صحيفة البلاد:
2025-07-30@05:55:28 GMT

السابع من أكتوبر

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

السابع من أكتوبر

في يوم الاثنين من هذا الأسبوع، عاد السابع من أكتوبر من جديد، كذكرى سنوية أولى، يتباكى فيها النظام العنصري في الدولة الصهيونية، على يوم واحد، أوعلى الأصح ثماني ساعات، هجم فيها الفلسطينيون الواقعون تحت الاحتلال في غزة، على جنوب إسرائيل، في خطوة أصابت العدو الصهيوني برعب شديد، اتضح حجمه الضخم من خلال ردة الفعل الانتقامية التي لم تنته، وربما لن تنتهي بسهولة، خاصة وأن هذه الحرب امتدت لتصل إلى الدولة اللبنانية في الشمال.

إرتكب هذا النظام المارق، الكثير من جرائم الإبادة في غزة، ومازال يرتكبها حتى اللحظة، حيث استشهد حتى الآن أكثر من 42 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.

ترك الفلسطينيون منازلهم في شمال قطاع غزة، واتجهوا نحو جنوبها، هرباً من جحيم الطائرات، التي تقصف منازلهم ليل نهار، ثم بعد أن احتل هؤلاء اللصوص مدينة رفح في جنوب قطاع غزة في مايو الماضي، وجد أكثر من 2.2 مليون شخص من الغزاويين أنفسهم في العراء، دون مأوى، أو غذاء، تحت أنظار العالم. ومع هذا كله، لم يستطع النتن ياهو أن يحقق أهدافه، التي سعى إليها منذ أكثر من 365 يوماً، جاءت بعد يوم السابع من أكتوبر، حيث لم يستطع تحرير الرهائن، رغم الدمار الهائل الذي لحق بغزة، ولم تستطع جرافاته القاتلة أن تجدهم.

المفارقة المبكية: أن الإعلام الغربي وخاصة في بريطانيا وأمريكا، يتحدث عن إسرائيل وهي تعيش الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر، وكأنها الضحية! فتبرز على الصفحات الأولى في جرائدها ومواقعها الإخبارية، كيف أحيت إسرائيل هذه الذكرى، وكيف استمع أهالي الضحايا والرهائن إلى الأغنية الأخيرة في المهرجان الموسيقي، الذي كان قد أقيم في إحدى البلدات المتاخمة لغزة في ذلك اليوم، وكيف هجم الفلسطينيون المحاصرون في غزة، التي تعتبر أكبر سجن في العالم، على روّاد هذا المهرجان بلا رحمة. هذا بالرغم من أن تقارير إخبارية موثوقة ذكرت أن رصاص الجيش الإسرائيلي، بسبب صدمة ورعب الموقف، هو من أصاب مرتادي هذا المهرجان لحظة هروبهم. ثم عليك كقارئ أن تتحمّل في صبيحة هذا اليوم القصص الملفَّقة، والمعاناة الزائفة التي تنشرها الجرائد الغربية حول أقارب الضحايا في الطرف الإسرائيلي، وكيف عاشوا هذه الدراما خلال ثماني ساعات من ذلك اليوم، دون أن تقرأ شيئاً عن مئات الألوف من القتلى والجرحى والمصابين والجوعى، والذين فقدوا منازلهم، وأصبحوا ينامون في العراء، من الفلسطينيين، ومعظم هؤلاء من النساء والأطفال.

لم يحدث ذلك في يوم واحد فقط؛ بل امتد ذلك إلى أكثر من 365 يوماً، ومازالت الطائرات الصهيونية تنشر الدمار والقتل في الشمال والجنوب. لقد كان حجم الرعب الذي عاشته إسرائيل بقيادة النتن ياهو، كبيراً إلى الدرجة التي تجعل الحرب مستمرة حتى كتابة هذه السطور.

لا يبدو أن إسرائيل قد وجدت الأمن الذي تبحث عنه من خلال هذه الحرب، والسبب واضح وبسيط، وهو أن هذه الحرب قد أوغلت الصدور ضد هذا الكيان السرطاني عند جيرانه.

يقول أحد الصهاينة الذين تم إجلاؤهم من القرى المتاخمة لغزة، ويسكن الآن في فندق على ضفاف البحر الميت لأكثر من سنة: “حان الوقت لطيّ هذا العَلَم إلى الأبد، والعودة إلى النرويج مرة أخرى”.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: من أکتوبر أکثر من

إقرأ أيضاً:

الدور السابع

عانى بلال- رضي الله عنه- ما لا يطاق، فقد بطحه أميّة بن خلف تحت عذاب الشمس في مكة، ووضع صخرة فوق صدره العاري، لكنّ ذلك لم يصدّه عن أن يكرر بلكنته الحبشية “أحد أحد”. وقد توقف المفكر الجزائري مالك بن نبي هنا، وهو يقرأ في السيرة النبوية فقال: الروح هي التي تتكلم لا الجسد؛ لأن الجسد لا يتحمل هذا النوع من العذاب. الجسد يقول: اعط أميّة بن خلف ما يريد، ثم استغفر الله.
وقد كتبت ذات يوم تفسيرًا للحضارة؛ فقلت: إن الماء هو سرّ الحياة، وأما سرّ الحضارة فهو كيف تتصرف مع الماء بعد استهلاكه. فالحضارة تعتمد على بئر ماء، ثم شبكة مجاري صحية لتصريف الماء المستهلك، وأيضًا شبكة طرق للسيارات بديلة عن المسالك، أو الطرق الضيقة التي خصصها أجدادنا للخيل والبغال والحمير والجمال. هذا هو التفسير المادي للحضارة.
ومع ذلك، فنحن لم نكتسب الحضارة غنيمة باردة، ومن شك فليسأل البلديات. وأذكر في هذا الصدد قصة سمعتها عندما زرت جنوب المملكة قبل ثلاثين سنة. فقد قررت مصلحة الطرق تمهيد وسفلتة طريق في إحدى القرى الواقعة في أحد الشعاب. وكان الطريق الجديد مجدولًا؛ لكي يمر على قرية أخرى، لكن سكان قرية ثالثة اعترضوا، وقالوا: قريتنا لا تبعد عن الطريق الجديد سوى بضع كيلومترات، فلا بد أن تمدوا الطريق إلينا لكي ننتفع به، وهكذا تعطل الطريق عدة سنوات.
وواقعة أخرى في صنعاء قبل ثلاثين سنة أيضًا، فقد قررت البلدية هناك توسعة شبكة المجاري، وخصصت أرضًا واسعة خارج صنعاء لتصريفها، لكن القبيلة التي تقيم على هذه الأرض وقفت ضد المشروع، وقالت: ألم تجدوا سوى الأرض التي نعيش عليها لتصريف الأوساخ يا أهل صنعاء؟
وقد اطّلعت على اختبار معلمة في الغرب؛ إذ سألت طلبتها.. ما أول علامة على ظهور الحضارة؛ فذكروا لها المنحوتات والأدوات الفخارية وغيرها من الماديات. فقالت: إن أول دليل على الحضارة هو عظم فخذ مكسور قد شفي، ففي عالم الحيوانات إذا انكسرت ساقك فأنت ميت لا محالة؛ إذ لا يمكنك الفرار من خطر، ولا الحصول على طعام أو ماء، والقطيع لن ينتظرك، وستبقى غنيمة سهلة للكواسر، أو لجوارح الطير. لكن اكتشاف عظم فخذ معافى يعني أن هناك من توقف عند الحيوان الكسير وعالجه وصبر عليه خلال نقاهته، ذلك هو دليل الحضارة. إنه الروح التي اصطبرت مع الضعيف رغم الخطر الذي يساوره حتى نجا، هذا هو التفسير المعنوي للحضارة.
ذكرت في مقال الأسبوع الماضي، أن العقل هو الدور السادس في الآدمي، لكن الروح هي الدور السابع. وهي التي تتحمل المشاق الرهيبة، كما فعل بلال- رضي الله عنه. قال تعالى:” وأحضرت الأنفس الشح”.

مقالات مشابهة

  • خبراء أمميون: أفعال إسرائيل بغزة همجية وترقى إلى جرائم
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • الدور السابع
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • الحوثيون يعلنون تصعيدا جديدا واستهداف جميع السفن التي تتعامل مع إسرائيل
  • عاجل. خليل الحية ينتقد انسحاب إسرائيل من مفاوضات الدوحة رغم التقدم الذي تحقق ويدعو العرب للزحف نحو فلسطين
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • العدو الذي يتحدث لغتك.. خطة إسرائيل الجديدة لاختراق المجتمعات