كشفت دراسة نشرها الاتحاد المصري للتأمين تحت عنوان «التحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية: الوضع الحالي والطريق نحو المستقبل»، عن استراتيجية إصلاح القطاع الصحي في مصر من خلال التأمين الصحي الشامل بحلول عام 2032.

وأشارت الدراسة إلى عزم الحكومة المصرية تحقيق التغطية الشاملة لجميع مواطنيها من خلال التأمين الصحي الشامل بحلول العام 2032، بداية بمحافظة بورسعيد، والتي تم إطلاق المرحلة الأولى بها ضمن البرنامج التجريبي في مطلع شهر يوليو من عام 2023، على أن تغطي المرحلة الأخيرة من عملية التنفيذ محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.

ونوهت الدراسة إلى دعوت الحكومة لشركات التأمين الصحي الخاصة من بورسعيد للتسجيل في نظام الرعاية الصحية الشامل، ذلك بعدما صرحت وزارة المالية في بيان لها أن هيئة التأمين الصحي الشامل ستبدأ في تلقي الطلبات من مقدمي الرعاية الصحية الخاصة من بورسعيد للتسجيل في غضون أيام قليلة لتقديم الخدمات في ظل نظام الرعاية الصحية الجديد.

وقالت الدراسة التي أوردها الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الأسبوعية، إنه سيتعين على المتقدمين الامتثال لمتطلبات جودة معينة حددتها الهيئة للاعتماد والرقابة الصحية والتي تم إنشاؤها حديثاً والمسؤولة عن تنفيذ مراقبة الجودة في المستشفيات، وللحصول على شهادة من تلك الهيئة الرقابية يجب تقديم الطلبات عبر البريد الإلكتروني إلى هيئة التأمين الصحي الشامل مصحوباً بالمستندات اللازمة.

وعن المقومات الرئيسية لاستراتيجية تغطية التأمين الصحي الشامل أشارت الدراسة التي أعدها الدكتور محمد أشرف ومحمد عبد الفضيل وآرتي ويصا من شركة بوبا إيجيبت للتأمين أنها تتضمن

- زيادة التغطية التأمينية الصحية من 47% خلال عام 2003 إلى التغطية الصحية الشاملة على أساس "الأسرّة" كوحدة أساسية بحلول عام 2030، حيث سيتم توفير حزمة ميسورة التكلفة وفعالة من حيث الخدمات الصحية الأساسية اعتمادًا على الاحتياجات الصحية الهامة للسكان.

- إعادة تنظيم البرامج بحيث يتم تقديمها من خلال نهج شامل لصحة الأسرة، ففي ظل صندوق التأمين الصحي العام الموحد، ستركز الخطة الأساسية المقدمة على المنافسة والتفضيل بين مختلف مقدمي الخدمات العامة والخاصة، واستخدام أنظمة الدفع القائمة على الحوافز وغيرها من أنظمة الدفع لمقدمي الخدمات.

- تطبيق لامركزية إدارة تقديم خدمات وزارة الصحة والسكان على مستوى المنطقة خلال الفترة الانتقالية حتى انتهاء وزارة الصحة من برنامجها لتحقيق التغطية التأمينية الصحية الشاملة..

- تعزيز عمليات الإدارة وتحسين الشراكات التنظيمية والمؤسسية من أجل ضمان جودة الرعاية وتعزيز إصلاح قطاع الصحة.

- تطوير الصناعة الدوائية المحلية مع تعزيز وضعها المالي.

وفيما يتعلق بأسباب حاجة قطاع الرعاية الصحية إلى التحول الرقمي، عددتها الدراسة في النقاط التالية:

يعد التحول الرقمي جزءاً من سياسة الرعاية الصحية التي تركز على المرضى، كما سيساعد مقدمي الرعاية الصحية على تبسيط الإجراءات وفهم احتياجات المستهلك وبناء الثقة والحصول على تجربة أفضل مع العميل.

بالإضافة إلى ذلك، سيكون جمع واستخراج المعلومات التي تنتجها الاتصالات الرقمية أمراً مفيداً من خلال بناء الثقة والولاء عن طريق فهم احتياجات ورغبات العملاء المستهدفين، ومن ثم فقد تسعى شركات الرعاية الصحية إلى طرق إبداعية لإضافة القيمة.

الإيمان بأنه يمكن تحقيق نتائج كبيرة من خلال التقدم التكنولوجي والانفتاح على التكنولوجيا الرقمية.

هذا وتعد مصر من أكبر الأسوق في شمال أفريقيا والشرق الأوسط فيما يتعلق بالقطاع الصحى نظراً لتجاوز التعداد السكاني 100 مليون نسمة، بالإضافة إلى توافر الكوادر الطبية المدرّبة والمؤهلة في كافة التخصصات.

وتستحوذ خدمات الرعاية الصحية الخاصة في المستشفيات والعيادات على 50% من إجمالي الإنفاق على الخدمات الصحية بقيمة سوقية تتجاوز 80 مليار جنيه مصري سنوياً، كما أن هناك زيادة مستمرة في الطلب على الخدمات الصحية بنسبة 16-35% سنوياً مع زيادة الطلب على الخدمات المتطورة وعالية الجودة.

ونوهت الدراسة لحاجة قطاع الرعاية الصحية في مصر إلى التوسع بسرعة كبيرة واتخاذ قرارات حيوية للمستثمرين ومشغلي المرافق الصحية. ولسد فجوة الطلب الحالية والمحتملة، يحتاج قطاع الرعاية الصحية إلى التحول كمياً ونوعياً في السنوات القادمة، حتى يتمكن من الاستمرار في خلق الفرص للمستثمرين أو المشغلين.

تجدر الإشارة إلى أن الدراسة التي أوردها الاتحاد المصري للتأمين في نشرته هذا الأسبوع هي البحث الفائز بالمركز الثالث في مسابقة عزة عارفين البحثية بملتقى شرم الشيخ الخامس 2023.

اقرأ أيضاًوزير الصحة: نستهدف وصول معدلات تقديم خدمات التأمين الصحي لـ85% في 2026

نائب رئيس الوزراء: 64% نسبة التغطية الشاملة لمنظومة التأمين الصحي

عمومية الجمعية المصرية للتأمين التعاوني تعتمد مركزها المالي عن العام 2023/ 2024

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاتحاد المصري للتأمين اتحاد التأمين التحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية ملتقى شرم الشيخ الخامس الاتحاد المصری للتأمین التأمین الصحی الشامل قطاع الرعایة الصحیة التحول الرقمی من خلال

إقرأ أيضاً:

عاشور: نُعزز الابتكار الطبي وندعم التحول الرقمي بمستشفيات قصر العيني

افتتح الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لكلية الطب بجامعة القاهرة تحت عنوان "نحو مجتمع طبي مبتكر"، بحضور قيادات وزارتي التعليم العالي والصحة، وعدد من رؤساء الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.

وأكد الدكتور خالد عبد الغفار في كلمته أن قصر العيني يُعد منارة طبية وتعليمية ذات تاريخ عريق يمتد لأكثر من 190 عامًا، مشيرًا إلى دوره الرائد في خدمة ما يزيد عن 2.5 مليون مريض سنويًا، ومواكبته لتطورات الطب الرقمي والذكاء الاصطناعي في التشخيص والجراحات وتحليل البيانات الصحية، داعيًا إلى وضع سياسات واضحة للاستفادة من هذه التحولات في تحسين جودة الرعاية الصحية.

وأضاف عبد الغفار أن الابتكار الطبي يمثل ركيزة محورية للصحة العامة، مشيدًا بتطورات مثل العلاج بالخلايا الجذعية والأطراف الذكية والطب الشخصي، مؤكدًا أن التعليم الطبي الحديث يحتاج إلى مناهج تفاعلية وتدريب مستمر لرفع كفاءة الكوادر الصحية.

من جانبه، شدد الدكتور أيمن عاشور على أهمية التحول نحو التصنيع المحلي في القطاع الطبي، وضرورة توطين الصناعات الصحية كهدف استراتيجي، لافتًا إلى الدعم المتواصل لمستشفيات قصر العيني باعتبارها نموذجًا متقدمًا في التعليم والعلاج والبحث العلمي.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن البرنامج التدريبي بقصر العيني يعكس نموذجًا ناجحًا للتكامل الأكاديمي الدولي، ويأتي ضمن جهود دعم الجامعات للتحول نحو الجيل الخامس، وتعزيز الابتكار والتنافسية.

كما سلط الوزير الضوء على تفوق الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية، حيث أُدرجت 13 جامعة ضمن تصنيف شنغهاي في مجال الصيدلة، و23 جامعة في تصنيف التايمز لعام 2025، كما جاءت 6 جامعات مصرية ضمن أفضل 500 جامعة طبيًا وفق تصنيف QS، وتصدرت جامعة القاهرة المرتبة 179 عالميًا، مؤكدًا أن القطاع الطبي يُعد الأعلى في إسهاماته البحثية بنسبة 23.4% من إجمالي النشر العلمي في مصر بين 2021 و2024.

وفي كلمته، أشار الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة إلى أن الجامعة تواصل دعم الابتكار من خلال تأسيس شركة للابتكار، وتقديم أكثر من 135 فكرة، إلى جانب التعاون مع الصناعة وتحفيز البحث التطبيقي، مضيفًا أن الجامعة أطلقت استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، ودعمت سياسات الملكية الفكرية، وسعت لتأهيل الكوادر وتوسيع المشاركة المجتمعية.

أما الدكتور حسام صلاح، عميد كلية الطب ورئيس المؤتمر، فأكد أن قصر العيني هو مؤسسة طبية متكاملة تشهد تطورًا في بنيتها وخدماتها، مشيرًا إلى إطلاق مسار طبي باللغة الفرنسية، وتحديث لوائح الدراسة، وإقامة شراكات دولية، وتكثيف البرامج التدريبية.

ويُعد المؤتمر منصة علمية رفيعة تُناقش أبرز تحديات القطاع الطبي وفرص تطويره عبر الابتكار والذكاء الاصطناعي، وتحقيق التكامل بين التعليم والصناعة، بهدف توطين إنتاج الأدوية والأجهزة الطبية، وتعزيز السيادة الصحية.

وشهد المؤتمر تنظيم ورش تحضيرية تناولت تقنيات التصوير الطبي، جراحات الروبوت، إدارة العدوى، والتدريب الطبي، كما تم تكريم نخبة من الأساتذة تقديرًا لإسهاماتهم العلمية.

اقرأ أيضاًوزير التعليم العالي يعلن صدور قرارات جمهورية بإنشاء 12 جامعة أهلية جديدة

وزير التعليم العالي يشهد إطلاق برنامج عمل هورايزون أوروبا 2025

مقالات مشابهة

  • بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي وغرفة مقدمي الرعاية باتحاد الصناعات
  • أحمد عطا: 70 مليون مستفيد من الخدمات الطبية بهيئة التأمين الصحي
  • خبير تكنولوجيا: التحول الرقمي أصبح ضرورة إستراتيجية
  • معاناة المواطن مع الوثائق..لماذا تعجز الإدارة المغربية عن التحول الرقمي؟
  • بزيادة 145%.. 33 مليون مستفيد من نموذج الرعاية الصحية خلال عام
  • دراسة تحذّر من مخطط تهجير ممنهج بغزة وتدعو إلى اقتصاد مقاوم يتصدّى له
  • عاشور: نُعزز الابتكار الطبي وندعم التحول الرقمي بمستشفيات قصر العيني
  • اتصالات الشيوخ: التوسع في فتح المحافظ الإليكترونية يساعد في بناء الاقتصاد الرقمي
  • الاتحاد الدولي للتأمين البحري: قناة السويس شريان حيوي للتجارة العالمية
  • من حقك تختار.. انطلاق ملتقى تثقيفي عن التأمين الصحي الشامل بالأقصر