مرشح يخطط لانتزاع منصب مستشار ألمانيا.. المعارضة تربك حسابات شولتس
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
ظهرت حمى الانتخابات الألمانية المقرر انعقادها العالم القادم مبكرا، ففي خطوة غير متوقعة تعكس الوضع السياسي في ألمانيا، رشح حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) زعيم المعارضة، فريدريش ميرز ، بالإجماع ليكون مرشح الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات المقبلة، مما يضعه في مواجهة مباشرة مع المستشار الحالي أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
وجاء ذلك خلال مؤتمر الحزب الذي عُقد في برلين، تم اختيار ميرز كمرشح رسمي للحزب، مما يعكس دعمًا قويًا من أعضاء الحزب في وقت يحتاج فيه CDU إلى استعادة شعبيته بعد خسارته الانتخابات السابقة. يعكس هذا القرار تصميم الحزب على إعادة بناء الثقة مع الناخبين وتعزيز موقفه في الساحة السياسية.
وقال الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كارستن لينيمان، "تم اختيار ميرز بالإجماع من قبل المجلس التنفيذي الفيدرالي وهيئة الرئاسة كأفضل مرشح للانتخابات الفيدرالية في غضون عام".
ومن جانبه أعلن شولتس، نيته للترشح في الانتخابات المقبلة المقرر لها أيلول / سبتمبر 2025، سعيًا منه لولاية ثانية يقود فيها البلاد.
وأكد شولتس، أنه يريد خوض الحملة الانتخابية الفيدرالية كمرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار، قائلًا: "نحن جميعًا مصممون على خوض الانتخابات الفيدرالية المقبلة معًا والفوز بها، وسأترشح لأصبح مستشارًا مرة أخرى".
الاستعداد للحملة الانتخابية
ويضع ميرز، الذي يشتهر برؤيته الاقتصادية المحافظة، القضايا الاقتصادية والاجتماعية في صميم حملته الانتخابية. يعبر عن التزامه بتحقيق نمو مستدام وتقليل العجز في الميزانية، في وقت تواجه فيه ألمانيا تحديات اقتصادية كبيرة.
التحالفات السياسية
مع دخول ميرز المعترك الانتخابي، سيكون من الضروري أن يسعى لتشكيل تحالفات مع الأحزاب الأخرى، بما في ذلك الحزب البافاري CSU، حيث قد يكون التعاون ضروريًا لتحقيق الأهداف المشتركة. هذا التعاون سيساعد في مواجهة التحديات التي قد تطرأ من الأحزاب اليسارية.
ويواجه ميرز منافسة قوية من شولتس، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بعد إدارته للأزمة الاقتصادية والتحديات العالمية، وسيحتاج ميرز إلى تقديم رؤية واضحة وقوية تجعل الناخبين يثقون في قدرته على القيادة.
التحديات التي تواجه ميرز
سيتعين على ميرز التعامل مع الإرث السياسي للحكومة السابقة وما يترتب على ذلك من توقعات الناخبين، كما يحتاج ميرز إلى بناء تحالفات مع الأحزاب الأخرى لضمان دعمها في حال فوزه، مما يمثل تحديًا في ظل الانقسامات السياسية الحالية.
كما تؤثر الأزمة الاقتصادية العالمية على حملة ميرز الانتخابية، حيث يحتاج إلى تقديم حلول فعالة لمواجهة الأزمات.
من هو فريدريش ميرز
يعد ميرز شخصية سياسية بارزة في ألمانيا، ويعبر عن رؤية اقتصادية محافظة، ويأتي ترشيحه لمنصب المستشار في وقت حرج بالنسبة لألمانيا، حيث تسعى البلاد للتغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
وانضم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) في عام 1972، وشغل عدة مناصب في الحزب، بما في ذلك رئيس مجموعة CDU/CSU في البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) من 2000 إلى 2002.
وغادر البوندستاغ في عام 2002 وركز على حياته المهنية في القطاع الخاص، حيث تولى منصبًا تنفيذيًا في شركة دويتشه بنك.
عاد ميرز إلى السياسة في عام 2018 بعد انتخابات الحزب، حيث تم انتخابه رئيسًا لحزب CDU، وفي عام 2021، تم انتخابه مرة أخرى كرئيس للحزب بعد فترة من عدم استقرار القيادة.
ويُعرف ميرز بآرائه المحافظة، خصوصًا في مجالات الاقتصاد والضرائب، ويؤيد إصلاحات السوق، ويعبر عن موقف حازم تجاه قضايا الهجرة والأمن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية شولتس المانيا الانتخابات الألمانية شولتس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام
إقرأ أيضاً:
الحرب على غزة تربك البنية النفسية لقوات الجيش الإسرائيلي
القدس المحتلة- في خضم الحرب المستمرة على قطاع غزة، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه أمام تحديات غير مسبوقة، تتجاوز ساحات المعارك إلى عمق الجبهات الداخلية، ليس فقط على صعيد العتاد والخطط، بل في البنية النفسية والإنسانية للجنود أنفسهم.
إذ دفعت أزمة حادة في القوى البشرية الجيش إلى اتخاذ قرارات استثنائية، من بينها استدعاء جنود مصابين باضطرابات ما بعد الصدمة وأشخاص يعانون إعاقات نفسية دائمة، للمشاركة مجددا في العمليات القتالية، في وقت يشهد فيه الجيش تآكلا واضحا في قدراته البشرية والمعنوية.
وتكشف تقارير صحفية إسرائيلية، من بينها تقرير نشرته صحيفة هآرتس، عن تداعيات نفسية خطيرة بين صفوف الجنود، وسط ارتفاع حالات الانتحار والانهيار النفسي.
وحسب الصحيفة، فإنه حتى نهاية عام 2024، سجلت على الأقل 35 حالة انتحار في صفوف الجنود منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما صنفت وزارة الأمن الإسرائيلية نحو 9 آلاف جندي معاقين نفسيا منذ بدء العمليات، وهو ما يسلط الضوء على الكلفة البشرية الباهظة للحرب.
ووفق معطيات وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن قسم إعادة التأهيل يعالج نحو 78 ألف جريح من حروب مختلفة، بينهم أكثر من 26 ألفا يعانون إصابات نفسية، منهم نحو 11 ألف حالة مشخصة باضطراب ما بعد الصدمة، ومنذ اندلاع الحرب في غزة، أُضيف إلى هذا الرقم نحو 17 ألف جريح جديد، بينهم قرابة 9 آلاف مصابون بإعاقات نفسية.
بات الجيش الإسرائيلي عالقا بين ضغوط التوقعات السياسية والعسكرية واستنزاف القوى البشرية والنفسية، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، إذ يواجه تحديات متصاعدة أبرزها نقص العتاد، وتراجع عدد الجنود، وتصاعد التهرب من الخدمة، خصوصا بين الحريديم، مما يثير شكوكا حول قدرته على خوض حرب موسعة جديدة في غزة.
إعلانواستعرض محللون التأثيرات النفسية للحرب على الجنود الإسرائيليين، وتداعيات ذلك على أداء الجيش واستعداده لخوض جولات جديدة من القتال، في ظل أزمات متفاقمة ومخاطر إستراتيجية متصاعدة.
أزمة عميقةكشف الصحفي الاستقصائي في صحيفة هآرتس، توم ليفينسون، عن معطيات صادمة تعكس عمق الأزمة التي يعانيها الجيش الإسرائيلي على صعيد القوى البشرية والنفسية، في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.
وحسب التحقيق، فإن الجيش اضطر بسبب النقص الحاد في المقاتلين لاستدعاء جنود من الاحتياط، بعضهم يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة وحتى إعاقات عقلية دائمة، الأمر الذي تسبب في وقوع مآسٍ إنسانية، بينها حالات انتحار مؤكدة.
وأشار ليفينسون إلى أن الجيش الإسرائيلي جند جنودا مصابين بأمراض نفسية في وحدات قتالية، دون إجراء تقييمات صحية دقيقة، خشية أن تكشف الفحوصات عن أزمة واسعة في صفوف الاحتياط. ونتيجة لذلك، أعيد تجنيد مئات المصابين رغم إدراك الجيش لخطورة حالاتهم، وقال أحدهم: "أنا في خطر… قد أؤذي نفسي أو الآخرين".
وأوضح ليفينسون أن هذه المعطيات المتراكمة تُنبئ عن أزمة ممتدة ومعقدة يعيشها الجيش الإسرائيلي، لا تقتصر على الجبهة القتالية، بل تفتك بالبنية الداخلية النفسية للمؤسسة العسكرية، وتطرح علامات استفهام كبيرة حول قدرة الجيش على الاستمرار في حرب طويلة، وسط نزيف صامت في الأرواح والعقول.
واستشهد بجنازة في أبريل/نيسان الماضي، حيث احتشد المئات في المقبرة العسكرية "كريات شاؤول" بتل أبيب لتشييع جنازة عسكرية، بدت للوهلة الأولى كغيرها من الجنازات المتكررة منذ بدء الحرب، لكن الجندي لم يُقتل في المعركة بل انتحر، ولم يعلن اسمه أو يسمح بتغطية إعلامية، وتعد حالته واحدة من عدة حالات انتحار رفض الجيش حتى الآن الإفصاح عن أعدادها العام الحالي.
وتسلط هذه الحادثة الضوء، بحسب ليفينسون، على خلل بنيوي في التنسيق بين وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، الذي لا يمتلك حتى اليوم قاعدة بيانات محدثة تشمل جميع المصابين نفسيا الخاضعين للعلاج في قسم إعادة التأهيل التابع للوزارة، مما يجعل من السهل أن يعاد استدعاء الجنود المصابين دون علم الوحدات العسكرية بذلك.
في مقال تحليلي نشر تحت عنوان "معضلة 2025: إلى أين يتجه القتال في غزة؟"، تناول الصحفي الاستقصائي والمحلل العسكري رونين بيرغمان في صحيفة يديعوت أحرونوت حالة التخبط داخل الجيش الإسرائيلي، في ظل إدراك متزايد لدى قياداته بأن توسيع العمليات العسكرية في غزة لن يفضي إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين، ولا إلى هزيمة حماس.
إعلانويرى بيرغمان أن الجيش عالق في "مصيدة" متعددة الأوجه، فمن جهة، هناك جمهور إسرائيلي لم يعد يدرك لماذا استؤنفت الحرب، ويشعر بفقدان الاتجاه والهدف، ومن جهة أخرى، تقف عائلات الأسرى التي تخشى من المخاطر المتزايدة للخطوات التصعيدية على حياة أبنائهم.
وفي حين يظهر المستوى السياسي، وعلى رأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، دعما غير مشروط للجيش، يلمّح بيرغمان إلى أن هذا الدعم قد يكون مدفوعا برغبة في تحميل الجيش لاحقا مسؤولية أي فشل أو انهيار، إذ يواصل الجيش تنفيذ خطة لتوسيع الحرب، رغم الشكوك المتزايدة داخل قياداته بشأن جدوى هذا التصعيد.
يصف بيرغمان الوضع بأنه أخطر "مصيدة" يعيشها الجيش، فبعد عام ونصف العام من القتال دون حسم، تدفع القيادة الجديدة نحو "احتلال زاحف" لغزة بحثا عن إنجاز غير واضح.
ويحذر بيرغمان من أن التوغل العسكري قد يقود إسرائيل إلى احتلال كامل لغزة، وهو خيار يرفضه معظم كبار الضباط بوصفه عبئا أمنيا، وينقل عن مسؤول استخباراتي أن الجيش أبلغ القيادة أن "استعادة الأسرى أحياء لن تتم إلا عبر التفاوض مع حماس".
فوضى متزايدةويرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن إسرائيل تنجرف نحو فوضى متزايدة في غزة، وأن الخروج من هذا المسار يعتمد على تدخل خارجي، خاصة من واشنطن، فبينما يستفيد نتنياهو سياسيا، تتصاعد المخاطر على حياة "الرهائن" والجنود وعلى مكانة إسرائيل الدولية.
ورغم أن رئيس الأركان الجديد إيال زامير اقترح، في مارس/آذار الماضي، خطة لمناورة واسعة تشمل 6 فرق واحتلالا كاملا للقطاع، فإن هرئيل يقول إن "التحركات العسكرية الحالية تبقى محدودة"، فقد تم استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، لكن قلة منهم نُشرت في غزة، بينما توجهت معظم القوات إلى الضفة والحدود الشمالية.
في المقابل، يضيف المحلل العسكري أن الغارات الجوية تتصاعد استعدادا لما تسمى عملية "عربات جدعون"، وسط تحذيرات أمنية من كارثة إنسانية مرتقبة خلال 10 أيام، واحتمالات متزايدة لتورط دولي وعقوبات إذا لم يتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرملة التصعيد.
إعلان