِ والشرف والنفحات، فجعل زمانها سلامًا واجبًا وأمانًا لازمًا؛ ومخالفة ذلك توقع الإنسان في ظلم نفسه في مثل هذه الأيام المباركات التي قال الله فيها: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

ومن السنن المستحبة، في شهر محرم، الصيام، فالصيام فيه مندوب، وكذا بقية الأشهر الحرم، وأفضلها المحرّم؛ وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ» أخرجه مسلم.

ويُستَحبُّ شرعًا الصوم في شهر الله المحرم في أوله وفي وسطه وفي آخره؛ لما رواه أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم.

التهنئة ببداية العام الهجري الجديد

وعن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، فهي ليست بدعة كما أفتى عدد من علماء المسلمين، فالتهنئة مشروعة عند حصول النِّعم، وذهاب النِقَم، وبداية العام تتجدُّد نعمة الحياة على كل إنسان.

أما التهنئة بقدوم العام الهجري؛ فهي إحياء لذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وما فيها من معان سامية وعبر نافعة،

العام الهجريدعاء العام الهجري الجديدالعام الهجري 1447دعاء العام الهجري الجديد 1447قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • حكم الصيام في شهر المحرم .. الإفتاء تحسم الجدل الدائر
  • دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1447.. وحكم التهنئة به
  • «مؤسسة الشارقة للقرآن والسنة» تطلق برنامجها الصيفي
  • متى يوم عاشوراء 2025؟.. «الإفتاء» توضح فضله وموعد صيامه
  • قصة الهجرة النبوية باختصار .. 24 معلومة نتعلّم منها الدروس والعِبر من هجرة النبي
  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز إعطاء بطاقات التموين لشخص غير مستحق؟.. دار الإفتاء تجيب
  • أمينة الفتوى: هجرة النبي تعلمنا كيف نختار الصديق الصادق
  • صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة.. 10 كلمات عن النبي اغتنم ثوابها
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم