قائد سرية الحد اليمين للجيش الثاني: «الثغرة» عملية «سياسية».. (حوار)
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
أكد العقيد حلمى زكى، قائد إحدى سرايا الكتيبة 18 مشاة، حد اليمين للجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر المجيدة، أنه ورجاله أذاقوا الويل لجيش الاحتلال الإسرائيلى، وأنهم كانوا يهربون أمامهم كالفئران، مشيراً إلى أنهم لم يستطيعوا اختراق الكتيبة للوصول لقناة السويس، حتى استغلوا صور طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية ليقوموا بـ«الثغرة».
ما أبرز المهام المكلف بها خلال حرب أكتوبر المجيدة؟
- كنت أحد قادة سرايا اللواء 16 مشاة، وهو اللواء المعروف باسم «لواء العظماء»، نظراً لوجود عدد كبير من القادة البارزين فى تاريخ العسكرية المصرية من هذا اللواء، ومن أبرزهم المشير محمد حسين طنطاوى، قائد الكتيبة 16 مشاة فى حرب أكتوبر المجيدة، وكانت كتيبته الكتيبة المجاورة لكتيبتى فى حد يمين الجيش الثانى الميدانى، أى آخر نقطة فى الجيش الثانى، ثم الفاصل والجيش الثالث الميدانى.
وكانت مهمتنا فى أحد أصعب أماكن العبور فى قناة السويس، وهى منطقة الدفرسوار، وكان موجوداً بها واحدة من النقاط القوية الـ22 لإسرائيل فى خط بارليف، وبفضل التدريب المكثف الذى خضعنا له كنا مستعدين تماماً لهذه المهمة.
ومتى عبرتم قناة السويس إلى سيناء؟
- الكتيبة 16 والكتيبة 18 كانت ضمن الموجة الأولى المكلفة بعبور قناة السويس. وواجهنا صعوبات كبيرة، وشارك عدد كبير من القادة فى تذليل هذه الصعوبات، بداية من المانع المائى الذى كان من أصعب الموانع فى الحروب، بالإضافة إلى الساتر الترابى الذى يبلغ ارتفاعه 22 متراً، لكن بفضل التخطيط الجيد والتدريب المكثف، تمكنا من التغلب على هذه التحديات.
كيف كانت الأجواء قبل العبور؟
- يوم 3 أكتوبر، عندما جاءنا الأمر بالإفطار، عرفنا أن الحرب قادمة فى ظرف أيام. وفى يوم 6 أكتوبر، بين الساعة 11 و12 ظهراً، تم الإعلان عن توقيت العبور، كانت فرحتنا لا توصف، فاللحظة التى كنا ننتظرها منذ 6 سنوات قد جاءت.
كيف كان شعوركم أثناء العبور؟
- أخذنا القوارب ونزلنا بها فى المياه، كل 10 مقاتلين فى قارب، وكنا نجدف جميعاً، وكان إحساسنا لا يوصف، وعندما تسلقنا الساتر الترابى ونزلنا الناحية الأخرى، شعرنا بأننا استعدنا أرضنا.
لماذا وأنتم لم تحاربوا بعد؟
- لأن الجنود الإسرائيليين كانوا يفرون أمامنا كالفئران، ولم يستطيعوا المواجهة.
ماذا عن دور الكتيبة 18 مشاة؟
- كنا مسئولين عن التقدم لمسافة 3.5 كيلومتر قبل عبور الدبابات والسيارات، وهى منطقة «رؤوس الكبارى»، تقدمنا وعملنا تجهيزاتنا الهندسية على هذا البعد.
كيف كانت ردود الفعل الإسرائيلية؟
- فى اليوم الأول للحرب لم يهاجمونا بسبب المفاجأة الكبيرة. وفى اليوم الثانى، بدأت بعض عناصرهم فى الهجوم، واشتد القتال حتى يوم 17 أكتوبر.
كيف كان تأثير الطيران الإسرائيلى على قواتكم خلال الأيام الأولى من الحرب؟
- الطيران الإسرائيلى حاول الاقتراب على استحياء لمحاولة استهدافنا، لكن حائط الصواريخ نجح فى إسقاطها، وصدرت تعليمات إسرائيلية لطياريهم بألا يقتربوا حتى مسافة 15 كيلومتراً من قناة السويس.
وكيف كانت المواجهات البرية مع جيش الاحتلال؟
- لم يستطع أحد اختراقنا فى الأيام الأولى من الحرب، حتى جاءت الإمدادات من أمريكا مباشرة إلى سيناء، وتمكنوا من القيام بعملية الثغرة، باستغلال الصور الملتقطة من طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية.
وبحكم وجودك فى قلب الأحداث.. كيف تصف «عملية الثغرة»؟
- كانت بمثابة نصر سياسى وليس نصراً عسكرياً، لأنهم لم يستطيعوا التعامل مع قواتنا، وخير دليل على ذلك أن العقيدة الإسرائيلية تقول إن الأرض التى يوجدون فيها لا ينسحبون منها أبداً، ورغم ذلك انسحبوا لأنهم كانوا فى «موقع ضعف».
وكيف كنتم تستعدون لـ«تصفية الثغرة»؟
- كانت هناك خطة من هيئة عمليات القوات المسلحة لاقتحام الثغرة بمشاركة الجيش الثانى والثالث والأنساق الموجودة من الغرب، وصدرت لنا التعليمات بالفعل، كنا مستعدين للقضاء على «شارون» ورجاله وجاهزين للتنفيذ، لكن اتفاق فض الاشتباك حال دون ذلك.
كنتم فى الكتيبة المجاورة للكتيبة 16 مشاة التى قادها المشير طنطاوى فى الحرب.. كيف تصف أداءهم فى الحرب؟
- الحقيقة أن المشير طنطاوى ورجاله كانوا «أبطال فوق العادة»، وقاتلوا بشراسة، وأحبطوا تقدم قوات العدو أكثر من مرة، وأذاقوهم الويل، ولى موقف مع المشير طنطاوى خلال الحرب؛ فحينما أُصبت خلال المواجهات مع العدو، كان يجب إخلائى من خلال كتيبته، تم إبلاغ المقدم طنطاوى فى هذا الوقت، وذهبت له. حضننى وقال لى: «عايز تعدى من وحدتى من غير ما أشوفك وأقولك ألف سلامة يا بطل»، تقابلت معه فى مواقف كثيرة جداً بعدها.
مثل ماذا؟
- كنا نحرص كرجال للواء 16 مشاة على الاجتماع بعد الحرب، وبعدما ترك المشير طنطاوى الوزارة شاركنا فى عدد من الاجتماعات، كما كان يجتمع بنا فى بعض الأوقات أثناء قيادته للقوات المسلحة، كما كان لى شرف الخدمة تحت قيادة المشير طنطاوى فى الكتيبة 16 مشاة بعد نقلى لها تحت قيادته بعد الحرب.
وما رأيك فى المشير طنطاوى بما أنك عرفته عن قرب؟
- هو أستاذى، ورجل يسجل التاريخ العسكرى بطولاته بأحرف من نور، ويكفى أنه حمى مصر على مدار سنوات طويلة، وصولاً لحمايته لمصر من حرق جماعة الإخوان الإرهابية لها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر القوات المسلحة المصرية الحرب الإلكترونية الأكاديمية العسكرية حرب أکتوبر المجیدة المشیر طنطاوى قناة السویس کیف کان
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الإسرائيلي يُصدر تعليماته للجيش بمواصلة التقدم في غزة رغم المفاوضات
القدس (CNN)-- أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليمات للجيش بالتقدم في عملياته في غزة "بصرف النظر عن أي مفاوضات".
ودعا كاتس الجيش في بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، مساء الأحد، أيضًا إلى "استخدام جميع الوسائل اللازمة - جوا وبرا وبحرا"، وقال: "إما أن تُطلق حماس سراح الرهائن، أو سيتم تدميرها".
وقالت مصر وقطر، الأحد، إنهما تُواصلان جهودهما المكثفة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث يبدو أن المفاوضات الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار المقترح من الولايات المتحدة واتفاق إطلاق سراح الرهائن لم تُحرز تقدما يُذكر.
وفي بيان مشترك صادر عن القاهرة والدوحة، قالت الدولتان إنهما "ستكثفان الجهود لتذليل العقبات" والمساعدة في حل "النقاط الخلافية" بين الطرفين.
ودعت مصر وقطر إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما كخطوة أولى للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وجاء في البيان المشترك: "في نهاية المطاف، يهدف هذا الجهد إلى إنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار قطاع غزة".
ورحبت حركة "حماس" بالبيان القطري -المصري المشترك، الأحد، وقالت في بيان إن الحركة "تؤكد استعدادها للدخول فورا في مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق حول نقاط الخلاف".
وكانت الحركة قدمت ردها، السبت، على خطة وقف إطلاق النار في غزة التي قدمتها الولايات المتحدة، وجددت طلبها بإنهاء الحرب، في خطوة وصفها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
وقالت حماس في بيانها، إن "اقتراحها" للوسيطين - قطر ومصر - "يهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات إلى شعبنا وعائلاتنا في القطاع".
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لشبكة CNN، إن رد حماس على المقترح الأمريكي طالب بإجراء تغييرات على 3 أمور رئيسية، وهي: تمديد وقف إطلاق النار لأكثر من 60 يوما، والمساعدات الإنسانية، والمواقع التي ستنسحب إليها القوات الإسرائيلية.