كيان ديني سوداني: واجب الأمانة يقتضي رفع صوت السلام عالياً
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
“هنالك مَنْ يدعم الحرب بناءً على حيثيات دينية، ويستدل بنصوص شرعية لتأييد موقفه، ويقدم خطابات تُشرعن الأضرار المترتبة على العمليات العسكرية تجاه المدنيين خاصةً إذا كانت من مكونات اجتماعية مُحددة باعتبارهم حواضن لأحد أطراف الحرب”
التغيير: كمبالا
قال كيان ” دينيون من أجل السلام” إن السودان يمر بأخطر مرحلة في تاريخِه الحديث لدرجة أن مآلات الحرب باتت تطرح سؤال نكون أو لا نكون؟ فاستمرار الحرب بهذه الصورة التدميرية معنىً ومبنىً يُهدِّد وجود الإنسان، ويُهدِّد بقاء البلد نفسه مُوحدَّاً، وبالتالي فإن التواضع على معالجتِها بالآليات السلمية ضرورة دينية ووطنية وإنسانية.
وأضاف الكيان في بيان بمناسبة اليوم العالمي للسلام “21 سبتمبر”، إنه بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على الحرب، وبعد تعذر الحسم العسكري لأيٍ من أطرافها، وبعد كل التدمير الذي طال الأبرياء والبنى التحتية، وبعد كل التشريد لأكثر مِنْ نصف السكان، وبعد اجتياح المجاعة التي تُهدد أكثر من ٢٥ مليون شخص فإن مراجعة الموقف من استمرار القتال يصبح ضرورة دينية ووطنية وإنسانية.
وجاء بالبيان “إن الله تعالى خالق الكون قد جعل الإنسان خليفته في الأرض، وأوكل إليه عمارتها بالحق والعدل والرحمة والسلم والتعاون على البر بين جميع بني الإنسان؛ وهذه هي الأمانة التي أبت السمواتُ والأرضُ والجبالُ أن تحملها فحملها الإنسانُ؛ فلنعمل جميعاً بمقتضاها ولنتجنب ما تخوف منه الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) ولنتجنب (وإذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (٢٠٥) البقرة؛ وإن الحروب تُشكِّل حاضنةً لكل هذه الموبقات”.
وقال: “إن الإنسان الذي خلقه اللهُ تعالى بيديه، وكرمَّه، وأسجد له ملائكته، وفضلَّه على كثيرٍ من مخلوقاته، وسخَّر له الكون ببرِه وجوِه وبحرِه لجديرٌ به أن يعيش حياة الأمن، والاستقرار، والسلام؛ ولذلك كان النداء الرباني (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة ٢٠٨، وإن الجنوح للسلمِ واجبٌ حتى في القتال مع المُعتدِين مِنْ غيرِ المسلمين قال تعالى (إِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) الأنفال؛ فكيف بالقتال بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد؛ ولذلك نحث كافة فئات المجتمع وعلى رأسها المُصلِحين والحكماء والدعاة والقادة إلى التحرك العاجل لوقف الحرب وبناء السلام، وتبني مشروع للإصلاح بين المتقاتلين على أسس عادلة قال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) وقال النبي ﷺ: «ألَا أُخبِرُكم بأفضَلَ مِن درجةِ الصِّيامِ والقيامِ؟». قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ قال: «إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإن فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ» سنن أبي داود.”
وأوضح البيان إن “هنالك مَنْ يدعم الحرب بناءً على حيثيات دينية، ويستدل بنصوص شرعية لتأييد موقفه، ويقدم خطابات تُشرعن الأضرار المترتبة على العمليات العسكرية تجاه المدنيين خاصةً إذا كانت من مكونات اجتماعية مُحددة باعتبارهم حواضن لأحد أطراف الحرب، مؤكدا أن في هذا تجاوز لمبدأ مهم في الإسلام وهو مبدأ المسؤولية الفردية”.
وأكد البيان إن واجب الأمانة يقتضي علينا جميعاً السعي لرفع صوت السلام عالياً، وإخفات صوت الحرب وخطاب الكراهية، والعمل على معالجة آثار الحرب معنوياً ومادياً لننعم بالسلام والرخاء والتنمية والعدل والمساواة والنهوض فلقد تخلفنا كثيراً بسبب الحروب فآن الأوان لطي صفحتِها نهائياً وفتح صفحات للسلام الشامل والعادل .
الوسومإنهاء الحرب السلام حرب السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إنهاء الحرب السلام حرب السودان
إقرأ أيضاً:
تحركات عربية في باريس.. خطة واضحة لإعمار غزة ومساعٍ حثيثة لوقف الحرب
عقد وفد اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، أمس، اجتماعا موسعا مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، وذلك بمقر وزارة الخارجية الفرنسية في العاصمة باريس.
وتندرج هذه الزيارة في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى دعم حل الدولتين كخيار إستراتيجي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر دائما تتمسك بقيمها الأخلاقية الثابتة، واستمرارها في أداء دورها الداعم للقضية الفلسطينية على مختلف المستويات.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تعبر عن التزامها بدعم مؤسسات العمل العربي المشترك، وتجسد مصر هذا الالتزام من خلال ترجمة مواقفها إلى إجراءات عملية ملموسة، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ تواصل تنفيذ خطة شاملة وواضحة لإعادة إعمار قطاع غزة.
مشاركة رفيعة وتنسيق عربي مشتركضم الوفد العربي وزراء خارجية كل من: المملكة العربية السعودية: الأمير فيصل بن فرحان (رئيس اللجنة الوزارية)، وجمهورية مصر العربية: الدكتور بدر عبدالعاطي، والمملكة الأردنية الهاشمية: الدكتور أيمن الصفدي.
وقد تناول اللقاء مع الوزير الفرنسي أبرز تطورات الأوضاع في غزة، مع التأكيد على ضرورة وقف الحرب فورا وضمان التدفق الكامل للمساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، كما شدد الجانبان على أهمية وقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والالتزام الصارم بـ القانون الدولي الإنساني.
رفض الإجراءات الأحادية ودعم الشرعية الدولية
وأكد المجتمعون على ضرورة وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تُقوض فرص السلام، وفي مقدمتها التوسع الاستيطاني، وفرض العقوبات الجماعية، وهدم المنازل الفلسطينية، كما تم التأكيد على أن استمرار هذه السياسات من شأنه أن ينسف أي فرص حقيقية لحل دائم وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وناقش الوزراء التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى بشأن حل الدولتين، من المقرر أن تستضيفه الأمم المتحدة في مدينة نيويورك خلال شهر يونيو المقبل، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.
ويهدف هذا المؤتمر إلى إعادة إطلاق عملية سلام جادة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتحظى بدعم إقليمي ودولي واسع.
اللجنة الوزارية ودورها المحوريوتعد اللجنة الوزارية، التي تم تشكيلها خلال اجتماع القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية المنعقدة في الرياض بتاريخ 11 نوفمبر الماضي، أحد أبرز الأطر الدبلوماسية العربية التي تتابع مستجدات القضية الفلسطينية.
وتضطلع اللجنة بدور محوري في رفض المبررات الإسرائيلية التي تصف عدوانها بأنه "دفاع عن النفس"، وتسعى إلى وقف إطلاق النار، حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة.
وجاء الاجتماع في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مع تصاعد وتيرة العنف والتصعيد العسكري الإسرائيلي، وارتفاع الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار.
وقد ركزت المباحثات على تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الأعمال القتالية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع، في ظل معاناة السكان من أوضاع معيشية متدهورة، ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.
إحياء عملية السلام والدفع نحو حل الدولتينوناقش الوزراء كذلك الجهود الجارية لإحياء عملية السلام، مؤكدين أن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في المنطقة. كما شددوا على أهمية تهيئة البيئة السياسية والدبلوماسية الملائمة لإطلاق مفاوضات جادة تستند إلى المرجعيات الدولية المعتمدة.
والجدير بالذكر، أن يعكس هذا اللقاء الرباعي مستوى متقدما من التنسيق العربي الأوروبي حيال القضية الفلسطينية، ويأتي ضمن جهود عربية متجددة تهدف إلى تفعيل دور دبلوماسي فاعل على الساحة الدولية.
ومن المنتظر أن تواصل اللجنة الوزارية لقاءاتها خلال المرحلة المقبلة، بالتوازي مع تنسيق واسع مع الأطراف الدولية، في ظل الزخم الدبلوماسي المتصاعد الذي تشهده القضية الفلسطينية حاليا.