حملة السفاهة الممنهجة التي تشنها حاليا جماعة “تحالف تقدم” بجناحيه الجنجويدي المستتر في”صمود” والجنجويدي المعلن في “تأسيس”، والتي تجاوزت كل الحدود الأخلاقية في انحدارها، مستهدفةً الأسر والأمهات والآباء، ليست سوى دليل جديد على دوافعهم الذاتية في العمل العام، حيث ان ما يحركهم فيها هو الانتصار لمصالحهم الشخصية وشارات الثناء من اسيادهم ومحركيهم في الخارج لا المصلحة العامة، غير عابئين بأي سقف أخلاقي في ترويج الأكاذيب أو ممارسة الابتذال الأخلاقي بأقصى صوره.

ولكن ليس بعد انحيازهم الفاضح ضد شعبهم واهلهم وهم عزل في مواجهة الشر الجنجويدي الاعظم من ذنب، ونتوقع منهم اي انحطاط ووضاعة بعد ذلك. وهم مهما امتلكوا وملأوا صفحات الصحافة بأكاذيبهم، فإن كل عطور جزيرة العرب وبخورها لن تُمحَ أثر الدم من على أيديهم الصغيرة وضمائرهم المهترئة.

بالطبع لن أنزلق إلى دركهم الحقير بمهاجمة أسرهم أو آبائهم أو أمهاتهم، فهؤلاء مواطنون سودانيون يستحقون الاحترام والتقدير، وهم أنفسهم ضحايا الخطوط السياسية الفاسدة التي تسعى هذه الجوقة من الوضعاء لفرضها على السودانيين. كما لن أخوض في سيرتهم الشخصية وما يعتمل فيها من شؤون لا تعني أحداً سواهم. لكنني سأواصل – ما دام فيّ عرق ينبض – مواجهة خطهم السياسي وفضح مواقفهم في الشأن العام، فهو خط وضيع ومواقف فاسدة لم يترددوا عبرها في السعي وراء مصالحهم الذاتية على حساب دماء السودانيين ومعاناتهم واغتصابهم ونهبهم وتشريدهم، لخدمة أجندة استعمارية صريحة تنفذها ميليشيا فاشية مكتملة الأركان في اجرامها.

ولكن من الذي يريد ام يدخل الجنةَ التي تبتدئ بتمزيق الوطن غير الوضعاء الذين لم يتورعوا عن محاولات شرعنة هذه الميليشيا وسردياتها الفاسدة عبر اتفاقات وتحالفات مباشرة، ولقاءات تنسيق وتفاهمات معلنة ومضمرة؟ كل ذلك على حساب تمزيق السودان وزيادة معاناة أهله، في خيانة صريحة لكل مرتكزات ديسمبر المجيدة التي خرجت فيها جموع السودانيين بكل تنوعهم، والتي يحاولون جهدهم احتكارها وكأنها ملكية خاصة لهم. والمذهل أن كثيراً منهم كانوا في المعسكر المضاد لها طويلاً، ولكن الخيانة لا تحتاج إلى سبب كبير، بل إلى ضمير صغير. وهم صغار في الذهاب والإياب.

وخطهم السياسي المنحط ومواقفهم المشوهة التي يحاولون إخفاءها وراء عبادة أصنام العجوة، هي ساحة مواجهتي المستمرة معهم. وما داموا متخندقين فيها ومصرين عليها، فليأذنوا انفسهم بصراع طويل، لا نمل فيه ولا نكل.

تسعى هذه الجماعة، بكل سفاهة، إلى تقديم نفسها كمعيار للحق والعدالة والوطنية، متوهمةً أنها قادرة على خداع الناس بمحاولة تقديم مصالحها الذاتية على أنها تمثل جوهر الديمقراطية والتحول المدني، حتى وهي تسعى إليها من خلف ستار “الكدمول” وعلى ظهور “تاتشرات الجنجويد”. محاولتهم تسويق هذه السردية كحقيقة ما هي إلا محاولة مفضوحة للتستر، لا تجد صدى إلا في فقاعتهم الفاسدة، المعزولة عن واقع السودانيين الأليم. وسأظل أواجه هذه السردية وأفضح زيفها ما دمت حياً.

أما سفاهاتهم التافهة، التي تفتقر إلى أخلاقيات المواجهة في الشأن العام، فهي من الزبد الذي يذهب جفاء، بينما يبقى على الأرض ما ينفع الناس. هم يخافون المواجهة بالحقيقة، لأنهم يعرفون أن سردياتهم المتهافتة ليست سوى قلاع من قش، فيتحصنون بالأكاذيب، وهذه لن تمنع الربيع من العودة. وسأظل أقاتلهم بالكلمة والحقيقة، فقديماً تعلمنا أن الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة، والموقف السياسي بالحجة والبرهان، أما صراعات الأزقة الخلفية وتفاهاتها فهي من اختصاص الديكة.

امجد فريد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تعب غريب مش عارف سببه .. أعراض مميزة تكشف أمراض المناعة الذاتية

تعد أمراض المناعة الذاتية من أكثر المشكلات الصحية التى يصعب تشخيصها في البداية لذا لابد عند ظهور علامات غريبة أو متكررة زيارة طبيب المناعة فورا.

علامات أمراض المناعة الذاتية 


ووفقا لما جاء في موقع كيلافند كلينك يمكن أن تسبب أمراض المناعة الذاتية مجموعة واسعة من الأعراض، وقد تؤثر على الجسم من الرأس إلى القدمين.

على سبيل المثال، قد تُسبب الحالات المرضية التي تُؤثر على العضلات ضعفًا فيها وقد تُعاني أيضًا من ألم في المفاصل ، أو تورم، أو تيبس إذا كنت تُعاني من حالة مرضية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

ويُسبب داء السكري من النوع الأول ارتفاعًا في نسبة السكر في الدم (فرط سكر الدم)  كما تُؤثر بعض أمراض المناعة الذاتية على البصر .

أعراض مميزة لأمراض المناعة 

تسبب العديد من أمراض المناعة الذاتية التهابات ، والتي قد تشمل ما يلي:

شعور بالدفء أو الحرارة.
تغير لون الجلد أو احمراره.
تورم.
ألم.
تُسبب العديد من أمراض المناعة الذاتية أعراضًا تظهر وتختفي (تتكرر) و تُسمى هذه النوبات من الأعراض الأكثر وضوحًا أو حدةً بالهبات أو النوبات.

أخبر طبيبك إذا كنت تعاني من أعراض يبدو أنها تتكرر، خاصةً إذا كانت أنشطة بدنية معينة، أو أوقات معينة من اليوم، أو أطعمة أو مشروبات، أو أي شيء آخر يجعلها تتحسن أو تسوء بشكل ملحوظ.

ثق بحدسك، لا أحد يعرف ما هو طبيعي لجسمك أفضل منك.

استشر طبيباً إذا لاحظت أي أعراض جديدة لا يمكنك تفسيرها، خاصةً إذا كنت تشعر بأنك لست على طبيعتك أكثر من المعتاد.

طباعة شارك المناعة أمراض المناعة الذاتية أعراض أمراض المناعة أعراض أمراض المناعة الذاتية السكر السكري

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • تعب غريب مش عارف سببه .. أعراض مميزة تكشف أمراض المناعة الذاتية
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • تشديد الرقابة بالمنيا.. ضبط 697كجم من اللحوم والأسماك الفاسدة خلال حملات بيطرية
  • مأساة إنسانية تواجه اللاجئين السودانيين في المخيمات التشادية
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!
  • تمزق العضلة الخلفية يبعد عبد الله السعيد عن مباريات الزمالك
  • رئيس الوفد السعودي في حضرموت: نرفض إدخال المدينة في صراعات جديدة
  • الأملاك العامة للدولة تحت سيطرة القوى المتنفذة الفاسدة