بداية تبني الزوج لأفكار إلحادية يمثل مشكلة كبيرة لجميع أفراد الأسرة، لا سيما الزوجة، التي تصبح في حيرة شديدة من أمرها وتنتابها مشاعر ثقيلة من الخوف والقلق، سواء على مستقبل زوجها أو أبنائها، ومستقبلها هي أيضًا، وعلى الرغم من خطورة هذه المشكلة وما تسببه من ضغط أسري شديد ومزعج، فإن التعامل معها يحتاج إلى هدوء وحكمة شديدين.

حملة «تعزيز قيم الهوية الدينية»

ولأن التعامل مع هذه المشكلة هو أمر حساس للغاية، ويحتاج إلى مستوى عالٍ من الحكمة لاحتواء الزوج وإنقاذه من هذه الأفكار المغلوطة، فيمكن توضيح الطريقة الصحيحة للتعامل مع الزوج عند تبنيه لأفكار إلحادية، ويأتي ذلك في إطار حملة توعوية أطلقتها «الوطن» بعنوان «تعزيز قيم الهوية الدينية»، تحت شعار «الإيمان قوة.. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»، وتهدف إلى تعزيز القيم الدينية الوسطية، والتصدي لأفكار الإلحاد، وجاءت هذه الحملة ضمن 3 أخريات لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكري والديني، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية».

التعامل مع الزوج عند تبني فكر إلحادي

وعند ظهور أي أعراض على الزوج تشير إلى بداية تبنيه لـ فكر إلحادي، فإن الطريقة الصحيحة للتعامل تكون من خلال اتباع بعض الخطوات، أولها فهم الأسباب التي قد تكون دفعت الزوج إلى تبني هذه الأفكار، ومعرفة عما إذا كانت هناك عوامل خارجية أثرت عليه، أو يمر بضغوط نفسية أو اجتماعية، أم أن هناك أسئلة لم يجد إجابات شافية لها، وبعد معرفة السبب من المهم تجنب إلقاء اللوم أو الاتهام على الزوج؛ فذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر والنفور، حسب ما أوضحته الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر، خلال حديثها لـ«الوطن».

من المهم أيضًا عند التعامل مع الزوج في هذه الحالة أن يتم خلق جو من الحوار الهادئ والمفتوح والمبني على الاحترام المتبادل بدلًا من الدخول في جدال حاد، وأيضًا الاستماع إلى وجهة نظره باهتمام، وتجنب استخدام العبارات النابية أو المهينة، والتركيز على طرح الأسئلة التي تدفعه إلى التفكير والتأمل، إلى جانب التركيز على القيم المشتركة التي تجمع الزوجين، مثل الحب والاحترام والتعاون، مع الإشارة إلى الأوقات الجميلة التي قضياها معًا، وكيف أن هذه القيم كانت أساسًا لعلاقتهما.

اللجوء إلى أهل العلم والدين

كما يمكن للزوجة اللجوء إلى أهل العلم والدين لطلب المساعدة؛ إذ يمكنهم تقديم الإجابات الشافية على أسئلة الزوج، وتزويده بالدلائل والبراهين التي تساهم في تقوية إيمانه، مع ضرورة الصبر والدعاء له؛ إذ أن تغيير العقائد ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى وقت وصبر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أفكار إلحادية الفكر الإلحادي سبب الإلحاد أسباب الإلحاد التعامل مع الزوج التعامل مع مع الزوج

إقرأ أيضاً:

المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات

بقلم : علي الحاج ..

لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.

يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.

لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.

يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.

وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.

وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.

وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.

user

مقالات مشابهة

  • المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
  • ما حكم إعطاء الزوجة أموال لوالدتها دون علم زوجها؟.. فيديو
  • كويتية تطلب الطلاق والتعويض بعد تبرعها بكليتها لزوجها وزواجه بأخرى
  • للمطلقات.. هل يصدر حكم بالحبس للمطلق حال تخلفه عن سداد نفقة المتعة؟
  • في ظل احتجاجات غاضبة.. حلف قبائل حضرموت يلوّح بخطوات قادمة لإنقاذ المحافظة
  • «عملية مرارة خرج منها جثة هامدة».. سيدة تتهم مستشفى خاص بالتسبب في وفاة زوجها
  • أبو العينين: حزب الجبهة الوطنية يتبنى رؤية متكاملة تتماشى مع مبادرات الرئيس السيسي
  • للزوجات.. اعرفي خطوات الحصول على نفقة المرافق لمسكن الحضانة
  • ما حكم منع الزوجة من زيارة أهلها؟.. دار الإفتاء تجيب
  • الحوثيون يعلنون تصعيدا جديدا واستهداف جميع السفن التي تتعامل مع إسرائيل