أكد العقيد حلمى زكى، قائد إحدى سرايا الكتيبة 18 مشاة، حد اليمين للجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر المجيدة، أنه ورجاله أذاقوا الويل لجيش الاحتلال الإسرائيلى، وأنهم كانوا يهربون أمامهم كالفئران، مشيراً إلى أنهم لم يستطيعوا اختراق الكتيبة للوصول لقناة السويس، حتى استغلوا صور طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية ليقوموا بـ«الثغرة».

وأضاف العقيد حلمى زكى، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن «الثغرة» كانت بمثابة «نصر سياسى» فى أول أيامها، وأنهم كانوا فى «موقع ضعف» قبل اتفاق وقف إطلاق النار. وأشاد بدور المشير محمد حسين طنطاوى ورجاله خلال حرب أكتوبر المجيدة، مؤكداً أنهم أذاقوا الويل للعدو، وأوقعوا فيه خسائر كثيرة.. وإلى نص الحوار:

ما أبرز المهام المكلف بها خلال حرب أكتوبر المجيدة؟

- كنت أحد قادة سرايا اللواء 16 مشاة، وهو اللواء المعروف باسم «لواء العظماء»، نظراً لوجود عدد كبير من القادة البارزين فى تاريخ العسكرية المصرية من هذا اللواء، ومن أبرزهم المشير محمد حسين طنطاوى، قائد الكتيبة 16 مشاة فى حرب أكتوبر المجيدة، وكانت كتيبته الكتيبة المجاورة لكتيبتى فى حد يمين الجيش الثانى الميدانى، أى آخر نقطة فى الجيش الثانى، ثم الفاصل والجيش الثالث الميدانى.

وكانت مهمتنا فى أحد أصعب أماكن العبور فى قناة السويس، وهى منطقة الدفرسوار، وكان موجوداً بها واحدة من النقاط القوية الـ22 لإسرائيل فى خط بارليف، وبفضل التدريب المكثف الذى خضعنا له كنا مستعدين تماماً لهذه المهمة.

ومتى عبرتم قناة السويس إلى سيناء؟

- الكتيبة 16 والكتيبة 18 كانت ضمن الموجة الأولى المكلفة بعبور قناة السويس. وواجهنا صعوبات كبيرة، وشارك عدد كبير من القادة فى تذليل هذه الصعوبات، بداية من المانع المائى الذى كان من أصعب الموانع فى الحروب، بالإضافة إلى الساتر الترابى الذى يبلغ ارتفاعه 22 متراً، لكن بفضل التخطيط الجيد والتدريب المكثف، تمكنا من التغلب على هذه التحديات.

كيف كانت الأجواء قبل العبور؟

- يوم 3 أكتوبر، عندما جاءنا الأمر بالإفطار، عرفنا أن الحرب قادمة فى ظرف أيام. وفى يوم 6 أكتوبر، بين الساعة 11 و12 ظهراً، تم الإعلان عن توقيت العبور، كانت فرحتنا لا توصف، فاللحظة التى كنا ننتظرها منذ 6 سنوات قد جاءت.

كيف كان شعوركم أثناء العبور؟

- أخذنا القوارب ونزلنا بها فى المياه، كل 10 مقاتلين فى قارب، وكنا نجدف جميعاً، وكان إحساسنا لا يوصف، وعندما تسلقنا الساتر الترابى ونزلنا الناحية الأخرى، شعرنا بأننا استعدنا أرضنا.

لماذا وأنتم لم تحاربوا بعد؟

- لأن الجنود الإسرائيليين كانوا يفرون أمامنا كالفئران، ولم يستطيعوا المواجهة.

ماذا عن دور الكتيبة 18 مشاة؟

- كنا مسئولين عن التقدم لمسافة 3.5 كيلومتر قبل عبور الدبابات والسيارات، وهى منطقة «رؤوس الكبارى»، تقدمنا وعملنا تجهيزاتنا الهندسية على هذا البعد.

كيف كانت ردود الفعل الإسرائيلية؟

- فى اليوم الأول للحرب لم يهاجمونا بسبب المفاجأة الكبيرة. وفى اليوم الثانى، بدأت بعض عناصرهم فى الهجوم، واشتد القتال حتى يوم 17 أكتوبر.

كيف كان تأثير الطيران الإسرائيلى على قواتكم خلال الأيام الأولى من الحرب؟

- الطيران الإسرائيلى حاول الاقتراب على استحياء لمحاولة استهدافنا، لكن حائط الصواريخ نجح فى إسقاطها، وصدرت تعليمات إسرائيلية لطياريهم بألا يقتربوا حتى مسافة 15 كيلومتراً من قناة السويس.

وكيف كانت المواجهات البرية مع جيش الاحتلال؟

- لم يستطع أحد اختراقنا فى الأيام الأولى من الحرب، حتى جاءت الإمدادات من أمريكا مباشرة إلى سيناء، وتمكنوا من القيام بعملية الثغرة، باستغلال الصور الملتقطة من طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية.

وبحكم وجودك فى قلب الأحداث.. كيف تصف «عملية الثغرة»؟

- كانت بمثابة نصر سياسى وليس نصراً عسكرياً، لأنهم لم يستطيعوا التعامل مع قواتنا، وخير دليل على ذلك أن العقيدة الإسرائيلية تقول إن الأرض التى يوجدون فيها لا ينسحبون منها أبداً، ورغم ذلك انسحبوا لأنهم كانوا فى «موقع ضعف».

وكيف كنتم تستعدون لـ«تصفية الثغرة»؟

- كانت هناك خطة من هيئة عمليات القوات المسلحة لاقتحام الثغرة بمشاركة الجيش الثانى والثالث والأنساق الموجودة من الغرب، وصدرت لنا التعليمات بالفعل، كنا مستعدين للقضاء على «شارون» ورجاله وجاهزين للتنفيذ، لكن اتفاق فض الاشتباك حال دون ذلك.

كنتم فى الكتيبة المجاورة للكتيبة 16 مشاة التى قادها المشير طنطاوى فى الحرب.. كيف تصف أداءهم فى الحرب؟

- الحقيقة أن المشير طنطاوى ورجاله كانوا «أبطال فوق العادة»، وقاتلوا بشراسة، وأحبطوا تقدم قوات العدو أكثر من مرة، وأذاقوهم الويل، ولى موقف مع المشير طنطاوى خلال الحرب؛ فحينما أُصبت خلال المواجهات مع العدو، كان يجب إخلائى من خلال كتيبته، تم إبلاغ المقدم طنطاوى فى هذا الوقت، وذهبت له. حضننى وقال لى: «عايز تعدى من وحدتى من غير ما أشوفك وأقولك ألف سلامة يا بطل»، تقابلت معه فى مواقف كثيرة جداً بعدها.

مثل ماذا؟

- كنا نحرص كرجال للواء 16 مشاة على الاجتماع بعد الحرب، وبعدما ترك المشير طنطاوى الوزارة شاركنا فى عدد من الاجتماعات، كما كان يجتمع بنا فى بعض الأوقات أثناء قيادته للقوات المسلحة، كما كان لى شرف الخدمة تحت قيادة المشير طنطاوى فى الكتيبة 16 مشاة بعد نقلى لها تحت قيادته بعد الحرب.

وما رأيك فى المشير طنطاوى بما أنك عرفته عن قرب؟

- هو أستاذى، ورجل يسجل التاريخ العسكرى بطولاته بأحرف من نور، ويكفى أنه حمى مصر على مدار سنوات طويلة، وصولاً لحمايته لمصر من حرق جماعة الإخوان الإرهابية لها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر القوات المسلحة المصرية الحرب الإلكترونية الأكاديمية العسكرية حرب أکتوبر المجیدة المشیر طنطاوى قناة السویس کیف کان

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • صدم سيارة وتعدى على قائدها.. ضبط سائق ميكروباص «الاتجاه المعاكس» في حدائق أكتوبر
  • في حادثة يُشتبه بأنها انتحار.. وفاة ضابط احتياط إسرائيلي حدد هويات قتلى هجوم 7 أكتوبر
  • ليست سرية.. خصوصية محادثات ChatGPT على المحك
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وهل تكون سرية أم جهرية وحكم أدائها في جماعة
  • قوى سياسية تعلن رفضها حكومة “تأسيس”
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • سموتريتش يتراجع عن انسحابه من الحكومة: "ندفع عملية استراتيجية جيدة"
  • وزارة البيشمركة تعيد هيكلتها.. منطقتان قياديتان و11 فرقة مشاة (صور)
  • كاتب بريطاني: إبادة غزة كانت متوقعة نظرا لخطاب صراع الحضارات والإسلاموفوبيا لسنوات
  • الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)