«تل أبيب» تتعهد بالانتقام بعد الهجوم الصاروخى الإيراني غير المسبوق
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى تقرير نشرته صحيفة الجارديان عن تعهد إسرائيل بالانتقام بعد أن أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية على أهداف فى جميع أنحاء إسرائيل، فى تصعيد دراماتيكى لصراع يبدو أنه يخرج عن السيطرة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى اجتماع لمجلسه الأمنى: «إيران ارتكبت خطأً كبيرًا الليلة- وستدفع ثمنه».
وأضاف: «النظام فى إيران لا يفهم مدى تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وتصميمنا على الرد على أعدائنا... سوف يفهمون».
الهجوم الإيرانى غير المسبوق بأكثر من ١٨٠ صاروخًا باليستيًا جاء بعد أقل من ٢٤ ساعة من أمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بأكبر توغل برى فى جنوب لبنان منذ ٢٠٠٦.
وشهد مراسلو صحيفة «الجارديان» فى القدس العشرات من الصواريخ تحلق فوقهم باتجاه المدن الساحلية الرئيسية فى إسرائيل فى هجوم ضخم بعد الساعة ٧:٣٠ مساءً، حيث كانت محركات الصواريخ مرئية بوضوح من الأسفل.
على حافة المدينة القديمة، توقف الكثيرون لمشاهدة الصواريخ وهى تحلق فى السماء فى ما يبدو أنه هجوم غير مسبوق، بينما كانت الانفجارات تُسمع فى المسافة بصوت متقطع. وتم إبلاغ ملايين الإسرائيليين باللجوء إلى الملاجئ بينما أغلقت البلاد مجالها الجوى أمام الطائرات المدنية.
قالت أورلى ميركوس، ٥٦ عامًا، وهى عاملة اجتماعية ومعالجة نفسية من تل أبيب، إنها شهدت الهجمات وشعرت بـ «الخوف... الكثير من الخوف، خاصة مع الانفجارات فوق رؤوسنا».
وأضافت: «فى تلك اللحظة، أردت أن أعرف أين كان أحباؤنا". وتابعت: "لم أكن أفكر، كنت خائفة جدًا».
وقالت: «أنا قلقة بشأن ما سيأتي، وأقلق من رد فعل إسرائيل على الهجوم، التى من المنطقى أن ترغب فى الدفاع عن نفسها، وهذا سيؤدى إلى رد فعل آخر، محتمل ليس فقط من إيران».
دوت صفارات الإنذار فى جميع أنحاء إسرائيل، حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية العديد من الصواريخ التى كانت تشق السماء الليلية بخطوط حمراء وذهبية.
أما الصواريخ الأخرى، التى ظلت سليمة، فبدت وكأنها تتجه نحو الساحل ووسط إسرائيل مع سماع أصوات انفجارات بعيدة.
فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، نفذت إسرائيل ما لا يقل عن خمس ضربات جوية استهدفت الضواحى الجنوبية لبيروت، بعد أن أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء متعددة للمبانى فى المدينة، مشيرة إلى أنها تستهدف مواقع لحزب الله.
قبل دقائق من بدء إيران الهجوم، شن فلسطينيان على الأقل هجومًا فى مدينة يافا الساحلية الإسرائيلية أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، بينهم جندى فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما زاد من المخاوف من أن دوامة العنف المتصاعدة قد تؤدى إلى هجمات داخل إسرائيل.
وقالت القوات الإسرائيلية إنها لم تتلق أى تقارير عن إصابات جراء الهجمات الصاروخية، لكن هيئة الدفاع المدنى الفلسطينى فى الضفة الغربية المحتلة أفادت بمقتل رجل قرب أريحا، وأن حطام الصواريخ المتساقط تسبب فى أضرار واندلاع حرائق فى المنطقة.
قالت إيران إنها أطلقت الصواريخ باتجاه ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية ردًا على سلسلة من الهجمات الإسرائيلية فى لبنان ضد حزب الله، حليفها، والتى دمرت الضواحى الجنوبية لبيروت، العاصمة، وكذلك القرى فى جنوب البلاد.
وأشاد الرئيس الإيراني، مسعود پزشكيان، بالهجوم باعتباره «ردًا حاسمًا على عدوان النظام الصهيوني»، مضيفًا: «ليعلم نتنياهو أن إيران ليست دولة عدوانية، لكنها تقف بحزم ضد أى تهديد... لا تدخل فى صراع مع إيران».
وقال مسئولون إيرانيون كبار لوكالة «رويترز» إن المرشد الأعلى، على خامنئي، هو من أصدر الأمر بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وفى وقت متأخر من يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن «إيران أنهت ردها ما لم يقرر النظام الإسرائيلى دعوة مزيد من الانتقام».
وفى بيان على منصة إكس «تويتر سابقًا»، قال: «يتحمل داعمو إسرائيل مسؤولية أكبر الآن فى كبح جماح دعاة الحرب فى تل أبيب بدلًا من الانغماس فى حماقتهم».
وكانت الجهود الدبلوماسية لاحتواء الصراع تنهار بسرعة، حيث هددت الهجمات المتبادلة بإشعال منطقة الشرق الأوسط بعد أقل من أسبوع على إعلان الولايات المتحدة وفرنسا عن محاولة للتوسط فى وقف إطلاق نار لمدة ٢١ يومًا بين الطرفين.
دعا زعماء العالم إلى ضبط النفس، حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، «التصعيد بعد التصعيد» فى المنطقة. وقال: «يجب أن يتوقف هذا. نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار».
وأدان إيمانويل ماكرون الهجوم الإيرانى وقال إن فرنسا قامت بتعبئة «مواردها العسكرية فى الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني». كما دعا الرئيس الفرنسى إسرائيل إلى إنهاء عملياتها العسكرية فى لبنان «فى أسرع وقت ممكن».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل إيران نتنياهو القدس
إقرأ أيضاً:
هاكابي يشبه اعتذار إسرائيل لقطر بعملية اغتيال بن لادن.. تصريحات تزيد الجدل
أثار السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي، مايك هاكابي، جدلا جديدا بعد ربطه بين المطالب الدولية الموجهة للاحتلال بالاعتذار عن هجومه على الدوحة مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، وبين العملية العسكرية الأمريكية التي أدت إلى اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011.
وقال هاكابي، في مكالمة فيديو استضافها متحف "أصدقاء صهيون"، إن "من يطالب إسرائيل بالاعتذار عن الهجوم على قطر، عليه أن يطالب الولايات المتحدة بالاعتذار عن تصفية بن لادن".
وأضاف هاكابي أن الناشط اليميني الأمريكي تشارلي كيرك، الذي قتل في الصيف الماضي، كان البعض يروج لروايات "معادية للسامية" تزعم أن إسرائيل اغتالته بعدما نأى بنفسه عنها، ولكنه كان "محبا لإسرائيل" ويسعى ليصبح سفيرا لبلاده فيها، قبل أن يلقى مصرعه في ظروف أثارت جدلا واسعا.
تفاصيل مكالمة الاعتذار الثلاثية
وكان البيت الأبيض قد كشف في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي٬ أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم اعتذارا رسميا لقطر على الهجوم الذي استهدف الدوحة مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي٬ وذلك خلال مكالمة هاتفية جمعت نتنياهو والرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ووفق البيان الأمريكي، فإن نتنياهو أعرب عن "أسفه العميق" لأن الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي استهدفت "أهدافا لحركة حماس في قطر" أدت إلى مقتل جندي قطري "عن غير قصد"، مؤكدا أن الهجوم كان "انتهاكا للسيادة القطرية".
وشدد نتنياهو، بحسب البيان نفسه، على أن تل أبيب "لن تشن هجوما مشابها في المستقبل"، متعهدا بأن حادثة 9 أيلول/ سبتمبر "لن تتكرر".
وجاء الاعتذار في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل مواطن قطري، بينما أعلنت حركة "حماس" نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها في غزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال التي أدت إلى مقتل مدير مكتبه جهاد لبد ونجله همام، وثلاثة من مرافقيه.
قطر ترحب بالاعتذار
وقال البيان القطري، الصادر عقب المكالمة الثلاثية، إن نتنياهو "قدم اعتذاره عن الهجوم وانتهاك السيادة القطرية"، مرحبا بالضمانات التي قدمتها واشنطن وتل أبيب بشأن "عدم تكرار الاعتداءات".
وأكد رئيس الوزراء القطري، خلال الاتصال ذاته، "رفض الدوحة التام والقاطع للمساس بسيادتها تحت أي ظرف"، مشددًا في الوقت ذاته على استعداد بلاده لمواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي، والمساهمة في التوصل إلى نهاية للحرب في قطاع غزة ضمن مبادرة ترامب المطروحة.
وكانت قطر قد أعلنت وقف وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، مؤكدة احتفاظها "بحق الرد" على العدوان الذي أدى إلى مقتل عنصر أمن قطري. وأثار الهجوم إدانات عربية ودولية واسعة، مع تحذيرات من خطورة انتهاك السيادة القطرية وتداعيات ذلك على الأعراف والقانون الدولي.
إشارة هاكابي إلى عملية اغتيال بن لادن
تصريحات السفير الأمريكي بشأن "الاعتذار" أعادت إلى الواجهة تفاصيل عملية اغتيال أسامة بن لادن، التي وقعت فجر الثاني من أيار/مايو 2011 في مدينة أبوت آباد قرب إسلام أباد، بعد عملية نفذتها قوات "السيلز" الأمريكية واستغرقت نحو 40 دقيقة.
وكانت القوات الأمريكية، بإشراف مباشر من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، قد اقتحمت المجمع السكني الذي كان بن لادن يقيم فيه مع أفراد عائلته، في عملية انتهت بقتله برصاصة في الرأس، بعد اشتباك بين عناصر القاعدة والقوة المهاجمة، التي فقدت إحدى مروحياتها خلال المداهمة.