قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن إسرائيل بدأت حملتها ضد حزب الله اللبناني، بالهجوم الجريء على مختبر أسلحة سري في سوريا.

الضربة التي وقعت في منطقة مصياف، على بعد 30 ميلاً فقط من الحدود اللبنانية، تسلط الضوء على أهمية هذه المنطقة لحزب الله، حيث يُعتقد أن الجماعة تصنع أسلحة هناك بدلًا من إيران لتجنب تعقيدات نقلها.



وفي ليلة 8 سبتمبر 2024، وصلت القوات الخاصة الإسرائيلية عبر طائرات هليكوبتر في عملية سرية تضمنت هجومًا على منشأة تحت الأرض. العملية تميزت بمشاركة كوماندوز إسرائيليين، وهو ما جعلها إحدى أكثر العمليات جرأة منذ سنوات. الهجوم جاء بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، ما يعكس تحولًا في الاستراتيجية الإسرائيلية نحو استهداف حزب الله بشكل مباشر، بحسب الصحيفة.



وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، جاءت هذه العملية كجزء من حملة أوسع ضد حزب الله. بعد أيام من الغارة، حدثت تفجيرات غامضة في أجهزة اتصالات يستخدمها حزب الله في لبنان، أسفرت عن عشرات القتلى وآلاف المصابين، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن تلك الأحداث. تلت ذلك حملة قصف مكثفة في لبنان.

يبقى الرد المحتمل من حزب الله وإيران غير واضح، لكن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون أن الحزب يسعى للانتقام. ورغم أن الحزب لم ينفذ هجومًا مضادًا كبيرًا حتى الآن، إلا أن الوضع مرشح للتصعيد.

استندت هذه الرواية إلى مقابلات مع مسؤولين من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، ممن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المعلومات. تمت العملية بعد أن أبلغت إسرائيل كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الذي كان في إسرائيل في ذلك الوقت.

المصنع الذي تعرض للهجوم يقع في شمال غرب سوريا ويعرف باسم "مركز الدراسات والبحوث العلمية"، ويُعتقد أن حزب الله وإيران يديرانه. أهمية المصنع تكمن في أنه قريب من الحدود اللبنانية، ما يجعل عملية تصنيع الأسلحة لحزب الله أكثر فعالية مقارنة بإرسالها من إيران.

إسرائيل كانت تستهدف هذا المصنع منذ سنوات؛ ففي 2018، قُتل عالم الصواريخ السوري عزيز إسبر في انفجار سيارة مفخخة، ويُشتبه بأن الموساد هو المسؤول. كما تم استهداف المصنع في غارات سابقة، ولكن الهجوم الأخير يُعتبر تطورًا جديدًا في جهود إسرائيل لوقف تطوير الأسلحة التي يمكن أن تُستخدم ضدها.



واعتمدت العملية الأخيرة على اختراق استخباراتي لوحدة 8200 الإسرائيلية، التي حصلت على خرائط تفصيلية للمنشأة، بالإضافة إلى مواقع الحراس. مكنت هذه المعلومات الكوماندوز من تنفيذ الهجوم بنجاح، وتدمير المعدات المستخدمة في تصنيع المتفجرات وتطوير الصواريخ، مما أعاق جهود حزب الله وإيران في تصنيع أسلحة دقيقة.

ومع أن العملية كانت ضربة قوية لسوريا وإيران وحزب الله، إلا أنها تعتبر بداية لمرحلة جديدة في الصراع، قد تشهد مزيدًا من التصعيد.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالا حتى مساء الأحد عن ما لا يقل عن 1764 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و8 آلاف و808 جرحى.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.





المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حزب الله اللبناني سوريا مصياف سوريا لبنان حزب الله حسن نصرالله مصياف صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة… مسؤوليات التحول والعبور نحو المستقبل

#سواليف

#سوريا_الجديدة… مسؤوليات التحول والعبور نحو المستقبل

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

مع انقشاع سحب الاستبداد عن سماء سوريا، وبدء مرحلة جديدة من التحول السياسي، لا ينبغي أن نُخدع بأن سقوط النظام الوحشي البائد وحده هو النصر المنشود. إن نجاح الثورة السورية وتحقيق آمال وطموحات الملايين من السوريين لا يُختزل في إسقاط رأس النظام فحسب، بل يبدأ من تلك اللحظة بالذات، حيث تبدأ أعقد مراحل البناء وإعادة التأسيس.

مقالات ذات صلة بيان للأمن السوري بشأن ماهر الأسد 2025/07/27

إنّ النظام السياسي الجديد في سوريا يُواجه تحديات جسيمة ومسؤوليات وطنية وتاريخية لا يمكن التهاون معها، وفي مقدمتها ضرورة تبنّي مشروع مصالحة وطنية شاملة، تقوم على طي صفحة الماضي بكل آلامه وجراحه، دون إقصاء أو انتقام، والانتقال إلى نظام جديد يرتكز على أسس المواطنة والعدالة والحرية والتنمية. سوريا الجديدة يجب أن تكون لكل السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو المذهبية. هذه الرؤية التعددية الجامعة هي الضامن الوحيد لوحدة الدولة واستقرارها، ولتفويت الفرصة على مشاريع التقسيم والفوضى التي تتربص بالمنطقة.

ففي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى السلطة الجديدة، يُنتظر منها أن تكون على مستوى الحدث، لا مجرد بديل شكلي، بل نموذج مختلف في المضمون. نظام لا يُكرّس القمع بل يرسّخ الحريات، لا يوزع الولاء بل يُحصّن حقوق المواطنة، لا يتعامل مع الشعب بعقلية أمنية، بل بروح الشراكة والتكافؤ.

لكنّ نجاح هذا المشروع الوطني يتطلب دعماً دولياً واسع النطاق. وعلى الدول الغربية، التي طالما عبّرت عن مواقف مبدئية من الأزمة السورية، أن تُترجم أقوالها إلى أفعال. لا بد من مد يد العون للنظام السياسي الجديد من أجل إعادة الإعمار، وتهيئة البنى التحتية والاقتصادية المنهارة، وتحقيق الاستقرار الأمني والمؤسساتي، وتسهيل العودة الطوعية والآمنة للمهجّرين واللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في المنافي والمخيمات. هذه العودة لا يجب أن تكون خياراً مغامراً، بل حقاً مضموناً يرافقه الأمان والكرامة والضمانات الحقوقية والسياسية.

كما أن على المجتمع الدولي أن يعمل بجدّية على وقف التدخلات الخارجية التي ساهمت في تعميق جراح سوريا وإطالة أمد نزاعها. فالتدخل الإقليمي والدولي لم يعد يُنتج سوى مزيد من الفوضى والانقسام، ولا بد من دعم سيادة القرار السوري الوطني واستقلاليته. كما أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، وتعديها على السيادة الوطنية، يجب أن يُواجَه بإجماع دولي صارم يدعم القيادة السورية الجديدة ويؤكد احترام القانون الدولي.

ولا يمكن الحديث عن استقرار حقيقي دون مواجهة جذور التوتر والانقسام الطائفي، خصوصاً في مناطق مثل السويداء والساحل وشمال شرق البلاد. هذه المناطق تشهد هشاشة مجتمعية وأمنية، تحتاج إلى خطاب وطني جامع، وخطط تنموية عادلة، وآليات تمثيل سياسي تكفل الحقوق ولا تثير المخاوف. وحدة النسيج السوري لا تُبنى بالخطابات فقط، بل بالعدالة الاجتماعية والإنصاف السياسي.

وفي هذا السياق، فإن على الدول الغربية مسؤولية أخلاقية وسياسية مضاعفة تجاه سوريا وشعبها. فبعد سنوات من الصمت أو التدخلات غير المجدية، حان الوقت للانتقال من سياسة إدارة الصراع إلى سياسة دعم السلام. المطلوب ليس فقط المساعدات الإنسانية، بل شراكات حقيقية في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية، والمساهمة في بناء مؤسسات دولة مدنية قوية قادرة على النهوض بمسؤولياتها.

كما أن الدول العربية، بكل ثقلها السياسي والاقتصادي، مطالبة بأن تمد يدها لسوريا الجديدة. فاستقرار وأمن وازدهار سوريا ليس شأناً سورياً فقط، بل هو مصلحة عربية استراتيجية كبرى. سوريا كانت وستبقى عمقاً عربياً مهماً، وأي نهوض لها سينعكس إيجاباً على كامل الإقليم. آن الأوان لرؤية عربية متقدمة تفتح أبواب التعاون والدعم وتؤسس لمرحلة جديدة من التكامل الإقليمي الحقيقي.

سوريا تقف اليوم على مفترق طرق. إما أن تغتنم هذه اللحظة التاريخية لبناء دولة المواطنة والحرية، أو أن تنزلق مجدداً نحو دوامة جديدة من الفوضى. الخيار ليس سهلاً، لكنه ممكن. ولأجل ذلك، لا بد أن يتحمل الجميع – من داخل سوريا وخارجها – مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية تجاه شعب عانى ما لم يعانه شعب في هذا العصر.

إن التاريخ لن يرحم، وسيكتب ما إذا كانت هذه اللحظة قد شكّلت بداية لنهاية المأساة، أو مجرد فصل آخر في تراجيديا مستمرة.

مقالات مشابهة

  • تكلفة الصاروخ الواحد 12.7 مليون دولار.. صراع إسرائيل وإيران يكشف هشاشة ترسانات الدفاع الأمريكي
  • نتنياهو يبحث مع بوتين ملفي سوريا وإيران
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها
  • سوريا وإيران.. الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة بوتين ونتنياهو
  • واشنطن تستهلك ربع مخزون “ثاد” في حرب “إسرائيل” وإيران
  • سي إن إن: أميركا استنفدت ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل وإيران
  • بعملية أمنية نوعية.. استدراج مطلوب من سوريا وإلقاء القبض عليه في لبنان
  • عبد الله: بدأت بيع العسل منذ الطفولة والمحل عمره يزيد عن 55 عامًا..فيديو
  • سوريا الجديدة… مسؤوليات التحول والعبور نحو المستقبل
  • عاجل | فوكس نيوز عن ويتكوف: المفاوضات مع حماس التي تعثرت بدأت تعود إلى مسارها