5 عروض دولية تفتتح مهرجان ظفار الدولي للمسرح
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
بدأت مساء أمس أولى العروض المسرحية لمهرجان ظفار الدولي للمسرح بدورته الأولى، وذلك بتقديم خمسة عروض بمختلف المسارات، عُرضت أربعة منها بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه، وعرض واحد بمسرح أوبار.
"أوبن كابل".. نِتاج التَّخلي!
بدأت العروض مع فرقة منغوليا في مسار المونودراما –الممثل الواحد- بعنوان "أوبن كابل" من إخراج "نايداندورج تشوينخور" وتأليف "داريو فو"، وقد تناول العرض حياة مطربة عاشت مأساة اجتماعية بسبب تخلي والدتها عنها وتركها لجدتها التي لم تحسن تربيتها وجعلتها عرضة لعلاقات سيئة، واجهت خلال حياتها عدة صدمات وحوادث، مما أوصلها إلى مصير سوداوي بإدمان المخدرات، وأصبح الإدمان بالنسبة لها كالماء والهواء، كانت دائمًا تشعر بالخوف من الموت وحيدة، واستمرت الأحداث حتى أصبحت في سن الشيخوخة، وحدث ما كانت تخاف منه وتوفيت وحيدة.
القاتلة المشعوذة
أما العرض الثاني فقد كان في مسار المسرح الثنائي –الديودراما- لفرقة كازاخستان بعنوان "لامنت أوف ذا كوين" من إخراج "كوانديك كاسيموف" وتأليف "سويتان رايف"، ويتحدث عن قصة مشعوذ يقوم بعدة أعمال شعوذة للملكة التي تموت في النهاية نتيجة تلك الأعمال.
"سلفادور".. حرب الجفاف
تلاه عرض من تونس لمسار مسرح الشارع بعنوان "سالفادور"، تأليف أوس إبراهيم وإخراج سيف الدين الأديب لفرقة جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت. العرض يتحدث عن الكارثة التي حدثت في السلفادور بأمريكا الوسطى، حيث فقدت البلدة الماء وعمّ الجفاف. تم تجسيد ذلك على واقع الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية من خلال الرمز لندرة الماء.
"ما يروش".. مصير الشيخ الغائب
أما العرض الرابع فكان لفرقة تونس أيضًا التي تشارك بمسار العروض الكبرى بعرض "مايراوش"، والذي عُرض بمسرح أوبار، من تأليف وإخراج محمد منير العرقي، مدير إدارة المسرح بوزارة الشؤون الثقافية سابقًا بتونس، وتمثيل وتحريك عرائس هيثم وناسي وفاطمة الزهراء المرواني وأسامة الماكني وهناء الوسلاتي.
تناولت المسرحية قصة مجموعة من العميان الذين يعيشون في ملجأ تحت رعاية مرشد ديني، في إطار رمزي يعكس المدرسة الرمزية التي أسسها "ميتر لينك". من خلال رحلة إلى الغابة تكشف لغز الشيخ الغائب الذي يأخذ مجموعة من الناس إلى الغابة في رحلة قبل حلول الشتاء، لكنه يتركهم هناك ويختفي بشكل غامض. يُصوِّر العمل حالة الرعب والتساؤلات التي تراود المجموعة حول سبب اختفاء الشيخ، ويأخذ المكفوفين إلى مصير مجهول، حيث يقودهم كلب أعمى إلى ملجأ آخر. في النهاية، يكتشفون شخصًا ميتًا مما يثير تساؤلات حول الحياة والموت، وتترك المسرحية تأملات ما بعد الربيع العربي.
صبوحة ونصيب.. معضلة الزواج!
اختُتمت العروض بمسار المسرح الجماهيري، وذلك بمسرحية "صبوحة ونصيب" التي عُرضت على خشبة المسرح الكبير بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه. العرض لفرقة الحيل المسرحية من إخراج مبارك طريف الغزالي، وتأليف محمد الرقادي، وديكور وصوتيات أحمد الزدجالي، ومحمود حبيب الفارسي، وعبد الله المقبالي، وبطولة إبراهيم المعشري، ومحمد الرقادي، وشيماء العوفية، ومحمد السيابي، وصلاح الأخزمي، وعمر الأخزمي، وجعفر النهري. المسرحية كوميديا في قالب اجتماعي، حيث تناقش قضية اجتماعية تدور أحداثها حول عائلتي صبوحة ونصيب، الذي يحاول بشتّى الطرق أن يتزوج صبوحة، ولكن الظروف لم تكن لصالحه لأسباب كثيرة. وعن العرض، قال المخرج مبارك طريف الغزالي: فرقة الحيل نشأت في محافظة مسقط وأعضاؤها من جميع أنحاء سلطنة عُمان، وعرض اليوم قصة مأخوذة من أغنية من الفلكلور. الفرقة تقدم العرض للمرة الرابعة حيث قُدم سابقًا في عدة مناسبات. وحقيقةً، نحن فخورون بمشاركتنا في مهرجان ظفار الدولي للمسرح. وأتقدم بالشكر والتقدير لكل القائمين عليه.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
طارق دسوقي في المراحل النهائية من بروفات الملك لير
يواصل الفنان طارق دسوقي، استعداداته المكثفة للمشاركة في مسرحية "الملك لير" التي تُعد واحدة من أضخم الإنتاجات المنتظرة على خشبة المسرح القومي، حيث دخل بالفعل المراحل النهائية من البروفات، استعدادًا لانطلاق العرض قريبًا وسط ترقب كبير من جمهور المسرح الكلاسيكي.
ويُجسد دسوقي خلال العرض شخصية "جلوستر"، أحد أعمدة النص الشكسبيري الخالد، وهو الرجل الثاني في المملكة، الذي يعيش صراعًا داخليًا وإنسانيًا معقدًا بين ولائه، وأبوّته، وانكشاف الحقائق المؤلمة. ويُعتبر الدور من أكثر الشخصيات عمقًا وتراجيدية في النص، ويُنتظر أن يُقدّمه دسوقي برؤية تمثيلية تحمل بصمته الخاصة، مستندًا إلى تاريخه الفني الطويل في المسرح والتلفزيون والسينما.
وفي تصريح خاص، عبّر الفنان طارق دسوقي عن حماسه الكبير لهذا العمل قائلاً: "جلوستر من الأدوار التي تحمل ثِقَلًا إنسانيًا عميقًا، وصراعه الداخلي بيعبّر عن وجع الإنسان في كل زمان ومكان. المسرحية دي تحدٍ فني كبير، وأنا سعيد بوجودي وسط كوكبة من الفنانين الكبار، على رأسهم المبدع والفنان القدير يحيى الفخراني، وتحت قيادة إخراجية واعية من المخرج المسرحي المتميز شادي سرور، وتضم نخبة من نجوم المسرح المصري، وتُعد بمثابة عودة قوية للمسرح القومي إلى الأعمال الكلاسيكية العالمية، التي تحمل بعدًا إنسانيًا وفلسفيًا يعكس الواقع المعاصر، ووعدي للجمهور أنه سيستمتع بعرض يليق بتاريخ المسرح القومي."
وتدور أحداث "الملك لير" حول الصراع على السلطة والخذلان والخيانة، وتُبرز كيف يمكن للعمى – الحسي والمعنوي – أن يقود إلى الهلاك، في توازٍ درامي بين شخصية الملك لير وشخصية جلوستر، ما يجعل حضور طارق دسوقي في هذا الدور تحديدًا أحد أبرز نقاط القوة في العرض المنتظر.
ويُذكر أن الجمهور والنقّاد ينتظرون العرض بفارغ الصبر، خاصة بعد التسريبات الإيجابية التي خرجت عن بروفات العمل والجهد المبذول لإخراجه بشكل يليق بتاريخ المسرح القومي.
يذكر أيضًا أن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد منذ يومين جانبًا من بروفات العرض المسرحي "الملك لير" وأعلن عن افتتاح العرض أمام الجمهور مع نهاية الشهر الجاري، مشيدًا بالمستوى الفني المتميز للعمل المسرحي، ومؤكدا أنها تمثل خطوة مهمة ضمن جهود وزارة الثقافة لدعم المسرح الجاد.