خريف مالطا وشتاءها.. على موعد مع الجمال اللامتناهي للفن الكلاسيكي
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
أكتوبر 8, 2024آخر تحديث: أكتوبر 8, 2024
المستقلة/- مالطا، الجوهرة الصغيرة في قلب البحر المتوسط، التي تضم كنوزاً تاريخية وثقافية لا تُقدر بثمن، لما شهدته أرضها من تفاعلات عبر العصور بين القوى والثقافات التي شكلت هويتها المتناغمة وأكسبتها طابعا ثقافيا مميزاً وهوية معمارية فريدة تدمج العمارة الشرقية بالطراز الباروكي.
مع انتصاف الخريف وصولا لنهاية كانون الثاني/يناير، يكون سكان مالطا وزوارها على موعد مع ثلاثة مهرجانات فنية وموسيقية استثنائية، تبدأ بمهرجان القصور الثلاثة، في الفترة من 30 أكتوبر وحتى 3 نوفمبر، وتنتهي بمهرجان فاليتا الباروكي، في الفترة من 9 حتى 25 كانون الثاني/يناير.
مهرجان القصور الثلاثة
كان هدف المهرجان في البداية مقتصرا على دعوة رواد الحفلات الموسيقية، واطلاعهم على جمال القصور الرئاسية الثلاث في مالطا، والتي لا يمكن للجمهور دخولها عادةً، وإمتاعهم بتجربة الحفلات الموسيقية والفعاليات رفيعة المستوى في أرقى وأفخم رموز العمارة المالطية والاستمتاع بالتواجد داخل المواقع التراثية، رفقة عروض خاصة تعكس جمال الفنون والموسيقى اللامتناهي، بل والمشاركة في التعبير بالموسيقى، حيث يؤدي الفنانون الصاعدون جنبًا إلى جنب مع أفضل الفنانين المعروفين في مالطا وعلى الصعيد الدولي.
وسيكون مهرجان هذا العام 2024، سيكون مختلفاً ولن يقتصر فقط على قصر فيردالا في حدائق بوسكيت المقر الصيفي للرئيس المالطي، أو قصر سان أنطون في بلدة والذي سيتعرف عليه متابعو مسلسل لعبة العروش باعتباره الواجهة الخارجية للقلعة الحمراء في كينغز لاندينج، أو حتى قصر جراند ماسترز في العاصمة الأصغر في أوروبا (فاليتا)، بل سيمتد المهرجان ليشمل قصر باريزيو في بلدة ناكسار، وأيضا المتحف الوطني للآثار في فاليتا.
وفي حين يحتفل المهرجان في جوهره بالموسيقى الكلاسيكية، إلا أن الهدف الأساسي منه وفقا لفرانس أجيوس الرئيس التنفيذي لهيئة مهرجانات مالطا الحكومية، هو الارتقاء بالأداء الكلاسيكي وإعادة فهمه وتقديمة بطريقة متعددة الأوجه، مؤكدا أن “هذا يدعو رواد الحفلات الموسيقية، وخاصة جمهورنا الأصغر سنًا، إلى الفضول وتجربة الأعمال الرائعة بطرق مبتكرة وغير متوقعة، وهذا التوجه المعاصر للفنون، يخلق جوًا فريدًا يجعل أي شخص يحضر يريد المزيد”.
يحتفل المهرجان هذا العام بالذكرى السبعمائة لوفاة الرحالة الإيطالي الشهير ماركو بولو، وأيضا بحسب ما أشارت المديرة الفنية للمهرجان ميشيل كاستيليتي، بشخصية فينيسية أخرى شهيرة في ثقافة الموسيقى الكلاسيكية الغربية، وهو الملحن الإيطالي أنطونيو فيفالدي، وعمله الموسيقي الأشهر كونشرتو الفصول الأربعة، حيث كان فيفالدي نقطة انطلاقها، بعدما بدأت العوالم في الالتحام معا ليصبح استكشاف الفضاء وفق تعبيرها استكشافًا للوقت.
ففي هذا العام، ينظر المهرجان إلى طرق مختلفة يمكن من خلالها لهذا العمل الكلاسيكي ذائع الشهرة والذي أثر على مختلف الملحنين أن يتطور إلى أعمال فنية رائعة، بعدما خلق رحلة موسيقية تنتهي بعالم من الألوان والألعاب النارية والفصول المتغيرة باستمرار. وتوضح كاستيليتي أن هذا يشمل الفصول الأربعة التي أعاد ماكس ريختر تأليفها وإعادة أدائها، إضافة إلى لوحة شاعرية للفصول لتشايكوفسكي، وأيضا العاطفة الحسية للتانجو الأرجنتيني بأداء الموسيقار الأرجنتيني أستور بيازولا.
كما أشارت كاستيليتي إلى “شيء واحد يحدث لأول مرة في مالطا، هو تعال وغنِّ، وهو نوع من الفعاليات حيث يمكن للمرء اختيار المشاركة بالغناء، لدي ايمان شديد بالمشاركة العامة، وقد أردت أحضار هذا المفهوم البريطاني إلى مالطا”.
أيضا ستتضمن نسخة هذا العام من المهرجان مشاريع تثقيفية وبرامج متخصصة، تشمل ورشة لفن التذهيب حيث سيغادر المشاركون كل بمنمنماته المذهبة التي عمل عليها.
مهرجان فاليتا للأوبرا المبكرة
نهاية ابريل 1775، كان العرض الأول لأوبرا”إيل ري باستوري لملك الراعي، بقاعة الفارس على مسرح ريزيدينز بمدينة سالزبورغ النمساوية، والتي ألفها فولفغانغ أماديوس موتسارت عندما كان لا يزال في التاسعة عشرة من عمره، لنص إيطالي من تأليف ميتاستاسيو. وتعتبر “إيل ري باستوري” واحدة من بين عشرات الأوبرا التي ألفها موتسارت، والتي نادرا ما تعرض، شأنها شأن عديد أوبراه. وهي أوبرا جادة، تتكون من فصلين وتستمر نحو 107 دقيقة، وقد قضى موتسارت ستة أسابيع في العمل عليها.
هذا العام، وفي النسخة الثانية مهرجان فاليتا للأوبرا المبكرة، 8-9 نوفمبر 2024، يعود لنا المهرجان بهذه الجوهرة من أوبرات موتسارت غير المقدرة، والتي تحكي عن الحرب والانتصار والحب المستحيل، مع عودة المايسترو الإيطالي جوليو براندي على رأس الفرقة الأوركسترالية على خشبة مسرح مانويل التاريخي، والذي يعمل منذ عام 1731، ويعد أقدم مسرح يعمل بكامل طاقته في أوروبا، وكان موطنًا لأحداث ذات أهمية كبيرة في التاريخ الثقافي والسياسي لمالطا.
مهرجان فاليتا الباروكي يناير 2025
في يناير من كل عام، وعلى مدى ثلاثة أسابيع، من 9-25 يناير، يمتد مهرجان فاليتا الباروكي، والذي قدم تجربة فريدة من نوعها منذ اطلاقة عام 2013، حيث يضم بعضًا من أفضل العازفين والفرق الموسيقية في عالم الموسيقى الباروكية، موفرا تجربة جوهرية لكل ما هو باروكي، حيث يقام في أماكن رائعة مثل قصر فيردالا، وقصر باريزيو، ومسرح مانويل، على سبيل المثال لا الحصر، وهي مساحات باروكية أصيلة مزينة بديكورات فخمة ومنحوتات ولوحات نموذجية لتلك الحقبة.
ويضم برنامج هذا العام فنانين دوليين مثل تشارلي سيم، كارمين لاوري، صامويل مارينو، سيغنوم، توماس دانفورد، ثيوتيم لانغلوا دي سوارت، وأندريا بوكاريللا. فيما يسلط المهرجان الذي تنظمه هيئة مهرجانات مالطا الحكومية، الضوء على التنوع الهائل للأسلوب الباروكي الرائع وجاذبيته الشاملة في معظم المواقع في فاليتا والأرخبيل المالطي، وهو تراث ثمين يعتز به أبناء مالطا، ويستمد المهرجان قوته من هذا التراث الغني.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: هذا العام
إقرأ أيضاً:
التراث والسياحة تفتتح مشروعات سياحية استعدادا لموسم خريف ظفار
العُمانية: تشهد محافظة ظفار افتتاح مشروعات سياحية تضاف إلى المشروعات القائمة ضمن الاستعداد لموسوم خريف ظفار 2025م، حيث تفتتح وزارة التراث والسياحة متحف ظفار الخاص، وفندق 3 نجوم في ولاية مرباط بطاقة استيعابية تضم 84 غرفة، وشققًا فندقية فاخرة بطاقة استيعابية تتضمن 216 غرفة بولاية صلالة لتبلغ عدد البنايات السكنية والتجارية المرخص لها 100 منشأة سياحية تضم أكثر من 8000 غرفة فندقية إلى جانب افتتاح مركز للمعلومات السياحية بسوق شاطئ الحافة.
وفي هذا الصدد قال خالد بن عبد الله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار في تصريحٍ لوكالة الأنباء العُمانية إن موسم خريف ظفار يُعدّ أحد أهم المواسم السياحية في سلطنة عُمان؛ لأنه يستقطب مختلف شرائح المجتمع من شتى دول العالم، نظرًا للأجواء الاستثنائية التي تتفرد بها المحافظة.
وأضاف أن وزارة التراث والسياحة وضعت خطة عمل للترويج السياحي لموسم خريف ظفار إلى جانب البرنامج التسويقي لمختلف المواسم السياحية لهذا العام لاستقطاب مختلف الشرائح من دول العالم.
ووضح أن خطة الوزارة الترويجية وُضعت مبكرًا لتستهدف الشركات والمؤسسات السياحية والسائح في الأسواق الخارجية من خلال حزمة من البرامج وحلقات العمل والزيارات الميدانية إضافة إلى النشرات الإعلامية والإخبارية، إذ شاركت الوزارة في معرض سوق السفر العربي 2025، الذي أقيم في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 28 أبريل إلى 1 مايو 2025 وتضمن مؤتمرًا صحفيًّا لسعادة الدّكتور رئيس بلدية ظفار للإعلان عن فعاليات وبرامج وأنشطة موسم خريف ظفار لهذا العام.
وأشار إلى أن الوزارة نظّمت حلقات عمل ترويجية في المملكة العربية السعودية للإعلان عن الرحلات المباشرة إلى مطار صلالة بالتعاون مع طيران "ناس" وطيران "أديل" ومشاركة مطارات عُمان وممثلين لعدد من الشركات السياحية والإعلاميين إضافة إلى إقامة مؤتمر صحفي بدولة الكويت لعدد من وسائل الإعلام الكويتية بمشاركة بلدية ظفار بهدف الإعلان عن البرامج والفعاليات والأنشطة لموسم خريف ظفار 2025م.
وتزامنا مع إجازة عيد الأضحى المبارك قال العبري إن الوزارة أطلقت الحملة الترويجية بدولة الكويت بمشاركة مختصين من الوزارة لتقديم المعلومات والعروض والباقات الخاصة بموسم الخريف، وستقوم الخطوط الكويتية وطيران "الجزيرة" بتسيير رحلات مباشرة إلى مطار صلالة مع بداية الموسم.
وأكد مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار على أن وزارة التراث والسياحة تهدف من الترويج لموسم خريف ظفار لجعله وجهة سياحية متفردة من خلال آليات وأدوات الترويج والجمهور المستهدف وشركاء القطاع السياحي ومؤشرات أداء الخطة وإشراك القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنفيذ وتنظيم البرامج والمبادرات والأنشطة التسويقية، بالإضافة إلى زيادة الحركة السياحية في بداية موسم الخريف ونهايته إلى جانب زيادة عدد الزوار من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف أن الوزارة تسعى من خلال برامجها الترويجية لموسم خريف ظفار لهذا العام إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة يتمثل الأول في ترويج 100 يوم شاملة الفترة الأولى من بداية الموسم، ويهتم الثاني بتوزيع التدفق السياحي عند الذروة من خلال تقسيم الموسم السياحي من 21 يونيو إلى 21 سبتمبر إلى ثلاث فترات، مشيرًا إلى أن الفترة الأولى تبدأ من 21 يونيو إلى 14 يوليو وتتراوح نسبة الإشغال الفندقي فيها من 35 إلى 40%، وتمتد الفترة الثانية من 15 يوليو إلى 30 أغسطس، وتُعد ذروة الموسم السياحي، وتبدأ الفترة الثالثة من الأول من سبتمبر إلى 10 أكتوبر وتتراوح نسبة الإشغال الفندقي فيها بين 30 و 35% حيث تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في كل موسم بسبب الجهود المبذولة لنقل المؤتمرات الاقليمية والدولية إلى شهر سبتمبر وأكتوبر بينما يتمثل الهدف الثالث في زيادة عدد السياح من الأسواق الخليجية عبر تكثيف الحملات التسويقية بها مستفيدين من توسع شبكة الخطوط الجوية وتسيير رحلات مباشرة طوال الموسم.
وبيّن أن الوزارة تعمل مع شركاء القطاع السياحي على تصميم عروض سياحية بأسعار مشجعة لرفع نسبة السياحة المحلية والخليجية في الفترات التي يقل فيها الازدحام لظروف بدء العام الدراسي من خلال تكثيف الحملات التسويقية والاستفادة من رحلات الطيران من الأسواق الخليجية خاصة السوق السعودي من خلال الطيران السعودي وطيران اديل السعودي الذي يسير رحلاته لأول مرة إلى محافظة ظفار فيما يواصل طيران "ناس" استمرار تسيير رحلاته المباشرة إلى مطار صلالة في موسم خريف ظفار 2025م.
جديرٌ بالذكر أن عدد زوار موسم خريف ظفار 2024 الماضي بلغ مليونًا وثمانية وأربعين ألف زائر ، بنسبة زيادة بلغت 9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023 الذي وصل العدد إلى نحو 962 ألف زائر.