مجلس الأمن يحذر من خطر نشوب حرب إقليمية.. اسرائيل تواصل عدوانها وحزب الله يعد برد نوعي
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
لم تكد المناطق اللبنانية تلملم آثار "العدوان السيبراني" الاسرائيلي الذي اوقع عشرات الشهداء والاف الجرحى، حتى نفذ العدو الاسرائيلي غارة على منطقة سكنية في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية ما ادى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، فيما أعلن حزب الله في بيان، استشهاد القائد إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) في الغارة نفسها.
وفيما يسود الترقب لكيفية تعاطي "حزب الله" مع تطورات الساعات الماضية، تشدد مصادر مطلعة على ان الامور سوف تذهب الى نوع جديد في المواجهة، فغارة يوم أمس ستشكل عاملا اضافيا لتحفيز الحزب للبحث على نوع جديد من الضربات يعيد التوازن الى "معادلة الردع"، مع اعتبار اوساط سياسية أن الامور رغم كل التصعيد الحاصل ليست ذاهبة نحو الحرب الشاملة والمفتوحة، لكن من المرجح ان اسرائيل لن تغامر بأي اجتياح بري ولن تفتح حرباً واسعة النطاق على لبنان، لأن الولايات المتحدة لن تكون طرفاً فيها الى جانبها.
وتتوقع الاوساط ان تلجأ اسرائيل في هذه المرحلة الجديدة من الحرب، إلى تكثيف غاراتها وضرباتها على قرى الجنوب واستخدام قوة نيران عالية واسلحة مختلفة في سياق مخططها لتدمير أكبر عدد ممكن من البلدات الجنوبية الحدودية، الا ان ذلك سوف يقابل أيضاً بتوسيع "حزب الله" لنطاق عملياته، فالحزب لن يقف متفرجاً وسوف تطال ضرباته مستوطنات لم يكن قد استهدفها من قبل، كما أنه سوف يلجأ الى استخدام اسلحة لم يستخدمها منذ 8 تشرين الاول، وستكون عملياته باتجاه شمال فلسطين المحتلة اكثر شراسة من السابق، كما ان الحزب سوف يستمر في مواقفه تجاه عدم السماح بعودة سكان المستوطنات الشمالية قبل وقف الحرب على غزة، وسوف تكون ضرباته نوعية وسوف يتخذ القرارات المناسبة ضمن دائرة ضيقة.
مجلس الوزراء أكد في جلسته امس أن هذا الاستهداف ضد منطقة سكنية مأهولة يثبت مجددا ان العدو الاسرائيل لا يقيم وزنا لاي اعتبار انساني وقانوني واخلاقي، بل هو ماض في ما يشبه الابادة الجماعية وقد شهدنا ابشع صورها في العدوان الذي حصل يومي الثلاثاء والاربعاء وحصد عشرات الشهداء وآلاف الجرحى. ان هذا العدوان الجديد هو برسم الضمير العالمي والمجتمع الدولي الساكت عن انتهاك الحق الانساني والعدالة والقوانين.
دوليا، حذر أعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس من خطر نشوب حرب إقليمية في أعقاب التطورات في لبنان، وتدهور الأوضاع في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وكان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب القى أمس كلمة لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ووصف تفجير آلاف أجهزة الاتصال المحمولة هذا الأسبوع في بلاده بأنه هجوم "إرهابي" وحمّل إسرائيل مسؤوليته. إذ لا يمكن السماح لاستمرار إسرائيل في الإفلات من العقاب، والمحاسبة. فلم تتعلم إسرائيل شيئا" من إجتياحاتها المتكررة للبنان على مدى عقود من الزمن، حيث لم تحصد سوى الخيبات والهزائم، وآخرها هروبها من لبنان عام 2000 تاركة وراءها عتادها وسلاحها. فالمغامرة الجديدة التي تبشرنا بها إسرائيل، لن تكون سوى نسخة قبيحة عن سابقاتها، وتكرارا" لما حققته الحرب العقيمة على غزة وأطفالها، أي البؤس، والتطرف، والدمار. وقد تؤدي أيضا الى حرب إقليمية طاحنة، تختلف عن كل سابقاتها من حيث رقعتها الجغرافية على إمتداد الشرق الأوسط، وأنواع الأسلحة الفتاكة والدقيقة، وحجم الدمار، وأعداد الضحايا. وأضاف جئنا لنضع أنفسنا بتصرف عدالة الأمم المتحدة، ومصداقيتها أمام العالم أجمع. فإما يفرض هذا المجلس على إسرائيل وقف عدوانها وتطبيقها لقراري مجلس الأمن 1701 و2735، ووقف حربها على كل الجبهات،وعودة النازحين الى بلداتهم، وإما نكون شهود زور على الإنفجار الكبير الذي تلوح تباشيره في الأفق. فإعلموا اليوم وقبل فوات الأوان بانه لن يوفر شرقا" ولا غربا"، ساعة لا ينفع الندم، ونعود جميعا" الى عصر الظلمات. الحرب من أمامكم والقرارين 1701 و2735 في أدراج مجلسكم. الخيار لمجلسكم.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فأكد أنه يجري استفزاز "حزب الله" من خلال تفجير أجهزة "بيجر" من أجل جعل التدخل الأميركي في الصراع أمرا لا مفر منه. يبدو لي أن هذا الخطر مفهوم لدى إدارة بايدن. وبالطبع، لا نريد أن تكون هناك حرب كبيرة".
وقال نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط: "تدعو الصين إسرائيل إلى إنهاء هوسها باستخدام القوة ووهم النصر العسكري الشامل، والوقف الفوري للعملية العسكرية في غزة، والتوقف عن التعدي على سيادة لبنان وأمنه، والتوقف عن المخاطرة التي يمكن أن تشعل نارا أخرى في المنطقة".
وصرح نائب المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة روبرت وود أن الولايات المتحدة تواصل جمع المعلومات حول الانفجارات في لبنان. وقال إن "صراعًا إقليميًا أوسع نطاقًا ليس في مصلحة أحد".
وخاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللبنانيين مساء أمس، عبر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا لهم أن "المسار الديبلوماسي قائم" وأن "الحرب ليست حتمية"، بحسب "فرانس برس". وقال ماكرون: "لا أحد لديه مصلحة في التصعيد. لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأي قضية مهما كانت يستحق إثارة صراع في لبنان". وأكد أن "فرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين". وأسف ماكرون لسقوط "ضحايا مدنيين" جراء التفجيرات هذا الأسبوع. واجتمع ماكرون في باريس مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، وبحث معه في "ضرورة خفض التصعيد في لبنان، والتزام حل دبلوماسي يسمح بعودة السكان الى شمال اسرائيل".
الى ذلك، لم يتم تأجيل زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت حيث يصل مطلع الاسبوع المقبل لعقد لقاءات مع المسؤولين السياسيين وقيادات الاحزاب المعنية بالملف الرئاسي للبحث في اهمية انتخاب رئيس قبل فوات الاوان، كما انه سوف يبحث ايضاً في الوضع الجنوبي، علما انه كان من المفترض ان يشارك في العيد الوطني للمملكة العربية السعودية، لكن حتى الساعة لم يعرف ان كان الموعد لا يزال قائماً، في حين أن السفارة الصينية ألغت حفل الاستقبال بالعيد الوطني والذي كان مقررا في 24الحالي بسبب الاوضاع الراهنة.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الأمن حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي: مصر تواصل الاضطلاع بدورها الرئيسي في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط
التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة بالكاتب الأمريكي "توماس فريدمان" يوم الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥.
شهد اللقاء حوارا حول التحديات المتعددة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي. وأكد وزير الخارجية فى هذا السياق على مواصلة مصر للاضطلاع بدورها الرئيسي في دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتفعيل الحلول السياسية والدبلوماسية للأزمات.
كما تناول اللقاء أفاق تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والولايات المتحدة، حيث ابرز وزير الخارجية الاصلاحات الاقتصادية التي قامت بها مصر والتي تستهدف جذب الاستثمارات الأجنبية للسوق المصرية، وتشجيع القطاع الخاص علي الاستثمار في مصر.
وعلي الصعيد الاقليمي، تطرق اللقاء الى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تناول وزير الخارجية آخر مستجدات الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشددا على أهمية خلق أفق سياسي يفضي إلى تسوية شاملة بين الفلسطينين والاسرائيليين تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، مشيدا فى هذا السياق باعتزام كل من فرنسا والمملكة المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما تناول اللقاء التطورات فى سوريا وأمن الملاحة فى منطقة البحر الأحمر.