شبكة انباء العراق:
2025-05-28@10:14:05 GMT

تزاحم الذباب !! من كتاب الحيونسانية ..

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

طنين طنين طنين .. بصورة لم تكن معهودة من قبل ، أغرقت مسامعنا منذ الفجر بأصوات طنين لم نعرف مصدره ، وقد زاد الظلام المشهد غبشاً وحلكاً.
لم نتلمس شيئاً على أرض الواقع ، لكن الصوت اقتحم المدارك ، لم يترك وتراً حساساً إلا وأزعجه ، انتفض الناس من مضاجعهم يتلمسون ذلك الطنين المزعج حد القلق ، لم يكن ينبئ بشيء ، ولم يستنبؤوا منه رؤية ما إلا أن دويه صارخ متخم حد الاختناق .


اصطدمت الجموع ببعضها ، جُرحت رؤوسُ آخرين ، تصاعدت وتيرة الحس العصبي حداً لم يعد بمقدوره الاصطبار على جهالة المصدر، و تحرك البعض خارج المساحات ، هربوا نحو الغابات والصحراء ، جلسوا على شواطئ البحار ومنابع الأنهار .. بعضهم شهق ارتفاعات الجبال ، حاجّاً للقمم يبحث عن صمت ذهبي يزيح ذلك الكابوس ، فيما فضل آخرون دفن مسامعهم في وديان النسيان، لعلهم يتخلصون من أوجاعه وصداه الكاتمَين للأنفس .
في اليوم التالي – وبعد أن هدأت العاصفة الذبابية – أخذ الناس يهمسون بإشاعات ما ، يقول بعضها : إن السلطات توظف المكننة لصناعة الهوس ومن اليوم الذي دارت فيه رحى العجلات لن يهدأ لكم بال ، فلَوحة الشيطان الوهمية غدت حقيقية ، وها هي ذي تتجسد على واقع ذبابي مقيت .
أخذت أكثرية الطبقات الشعبية تعد العدة لأيام ذبابية عصيبة ، تسرح وتمرح ، وربما لا تتوقف بحدود الفجر ، وقد تتغلغل بجسد النهار ، وتسكن بواطن الغسق ، مما لا يتيح فرصة للتفكير والخلاص بعد اليوم ؛ لذا صعد منبر الخطابة حكيم المدينة محذراً من موج ذبابي لا يهدأ على طريق تذبيب الأفكار ، وتدبيب الأجساد ، وتوجيع الضمائر حتى موتها ، وتلبّسها وصنعها وفقاً لمنطق الطنين الخاوي من أية قيم أخلاقية ، سوى ما تشبهه بذباب المطابخ وذبذبات المسالخ .
اتسعت حلقات الردع الذبابي ، وطرحت بعض الوجوه إمكانية شراء البحوث ، والاهتداء إلى وسائل جديرة بإمكانها صد موج الذباب ، ووقف صدى الطنين وحصره في أماكن معينة بدلاً من أن يدخل قداسات المدينة المحفوظة منذ القدم ويدنسها .
تقدم أحد الشبان على أنغام تقديم القرابين ، وحينما استفهموا منه قال : سأسلخ جلدي ، وأضع نفسي ضحية أولى لخداع الكتل الذبابية ، سآخذها إلى مكان بعيد أحمي في ذلك أهلي وناسي .
احتج قائد الجمع مقترحاً بدلاً من ذلك إمكانية صيد الذباب وسلخه ، وإطعام بعضه لكله ، أي العلاج بالطريقة التي كانت هي الداء ، فرحوا بهذا التطور الفكري ، لكن ثمة إشكالية طرأت على المشهد .. حيث ذكرهم أحدهم بلعنة الذباب ، وإمكانية هيجانه بصورة لا تتيح لهم التصرف المزاجي ، وبما يحبون ويستهدفون ، فجموع الذباب – لاسيما الهجين منها – لا يمكن لها أن تركن وتستكين بحدود معينة ؛ ما يتيح قدراً أكبر من الحرية لمجاميعها بالتغلغل في أجساد لم تكن معهودة ، وتعبث بمحرمات ومقدسات كانتا طوال التاريخ محفوظتان . ظلوا على حيرة من أمرهم جراء هذا الهراء والجيثوم الجارح للضمير ، وربما عدوه تحذيراً في محله ، وتصور إمكانية حدوثه في ظل انعدام قيم الذباب .
بينما رفع البعض رايات بيضاء معلناً الاستسلام حت طنَّ أحدهم بما يشبه طنين الذباب ، بل أكثر إزعاجاً منه قائلاً : أفضل ألف مرة أن ألتهم عبر الذباب ، وأعلن التطنين ضده .. على أن أصبح مجرد رقم هامشي على خارطة الوحي الذبابي .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

جمال السويدي يدشّن كتاب «الهوية الوطنية» في البحرين

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة شراكات تنموية «أجيال المستقبل».. عشرون عاماً من العطاء والتميز

نظّمت مؤسسة الأيام للنشر بالتعاون مع مكتبة الأيام (الكشكول) أمس الأول الأحد، بقاعة الأيام بمنطقة الجنبية بالبحرين، حفل تدشين كتاب «الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير» لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
حضر الحفل نخبة من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالفكر والثقافة، وعدد من المسؤولين، يتقدمهم معالي نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام، وأعرب الجميع عن إعجابهم الشديد بالكتاب، ووصفوه بأنه كتاب استراتيجي يعالج إحدى أهم القضايا في دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول العالم العربي.
وفي مستهل الحفل، ألقى الحمر كلمة عبّر فيها عن سعادته بلقاء السويدي، مشيراً إلى عمق العلاقة التي تجمعهما، والتي وصفها بعلاقة الأخوّة والصداقة والشغف المهني. ولفت الحمر إلى أنّ العالم يعيش اليوم في زمن تتسارع فيه الأسئلة، وتضطرب فيه الإجابات، وتبقى فيه «الهوية الوطنية» من أبرز المفاهيم الحاضرة والمهمة في وجدان الإنسان العربي، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي. مؤكداً على أن الهوية الوطنية تشكّل ركيزة أساسية تستدعي التأمل العميق والطرح المسؤول.
من جانبه، عبّر د. علي بن محمد الرميحي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى، في كلمة ألقاها أمام الحضور عن تقديره للمفكر السويدي وحرصه الدائم والمستمر على الحضور وتدشين أبرز أعماله الفكرية، التي أغنت المكتبة العربية، وخاصة في مملكة البحرين.
وقال السويدي: «إن التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الهوية الوطنية تقوم على مقومات أساسية، منها التسامح، والتعايش السلمي، والتقدم التكنولوجي»، مشيراً إلى أن الكتاب يسعى إلى إبانة مدى انسجام نموذج الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من حيث الحقوق المدنيّة والسياسية والاجتماعية، مع مسارات التطور، التي مرّت بها المفاهيم التقليدية والقانونية للمواطنة في التاريخ الحديث، عبر منهجية استنباطية قدمت تأطيراً نظريّاً وتأصيلاً تاريخياً لنموذج المواطَنة الإماراتي.
وأضاف السويدي أن الكتاب يبرز مساعي القيادة الإماراتية الرشيدة في تعزيز فكرة «الأمة»، حتى يبني الإماراتيون بواسطتها، شكلاً جديداً من أشكال الهُويّة الجماعية. مؤكداً أن الهوية الوطنية شكّلت حجر الزاوية في رؤية الأب المؤسّس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، التي أسهمت في انصهار كل أبناء الدولة في بوتقة واحدة بعد قيام الاتحاد، حتى أصبحت هناك هوية واحدة فقط، وهي الهوية الإماراتية.
في ختام الحفل، قدّم الدكتور جمال سند السويدي الشكر للحضور والقائمين على تنظيم الفعالية، مشيداً بحُسن التنظيم وحفاوة الاستقبال. كما أعرب عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية المتينة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، ومثمّناً الدور البارز الذي تضطلع به البحرين في نشر الثقافة وتعزيز الفكر في العالم العربي. واختتم السويدي مشاركته بتوقيع نسخ من كتابه وتقديمها للحضور.

مقالات مشابهة

  • القبي: احيوا سنة التكبير ولا تلتفتوا لإشاعات الذباب الإلكتروني
  • إطلاق كتاب «فنّانو الشرق الأوسط.. من عام 1900 إلى اليوم»
  • الخلايلة: غالبية الحجاج الأردنيين وصلوا المدينة المنورة وعمليات التفويج إلى مكة تبدأ اليوم
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • رد صادم من ياسمين صبري على إمكانية تعاونها مع محمد رمضان في عمل فني
  • ردة فعل كريم بنزيما حول إمكانية مشاركته مع الهلال في كأس العالم للأندية.. فيديو
  • جمال السويدي يدشّن كتاب «الهوية الوطنية» في البحرين
  • رد قاطع من مدرب فاركو عن إمكانية التساهل أمام الأهلي في ختام الدوري
  • 9 أندية تزاحم الهلال على ضم برونو فيرنانديز
  • عبدالمولى: نثق في إمكانية إسقاط حكومة الدبيبة.. والبرلمان جاهز لتشكيل البديل