لبنان ٢٤:
2025-05-30@14:01:35 GMT

في ظل الحرب.. عودة التعليم عن بُعد؟

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

في ظل الحرب.. عودة التعليم عن بُعد؟

في ظلّ التطورات الأمنية والعسكرية وإشغال نحو 100 مدرسة رسمية بالنازحين وعدد من مباني الجامعة اللبنانية، توقّف العام الدراسي الجديد في كل المدارس على كافة الأراضي اللبنانية.
لم تكد المؤسسات التعليمية في لبنان تفتتح أبوابها للعام الدراسي الجديد، حتى أغلقتها سريعًا بفعل الحرب الإسرائيلية التي تصاعدت وتوسعت ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء، ومنهم طلاب.

وألقت الحرب في لبنان بظلالها على أوضاع التعليم بالبلاد، وتسبب استمرار العدوان الإسرائيلي بمواصلة حرمان مئات الآلاف من طلبة المدارس والجامعات من الالتحاق بالعام الدراسي، وهو ما يهدد حياتهم العلمية والمهنية.
ما زاد من صعوبة الأزمة أن المعارك بدأت في الجنوب خلال انطلاق العام الدراسي، ولم تكن لدى الطلاب وذويهم حلول بديلة ما وضعهم في حالة إرباك، ومع اشتداد القصف الإسرائيلي الذي دمّر مئات المنازل والمنشآت وبدء عملية نزوح واسعة، بدأ البحث عن حلول بديلة ومؤقتة. فقد باتت الاحتمالات التربوية والمدرسية مفتوحة على كل الخيارات، وأولها التعليم عن بعد. فهناك تحديات تداعيات الحرب من نزوح وفقدان المسكن والعيش في مقار إيواء مؤقتة، فضلًا عن الموت الذي يطارد المناطق التي يطالها الطيران الإسرائيلي.
تُؤرق أصوات غارات الطائرات الحربية والصواريخ التي يُطلقها الجيش الاسرائيلي أطفال لبنان، على الرغم من كل ذلك، تبقى فطرة الطفل البريئة بحاجة إلى المواكبة السليمة لحمايته من أيِّ أذىً نفسيٍّ قد يلحق به.
مشكلة التعليم التي فرضتها الحرب لا تطارد الطلاب الفقراء المسجلين في التعليم الرسمي فحسب، بل ميسوري الحال أيضاً. وتعبّر مروة النازحة من بلدة القصيبة عن خشيتها من خسارة العام الدراسي لأولادها، وتقول: "مع اشتداد المعارك والقصف الإسرائيلي على بلدتنا اضطررت إلى ترك بلدتي والانتقال إلى برجا، حفاظاً على حياة أولادي".
وقالت مروة أن "الانتقال إلى التعليم من بعد ينعكس على الأهل، الذين سيكونون ملزمين بترك وظائفهم للبقاء إلى جانب أطفالهم في البيوت. هذا فضلاً عن تزامن إبلاغ الأهالي للبدء بهذه الاستعدادات مع موعد دفع الأقساط، ما يثقل كاهل الأهل بدفع أموال طائلة لشراء تلك التجهيزات، وخصوصاً للعائلات التي لديها أكثر من ولد".
وقالت "كنا نعد أغراضنا للنزوح، واحتجت إلى الحقيبة التي يحملها ابني إلى المدرسة، وأخرجت منها أوراق الامتحانات والمستندات التي أعددتها للتسجيل في العام الدراسي الجديد، لأضع فيها الأغراض والثياب لرحلة النزوح. وضعنا مضحك مبكي".
في المقابل، تعتبر مروة أنّ "قرار فتح المدارس أو اللجوء إلى التعليم عن بعد هو مجحف بحق كل من المدرّس والتلميذ، فالوضع حاليًا يختلف عن الأزمات السابقة، إذ إنّ هناك أساتذة وتلاميذ نزحوا من بيوتهم، كما أنّ شبكة الانترنت ضعفت خلال الفترة الأخيرة، ولا مجال للتعليم أونلاين".
وتضيف: معظم البيوت استقبلت نازحين والوضع النفسي للتلاميذ لا يسمح لهم بمتابعة دراستهم بشكل هادئ وبالتالي هذه القرارات هي فاشلة، والأفضل تمديد موعد بدء العام الدراسي إلى حين هدوء الأوضاع.
وقالت مروة "حدّة هذه الأزمات أشدّ وأكبر من قدرة الأطفال على تحمّلها، لذلك، يجب بذل المزيد من الجهود لوقف معاناتهم. وندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية الأطفال والمدنيين وتأجيل العام الدراسي لمدة كي تلملم الناس جراحها، وإلى حين جلاء الوضع في لبنان لا يدمر التعليم، إلا إذا كانت الاعتبارات التي تندفع نحوها هذه المدارس هي مادية ولا علاقة لها بالوضع النفسي والاجتماعي.
وتضيف: "الشعب اللبناني يحب التعليم، ويدفع كل ما يملك من أجل استمرار أبنائهم بالمدارس ثم الجامعات، ويرفضون تركهم بدون علم، وهو ما يحدث خلال الحرب".
في ضوء ما سبق، كيف ينظر الاساتذة الى التعليم عن بعد، خاصة بعد تجربة "الاونلاين خلال جائحة كورونا وهل تؤدي الغرض التعليمي المرجو؟
تقول الأستاذة في ثانوية برجا الحديثة "رنا سعد"، إن طلاب لبنان يواجهون، منذ بداية العدوان تحديات كبيرة، نتيجة الضغوط النفسية، ويبدو أنّ هذا العام لن يكون مستقرًا مع توسّع الحرب ونزوح أهالي الجنوب والبقاع والضاحية إلى مناطق أكثر أمانًا، والذين باتوا يفترشون المدارس الرسمية في مختلف المناطق.
وتضيف سعد، أن "مع دخول المعمعة مستوى جديدًا من التصعيد، بات علينا الانتظار حتى نستطيع قياس أثر هذه الحرب على العملية التعليمية على المدى الطويل، لكن بشكل مبدئي فإنني كأستاذة في مدرسة رسمية فقد كنا سنبدأ العام الدراسي الجديد بداية شهر تشرين الأول، لكن مع التطورات الأخيرة بات محل شك كبير أن يكون التعليم حضوريًا".
وتابعت: نجاح تجربة "الأونلاين" نسبياً خلال فترة جائحة "كورونا" تخلله الكثير من الثغرات، ولا سيما بالنسبة الى بعض المدارس الرسمية. ولكن الواقع الأمني اليوم يختلف تماماً عما كان عليه خلال "كورونا". يومها، كان اللبنانيون مطمئنين في منازلهم، يختبئون من نقل الأمراض والفيروس، أما الوضع اليوم فمختلف تماماً.
وأضافت سعد أن "يجب عدم التسرع في الذهاب للتعليم من بعد، فهو ليس الجواب الناجح لإطلاق العام الدراسي ولاستمرارية التعليم في لبنان.والاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى تدمير القطاع التعليمي وإيقافه بشكل كامل، وذلك سعياً منه لإيقاف التنمية والتطور، وإحداث الدمار ونشر الأمراض من جراء حالة الجهل واللاوعي التي يحققها بانعدام العملية التعليمية".
وأكدت أن "الأطفال في لبنان يدفعون ثمن احتدام الصراع المسلح  وتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية في البلاد. والحرب المعلنة على لبنان ستسبب بتدمير الحياة التعليمية التي تعطلت كلياً من جراء نزوح المدنيين إلى المدارس الرسمية والخاصة حيث لا ملجأ لهم سواها".
وختمت "بما ان خيار التعليم الحضوري متاح أمامنا للحصول على تعليم جيد، لِم اللجوء إلى الاونلاين. التعلم عن بعد يجب ان يكون آخر الكي ويبقى أفضل من لا شيء".
من هنا، لا يمكن أن تطبق تجربة "كورونا"، مئة في المئة على تجربة "الأونلاين" اليوم في حال اعتمادها. كلّ هذه العوامل تجعل التجربتين مختلفتين. هذا الأمر، يعيه المعنيون جيداً. ولا حلول جماعية للأهالي فكلّ عائلة تبحث عن بدائل تربوية لأولادها بحسب وضعها المعيشي ومكان نزوحها وقدرتها على التكيّف من جديد.
الحرب وضعت مسار التعليم في المدارس والجامعات أمام تحدٍ حقيقي. التعليم حق أساسي لكل طفل، والأطفال في لبنان يدفعون ثمن احتدام الصراع المسلح وتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية في البلاد.
طالما يستمرّ الوضع غير مستقر إلى هذا الحدّ، فإنّ المزيد من الأطفال سيعانون. إنّ حماية الأطفال هي إلتزام بموجب القانون الإنساني الدولي، فكلّ طفل يستحقّ أن ينمو بأمان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الدراسی الجدید العام الدراسی التعلیم عن فی لبنان عن بعد

إقرأ أيضاً:

عاجل || بدء تطبيق بنوك الأسئلة في نهاية العام الدراسي المقبل

صراحة نيوز ـ أكد رئيس وحدة القياس والتقويم في المركز الوطني لتطوير المناهج، يوسف السوالمة، أن مشروع بنك الأسئلة الوطني، الذي يُعتبر ركيزة أساسية لتطوير أدوات التقييم والامتحانات، سيشهد تدريبًا للطلبة عليه خلال شهر نيسان من العام 2026، والتجريب لجميع الأسئلة في شهر حزيران من العام ذاته، تمهيدًا لتطبيقه بشكل فعلي في نهاية العام الدراسي 2025/2026.

وأوضح السوالمة، في تصريحات صحفية، أن المركز أنهى إعداد تعليمات بنوك الأسئلة وتطوير الامتحانات، وجرى إقرارها من المجالس المختصة، إلى جانب تشكيل اللجان اللازمة بموجب تلك التعليمات. كما تم الانتهاء من تحليل محتوى الكتب المدرسية للصف الحادي عشر في مباحث اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والتربية الإسلامية، وتاريخ الأردن، من قبل لجان متخصصة، وإعداد جداول المواصفات للأسئلة والامتحانات.

وأضاف أنه جرى تدريب مجموعة من المشرفين على كتابة الأسئلة ومراجعتها وفق القواعد والمعايير المعتمدة عالميًا، مشيرا إلى أن المركز يمتلك الجاهزية التامة للشروع بكتابة الأسئلة ومراجعتها عند تسلم برمجية (منظومة) بنوك الأسئلة وتثبيتها على الخوادم (السيرفرات) الخاصة بذلك، معربًا عن أمله في أن يكون ذلك في القريب العاجل.

وأكد السوالمة أن هناك خطة لتوسيع نطاق بنوك الأسئلة لتشمل جميع مباحث امتحان الثانوية العامة، بصورة متدرجة تبدأ بامتحانات الصف الحادي عشر يليها امتحانات الصف الثاني عشر، كما ستشمل الاختبارات الوطنية لصفوف الثالث الأساسي والسادس الأساسي والتاسع، وغيرها من الامتحانات التربوية التي ستُستحدث مستقبلًا.

وحول ما إذا كانت الأسئلة الجديدة ستُستخدم في امتحانات التوجيهي لهذا العام (2025)، أوضح أن تطبيق بنوك الأسئلة سيبدأ في نهاية العام الدراسي 2025/2026.

وفيما يتعلق بامتحانات الصف الأول الثانوي، التي تبدأ في 31 تموز المقبل، أشار إلى أن المركز يخطط لتطبيق نماذج تجريبية بهدف تدريب الطلبة والتأكد من صلاحية التجهيزات في شهر نيسان 2026.

وبشأن عدد الأسئلة التي جرى تطويرها، أوضح السوالمة أن المركز يسعى حاليًا إلى إعداد الأسئلة وتحكيمها وتدقيقها وتجريبها وتحليلها، لكن ذلك مرتبط بتوافر منظومة بنوك الأسئلة وتثبيتها.

وأشار إلى أن جميع الأسئلة ستُجرب في جو امتحاني فعلي قبل تخزينها في بنك الأسئلة، من أجل الحصول على خصائص فعلية دقيقة لها، مضيفًا أن كل دورة فعلية للامتحان ستتضمن عددًا من الأسئلة التجريبية.

وأكد السوالمة أن اعتماد أو استبعاد الأسئلة من بنك الأسئلة سيتم بناءً على مجموعة من المعايير، تشمل محتوى السؤال، وصعوبته، وتمييزه، وخلوه من التحيز، والمعلومات التي يوفرها، والأداء التفاضلي، ومطابقته لنواتج التعلم، وعدد مرات استخدامه ضمن الحدود المسموح بها.

وأشار إلى أن بنك الأسئلة سيسهم في تطوير آليات التصحيح، وأن التصحيح سيكون آليًا لجميع الأسئلة ذات الإجابة المنتقاة، مع إمكانية تصحيح كافة أشكال الأسئلة بصورة آلية مستقبلًا. كما يساعد بنك الأسئلة على تطوير نماذج متكافئة من الامتحانات تراعي الصدق والثبات والعدالة، وتقلل الوقت اللازم لإنتاج تلك النماذج وتطبيقها وتصحيحها وكتابة التقارير حولها في ظروف آمنة.

وفيما يخص الجدول الزمني لبناء بنك أسئلة متكامل وشامل لجميع المباحث، أوضح السوالمة أن تطوير منظومة بنوك الأسئلة عملية نامية مستمرة لا تتوقف، وتسير وفق خطوات محددة. وقد تم تحديد نتاجات التعلم المستهدفة من خلال تحليل المحتوى وتصنيف الأهداف وفق تصنيف “بلوم”، وهو ما أُنجز للمباحث الأساسية الأربعة المذكورة أعلاه.

وأضاف أن إعداد جداول المواصفات، التي تحدد الموضوعات أو المهارات وأوزانها النسبية وتوزيع الأسئلة على مستويات التفكير المختلفة، قد اكتمل أيضًا للمباحث الأساسية الأربعة. أما بناء قاعدة البيانات أو المنظومة الإلكترونية واستخدامها في كتابة الأسئلة ومراجعتها وتجريبها وتحليلها، فلم يُستكمل بعد.

وأشار إلى أن كتابة الأسئلة ستتم وفق قواعد محددة وتحميلها على المنظومة وتتبع عمليات مراجعتها للتحقق من سلامة المحتوى والصياغة اللغوية ومدى تلبية الخصائص “السيكومترية” المطلوبة. وفي هذا الإطار، جرى تدريب فرق متخصصة من المشرفين التربويين للقيام بهذا الدور بعد استلام منظومة بنوك الأسئلة وتثبيتها في الأماكن المخصصة.

وأوضح السوالمة أن جميع الأسئلة ستُجرب إلكترونيًا بعد ضمان توافر مستلزمات التطبيق الإلكتروني والتدريب المناسب للطلبة، مع تصحيح الأسئلة ومعايرتها جميعًا بصورة متزامنة لضمان أنها على سلم موحد. ويتوقع أن يكون التدريب للطلبة خلال شهر نيسان من العام 2026، والتجريب لجميع الأسئلة في شهر حزيران من العام 2026.

وأشار إلى أنه سيتم تحليل بيانات التجريب لتحديد خصائص الأسئلة وفرز الفعالة منها عن غير الفعالة، وتخزينها في البنك لإعداد نماذج امتحانات وفق المواصفات المطلوبة للاستخدامات المستقبلية.

واختتم السوالمة بالتأكيد على أهمية إدامة بنك الأسئلة من خلال إضافة فقرات جديدة بعد تجريبها ومعايرتها حسب الأصول، بما يضمن ديمومة الجودة والتحديث المستمر في أدوات التقييم الوطنية

مقالات مشابهة

  • محافظة الجيزة تنهي استعداداتها لاستقبال امتحانات نهاية العام الدراسي للشهادة الإعدادية
  • مدارس الأفق بمنح تحتفي بالمجيدين في ختام العام الدراسي
  • ممثل التعليم لـالنواب:7 مليارات جنيه ببند النفقات لطباعة الكتب المدرسية للعام الدراسي 2025 2026
  • امتحانات الدبلومات الفنية 2025.. قرار عاجل من التعليم لسد العجز في المدارس
  • عاجل || بدء تطبيق بنوك الأسئلة في نهاية العام الدراسي المقبل
  • العام الدراسي الجديد يقترب.. متى تفتح المدارس في تركيا؟
  • وزير التعليم: تكمنّا من التغلب على 4 تحديات مزمنة خلال العام الدراسي الحالي
  • وزير التعليم: نسعى لتحويل المدارس الفنية لـ تكنولوجيا تطبيقية
  • وزير التعليم: البوكليت التعليمي بديلا للكتب الخارجية العام الدراسي المقبل
  • تنسيقية شباب الأحزاب تعقد ورشة عمل لمناقشة تعديلات قانون التعليم