أمريكي يتحدى إعصار هيلين ليحضر حفل زفاف ابنته.. «سار 27 ميلا على الأقدام»
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
رحلة تحدت كل الظروف، عندما قرر ديفيد جونز أن يخطو خطوات شجاعة عبر الطرق المغلقة والمليئة بالمخاطر ليصل إلى حفل زفاف ابنته، لم يكن الطريق سهلاً، فقد امتلأت الطرق بالمياه والحطام، ولكن حبه لابنته وإصراره على مرافقتها في يومها الخاص جعله لا يبالي بكل الصعاب.
بدأت رحلة ديفيد جونز عندما غادر منزله في ولاية ساوث كارولينا بأمريكا، متجهًا نحو جونسون سيتي في تينيسي لحضور حفل زفاف ابنته، كانت الرحلة المعتادة تستغرق حوالي ساعتين، ولكن الإعصار الذي ضرب المنطقة تسبب في دمار واسع النطاق، وبعد أن أُغلقت الطرق وتوقفت حركة المرور، سأل «جونز» أحد رجال الشرطة إن كان هناك طريق آخر للوصول، كانت الإجابة: «لن يصل أحد إلى جونسون سيتي»، بحسب «واشنطن بوست».
لم يقتنع جونز بالإجابة وقرر أن يسير على الأقدام، ترك سيارته عند مخرج الطريق وأخذ حقيبة ظهره ببعض المستلزمات الأساسية، وبدأ في المشي لمسافة تقدر بـ27 ميلاً للوصول إلى حفل زفاف ابنته، مع استخدام ضوء هاتفه المحمول لإرشاده، كان عازمًا على مواصلة الطريق مهما كان الثمن.
العقبات التي واجهتهواجه «جونز» عدة عقبات خطيرة خلال رحلته، منها الطرق المغلقة والطين السميك الذي ابتلع قدميه، ولكنه ظل جونز يردد في ذهنه أن ابنته ستتزوج، وكان ذلك الدافع الذي أعطاه القوة لمواصلة السير، واستطاع أن يحرر قدميه من الطين واستمر في الطريق، حتى وصل إلى منطقة استطاع منها الحصول على مساعدة من شرطي محلي، نقله لمسافة قصيرة بالسيارة.
وعلى بعد 16 ميلاً من وجهته، كان «جونز» يسير على الطريق السريع عندما توقفت شاحنة صغيرة، وتبين أن سائقها كان زميلاً قديمًا له، ركب معه الشاحنة ونقله إلى جونسون سيتي، حيث استراح قليلاً ثم حضر حفل زفاف ابنته.
عندما سار «جونز» مع ابنته الكبرى إليزابيث ماركيز في الممر، لم تكن لديها أي فكرة عن الرحلة المضطربة التي قام بها والدها للوصول إلى هناك، أثناء حفل الاستقبال، ذكر «جونز» رحلته أمام الجميع وقدم لابنته وزوجها علامة الطريق التي استخدمها في رحلته كرمز لحمايتهما لبعضهما البعض.
بسبب ظروف إعصارهيلين، لم يكن حفل الزفاف عاديًا، حيث استخدموا الشموع لإضاءة المكان بعد انقطاع التيار الكهربائي، ومع ذلك كان الجو مليئا بالحب يحكي «جونز»: «لا أعتقد أنني فعلت شيئًا أكثر مما قد يفعله معظم الآباء في يوم زفاف ابنتهم»، لكن بالنسبة لابنته، كان ذلك أكثر من مجرد حضور، بل تجسيدًا للحب الحقيقي بينهما.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حفل زفاف إعصار إعصار هيلين انقطاع الكهرباء حفل زفاف ابنته
إقرأ أيضاً:
كاتب بريطاني: جريمة التجويع المتعمدة بغزة لم تنجح لولا تواطؤ الغرب
قال الكاتب البريطاني أوين جونز، إن جريمة التجويع المتعمدة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، لم تكن لتنجح لولا الغطاء الذي وفره لها الحلفاء الغربيون.
وقال جونز بمقال في صحيفة الغارديان، إن التصرفات الغربية التي بدت وكأنها تعبير عن "القلق" من الوضع الإنساني في غزة، ليست أكثر من مظاهر فارغة، إذ كان الجميع يعلم بما يجري.
وأضاف: "بينما كانت جهة تابعة للأمم المتحدة تحذر من وقوع أسوأ سيناريو مجاعة في غزة، كان من المفترض أن يسأل زعماء الغرب أنفسهم: ماذا فعلنا؟".
وأكد أن تجويع الاحتلال لغزة لم يكن فقط فعلا متعمدا بل معلنا أيضا، إذ صرح قادة الاحتلال منذ الأيام الأولى بأنهم سيمنعون دخول الطعام والماء والكهرباء. ولفت إلى أن تصريحات وزير حرب الاحتلال السابق يوآف غالانت ومنسق الاحتلال غسان عليان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت واضحة في إعلان الحصار الشامل وحرمان السكان من الأساسيات، واصفين الفلسطينيين بالحيوانات البشرية والبهائم".
وأشار جونز إلى أن هذه التصريحات "لم تحظ بأي تغطية جادة في الإعلام الغربي، وإن ذكرت فكانت بشكل عابر ودون إبراز دلالاتها القانونية والإنسانية الخطيرة"، مضيفا أنه "لو أبرزت كما يجب، لكان لا بد من تصنيف العدوان الإسرائيلي كجريمة، لا كحرب دفاعية".
وتحدث الكاتب عن سلسلة من الأدلة التي تؤكد علم الغرب بما يجري، بينها رسالة كتبها وزير الخارجية البريطاني السابق كاميرون في آذار/مارس 2024، أشار فيها إلى الأساليب الإسرائيلية لمنع دخول المساعدات.
كما أظهرت تقارير رسمية أمريكية أن الاحتلال كان يعرقل المساعدات، وهو ما كان يفترض أن يلزم إدارة بايدن بوقف تصدير الأسلحة، لكن البيت الأبيض تجاهل ذلك.
وذكر جونز أن "إسرائيل ارتكبت المجزرة الأكبر في التاريخ الحديث ضد عمال الإغاثة، إذ قتلت أكثر من 400 منهم حتى الربيع الماضي"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال استهدف ضباط الشرطة الذين كانوا يرافقون القوافل، ودمر الأراضي الزراعية، وقتل المواشي، وضرب البنية التحتية للصيد، لشلّ كل مصادر الغذاء في القطاع.
وأوضح أن الجريمة لم تتوقف عند حرمان الفلسطينيين من الطعام، بل شملت أيضا قتل من حاولوا الوصول إليه، كما حدث في شباط/فبراير 2024 حين قتل الجيش أكثر من مئة فلسطيني أثناء انتظارهم الحصول على الدقيق. وأثبت تحقيق لشبكة سي إن إن بعد أسابيع أن الجيش هو من أطلق النار.
وفي آذار /مارس، فرضت إسرائيل حصارا مطبقا، وأوقفت برامج الأمم المتحدة الإنسانية، واستبدلتها بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تحوّلت مراكزها إلى "حقول قتل"، بحسب وصف الكاتب.
ولفت إلى أن هذه المراكز صممت لدفع السكان نحو الجنوب، حيث يحتجزون ضمن ما وصفه رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود أولمرت بـ"معسكر اعتقال"، تمهيدا لترحيلهم.
كما اتهم جونز وسائل الإعلام الغربية والسياسيين بنشر رواية إسرائيلية كاذبة تزعم أن حركة حماس تسرق المساعدات، رغم نفي برنامج الغذاء العالمي، وتحقيقات داخلية أمريكية وإسرائيلية أكدت عدم صحة هذه الادعاءات.
وقال إن العصابات التي تسرق المساعدات هي جماعات إجرامية مدعومة من الاحتلال، وتربطها تقارير بأطراف مرتبطة بـ"داعش".
ووصف الكاتب مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة الاحتلال، بسبب جريمة التجويع، بأنها "خطوة منطقية لأن الأدلة دامغة"، مضيفا: "حتى لو دخلت المساعدات بغزارة الآن، فإن عددا كبيرا من الفلسطينيين سيموتون لأن أجسادهم نخرها الجوع، وهذا لم يعد على جدول أولويات العالم".
وانتقد جونز رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بسبب دعمه المتكرر للحصار الإسرائيلي على غزة، وترويج حكومته لفكرة الإنزالات الجوية "التي لا تكفي، وقتلت مدنيين حين سقطت عليهم"، واصفا ذلك بأنه محاولة لصرف الأنظار عن الجريمة الأصلية: التجويع الجماعي المتعمد.
وتساءل الكاتب: "ماذا فعلنا؟"، مضيفا: "لو كانت لدى النخب الغربية ذرة خجل، لكان هذا السؤال يقض مضاجعها، لكن الجواب واضح لقد سهّلتم جريمة تجويع شعب بأكمله عرفتم ما كان يجري من فيض الأدلة، لأن الجاني صديقكم، وقد تفاخر علنا بفعلته، و للأسف، لن يحاسب أحد نفسه، سيترك ذلك للتاريخ وللمحاكم".