كارثة طبية تهدد لبنان وتُفاقم من معاناة الحرب مع خروج عدة  مرافق صحية عن الخدمة جراء العدوان الذي استهدف المستشفيات في مناطق متفرقة منها في الجنوب والضاحية، مما أجبرها على  التوقف عن تقديم خدماتها اما جزئيا أم كليا. ولم تسلم الكوادر الطبية هي الاخرى من الاعتداءات بعدما كشفت بيانات رسمية عن خسائر بشرية جسيمة طالت الجسم الطبي.

وبحسب الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة، بلغ عدد الشهداء من العاملين في القطاع الصحي 102، إضافة إلى 225 جريحاً و128 سيارة إطفاء أو إسعاف.

وفي ظل  استمرار العمليات العسكرية وتدفق وصول الجرحى الى المستشفيات اشتد الطلب على المستلزمات الطبية التي بدأت تُستنفد. وكذلك المعدات فهي بحاجة الى أعمال صيانة وقطع غيار. أما  الطواقم الطبية فهي تعاني أصلا من نقص بشري قبل وقوع الحرب وتحذيرات المسؤولين اليوم لا تَعد بوضع أفضل  في المستقبل القريب، فالتقديرات كلها تشير الى أن الحرب مستمرة والاستهداف الاسرائيلي للمستشفيات مستمرّ.   مستشفيات خارج الخدمة

يقول رئيس نقابة المستشفيات في لبنان النقيب سليمان هارون أن "25 مستشفى في مناطق الاستهداف الإسرائيلي تعمل بصورة جزئية، وهناك 10 مستشفيات  أصبحت اليوم  خارج الخدمة". وأشار هارون الى أن الغارات في مناطق الاستهداف تمنع تسليم الأدوية، لافتا الى أن عدد الجرحى منذ بداية التصعيد الإسرائيلي تجاوز الـ10 آلاف، وهناك تخوف من استهداف المستشفيات كما حدث في غزة". وتفيد المعلومات بأنّ 4 مستشفيات في الجنوب أصبحت خارج الخدمة، وهي: مستشفيات "مرجعيون الحكومي" و"ميس الجبل الحكومي" و"بنت جبيل الحكومي"، و"صلاح غندور".

أما في البقاع، لقد أصيب مستشفى العاصي بأضرار جسيمة كذلك مستشفى المرتضى ودار الامل ويتم العمل على صيانة المستطاع  كي لا تخرج كل تلك المؤسسات عن الخدمة أيضا.   وبعد انتشار معلومات مفادها خروج مستشفى السانت تيريز عن العمل إثر الغارات العنيفة التي تعرضت لها المنطقة، تبيّن أنّ لا صحة للمعلومات المتداولة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت، أن "لبنان يواجه أزمة صحية"، مشيرة إلى "مقتل 73 موظفا في القطاع الصحي جراء الهجوم الإسرائيلي على البلاد".

وافادت المنظمة في منشور عبر صفحتها على منصة "إكس"، أن "هناك: 1974 ضحية، و9384 جريحا، 346209 نازحين". وأضافت المنظمة أن "القوات الإسرائيلية شنت 34 هجوما على مرافق الرعاية الصحية، وقتلت 73 من العاملين في مجال الصحة وأصابت 67 آخرين بجروح".   جريمة حرب موصوفة    
يعتبر استهداف المراكز الصحية جريمة حرب موصوفة والقانون الدولي  يوفر حماية عامة وخاصة للمواقع المدنية  بما في ذلك المراكز الطبية، وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة ووفقا للبروتوكولين الإضافيين الأول والثاني لاتفاقيتي جنيف لعام 1977 ولاهاي لعام 1954. وتشمل هذه الحماية المواقع المدنية بما في ذلك المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور العبادة وغيرها من المنشآت المحمية بموجب هذا القانون.

وتحظى المستشفيات بحماية خاصة في اتفاقية جنيف الرابعة، إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال  الهجوم على المستشفيات المدنية التي تقدم الرعاية للجرحى والمرضى والعجائز والنساء، والقانون يوجب احترام هذه المستشفيات وحمايتها. وتضيف الاتفاقية ذاتها بعدم جواز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية، كما تلزم اتفاقيات جنيف جميع الأطراف بجمع الجرحى والمرضى والعناية بهم.

وفي عام 1970 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة  قانون ينص على أن منطقة المستشفى أو أي ملجأ مماثل لا ينبغي أن يكون هدفا للعمليات العسكرية.

وبناء على ذلك، لا يسمح أبدا بشن الهجمات العشوائية أو المركزة على المستشفيات والوحدات الطبية وعلى العاملين الطبيين الذين يعملون بصفة إنسانية.

وتشكل الهجمات المتعمدة ضد المستشفيات والأماكن التي يتجمع فيها المرضى والجرحى بموجب نظام روما الأساسي مخالفة جسيمة لقوانين وأعراف الحرب.

وبمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يشكل تعمد توجيه هجمات ضد المستشفيات وأماكن تجمع الأفراد والجرحى جريمة حرب.

يُعد استهداف المنشآت المدنية تكتيك استراتيجي بامتياز تلجأ القوات الاسرائيلية الى اعتماده، وقد يكون الغرض المباشر للعدو الاسرائيلي منه هو القضاء على الجرحى وابعادهم عن مسرح العمليات الحربية وإضعاف قدرات القوى المقاومة. وذلك بعد أن تردد على مسامعنا الكثير من التقديرات التي تفيد بأن العدو قد يعمد الى عزل المناطق عن بعضها البعض، وبالتالي سيصبح من الصعب نقل جريح الى  المستشفيات الآمنة والبعيدة عن المناطق المستهدفة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله خلال غارات على لبنان

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تنفيذ ضربات جوية على ما سماه بنى تحتية تابعة لحزب الله، في حين استهدفت غارات إسرائيلية مناطق متفرقة جنوبي وشرقي لبنان. اعلان

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي شن سلسلة غارات جوية استهدفت "مواقع لحزب الله" في جنوب لبنان ومنطقة البقاع.

وأوضح أدرعي أن "الغارات استهدفت بنى تحتية لإنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية، منها منشأة لإنتاج المتفجرات المستخدمة في تطوير أسلحة حزب الله، وموقع تحت الأرض لإنتاج الصواريخ وتخزين الأسلحة الاستراتيجية".

وأشار إلى أن "حزب الله قام بمحاولات لترميم هذه المواقع، مما يشكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مشددّ على أن "الجيش الاسرائيلي سيواصل العمل لحماية دولة إسرائيل وضمان أمنها".

من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "الجيش شن هجوما واسعا على أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة التابع لحزب الله في لبنان وبنى تحتية أخرى يحاول الحزب تجديدها".

Related "اليوم قبل الغد".. الرئيس اللبناني يدعو حزب الله لتسليم سلاحه للجيش ويحذر من حروب الآخرين "العبثية" بين خطاب رئيس الجمهورية وتمسّك حزب الله بالسلاح.. هل دخل لبنان مسار المواجهة الداخلية؟الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم "المشروع الإسرائيلي" تقرير الجيش الإسرائيلي

أصدر الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء 29 تموز/يوليو، تقريرًا مفصلًا عن عملياته العسكرية ضد حزب الله في لبنان خلال فترة وقف إطلاق. وأوضح التقرير أن "الجيش نفذ نحو 500 غارة جوية في لبنان خلال هذه الفترة، وتمكن من القضاء على أكثر من 230 عنصرًا من حزب الله وتدمير قرابة 3 آلاف صاروخ، معظمها قصيرة المدى".

وأضاف الجيش أن "حزب الله يواجه صعوبات كبيرة في ملء المناصب القيادية، وهو غير قادر على تنفيذ توغلات داخل الأراضي الإسرائيلية أو الدخول في مواجهات طويلة الأمد بسبب الضغوط المستمرة".

دعوة الرئيس اللبناني لتسليم السلاح

دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الخميس، جميع القوى السياسية إلى اغتنام "اللحظة التاريخية لتكريس حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني"، مطالبًا "حزب الله بتسليم سلاحه إلى الجيش"، ومحذرًا من استمرار "الموت والدمار والانتحار والحروب العبثية التي تخدم مصالح الآخرين على حساب لبنان".

وخلال كلمة له في وزارة الدفاع بمناسبة "عيد الجيش"، أكد عون أن "الجانب الأميركي عرض مسودة أفكار تم تعديلها جوهريًا، وسيُطرح مشروعها على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل لتحديد مراحل التنفيذ"، مشددًا على "ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية".

وطالب عون بـ "انسحاب إسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليًا، وإطلاق سراح الأسرى، ووقف الأعمال العدائية الإسرائيلية في الجو والبر والبحر"، محملاً إسرائيل "مسؤولية منع العودة إلى القرى المدمرة في الجنوب وإعاقة عمليات الإعمار". وأكد أن "الجيش اللبناني بسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني، ومصمم على استكمال مهامه الوطنية"، داعيًا اللبنانيين إلى "دعم الجيش وتوحيد الولاء للدولة".

باراك: لا نستطيع إرغام إسرائيل على أي شيء

وكان المبعوث الأميركي توماس باراك قد أكد خلال زيارته الأخيرة الى لبنان في 22 تموز/يوليو، أنه "لا توجد ضمانات أميركية يمكن تقديمها للبنان"، وأن واشنطن لا يمكنها "إرغام إسرائيل على أي شيء". وشدد على أن "مسألة نزع سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى لمساعدة لبنان في هذا الإطار".

كمت شدد في تصريح له عبر منصة "إكس" على أن "مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة، في إشارة منه إلى مباحثات حصر السلاح بيد الدولة"، مضيفا :"طالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • برلمانية: موقف مصر واضح في حماية القانون الدولي وتحقيق السلام بفلسطين
  • خلال لرئيس وزراء هولندا.. الرئيس السيسي يؤكد ضرورة احترام القانون الدولي لحماية البعثات الدبلوماسية
  • "رايتس ووتش": استهداف إسرائيل للجائعين جريمة حرب
  • مشهد مستشار قانوني يبحث عن المياه في غزة يشعل المنصات غضبا من التجاهل الدولي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله خلال غارات على لبنان
  • لافروف: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها
  • جريمة تهددك بالسجن.. سرقة الكهرباء تقودك لخلف القضبان
  • القانون يحدد موازنة مستقلة لصندوق مواجهة الطوارئ الطبية تخضع لرقابة المالية
  • لجنة صياغة مشروع قانون الخدمة المدنية تتابع مناقشة محاور تنظيم إشغال الوظائف وتبدأ بصياغة المكوّن التشريعي لإدارة الموارد البشرية
  • الحوالي وسيف يناقشان استكمال الربط الشبكي والتدريب الإداري بين وزارتي الخدمة المدنية والكهرباء والمياه