التوجيه الرئاسى وأزمة الكهرباء
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، كان التوجيه الرئاسى صريحًا وواضحًا جدًا بضرورة السعى بكل السبل إلى حل أزمة الكهرباء فى أسرع وقت، وكان حرص الرئيس على سرعة التصدى للمشكلات والأزمات الطارئة وتخفيف الأعباء على المواطنين.
والحقيقة أن هذه عادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لا يمكن أن يترك ملفًا أبدًا دون حله فى أسرع وقت.
ولا يمكن أبدًا إنكار الدور الكبير الذى قامت به الدولة فى ملف الكهرباء، خلال الأعوام الماضية فى ظل وجود مشروعات واستثمارات ضخمة، وتضاعف إجمالى القدرات الإنتاجية من 30 جيجا وات إلى ما يقترب من 60 جيجا وات، مما كان له أكبر الأثر فى توفير التيار الكهربائى بثبات خلال السنوات الماضية فى جميع أنحاء البلاد. لكن يبقى السؤال المهم فى هذا الصدد وهو: ماذا حدث وتسبب فى وقوع هذه الأزمة؟!.. والإجابة عن هذا التساؤل ليست لغزًا، إنما هناك سبب مهم وهو وقوع أزمة فى الوقود الذى يقوم بتشغيل المحطات. وكان المفروض على وزارتى الكهرباء والبترول أن يكون هناك استعداد مسبق من الوزارتين لهذه الأزمة، لكن يبدو أن الأمر فاجأهما، مما تسبب فيها.
وصحيح أن وزارتى البترول والكهرباء، لم تنقطع اجتماعاتهما خلال الأيام الماضية فى سبيل حل الأزمة: لكن كان يجب أن يكون هذا قبل اندلاعها!!!..
وجاء التوجيه الرئاسى بضرورة السرعة فى حلها من خلال التنسيق الكامل بين وزارتى الكهرباء والبترول من أجل توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء وتمكينها من مواصلة عملها فى ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ما يستلزم توفير كميات أكبر من الوقود للحفاظ على القدرات الإنتاجية للمحطات، فى الوقت الذى زاد فيه الطلب على الوقود من كل دول العالم بالمنطقة وخارجها، بسبب تعرض جميع الدول لهذه الظروف الصعبة.. وهذا الأمر بالتبعية يدعونا إلى ضرورة وأهمية الترشيد في استخدام الكهرباء وضرورة قيام الدولة بالحصول على كميات أكثر من الوقود الإضافى، وهذا بالطبع يحتاج إلى موارد مالية وغالبًا ما تكون بالدولار... وهذا يعنى أن الأزمات العالمية تطل برأسها على جميع الدول ومصر ليست فى معزل أبدًا عن كل ذلك. ورغم كل ذلك إلا أن الدولة المصرية ما زالت حريصة كل الحرص على تلبية احتياجات المواطنين ليس فى الكهرباء فقط ولكن فى كل الأمور خاصة الغذاء، ويكفى المصريين أن كل السلع متوفرة رغم الأزمة الغذائية العالمية، وهناك احتياطى آمن خاصة فى الحبوب، بخلاف دول كثيرة تعانى الأمرين حالياً، بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية وأزمة الغذاء العالمية.
القيادة السياسية تحرص على أهمية التصدى لأية مشكلات أو أزمات تواجه المواطنين من خلال التعامل على مستويين الأول يتعامل مع الظروف الطارئة والعاجلة والثانى هو إيجاد الحلول الجذرية التى تضمن عدم تكرار المشكلة مجددًا. وهذا يأتى فى إطار حرص الرئيس السيسى على مواصلة العمل المكثف لاحتواء الأوضاع الحالية وتخفيف الأعباء على المواطنين فى أسرع وقت، لأن المواطن المصرى العظيم هو بؤرة الاهتمام بالدرجة الأولى. ويجب على الحكومة أن تنتبه لرؤية القيادة السياسية فى هذا الصدد وألا تتكاسل لمنع تصدير المشكلات إلى الدولة المصرية، كما حدث فى أزمة الكهرباء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس مجلس الوزراء وزير الكهرباء ملف الكهرباء أزمة الكهرباء
إقرأ أيضاً:
تراجع واردات الوقود والغذاء إلى موانئ الحوثيين على البحر الأحمر بأكثر من 15%
سجّلت واردات الوقود والمواد الغذائية إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين على البحر الأحمر، غربي اليمن، تراجعًا ملحوظًا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025، بنسبة تفوق 15%، نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية جراء الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية.
وذكر برنامج الغذاء العالمي (WFP) في تقريره الصادر الثلاثاء حول حالة الأمن الغذائي في اليمن، أن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى استقبلت خلال الفترة بين يناير ومايو 2025 نحو 3.021 مليون طن متري من الوقود والمواد الغذائية، بانخفاض قدره 17% مقارنة بـ3.64 مليون طن متري خلال نفس الفترة من العام 2024.
وأرجع التقرير هذا التراجع إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بمنشآت الموانئ، ما أدى إلى انخفاض قدرتها على تفريغ وتخزين البضائع.
وسجّلت واردات الوقود تحديدًا انخفاضًا بنسبة 13%، حيث بلغ إجمالي الكميات المستوردة نحو 1.24 مليون طن متري، مقارنة بـ1.41 مليون طن في الفترة نفسها من العام الماضي.
أما واردات المواد الغذائية فانخفضت بنسبة 20% لتصل إلى 1.79 مليون طن، مقابل 2.23 مليون طن في الأشهر الخمسة الأولى من 2024، مسجلة أدنى مستوى لها منذ مطلع 2023.
وأشار التقرير إلى أن أسعار الوقود في مناطق سيطرة الحوثيين شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال مايو الماضي، حيث قفز سعر البنزين بنحو 39% على أساس سنوي، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ نهاية 2022، في ظل القلق المتزايد من نقص الإمدادات.