أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التوصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة:"ما مسؤولية الوالدين شرعًا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات؟". 

لترد دار الإفتاء موضحة: إن الشرع الشريف أمر أولياء الأمور أن يُدَرِّبُوا أولادهم على أداء العبادات الواجبة، وأن يعلموهم شرائع دينهم، ولا يتركوهم سدى، بدون تعويدهم على أداء الفرائض الدينية، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6].

قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (23/ 492، ط. مؤسسة الرسالة): [عن قتادة قال: مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصيته] اهـ.

دعاء بداية العام الهجري الجديد 1447.. ردده للرزق وكشف الهمدعاء نهاية السنة الهجرية.. 7 كلمات نهاية لأحزانك ردّده الآن

وورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفقٌ عليه.

قال المُهَلَّب: "هذه كلها أمانات تلزم مَن استرعيها أداء النصيحة فيها لله ولمن استرعاه عليها" اهـ. يُنظر: شرح البخاري لابن بطَّال (7/ 71، ط. مكتبة الرشد).

وفي رواية للإمام مسلم في "صحيحه" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وإن لولدك عليك حقًّا».

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (8/ 43-44، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه: أن على الأب تأديب ولده، وتعليمه ما يحتاج إليه من وظائف الدِّين، وهذا التعليم واجب على الأب وسائر الأولياء قبل بلوغ الصبي والصبية، نص عليه الشافعي وأصحابه، قال الشافعي وأصحابه: وعلى الأمهات أيضًا هذا التعليم، إذا لم يكن أب؛ لأنه من باب التربية، ولهنَّ مدخل في ذلك] اهـ.

وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ» رواه أبو داود في "سننه".

قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 12-13، ط. المنيرية): [قال الشافعي في "المختصر": وعلى الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم، ويعلموهم الطهارة والصلاة. قال الرافعي: قال الأئمة: يجب على الآباء والأمهات تعليم أولادهم الطهارة والصلاة والشرائع بعد سبع سنين] اهـ.

وقال الإمام ولي الدين أبو زرعة العراقي في "طرح التثريب" (7/ 87، ط. الطبعة المصرية): [الصبيان ليسوا محلًّا للتكليف، فلا يأمرهم الشارع بشيء، وإنما يأمرهم الأولياء بذلك على طريق التمرين، كسائر ما يربونهم عليه] اهـ.

وقال الشيخ ابن القيم في "تحفة المودود بأحكام المولود" (ص: 229، ط. دار البيان): [فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه] اهـ.

والولي مأمور بأن يهذب ويعلم الصبي الذي في ولايته بأداء العبادات من صيام وصلاة وطهارة وغيرها من أنواع العبادات؛ تدريبًا له على العبادة، وتعويدًا له على أدائها، بشرط أن يكون الصبي مطيقًا لذلك، وأن يستعمل في ذلك الحكمة في اختيار الوسائل التي تحمل الولد على فعل الطاعة، بحيث لا ينفر من العبادة، ولا يلحق به ضرر.

وقد نصَّ الفقهاء على أن الولي عليه أن يأمر الصبي استحبابًا بأداء الفرائض؛، كالصلاة إذا عَقلها، والصوم إذا أطاقه، تدريبًا له على العبادة.

قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (1/ 352، ط. دار الفكر): [الصبي ينبغي أن يُؤمر بجميع المأمورات، ويُنهى عن جميع المنهيات] اهـ.

وقال الإمام الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل" (1/ 221-222، ط. دار الفكر): [الصبي ذكرًا أو أنثى يؤمر ندبًا -كالولي على الصحيح- بالصلاة إذا دخل في سبع سنين.. والأمر للصبي بالفعل ولوليه بالأمر بها من الشارع] اهـ.

وقال الإمام الدَّمِيرِيُّ الشافعي في "النجم الوهاج" (2/ 36، ط. دار المنهاج): [يجب على الآباء وإن علوا، وعلى الأمهات والأوصياء والقُوَّام تعليم الأطفال الطهارة والصلاة والشرائع بعد السبع] اهـ.

وقال العلامة منصور البهوتي الحنبلي في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 127، ط. عالم الكتب): [(ويلزم الولي أمره)، أي: المميز (بها)، أي: بالصلاة (لـ) تمام (سبع) سنين (و) يلزمه (تعليمه إياها)، أي: الصلاة (و) تعليمه (الطهارة كـ) ما يلزم الولي فعل ما فيه (إصلاح ماله)، (و) كما يلزمه (كفه عن المفاسد)؛ لينشأ على الكمال.. والأمر والتأديب؛ لتمرينه عليها، حتى يألفها ويعتادها، فلا يتركها] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

طباعة شارك ما مسؤولية الوالدين شرعًا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات العبادات الشرع الشريف أولياء الأمور

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العبادات الشرع الشريف أولياء الأمور قال الإمام اهـ وقال

إقرأ أيضاً:

ما الفرق بين سجدة وصلاة الشكر ؟ .. دار الإفتاء توضح

أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الفارق بين سجدة الشكر وصلاة الشكر، مبينًا طريقة أداء كل منهما.

وأوضح خلال تصريحات تلفزيوينة أن سجدة الشكر عبادة يؤديها المسلم عند حلول نعمة أو اندفاع بلاء، وهي سجدة واحدة تُؤدَّى فور وقوع السبب الذي يدعو إليها.

أما صلاة الشكر فهي ركعتان بنية شكر الله تعالى، وتُصنف ضمن صلاة النفل المطلق، إذ لا ترتبط بوقت محدد أو صلاة معينة، ويجوز أداؤها في أي وقت من اليوم باستثناء أوقات الكراهة، وهي: بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، وبعد صلاة العصر حتى المغرب، وقبل الظهر بخمس دقائق.

وأكد أمين الفتوى أن الهدف من صلاة الشكر وسجدة الشكر هو التعبير عن امتنان المسلم لله عز وجل، مشيرًا إلى أن الشكر لله قد يكون بالصلاة، أو بقراءة القرآن، أو بالصيام، أو بسائر العبادات.


هل يجوز سجود الشكر دون وضوء؟


أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الطهارة شرط لصحة سجود الشكر وسجدة التلاوة عند جمهور الفقهاء، لكن في حالات الضرورة أو العذر، يجوز تقليد القول الذي يجيز السجود دون طهارة.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، ردًا على سؤال مفاده: ما إذا كان يشترط الوضوء لسجدة التلاوة أو سجدة الشكر، سواء عند قراءة القرآن أو سماعه، أو في حال ورود خبر مفرح يدفع الإنسان إلى السجود مباشرة دون أن يكون متوضئًا، قائلًا: "جمهور الفقهاء على أن الطهارة شرط لصحة سجود الشكر وسجود التلاوة أيضًا، وبعض الفقهاء يرى أنها ليست شرطًا، لكننا نسير على ما عليه جمهور الفقهاء ولا نأخذ بهذا القول الآخر إلا عند الحاجة أو العذر، لأن الخروج من الخلاف مستحب".

هل قراءة سورة بعد الفاتحة بالركعتين الثالثة والرابعة تؤثر في صحة الصلاة؟هل أؤدي الصلاة الفائتة أم الحاضرة عند ضيق الوقت؟ .. دار الإفتاء تجيب

وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء “نتحدث عن أسئلة حقيقية واقعية، زي مثلًا: كنت في النادي، وجالي خبر مفرح جدًا، ومافيش حواليا مكان أغير فيه لبسي، أو مافيش مكان أتوضأ فيه، أو مثلًا في الطريق، مافيش استراحة، ولا وسيلة للوضوء، ممكن كمان أكون في لحظة مش مركز في أي حاجة، وفجأة سجدت شكرًا لله من شدة الفرح”.

وفي مثل هذه الحالات، أجاز الشيخ أحمد وسام السجود دون وضوء، استنادًا إلى أقوال معتبرة في الفقه الإسلامي، قائلًا: "مافيش مشكلة في الحالة دي إن أنا أقلد من أجاز، وده قول مروي عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ومروي عن الإمام الشعبي من التابعين، ومروي عن الإمام الونشريسي من المالكية، فمفيش مانع إني ألجأ إلى هذا القول وإن كان يخالف جمهور الفقهاء، عند الحاجة إليه، لكن مايبقاش ده هو الأصل والديمومة".

طباعة شارك سجدة الشكر صلاة الشكر دار الإفتاء محمود شلبي أوقات الكراهة الوضوء الطهارة

مقالات مشابهة

  • حكم طاعة الوالدين في الأمر بطلاق الزوجة.. الإفتاء تجيب
  • هل يأثم الإنسان عند قراءته للقرآن حال لبسه حذاء علق به نجاسة.. الإفتاء توضح
  • حكم تأخير صلاة العشاء حتى منتصف الليل.. الإفتاء توضح أفضل وقت
  • حكم إمامة الصبي لمثله في الصلاة.. رأي دار الإفتاء والأزهر
  • الأزهر صوت الحق.. دعم جزائري لمواقف الإمام الأكبر تجاه فلسطين
  • الإفتاء توضح ثواب السعي على طلب الرزق في اليوم شديد الحر
  • دار الإفتاء توضح حكم شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي الشريف
  • هل يجوز التعوذ من العذاب عند سماع أو قراءة آية فيها وعيد أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • ما الفرق بين سجدة وصلاة الشكر ؟ .. دار الإفتاء توضح
  • حكم الصلاة عند إمامة المحدث للناس ناسيًا.. مفتى الجمهورية يجيب