حب الشباب: الأسباب والعلاج وطرق الوقاية
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
حب الشباب هو حالة جلدية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، خاصة في فترة المراهقة، ولكنه يمكن أن يستمر حتى سن البلوغ.
يعتبر حب الشباب مصدر إزعاج للعديد من الناس بسبب تأثيره على مظهر البشرة وثقتهم بأنفسهم.
تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية أسباب ظهور حب الشباب، العوامل التي تؤثر في تفاقمه، وكيفية علاجه والوقاية منه للحفاظ على بشرة صحية.
1. التغيرات الهرمونية:تعتبر التغيرات الهرمونية أحد الأسباب الرئيسية لظهور حب الشباب.
زيادة مستويات الأندروجينات، وهي هرمونات تزيد خلال فترة البلوغ، تؤدي إلى زيادة إفراز الزيوت من الغدد الدهنية في البشرة، مما يسد المسام ويؤدي إلى ظهور البثور.
2. انسداد المسام:تراكم الزيوت الطبيعية للبشرة، بالإضافة إلى خلايا الجلد الميتة والأوساخ، يمكن أن يؤدي إلى انسداد المسام، مما يشكل بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا وتكوين البثور.
3. البكتيريا:البكتيريا المسماة "Cutibacterium acnes" تعيش على الجلد بشكل طبيعي، ولكن عندما تتكاثر بسبب انسداد المسام، فإنها تسبب التهابات تؤدي إلى ظهور حب الشباب الملتهب.
4. العوامل الوراثية:تلعب الجينات دورًا كبيرًا في تحديد مدى تعرض الشخص لحب الشباب.
إذا كان أحد الوالدين يعاني من حب الشباب، فإن احتمال إصابة الأبناء به يزيد بشكل كبير.
فوائد العسل للبشرة: سر الجمال الطبيعي
5. استخدام مستحضرات التجميل:
بعض مستحضرات التجميل التي تحتوي على زيوت أو مواد كيميائية قد تسد المسام وتزيد من تفاقم حب الشباب.
من المهم استخدام منتجات غير مسببة للبثور ومناسبة لنوع البشرة.
أنواع حب الشباب
1. الرؤوس السوداء:
تتكون عندما تسد المسام بالزيوت والخلايا الميتة، ولكنها تظل مفتوحة وتتعرض للهواء مما يجعلها تتأكسد وتتحول إلى اللون الأسود.
2. الرؤوس البيضاء:
تحدث عندما تسد المسام بالزيوت والخلايا الميتة وتبقى مغلقة تحت الجلد، مما يؤدي إلى ظهور نتوءات صغيرة بيضاء.
3. البثور الحمراء:
تظهر عندما تلتهب المسام المسدودة، وتتحول إلى بثور حمراء ملتهبة ومؤلمة.
4. الخراجات:
تُعد من أشد أنواع حب الشباب، حيث تتشكل عقيدات كبيرة ومؤلمة تحت الجلد وتمتلئ بالصديد، مما قد يترك ندبات دائمة.
1. تنظيف البشرة بانتظام:
يجب غسل الوجه مرتين يوميًا باستخدام منظف لطيف يساعد على إزالة الزيوت والأوساخ دون تجفيف البشرة بشكل مفرط، تجنب فرك الوجه بقوة لأن ذلك قد يزيد من التهيج.
2. استخدام المنتجات الطبية الموضعية:
هناك العديد من العلاجات الموضعية التي تحتوي على مكونات فعالة مثل حمض الساليسيليك، البنزويل بيروكسيد، أو الريتينويدات التي تساعد في تقشير البشرة وتقليل الالتهابات.
3. العلاج بالمضادات الحيوية:
في الحالات الشديدة من حب الشباب، قد يوصي الطبيب باستخدام المضادات الحيوية سواء كانت موضعية أو فموية للتقليل من البكتيريا والالتهاب.
4. علاجات هرمونية:
في حالة وجود حب الشباب المرتبط بالتغيرات الهرمونية، يمكن استخدام العلاجات الهرمونية مثل حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمونات تساعد في تنظيم إفراز الزيوت.
5. العلاج بالليزر أو الضوء:
العلاجات بالليزر أو الضوء الأزرق يمكن أن تكون فعالة في قتل البكتيريا المسببة لحب الشباب وتقليل الالتهابات.
6. التقشير الكيميائي:
التقشير الكيميائي باستخدام الأحماض الخاصة يمكن أن يساعد في إزالة الخلايا الميتة وتنظيف المسام، مما يقلل من ظهور حب الشباب.
طرق الوقاية من حب الشباب
1. استخدام منتجات غير مسببة للبثور:
احرص على اختيار مستحضرات تجميل وعناية بالبشرة مكتوب عليها "non-comedogenic" أو "خالية من الزيوت"، لضمان عدم انسداد المسام.
2. الابتعاد عن لمس الوجه:
تجنب لمس وجهك بأيدٍ غير نظيفة، حيث يمكن أن تنقل الأوساخ والبكتيريا من اليدين إلى الوجه مما يزيد من احتمال ظهور حب الشباب.
3. اتباع نظام غذائي صحي:
بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون قد يزيد من تفاقم حب الشباب.
احرص على تناول الفواكه والخضروات والبروتينات الصحية وشرب كميات كافية من الماء.
4. الحفاظ على ترطيب البشرة:
حتى إذا كنت تعاني من البشرة الدهنية، من المهم الحفاظ على ترطيب البشرة باستخدام مرطب خفيف وخالٍ من الزيوت.
البشرة الجافة قد تزيد من إفراز الزيوت الطبيعية كرد فعل.
5. تجنب الإجهاد:
الإجهاد النفسي يمكن أن يؤثر على الهرمونات ويزيد من تفاقم حب الشباب. حاول ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو الرياضة لتخفيف التوتر.
حب الشباب قد يكون تحديًا يوميًا للبعض، ولكن بفهم أسبابه والعوامل التي تؤثر في ظهوره، يمكن السيطرة عليه بفعالية.
من خلال اتباع نظام عناية بالبشرة مناسب، واستخدام العلاجات الطبية الملائمة، يمكنك تقليل تفاقم حب الشباب والحصول على بشرة صحية ونضرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حب الشباب علاج حب الشباب ظهور حب الشباب یزید من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد سياسة.. ولا يمكن فصلهما
سهام بنت أحمد الحارثية
harthisa@icloud.com
منذ أن تشكّلت الدول وبدأت تمارس وظائفها، ظل الاقتصاد جزءًا لا يتجزأ من أدواتها السياسية، فالسياسات الاقتصادية ليست مجرد قرارات تقنية تُتخذ بمعزل عن الواقع، بل هي في جوهرها قرارات سياسية تعكس مصالح، وأولويات، وتوازنات قوى. القول إن الاقتصاد محايد أو مستقل عن السياسة يتجاهل حقيقة أن كل قرار مالي أو استثماري أو تجاري يتطلب إرادة سياسية لتوجيهه، وتحمل تبعاته.
في التاريخ القديم، كانت السيطرة على الموارد الاقتصادية تُعد بمثابة إحكام للسيادة السياسية. الإمبراطورية الرومانية لم تكن لتصمد دون تأمين تدفق القمح من مستعمراتها، وعلى رأسها مصر، التي شكّلت “سلة الغذاء” للإمبراطورية. وفي ذلك الزمن، لم يكن الغذاء مجرد سلعة؛ بل أداة للحكم، والاستقرار السياسي كان رهناً بالوفرة الاقتصادية.
أما في العصر الحديث، فقد تجلّت العلاقة بين الاقتصاد والسياسة بوضوح في أزمة النفط عام 1973، حين قررت الدول العربية المنتجة للنفط خفض الإنتاج وفرض حظر على الولايات المتحدة وهولندا بسبب دعمهما لإسرائيل. أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 300%، وانزلاق الاقتصاد العالمي في موجة تضخم وركود حاد. وهنا لم يكن النفط مجرد مادة خام؛ بل أداة سياسية أثَّرت في مواقف دول، وساهمت في إعادة تشكيل النظام الدولي.
في التجربة الصينية، شكّل النمو الاقتصادي منذ نهاية السبعينيات خطة سياسية منظمة، لم يكن تحرير السوق وتوسيع قطاع التصدير هدفًا اقتصاديًا فحسب، بل وسيلة استراتيجية لإرساء شرعية الحزب الشيوعي داخليًا، وتعزيز مكانة الصين في النظام العالمي. خلال أربعة عقود، نجحت الصين في انتشال أكثر من 800 مليون إنسان من الفقر، وفق بيانات البنك الدولي، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو إنجاز اقتصادي ما كان ليتحقق لولا رؤية سياسية محكمة.
الواقع الأوروبي يعزز أيضًا هذا الترابط الوثيق، فالاتحاد الأوروبي بُني على فكرة أن التكامل الاقتصادي سيمنع اندلاع الحروب مجددًا بين دول القارة. إنشاء السوق الموحدة، وتبني العملة الموحدة “اليورو”، لم يكن مسعى اقتصاديًا بحتًا، بل هدفًا سياسيًا طويل المدى لتحقيق السلام والاستقرار. رغم التحديات، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي نحو 18 تريليون دولار في عام 2023؛ مما يعكس عمق هذا التكامل الذي جمع بين السياسة والاقتصاد.
في منطقتنا العربية، تتضح العلاقة في اعتماد العديد من الدول على السياسات الاقتصادية كأدوات للتماسك الاجتماعي والسياسي. برامج الدعم الحكومي للوقود والغذاء، والتوظيف في القطاع العام، والإعفاءات الضريبية، كلها قرارات اقتصادية تُستخدم سياسيًا لاحتواء التوترات الاجتماعية وتعزيز شرعية الدولة. وفي دول الخليج، مثلًا، لا تُفهم خطط التنويع الاقتصادي بمعزل عن التحولات السياسية والاجتماعية التي تهدف إلى ضمان الاستدامة والاستقرار في عالم ما بعد النفط.
ومن واقع تجربتي، حين ناديت أثناء المقاطعة الشعبية الأخيرة بعد حرب غزة بضرورة تطوير المنتج المحلي ليحل محل السلع المُقاطَعة، اعتبر البعض أن هذا الموقف تعاطف عاطفي لا علاقة له بالاقتصاد، وأن الأجدى هو تغيير سلوك المستهلك فقط. لكن هذا الفهم يغفل عن حقيقة أن الأزمات تخلق فرصًا لإعادة توجيه الموارد، وتعزيز الإنتاج الوطني، وتثبيت السيادة الاقتصادية. وقد وقعت بعض الجهات والدول في هذا الخطأ، حين تعاملت مع المقاطعة كفعل شعبي مؤقت بدل أن تستثمره في بناء بدائل وطنية مستدامة.
حتى في مفاوضات صندوق النقد الدولي مع الدول، يظهر الاقتصاد كأداة ضغط سياسي.. الاشتراطات المصاحبة لبرامج الإصلاح، مثل تحرير سعر الصرف، أو خفض الدعم، أو خصخصة المؤسسات، ليست فقط إصلاحات تقنية، بل تؤثر مباشرة في القاعدة الاجتماعية والسياسية للحكم، وتعيد رسم العلاقة بين الدولة ومواطنيها.
في النهاية.. الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة. لا يمكن فصل الإنفاق عن التمويل، ولا الضرائب عن العقد الاجتماعي، ولا الاستثمار عن رؤية الدولة لمكانتها في الداخل والخارج. كل قرار مالي هو رسالة سياسية، وكل سياسة اقتصادية تعكس هوية الدولة وأولوياتها… لهذا، فإن من يزعم أن الاقتصاد حيادي، يغفل عن واحدة من أهم حقائق التاريخ: الاقتصاد كان وسيظل أداة للسياسة، وأحيانًا جوهرها.
القيادة تهنئ ملك المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى يوم الجلوس