الحرة:
2025-05-10@06:39:12 GMT

حزب الله بعد نصرالله.. المشهد بأكمله سوف يتغير

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

حزب الله بعد نصرالله.. المشهد بأكمله سوف يتغير

قال محللون إن قتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوجه ضربة قوية للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران والتي قادها منذ 32 عاما وذلك بعد تأكيد الحزب مقتله.

وأكد حزب الله في بيان، السبت، مقتل أمينه العام حسن نصرالله إثر غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة، بعدما أعلنت إسرائيل اغتياله في وقت سابق.

وسيشكل استبدال نصر الله تحديا أكبر الآن مقارنة بأي وقت مضى منذ سنوات، بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة أسفرت عن مقتل كبار قادة حزب الله وأثارت تساؤلات حول أمنه الداخلي.

وقال مهند الحاج علي، نائب مدير الأبحاث في معهد كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت "المشهد بأكمله سوف يتغير بشكل كبير".

وقال الحاج علي "كان مثل الغراء الذي حافظ على تماسك منظمة متوسعة".

وحزب الله، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني في أوائل الثمانينيات لمحاربة إسرائيل، هي أيضا حركة اجتماعية ودينية وسياسية كبيرة للمسلمين الشيعة اللبنانيين، ونصر الله كان في قلبها.

وقال الحاج علي إن نصر الله "أصبح شخصية أسطورية، إلى حد ما، بالنسبة للشيعة اللبنانيين".

وأصبح نصر الله نفسه أمينا عام لحزب الله عندما قتلت إسرائيل سلفه، وظل معرضا لخطر الاغتيال بشكل مستمر منذ ذلك الحين.

وقال دبلوماسي أوروبي متحدثا عن نهج الجماعة "إذا قتلت واحدا، يحصلون على واحد جديد".

ولكن وسط سلسلة مفاجئة من النجاحات الإسرائيلية في حربها ضد حزب الله وسلسلة من الضربات الجوية، فإن وفاته من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوقت الصعب بالفعل بالنسبة للجماعة.

وقالت لينا الخطيب، من معهد تشاتام هاوس للسياسة في لندن "لن ينهار حزب الله، لكن هذا سيكون ضربة قوية لمعنويات المجموعة. كما سيؤكد على تفوق إسرائيل الأمني والعسكري وقدرتها على الاختراق".

والتأثير المحتمل لمقتل نصر الله على القدرات العسكرية لحزب الله غير واضح أيضا. فقد تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار لمدة عام عبر الحدود اللبنانية في أسوأ صراع بينهما منذ عام 2006، والذي اندلعت شرارته في أعقاب الحرب في غزة.

وقالت الخطيب إن "إسرائيل سترغب في ترجمة هذا الضغط إلى وضع جديد يكون فيه شمالها آمنا، لكن هذا لن يحدث بسرعة حتى بعد القضاء على نصر الله".

أعلن حزب الله مسؤوليته عن عدة هجمات صاروخية على إسرائيل في الساعات التي أعقبت الضربة على بيروت، فيما قال محللون إنه محاولة لإظهار قدرته على تنفيذ مثل هذه العمليات بعد أن قالت إسرائيل إنها استهدفت مركز قيادة الجماعة.

وقال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد "أعلنت إسرائيل الحرب. إنها حرب شاملة، وتستغل إسرائيل هذه الفرصة للقضاء على البنية القيادية وتدمير البنية التحتية لحزب الله".

وأضاف أنهم "يكسرون قوة حزب الله. ليست هناك حاجة لقتل كل عضو في حزب الله، ولكن إذا قمت بتدمير بنيته القتالية وأجبرته على الاستسلام، فإن ذلك يفقده مصداقيته".

وقال فيليب سميث، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة الشيعية، إن أي زعيم جديد يتعين أن يكون مقبولا داخل الجماعة في لبنان وكذلك لدى داعميها في إيران.

وقال المصدر المقرب من حزب الله إن هاشم صفي الدين، الذي يعتبر على نطاق واسع خليفة نصر الله، لا يزال على قيد الحياة بعد هجوم الجمعة.

وصفي الدين، الذي يشرف على الشؤون السياسية لحزب الله وعضو في مجلس الجهاد في الجماعة، هو أحد أقارب نصر الله ومثله هو رجل دين يرتدي العمامة السوداء في إشارة إلى نسبه إلى النبي محمد.

وصنفته وزارة الخارجية الأميركية إرهابيا في عام 2017، وفي يونيو هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قائد آخر في حزب الله. وقال خلال الجنازة "فليعد (العدو) نفسه للبكاء والعويل".

وقال سميث إن نصر الله "بدأ في تخصيص المناصب له داخل مجموعة متنوعة من المجالس المختلفة داخل حزب الله. وكانت بعضها أكثر غموضا من غيرها".

وقال سميث إن الصلة العائلية بين صفي الدين ونصر الله وكذلك التشابه بينهما، فضلا عن مكانته الدينية باعتباره من نسل النبي محمد كلها عوامل تصب في مصلحته.

وبعد إعلان إسرائيل مقتل نصرالله الذي عُيِّن أمينا عاما للحزب منذ العام 1992، توعّد رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي بـ"الوصول" إلى كل من يهدد إسرائيل مؤكدا "لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا. الرسالة بسيطة: كل من يهدد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لحزب الله نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل اعتدنا المشهد؟

تقول الكاتبة المصرية الراحلة رضوى عاشور: «إن التعوّد يلتهم الأشياء؛ يتكرر ما نراه، فنستجيب له بشكل تلقائي وكأننا لا نراه، لا تستوقفنا التفاصيل المعتادة كما استوقفتنا في المرة الأولى؛ نمضي وتمضي، فتمضي بنا الحياة كأنها لا شيء».

ما تزال تلك الكلمات تتردد في ذِهني كلما استعدت ذاك الصباح المُتجمّد، في يومي الأول كطالب طِب في مساق الطَّب الشرعي. كان أوَّل ما شهدناه تشريح جُثة شاب عشريني قضى لِتَوّه في حادث دراجة، لم نتعامل معه كجُثة أو موضوع دراسة، بل استوقفتنا تفاصيله الإنسانية: بنطال الجينز، وقميصه ذو المُربَّعات الحمراء والزرقاء، وعلبة سجائر لم يمنحه القدر فرصة لإنهائها. تساءلت حينها عمّا كان يدور في ذِهنه في لحظاته الأخيرة، وعن الأحلام التي وُئِدت، وعن قلبه الفَتي الذي توقَّف عن النَّبض، وعن أمٍّ ثكلى أو حبيبة تنتظر ورود الثامن من آذار.

كان ذلك أول لقاء لنا مع الموت، فقد كانت الجثث التي تعاملنا معها سابقا في مادة التشريح مغرقة في القدم بحيث فقدت ملامحها البشرية، وقد أطبق الصَّمت على الجميع، وهرب الدَّم من بعض الوجوه. لم يحتمل كثيرون الموقف، وخرج آخرون بحثًا عن القليل من الأوكسجين. كان المدرس واقفًا أمام الجثة يملي على الكاتبة بصوت محايد، ويعود بين الفينة والأُخرى إلى سيجارته، يتكلم بلغة خالية من أي عاطفة: «الطول 185 سم، لون الشعر بني، لون العينين...». استهجنّا حياديته، وابتسامته السّاخرة التي كانت تصفع ذهولنا وتأثرنا ولم نكن نعلم حينها أنه  لن يمضي كثير وقت حتى نتغير.

توالت الدُّروس، وتوالت الجُثَث، وتكررت المواجهات مع الموت، ولم ننتبه إلى أنَّ رهبة الموقف الأول قد زالت، وأن التعوّد قد تسلَّل إلى قلوبنا. خبا تعاطفنا مع الضحايا وأهليهم، وتحولت التفاصيل الإنسانية الصغيرة إلى مجرَّد أدلّة؛ وربما موضع تندَّر أحيانًا. 

هذه التجربة الشخصية ليست حِكرًا على الأطباء؛ بلْ هي جُزء من ظاهرة نفسيّة أوسع تظهر في أوقات الحروب والكوارث، حين تتكرر مشاهد العُنف والدَّمار أمام أعيُننا. في البداية، نشعر بالصَّدمة والحزن، لكن مع تكرار المشهد، يبدأ العقل في بناء جدران دفاعية؛ في مُحاولة لحماية الذّات من الانهيار أو الإحساس بالعجز.

هنا تظهر ظاهرة «التبلُّد العاطفي» أو «الاعتياد»؛ حيث يتراجع التأثّر تدريجيًّا حتى يُصبح الألم مجرّد خلفية باهتة في حياتنا اليومية.

وفي عصر الإعلام الرقمي تتدفق صور العُنف والأخبار المأساوية بِلا توقف، مما يُسرِّع من عملية الاعتياد ويزيد من خطر التبلُّد العاطفي، فالتّعرض المستمر لهذه المشاهد يجعلها تبدو مألوفة وعادية، ويُضعِف قُدرتنا على التَّعاطف مع الضحايا. 

فالعقل البشري مُبرمج على حماية نفسه من الألم النفسي الشديد فعندما يتعرض الإنسان بشكل مُتكرر لمشاهد عنف أو مُعاناة، يبدأ في تطوير آليات دفاعية مثل الإنكار أو الهروب أو حتى التقليل من أهمية الحدث، وهذه الآليات ليست دليلًا على القسوة، بل هي استجابة طبيعية للضغط النفسي المستمر؛ لكن هذا الاعتياد قد يحمل في طياته جانبًا مُظلمًا؛ إذ قد يؤدي إلى «نزع الإنسانية» عن الضّحايا، فنراهم مجرد أرقام أو صور عابرة. فقد يتسلل تبلد المشاعر إلى أعماقِنا دون أن نشعر؛ فيجعلنا أقل قُدرة على التّعاطف وأقل رغبة في اتخاذ موقف.

الاعتياد على مشاهد العُنف هو انعكاس لصراع داخلي بين الحاجة إلى الحماية النفسية والواجب الأخلاقي تجاه الضحايا، ومسؤوليتنا أن نبحث عن التوازن، وأن نتمسّك بإنسانيتنا مهما اشتدت قسوة العالم من حولنا، فقد يصبح الصّمت أو اللامبالاة نوعًا من التَّواطُؤ غير المباشر مع الجريمة.
(الغد الأردنية)

مقالات مشابهة

  • تفاصيل تكشف للمرة الاولى.. والد الشهيد السيد نصرالله: هكذا تلقيت نبأ استشهاده
  • غزة وإيران والحوثيون.. أزمات إسرائيل تتراكم وترامب يعيد رسم المشهد
  • أول هجوم للحوثيين على إسرائيل بعد إعلان ترامب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار
  • محمد الجبالي: ديننا دين يُسر لا عُسر... وهذه وصية نبوية يجب أن نحيا بها
  • رئيس شين فين الأيرلندي يطالب بحظر الأسلحة وعقوبات شاملة على إسرائيل
  • هل اعتدنا المشهد؟
  • الرئيس السوري: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع
  • الشرع من باريس: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع
  • انطلاق الحلقة النقاشية لحزب الاتحاد لمناقشة اقتراحات مشروع قانون الإيجار المعروض على البرلمان
  • رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل