لعبة «الكراسى الموسيقية» فى المدارس!
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
العجز وصل إلى 250 ألفا.. وكثافة الطلاب مشكلة تبحث عن حل
استكمال المبادرة الرئاسية لتعيين 30 ألف معلم.. وتفعيل قانون مد الخدمة للمعلمينتعديل الأسبوع الدراسى وحصر الفراغات التعليمية واستغلالها كفصول
خبراء: إنشاء مدارس جديدة أفضل.. واستخدام مراكز الشباب وقصور الثقافة حل خارج الصندوق
ما زالت أزمة كثافة الطلاب فى الفصول واحدة من أهم التحديات التى تواجه العملية التعليمية فى مصر، ولذلك وضع محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم حلولا لتلك الأزمة منها الفصل المتحرك وبمقتضى هذا النظام يتم تحريك فصل فى كل مرحلة، ليكون فى غرفة نشاط أو تربية رياضية اعتبارا من العام الدراسى الجديد، ضمن استراتيجية مواجهة التحديات الراهنة التى تتمثل فى عجز أعداد المعلمين وارتفاع نسب الغياب بالمدارس وإعادة هيكلة التعليم الثانوى.
ولم تقتصر أفكار مواجهة كثافة الطلاب على الفصل المتحرك، بحسب ما أكده الوزير بل تتضمن أيضا طرح عدد من الأنماط مثل نقل المدارس الثانوية بالفترة المسائية والاستفادة منها فى الفترة الصباحية بنقل المدارس الإعدادية لها، مع الاستفادة من المدارس الإعدادية التى تم نقل طلابها واستغلالها لصالح طلاب المرحلة الابتدائية وذلك طبقًا لطبيعة كل إدارة تعليمية.
وصرح وزير التربية والتعليم خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد توليه الوزارة، بأنه نزل إلى أرض الواقع، وقام بالعديد من الزيارات الميدانية للمدارس عالية الكثافة بالعديد من المناطق والمحافظات، وأجرى حوارات مع المدرسين وأولياء الأمور ومديرى الإدارات والمديريات التعليمية، خلص منها بعد مراجعة العديد من الخبراء إلى ضرورة مواجهة أزمة كثافات الفصول بأكثر من طريقة.
وأوضح الوزير أنه سيتم حصر الفراغات التعليمية بواسطة هيئة الأبنية التعليمية، لاستغلالها فى إقامة فصول، وأشار إلى أن العام الدراسى الجديد سيشهد نقل المدارس الثانوية إلى الفترة المسائية، لتكون فى الصباح مكانًا يمكن استغلاله للمدارس الإعدادية، والتى ستصبح هى الأخرى مستغلة من المدارس الابتدائية، على أن يكون فى الأمر مرونة بحسب الإدارات التعليمية التى ستتعامل مع الأمر وفق احتياجاتها.
وأضاف الوزير أن عدد أيام الدراسة سيزيد يومًا ليصبح خمسة أيام تعليم أكاديمى بدلًا من أربعة، إضافة إلى يوم سادس للأنشطة.
وأعلن الوزير عن استخدام فكرة الفصل المتحرك المعمول بها فى أغلب دول العالم، من خلال تحريك فصل فى المرحلة ليكون فى غرفة نشاط أو تربية رياضية، وهو ما سيساعد على تقليل الكثافات، مشيرًا إلى أن التجربة حال تطبيقها فى محافظة القليوبية على سبيل المثال، فإن بعض المدارس ستنخفض فيها كثافة الفصل من 69 إلى 40 طالبا فقط، مؤكدًا أن هذه الحلول عملية وجاءت بعد حوار مباشر وموافقة من أطراف المنظومة التعليمية.
مواجهة عجز المعلمين
كما كشف عن خطة الوزارة لمواجهة العجز فى أعداد المعلمين، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن العدد الحالى يبلغ 843490 معلما، إلا أن العجز يصل إلى 469860 معلمًا يشكلون تحديًا كبيرًا أمام وزارة التربية والتعليم.
وأكد وزير التربية والتعليم، أن زياراته الميدانية لأكثر من 10 محافظات، والحوار الذى أجراه مع العديد من مديرى المديريات والإدارات التعليمية جعل التحرك لمواجهة هذا التحدى فى أسرع وقت من أولويات الوزارة فى الفترة المقبلة.
وقال الوزير إن الوزارة مستمرة فى تطبيق المبادرة الرئاسية لتعيين 30 ألف معلم سنويًا، والتى لاقت نجاحًا كبيرًا، وضخت دماء جديدة فى المدارس.
وأضاف الوزير أن الوزارة ستعمل على تفعيل قانون مد الخدمة، وهو القانون 15 لسنة 2024 للاستفادة من خبرة المعلمين الذين بلغوا سن المعاش ولديهم من الخبرة والقدرة ما يجعلهم يستمرون لسنوات أخرى.
كما أشار الوزير إلى التعاقد مع 50 ألف معلم بالحصة فى مختلف الإدارات التعليمية حسب حاجتها، مع توجيه الإدارات لإعادة توزيع أنصبة الحصص للمواد والمعلمين لتجنب الهدر الذى تشكو منه بعض الإدارات.
وكشف الوزير عن الاستعانة بالخريجين لأداء الخدمة العامة بالتعاون مع وزارتى التعليم العالى والتضامن الاجتماعى، مع زيادة الفترة الزمنية الفعلية للدراسة من 23 أسبوعا إلى 31 أسبوعا، إضافة لزيادة الحصص بمقدار 5 دقائق، وهو ما يرفع من قدرة التدريس بنسبة 33%.
وشدد الوزير على أهمية التكاتف بين جميع أطراف المنظومة التعليمية فى الفترة المقبلة، والتى تشهد تحديات كبيرة، سيكون نهج الوزارة فيها هو إجراء الحوار المجتمعى والتواصل الدائم مع المنظومة التعليمية، مؤكدًا أن إعادة صياغة وتوزيع المحتوى المعرفى تهدف فى نظامها الجديد إلى التأكيد على الهوية الوطنية من خلال تأصيل دراسة تاريخ مصر، وتضمين الموضوعات القومية بالمناهج، إضافة إلى التأكيد على إكساب الطلاب المهارات اللازمة لسوق العمل، مع التأكيد والتركيز على دراسة لغة أجنبية واحدة وأساسية وزيادة عدد الحصص المقررة لها للعمل على إتقانها، وقبل كل ذلك استعادة الدور التربوى للمدرسة.
وعلقت على ذلك الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبيرة التربوية، أن فكرة الفصل المتحرك تساعد على مواجهة مشكلة ارتفاع الكثافات الطلابية بالمدارس من خلال استخدم حجرات الرسم أو الأنشطة الرياضية أو الإذاعة المدرسية والوسائط التعليمية ولكن بشكل محدود.
وأضافت «عبدالرؤوف» أنه من الأفضل استغلال قصور الثقافة ومراكز الشباب كفصول دراسية أو بناء مدارس جديدة أو أبنيه جديدة داخل المدرسة واستغلال اسطح مبانى المدارس لزيادة عدد الفصول.
كما أكدت، أنه يجب تعيين خريجى كليات التربية لسد عجز المعلمين الواضح فى المدارس، إلى جانب استمرار مسابقة الـ30 ألف معلم، مؤكدةً أنه لا توجد طريقة أخرى لسد هذا العجز.
وأوضحت أن أعداد المدرسين حاليا غير كافية لتغطية الاحتياجات الأساسية للعملية التعليمية، خاصةً فى بعض المواد كالرياضيات واللغة العربية واللغة الإنجليزية ومعلمى رياض الأطفال.
وأضافت «عبدالرؤوف» أنه يوجد عدد كبير من المدرسين ولكن فى المواد غير الأساسية، وغير المضافة إلى المجموع مثل الاقتصاد المنزلى.
حلول جذرية لا مسكنات
وأشار الدكتور تامر شوقى الخبير التربوى، إلى أن الحلول المقدمة من قبل الوزارة لحل مشكلات الكثافة الطلابية حلول عاجلة مسكنة ولكنها لا تقدم حلولا جذرية لمشكلة الكثافة فى حالة فشل أحدها فى تحقيق الأهداف المرجوة منه.
وأضاف «شوقى»، أن الحلول الجذرية تشمل التوسع فى افتتاح المدارس والفصول الجديدة، خاصة مع الزيادة السنوية فى أعداد الطلاب التى تسبب أزمات متجددة، ولكل حل من الحلول المقترحة محاذير لا بد من وضعها فى الاعتبار، قبل أن نفاجأ بالمشكلات الناتجة عنها، فمثلا بالنسبة لاستغلال الفراغات بالمدارس فإنه قد لا تكون هذه الفراغات صالحة للتدريس بها نظرا لصغر حجمها أو زيادة عدد الطلاب، أو فى ضوء استخدامها فى وظائف أخرى مرتبطة بالعملية التعليمية أو الإدارية فى المدرسة وبالتالى من المحتمل ألا تصلح فى الكثير من المدارس لاستغلالها فى التدريس مما لا يؤدى إلى حل مشكلة الكثافة.
وشدد «شوقى» أنه بالنسبة لاقتراح التدريس لمدة ٦ أيام مع منح كل فصل دراسى يوما فهو حل جيد لكن يواجه مشكلات مثل استمرار المعلم فى التدريس لمدة ستة أيام أسبوعيا، فضلا عن زيادة الأعباء التدريسية والإدارية على المعلمين، كما سيقلل من فرص إجراء الصيانة الدورية بالفصول.
وأضاف الخبير التربوى، أنه بالنسبة للاقتراح الخاص بمد العمل بالمدارس لفترتين فهو يشمل اشكاليات مثل تقليل زمن الحصة والذى لا يكفى أصلا للتدريس، وزيادة الأعباء على المعلمين، ويزيد من معدل استهلاك الأثاث المدرسى فى ضوء استخدامه أكثر من مرة يوميا، بل إن تقليل زمن الحصص يتعارض مع ما تتطلبه منظومة المناهج المطورة من زمن أكبر للتدريس.
وأوضح «شوقى» أن إضافة 100 ألف فصل دراسى للمنظومة التعليمية ستحل أزمة كبيرة فى تكدس الطلاب بالفصول، مشيرا إلى أن كثافة الطلاب تؤثر على إيصال المعلومة للطالب، عكس ما يحدث فى السناتر الخاصة والدروس الخصوصية.
وأضاف أن وزارة التعليم وضعت نظاما ينص على أنه حال غياب الطالب أكثر من 60% من العام، يحرم من دخول الامتحان، حتى يعود دور المدرسة مرة أخرى كما كان.
مشكلات التعليم
ومن جانبه، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوى وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس أنه يمكن تلخيص أزمة المدارس فى 4 مشكلات تتمثل فى: ارتفاع كثافة الفصول التى تؤدى لعدم التواصل بين المعلم والطالب، والثانية نقص أعداد المعلمين التى تؤدى إلى غياب التعليم بغياب المعلم، والثالثة هى عدم انتظام التلاميذ بالمدارس لعدم قيام المدرسة بواجباتها التعليمية.. وأخيرًا كثرة المواد الدراسية بما لا يتفق مع الوقت المخصص للتدريس.
وأكد «شحاتة» أن قرارات الوزير اعتمدت على تقليص عدد المواد الدراسية بإعادة توزيعها على الصفوف الدراسية أو دمجها وكذلك لجأ إلى مد فترة الحصة.. موضحا أن النظام الجديد للثانوية العامة يعتمد على الإقلال من عدد المواد التعليمية لتخفيف عدد المواد الدراسية فى الثانوية العامة والتخفيف من الدروس الخصوصية، كما يحاول الوزير مواجهة المشكلات التى تواجه تحقيق تعليم جيد، واعتمد فى تشخيصه على الأرقام ومسح الواقع المتأزم فى المدارس.
أربعة تحديات تواجه التعليم
يذكر أن محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أكد أن مصر لديها أكبر نظام للتعليم قبل الجامعى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأشار خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بمجلس الوزراء بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، إلى احتياج الوزارة إلى ما يزيد على 250 ألف فصل جديد، وما يقرب من 469 ألف معلم لسد عجز المعلمين الذى تعانى منه المدارس المصرية فى مختلف الصفوف الدراسية.
وقال الوزير إن رؤية الوزارة لمواجهة هذه التحديات جاءت فى ضوء التأسيس لمشروعات تطوير التعليم، واستكمالًا لما سبق من جهود، مشيرًا لمشاركة جميع أطراف العملية التعليمية فى صياغة هذه الرؤية، من واقع زيارات ميدانية، واجتماعات مع أكثر من 200 مدير إدارة تعليمية اتفقوا جميعًا على توحيد رؤية الوزارة حول أهم التحديات والتى شملت كثافات الفصول، وعجز المعلمين، وارتفاع نسب الغياب فى المدارس، وإعادة هيكلة التعليم الثانوى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير التربية والتعليم والتعليم الفني انتظام التلاميذ بالمدارس العام الدراسي الجديد وزیر التربیة والتعلیم کثافة الطلاب عجز المعلمین فى المدارس ألف معلم إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: تحديث مناهج اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي
أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن تطوير منهج اللغة العربية من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الاعدادي يستهدف تطوير المهارات الفكرية للطلاب والفهم والتركيز والإدراك، وإجادة اللغة العربية بطريقة سهلة ومبسطة.
وتشهد مناهج اللغة العربية تطويرا من الصف الأول رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي، حيث تستند المناهج المطورة إلى دمج القيم الاخلاقية والمهارات الحياتية داخل موضوعات اللغة العربية، كما تراعي الفروق الفردية بين الطلاب ومهارات إنتاج اللغة بشمل عملي وسلس.
وشهد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، فعاليات برنامج “تدريب سفراء تطوير اللغة العربية” الذي تنظمه الإدارة المركزية للتعليم العام بوزارة التربية والتعليم ومستشار الوزير للتعاون الدولي والاتفاقات بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
حضر فعاليات البرنامج من قيادات وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة، والدكتورة هانم احمد مستشار الوزير للتعاون الدولي والاتفاقات والدكتورة هالة عبدالسلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام
وخلال لقائه مع المعلمين المدربين والموجهين من حضور الفعالية التدريبية، أكد الوزير محمد عبد اللطيف على أهمية دور المعلمين "كسفراء التطوير" لما سيقدمونه من دعم في الميدان لضمان التطبيق الأمثل للمناهج المطورة.
تحسين جودة العملية التعليميوأضاف الوزير أن كافة الإجراءات التي نفذتها الوزارة على مدار العام الدراسي الماضي تستهدف تحسين جودة العملية التعليمية داخل الفصول الدراسية، وذلك في ظل انخفاض الكثافات الطلابية لأقل من 50 طالبا في الفصل مع الالتزام بعدد الساعات المعتمدة لتدريس كل مادة، وهو ما يساهم بدوره في تدريس المواد المختلفة وفقا لعدد الساعات المعتمدة، فضلا عن كتيبات التدريبات والتقييمات المقرر تطبيقها العام الدراسي المقبل والتي تستهدف تدريب الطلاب على الدروس المختلفة وتقييمهم.
سفراء التطوير.. وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي الموسع لمعلمي اللغة العربية عن المناهج المطورة
وزير التعليم لأسر أوائل الثانوية العامة : شكراً على دعمكم ومساندتكم لأبنائهم
وأكد الوزير على تقديره الشديد لمعلمي مصر، مضيفا أن الفضل يعود لهم في خروج أجيال من الطلاب يحملون أمانة الوطن على أعناقهم، مشيرا إلى أن المسئولية الملقاة على عاتقهم كبيرة وأن الوزارة حريصة على تقديم كافة سبل الدعم لهم، مشددا على أنه لا يتم اتخاذ أي قرارات تخص العملية التعليمية دون مشاركة مديري المديريات والإدارات التعليمية ومديري المدارس والمعلمين.
واستمع الوزير، خلال ورشة التدريب، لآراء المعلمين حول المناهج الجديدة ومدى استفادتهم من ورشة العمل وأفضل سبل التدريس الفعالة للطلاب، حيث أشادوا بالمناهج الجديدة وأكدوا أنها تركز على الهدف التربوي وغرس القيم وحب الوطن والانتماء، كما أكدوا على ضرورة مواصلة الخطة العلاجية للقراءة والكتابة للطلاب في مرحلة الابتدائية، حيث أشار الوزير في هذا الإطار للمبادرة التي تم إطلاقها مع منظمة يونيسف لمعالجة صعوبات القراءة والكتابة لدى طلاب المرحلة الابتدائية.
وفي هذا السياق أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن الوزارة تستهدف القضاء على تحدي صعوبات القراءة والكتابة لدى طلاب المرحلة الابتدائية، مشيرا إلى أن الطلاب الذين لم يجتازوا امتحانات العام الدراسي الماضي 2024 / 2025 ، التحقوا بالبرامج العلاجية المخصصة لتحسين مستوى القراءة والكتابة خلال الإجازة الصيفية لتحسين مستوى الطلاب في هذه المهارات الأساسية، مشيرا إلى التزام الوزارة بالتعامل بشفافية في نتائج التقييمات وأعمال السنة، لضمان تحقيق العدالة والمساواة بين الطلاب، وأخذ كل طالب نتيجته الحقيقية لمساعدته في تحقيق تحسين مستواه التعليمى.
وأكد الوزير أن المعلمين عليهم مسئولية كبيرة في تطوير مهارات طلاب المرحلة الابتدائية في القراءة والكتابة، موضحا أن تأسيس الطلاب بشكل منضبط يساهم في عودة الطلاب للمدارس وانضباط حضورهم يتيح للمعلم استغلال الفرصة لتحسين هذه المهارات لدى الطلاب.
وينظم برنامج "سفراء التطوير" في إطار جهود وزارة التربية والتعليم لتطوير مناهج اللغة العربية والارتقاء بمستوى تدريسها، بعد أن تم الانتهاء من تحديث مناهج اللغة العربية بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي، وذلك ضمن خطة تطوير شاملة تسعى إلى تحسين جودة التعليم وربط المناهج بالواقع واحتياجات المتعلمين.
ونفذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني برنامج تدريب مكثف لمعلمي اللغة العربية على مستوى الجمهورية باستخدام تقنية الفيديو كونفرنس، حيث تم تقديم سلسلة من الدورات التدريبية امتدت إلى ستة لقاءات متتالية، وشملت جميع المحافظات دون استثناء وبعد انتهاء البرنامج، تم اختيار نخبة من المعلمين الذين أظهروا تميزًا بنسبة حضور ومشاركة بلغت 100% وشارك فيها أكثر من 101 ألف معلم وموجّه من مختلف أنحاء الجمهورية، بما يعكس التزام الوزارة بتحقيق التنمية المهنية الشاملة لكوادر اللغة العربية
وانتقلت الوزارة بمشروع التدريب إلى محور أكثر عمقًا، في المرحلة الثانية تتمثل في استدعاء مجموعة مختارة من معلمي اللغة العربية من كل محافظة، بحيث يمثل كل صف دراسي من الصف الأول وحتى الصف السادس الابتدائي، بالإضافة إلى موجهي العموم، ليكونوا سفراء التطوير التربوي في محافظاتهم للمشاركة في برنامج سفراء تطوير اللغة العربية.
ويهدف برنامج سفراء تطوير اللغة العربية برعاية وزارة التربية والتعليم إلى نقل المعرفة والمنهجية الجديدة إلى الميدان التربوي عبر إعداد خطط تدريبية محلية يتولاها المعلمون بالتنسيق مع موجهي المواد، بما يضمن تحقيق استدامة التطوير والتأكد من فاعلية التنفيذ.
كما يستهدف تعزيز مهارات المعلمين والموجهين في تطبيق المنهج المطور، ورفع كفاءتهم في توظيف أساليب التدريس الحديثة بما يواكب متطلبات العصر، وتأتي هذه الجهود ضمن برنامج قومي شامل لتنمية القراءة وبناء مجتمع معرفي متكامل.
ويتم تنفيذ البرنامج وفق جدول تدريبي دقيق، يشمل محاضرات وورش عمل تفاعلية مع إتاحة الدعم الفني والتقني الكامل لضمان فاعلية التدريب ووصوله إلى كل المشاركين في المحافظات، كما تضع الوزارة آليات للمتابعة والتقييم لرصد التقدم، والاستماع إلى "صوت الميدان" بوصفه مرآة حقيقية لنجاح العملية التعليمية.