الإمارات.. وجهة عالمية للابتكار وريادة الأعمال
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
ترسخ الحملة الإعلامية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات تحت شعار «استثمر في الإمارات»، وجابت مدناً عالمية مثل كان، وميونيخ، وباريس، ولندن، وزيورخ، وجنيف ونيويورك، بهدف دعوة رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم، للقدوم إلى الإمارات والاستثمار فيها وتحويل أفكارهم إلى واقع، موقع دولة الإمارات كمركز ووجهة عالمية للابتكار وريادة الأعمال.
وتمثل الحملة التي بدأت برسالة من النجم العالمي إدريس إلبا، يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات، فرصة للوقوف والاطلاع على المميزات الكبيرة التي تتمتع بها البيئة الاقتصادية المتكاملة والإمكانات القوية التي تحظى بها الدولة، والتي جعلتها الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم.
وتفسر البيئة النموذجية للاستثمار في دولة الإمارات، النجاحات اللافتة التي حققها المستثمرون وأصحاب الأعمال في مجالات مختلفة، ومن بين العديد من قصص النجاح، تبرز رحلة ماغنوس أولسون، الشريك المؤسس لشركة «كريم»، باعتبارها واحدة من الوقائع التي تعكس قدرة الإمارات على تحفيز النجاح، حيث تمكّنت من جذب مجموعة متنوعة من المواهب من حول العالم وخلق بيئة أعمال ديناميكية فريدة.
علامة فارقة وبيئة محفزة لريادة الأعمال
وصل أولسون إلى دولة الإمارات في عام 2006، مدفوعاً بروح المغامرة، وبعد تعرّضه لمشكلة صحية في عام 2011، حوّل تركيزه إلى تطوير مشروع هادف يخدم المنطقة، وقد أفضت جهوده إلى تأسيس شركة «كريم»، وهي تطبيق شامل يقدم خدمات النقل وطلب الطعام والدفع وغير ذلك. وقد سعى أولسون وفريقه إلى إنشاء خدمة متميزة عالمية المستوى في الإمارات ومنطقة الخليج، وبادرت الشركة بمنح موظفيها خيارات امتلاك أسهمها، في خطوة استهدفت تعزيز ثقافة الملكية.
بلغ نجاح «كريم» ذروته عندما استحوذت عليه شركة «أوبر» العالمية مقابل 3.1 مليار دولار في عام 2019، الأمر الذي شكّل علامة فارقة في مشهد الشركات الناشئة في المنطقة، ولم يبرز هذا البيع جدوى استراتيجيات التخارج في الإمارات فحسب، بل سلط الضوء أيضاً على البيئة الداعمة التي خلقتها الحكومة لخدمة قطاع ريادة الأعمال، فمن خلال مؤسسة دبي للمستقبل وسوق أبوظبي العالمي، أنشأت الإمارات حاضنات ومسرّعات أعمال وصناديق مخصصة لجذب المواهب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية «البلوك تشين» وغيرها من مجالات التكنولوجيا المتطورة.
بيئة محفزة للفرص التجارية
أخبار ذات صلةلا يقتصر نطاق جاذبية الإمارات على قدرتها على خلق البيئة المحفّزة للفرص التجارية، حيث يشير أولسون إلى ما هو أكثر شمولية واتساعاً من هذه الميزة المهمة، حيث تتمتع دولة الإمارات بمستويات عالمية في التعليم والرعاية الصحية والأمن، وهي خصائص حولتها، ليس فقط إلى وجهة يقصدها الناس للعمل، بل أيضاً لتأسيس حياتهم الخاصة.
وتلعب البيئة متعددة الثقافات في الإمارات دوراً أساسياً في تعزيز الابتكار من خلال احتضان وجهات النظر المختلفة والمتنوعة، ما يجعل الإمارات وجهة مثالية للإبداع والابتكار.
دعم الشركات الناشئة
ويروي داني فرحة، الشريك المؤسس لشركة «بيكو كابيتال»، حكاية مماثلة حول مشهد الأعمال في دولة الإمارات، فقد لعبت شركة «بيكو كابيتال»، التي تأسست في العام 2012، كأول شركة عاملة في الاستثمار في الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا في المنطقة العربية، دوراً أساسياً في دعم الشركات الناشئة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الزراعية والتكنولوجيا الحيوية، وقد شهدت الشركة نجاحاً كبيراً، بما في ذلك استثمارها في شركة «كريم»، التي أصبحت من أوائل الشركات المليارية المعروفة باسم «يونيكورن».
ويعزو فرحة قدراً هاماً من هذا النجاح إلى سياسات دولة الإمارات الداعمة لبيئة الأعمال وبنيتها التحتية المتطورة، ورؤيتها الثاقبة في اعتماد السياسات التي تسمح بالملكية الأجنبية الكاملة وتحويل الأرباح، ما يجعلها وجهة جذابة لرواد الأعمال من شتّى أنحاء العالم.
ويتجلى التزام دولة الإمارات بالابتكار أيضاً في استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية ومراكز الابتكار، حيث يضم مركز دبي المالي العالمي أكثر من 700 شركة تكنولوجيا في مرحلة النمو، بينما يشكل Hub71 في أبوظبي مركزاً مهماً للابتكار بقيمة مليار دولار.
اقتصاد المعرفة
يطبق الدكتور سعيد الحسن الخزرجي، مؤسس شركة «مانهات»، مفهوم الابتكار في الإمارات، حيث تُركز شركته على توفير الغذاء والمياه في البيئات الصعبة باستخدام تقنية تحلية المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، ويتماشى هذا النهج المبتكر مع أهداف الإمارات الأوسع نطاقاً للاستدامة والتنويع الاقتصادي.
ويُسلط الخزرجي الضوء على أهمية الاستفادة من التحديات الفريدة في المنطقة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، لتطوير حلول مستدامة، ويشير إلى أن الحاجة إلى إمدادات مستقرة من المياه والغذاء لسكان الإمارات، دفعت الدولة إلى قطع خطوات كبيرة في مجال البحث المتقدم.
ويدعم اقتصاد المعرفة في الإمارات العديد من المؤسسات الأكاديمية، بما في ذلك كلية «إنسياد» وجامعة نيويورك وجامعة السوربون، وتلعب هذه المؤسسات دوراً حاسماً في رعاية الجيل القادم من العلماء ورواد الأعمال، ما يساهم بشكل أكبر في تحويل الإمارات إلى مركز عالمي مؤثر للابتكار.
تنويع اقتصادي
ومع استمرار دولة الإمارات في تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، يبرز تركيز واضح على خلق وظائف عالية المستوى واستقطاب أفضل المواهب من حول العالم.
ويلعب نهج الإمارات الاستباقي لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، دوراً بارزاً في ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للشركات الناشئة والمستثمرين على حد سواء، ومع ازدهار سوق التكنولوجيا المالية وتنامي الناتج المحلي غير النفطي ووفرة المواهب الشابة والديناميكية، فإن الإمارات مهيأة لتشكيل مستقبل مختلف الصناعات، من الأغذية والنقل إلى الطاقة وغيرها.
هذا المشهد النابض بالحياة والمدعوم بحكومة تتميز بتفكيرها الذي يستشرف المستقبل ومجتمعها المزدهر متعدد الثقافات، يجعل من الإمارات وجهة لا مثيل لها لأولئك الذين يتطلعون إلى الابتكار وتحقيق النجاح في مشهد الأعمال العالمي.
وتقدم منصة Invest.ae التي تم إطلاقها ضمن الحملة أهم المعلومات والحقائق والمقومات الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات لرواد الأعمال.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستثمار الإمارات الشرکات الناشئة دولة الإمارات فی الإمارات حول العالم
إقرأ أيضاً:
“وزير الاتصالات”: عسير وجهة استثمارية عالمية يقودها تمكين القيادة وحراك رقمي وابتكاري متسارع
أكَّد معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، أن منطقة عسير لم تعد مجرد وجهة سياحية، بل موطنًا للابتكار وريادة الأعمال، مستشهدًا بالنمو النوعي في عدد المبتكرين في المنطقة، وتمركز أكثر من 50% من الباحثين في مجال أبحاث وابتكارات الصحة.
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الحوارية الوزارية “عسير تُشرق.. وجهة استثمارية على خارطة العالم”، ضمن منتدى عسير للاستثمار في نسخته الثانية، وبيّن معاليه أهمية البنية التحتية الرقمية في تسريع التحول السياحي، وتعزيز جاذبية الاستثمار، مشيرًا إلى أن المستثمر يبحث عن ثلاث ركائز أساسية: “بنية تحتية متقدمة، ومواهب مؤهلة، وبيئة تشريعية داعمة”، وهي اليوم متحققة في عسير بفضل دعم وتمكين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، ومتابعة وإشراف سمو أمير منطقة عسير.
وأبرز مؤشرات التقدم الرقمي في المنطقة، الذي يشهد قفزات نوعية غير مسبوقة، حيث ارتفعت نسبة تغطية الإنترنت من 52% إلى 99% خلال الثمان سنوات الماضية، ووصول عدد أبراج الجيل الخامس في المنطقة إلى 879 برجًا.
وقال: “إن استثمارات البنية التحتية الرقمية تضاعفت بشكل كبير، إذ ارتفع عدد المنازل المتصلة بالألياف الضوئية في المنطقة من 2000 منزل سنويًا قبل رؤية 2030؛ ليصل إلى أكثر من 13 ألف منزل، مع خطة لبلوغ 36 ألف منزل سنويًا، مما يعزز من مكانة عسير بيئة حاضنة للاستثمارات التقنية والسياحية”.
اقرأ أيضاًالمجتمعمساعد وزير الإعلام يرأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة أكاديمية الإعلام السعودية لعام 2025
وفي جانب رأس المال البشري؛ أشار السواحه إلى أن عسير تُصدر عقولًا تقنية تنافس عالميًا، مستشهدًا بقصة رائد الأعمال عبدالله عسيري، مؤسس إحدى الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، التي تعمل اليوم في 11 دولة حول العالم, ومنوهًا بتجربة رائد الفضاء علي القرني، مؤكدًا أن عسير “لا تُصدّر السياحة فقط، بل تُصدّر رواد الفضاء والابتكار أيضًا”.
وفيما يخص جذب الاستثمارات؛ كشف أن قطاع الاتصالات والتقنية في المنطقة استقطب خلال السنوات الثلاث الماضية استثمارات في مشاريع المناطق الطرفية بلغت 300 مليون ريال من الحكومة، مقابل 700 مليون ريال من القطاع الخاص.
واختتم السواحة حديثه بالتأكيد على أن عسير لا تبني الحاضر فحسب، بل تؤسس لمستقبل مزدهر، قائم على الشراكة والتمكين والجذور العميقة التي تنهض بالإنسان والاقتصاد معًا.