عربي21:
2025-06-02@11:52:57 GMT

أهمية الاستقلال الرقمي: نموذج لبنان

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

ذكّرني الهجوم الإرهابي الأخير في لبنان بواقعة التنصت على الهواتف المشفرة التي وزعت على أعضاء الحكومة التركية عام 2013. ففي تلك الفترة، تم التنصت على هواتف العديد من المسؤولين رفيعي المستوى، بما في ذلك الهواتف المخصصة للرئيس أردوغان، وصدرت حينها أحكام بالسجن على 24 متهماً.

وبعد تلك الحادثة، قررت الحكومة إغلاق رئاسة الاتصالات السلكية واللاسلكية، ونقل صلاحياتها إلى مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.



هذه الواقعة كانت قد كشفت مرة أخرى مدى أهمية ضمان الأمن في تكنولوجيا الاتصالات الرقمية، ولكن التهديدات الأمنية في العصر الرقمي لا تقتصر على الهواتف فقط؛ فالهجوم الأخير الذي نفذته إسرائيل في لبنان يظهر كيف يمكن استخدام التكنولوجيا كسلاح قاتل.

فتحت إسرائيل صفحة خطيرة في الإرهاب العالمي من خلال استخدام الأجهزة المحمولة، كأداة في هجومها على لبنان.
فتحت إسرائيل صفحة خطيرة في الإرهاب العالمي
هذا الهجوم قد يؤدي إلى عواقب خطيرة على المستويات العسكرية والإنسانية والقانونية، حيث أشار رئيس البرلمان التركي السابق مصطفى شنطوب، إلى أن إسرائيل لم تعد دولة، بل تحولت بالفعل إلى تنظيم إرهابي، وأن الجميع بات يعترف بذلك، مؤكدا أن ما قامت به في لبنان يشبه أعمال التنظيمات الإرهابية.

وتلفت تصريحات شنطوب الانتباه إلى مدى تجاهل إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان بمثل هذه الهجمات.

في أعقاب هجوم إسرائيل على لبنان، أعاد الأخوان خلوق وسلجوق بيرقدار، وهما من رواد الصناعات الدفاعية في تركيا، التأكيد على أهمية مبادرة التكنولوجيا الوطنية. وشدد الأخوان على ضرورة تطوير تكنولوجيا محلية ووطنية في جميع المجالات، من صناعة الدفاع إلى تكنولوجيا الاتصالات.

وذكرا أن مبادرة التكنولوجيا الوطنية، يجب أن تشمل جميع القطاعات، من تكنولوجيا الاتصالات وحتى الصحة، مشيرين إلى أن المبادرة تعد شرطا ضروريا للتنمية الاجتماعية والاستقلال.

في هذا السياق، يجب ألا ننسى أن الهجوم على لبنان أظهر بشكل مؤلم كيف يمكن أن تتحول تكنولوجيا الاتصالات إلى سلاح. ولا شك في أن تأمين البنية التحتية للاتصالات إلى جانب تكنولوجيا الدفاع أصبح ضرورة ملحة للأمن القومي للدول، وشدد موظف الاستخبارات الأمريكي السابق إدوارد سنودن، الذي سرب معلومات سرية للولايات المتحدة، على أن الهجوم الإسرائيلي في لبنان تم بطريقة متهورة.

وأكد سنودن أنه لا يمكن تمييز هذا الهجوم عن الإرهاب، مشيراً إلى أن استخدام إسرائيل للتكنولوجيا التي تهدد الحياة المدنية أمر غير مقبول.

وتلفت مثل هذه التصريحات الانتباه إلى إساءة استخدام التقنيات الرقمية في العمليات العسكرية على نطاق عالمي. غلاف مجلة «The Economist»، لعددها الصادر في يونيو/حزيران 2021، كان قد توقع زيادة مثل هذه التهديدات الرقمية.

وجاء في الغلاف: «سلاحنا الجديد هو الأشعة الخارقة عبر أجهزة الواي فاي. الهجوم الحقيقي يبدأ الآن! الفيروسات الرقمية أظهرت مدى خطورة أجهزة المودم».

وتُظهر مثل هذه السيناريوهات أن المستقبل الديستوبّي ليس مجرد خيال، بل أصبح أكثر واقعية من خلال الأحداث الجارية. ختاماً، يكشف الهجوم في لبنان بكل وضوح لماذا يجب مقاطعة شركات التكنولوجيا التي تتعاون مع إسرائيل، فالعديد من هذه الشركات يديرها موظفون سابقون في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ويلعبون دوراً مهماً في خلفية الهجمات.

وكثير من الأمور التي كانت تُعتبر نظريات مؤامرة في الماضي، أصبحت اليوم واقعاً ديستوبيا. وتُظهر هذه التطورات مدى ضرورة تطوير الدول الإسلامية لشبكاتها الرقمية وتكنولوجياتها المحلية الخاصة بها.

ويجب أن ندرك جيدا بأن إنشاء بنية تحتية تكنولوجية وطنية ومستقلة ليس ضرورياً فقط لصناعة الدفاع، بل له أهمية كبيرة في مجالات استراتيجية مثل الأمن القومي والصحة والاتصالات في الوقت نفسه.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان تفجيرات لبنان الاحتلال اجهزة الاتصال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تکنولوجیا الاتصالات فی لبنان مثل هذه

إقرأ أيضاً:

هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب كولورادو؟

عواصم - الوكالات

كشفت السلطات الأميركية، تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي وقع بالقرب من فعالية مؤيدة لإسرائيل في شارع "بيرل ستريت" الشهير بمدينة بولدر بولاية كولورادو، وأسفر عن إصابة 6 أشخاص على الأقل، بعضهم بحروق خطيرة.

وبحسب ما نقلته شبكة "فوكس نيوز"، فإن المشتبه به هو رجل يحمل الجنسية المصرية ويدعى محمد صبري سليمان، ويبلغ من العمر 45 عاماً، وكان قد دخل الأراضي الأميركية قبل عامين بتأشيرة مؤقتة انتهت صلاحيتها، ما جعله مقيماً بشكل غير قانوني في البلاد.

وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن المهاجم استخدم قاذف لهب بدائي الصنع أثناء تنفيذ الهجوم، وكان يردد عبارة "فلسطين حرة"، ما دفع المكتب لتصنيفه مبدئياً كـ"هجوم إرهابي موجه"، حسب ما صرّح به كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وقال المدعي العام لولاية كولورادو، فيل وايزر، إن الهجوم "يبدو كجريمة كراهية تستهدف الجالية اليهودية"، بينما لفت قائد شرطة بولدر، ستيفن ريدفيرن، إلى أن التحقيق ما زال في مراحله المبكرة، مؤكدًا أن "المعلومات أولية للغاية" ومن المبكر الجزم بالدوافع النهائية.

الهجوم وقع خلال تجمّع أسبوعي لأفراد من الجالية اليهودية نظمته "رابطة مكافحة التشهير" على ممر المشاة في بيرل ستريت، حيث اعتاد المشاركون على المشي أو الركض دعمًا للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

وقالت الرابطة، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نحن على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع هجوم خلال الفعالية، ونتابع التطورات مع السلطات الأمنية".

ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوعين على حادثة مشابهة في واشنطن العاصمة، حيث اعتُقل رجل من مواليد شيكاغو، يبلغ من العمر 31 عامًا، بعد أن أطلق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، مرددًا العبارات نفسها، مما أدى إلى مقتلهما لاحقًا في تبادل إطلاق نار مع الأمن.

وتعكس هذه الهجمات تصاعد التوترات في الولايات المتحدة على خلفية الحرب المستمرة في غزة، واحتمال تحوّل المواقف المتطرفة إلى أعمال عنف تستهدف تجمعات مدنية.

من جانبها، أعلنت شرطة كولورادو أن التحقيق جارٍ حاليًا باعتبار الحادث "عملاً إرهابيًا محتملاً"، مؤكدة أنه "لا يُعتقد وجود متورطين آخرين" في الهجوم. فيما تستمر جهود التعرف على خلفيات المشتبه به ودوافعه، وتقييم ما إذا كانت هناك صلة بتنظيمات خارجية أو تيارات فكرية متطرفة.

في المقابل، التزمت السلطات الفيدرالية الصمت بشأن تفاصيل التحقيق، مكتفية بالإشارة إلى أن التنسيق جارٍ بين مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، وشرطة الولاية.

مقالات مشابهة

  • تعاون بين الاتصالات والتضامن لرقمنة الجمعيات والمؤسسات والاتحادات الأهلية.. طلعت: خطوة نحول التحول الرقمي
  • مباحثات سورية أردنية لتعزيز التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات وتوفير مسارات بديلة لشبكات الاتصالات
  • رجال الأعمال توصي بلقاءات موسعة مع ايتيدا ووزارة الاتصالات لمناقشة التشريعات الرقمية
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب كولورادو؟
  • لجنة الاتصالات: مطالبات بتعديل قوانين حماية البيانات والملكية الفكرية لمواكبة التحول الرقمي
  • الشوربجي: تطوير الصحافة الرقمية بالصحف القومية بالتعاون مع الاتصالات
  • وزير الاتصالات يبحث مع وزير الإدارة المحلية والبيئة آفاق التعاون ‏لتطوير البنية التحتية الرقمية ‏
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • "قو للاتصالات" توقّع مذكرة تعاون مع وزارة الاتصالات السورية لتسريع التحول الرقمي وتمكين الذكاء الاصطناعي في سوريا