تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصل الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله إلى منعطف حرج، مما دفع الولايات المتحدة وفرنسا إلى اقتراح وقف إطلاق النار لمدة ٢١ يومًا بهدف خفض حدة الأعمال العدائية. ومع ذلك، واجه هذا الاقتراح معارضة شديدة من أعضاء اليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

يسعى اقتراح وقف إطلاق النار، الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل مشترك، إلى وقف العنف المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله.

تأتي هذه المبادرة بعد ارتفاع كبير في الأعمال العدائية، بدءًا بهجمات حزب الله الصاروخية دعمًا لحماس في أعقاب هجماتها على إسرائيل. ويرى المسئولون الأمريكيون أن وقف إطلاق النار المقترح يشكل خطوة حاسمة للتفاوض على هدنة أكثر ديمومة وممارسة الضغوط على حماس فيما يتصل بترتيبات وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن في غزة.

على الرغم من المبادرة الدبلوماسية، أدان حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين علنًا اقتراح وقف إطلاق النار. 

ووصف وزير المالية الإسرائيلي القومي المتطرف بتسلئيل سموتريتش وقف إطلاق النار بأنه ضار، مؤكدًا أن الحملة العسكرية الإسرائيلية يجب أن تنتهي إلى "سحق حزب الله" بدلًا من السماح للمجموعة بالوقت لإعادة تجميع صفوفها. 

وصرح سموتريتش قائلًا: "لا ينبغي منح العدو الوقت للتعافي... إن استسلام حزب الله، أو الحرب، هما السبيلان الوحيدان لإعادة السكان والأمن إلى الشمال". 

وأعرب مسئولون آخرون عن مشاعر مماثلة. فقد زعمت أوريت ستروك، وزيرة المستوطنات الإسرائيلية، أنه "لا يوجد تفويض أخلاقي لوقف إطلاق النار"، بينما أعرب ميكي زوهار، وزير الثقافة، عن أمله في أن تكون تقارير وقف إطلاق النار لا أساس لها من الصحة.

وتؤكد ردود الأفعال هذه على الانقسام الكبير داخل الحكومة الإسرائيلية فيما يتصل بأفضل نهج للتعامل مع الصراع.

تتضمن خلفية هذه المواجهة الدبلوماسية سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية العدوانية ضد حزب الله. ففي الأسابيع الأخيرة، نفذت إسرائيل العديد من الغارات الجوية التي استهدفت البنية التحتية لحزب الله، مما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة.

وتشير التقارير إلى أن أكثر من ٦٠٠ شخص لقوا حتفهم بسبب هذه القصف، واستهدفت إسرائيل قادة رئيسيين داخل الجماعة المسلحة. ولاحظ المحللون أن اقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي الفرنسي يمثل جهدًا استراتيجيًا للتخفيف من حدة التصعيد. 

ووفقًا لمسئول كبير في الإدارة الأمريكية، يُنظَر إلى هذا الاقتراح باعتباره في الوقت المناسب، مما يشير إلى أن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية تدركان أهميته وتداعياته.

ومع ذلك، تشير ردود الفعل من جانب المسئولين الإسرائيليين إلى مقاومة أساسية لأي تسوية متصورة مع حزب الله.

يؤكد الدكتور شلومو بن عامي، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، على أهمية الحوار حتى في خضم الصراع. ويقول: "إن وقف إطلاق النار لا يتعلق فقط بوقف إطلاق النار؛ بل يتعلق أيضًا بإيجاد مساحة للتفاوض". ومع ذلك، فإن هذا الشعور يتعارض مع الخطاب المتشدد السائد من جانب حلفاء نتنياهو، مما يشير إلى أن التحول السياسي الكبير قد يكون ضروريًا للتحرك نحو حل مستدام. الرفض المستمر للنظر في وقف إطلاق النار يثير المخاوف بشأن احتمال اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقًا. إن التصعيد العسكري قد يستفز رد فعل من جانب حزب الله، والذي قد لا يؤدي فقط إلى تكثيف الصراع، بل قد يجتذب أيضًا لاعبين إقليميين آخرين. 

وكما تشير الدكتورة ليلى القاضي، المحللة المختصة بشئون الشرق الأوسط، "إن الوضع محفوف بالمخاطر، وفي غياب حل دبلوماسي، من المرجح أن تستمر دورة العنف، مع عواقب وخيمة على المدنيين الذين وقعوا في مرمى النيران المتبادلة".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل حزب الله وقف اطلاق النار الولايات المتحدة فرنسا اليمين المتطرف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراح وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل

البلاد (برلين)
صعّدت ألمانيا لهجتها الدبلوماسية تجاه إسرائيل، معلنة استعدادها لاتخاذ مزيد من الخطوات للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، في حال لم يتحقق تقدم ملموس لتحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، الذي وصفته برلين بـ”الكارثي”.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أمس (الاثنين)، أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اتصال هاتفي أجري الأحد، أن برلين “مستعدة من حيث المبدأ لاتخاذ خطوات إضافية”، مشيرًا إلى أن هذا الموقف سيكون محور اجتماع مجلس الوزراء الأمني الألماني المنعقد ظهر اليوم في برلين.
وفي السياق ذاته، شدد المتحدث باسم الحكومة، شتيفان كورنيليوس، على أن المستشار ميرتس عبّر عن قلقه البالغ من حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة، داعيًا إلى “وقف فوري لإطلاق النار” وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى السكان المدنيين المحاصرين، الذين يواجهون خطر المجاعة، حسب وصفه.
وأوضح كورنيليوس أن المستشار الألماني طالب نتنياهو باتخاذ خطوات عملية وسريعة، مشددًا على ضرورة ترجمة الوعود الإسرائيلية بشأن تسهيل إدخال المساعدات إلى إجراءات ملموسة على الأرض.
وكانت ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، قد أصدرت بيانًا مشتركًا يوم الجمعة الماضي، دعت فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج “غير المشروط” عن جميع المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة “حماس”.
وفي المقابل، أعلنت إسرائيل، عن “تعليق تكتيكي يومي” لعملياتها العسكرية في ثلاث مناطق من قطاع غزة تشمل المواصي ودير البلح ومدينة غزة، إلى جانب فتح ممرات إنسانية جديدة، وهي خطوة فُسرت على نطاق واسع بأنها استجابة أولية للضغوط الدولية المتزايدة، في ظل تحذيرات أممية من تفشي المجاعة.
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الانتقادات داخل أوروبا للسياسات الإسرائيلية، مع تصاعد الدعوات لحظر تصدير السلاح، وتقييد الدعم غير المشروط، ما قد يمثل تحولًا في مواقف بعض الدول الأوروبية التي كانت تُعد تقليديًا من أبرز داعمي تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • الرئيس الإيطالي يدين جرائم إسرائيل في غزة
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • ستارمر: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة بشأن غزة
  • تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيحدد مهلة لاتفاق قبل البدء في ضم مناطق بغزة
  • هولندا تعلن وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف شخصين غير مرغوب فيهما
  • دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل
  • ترامب: وقف إطلاق النار في غزة مُمكن ولا أتفق مع نتنياهو بعدم وجود مجاعة