المقاومة العراقية تتحدى إسرائيل: هجمات بالطائرات المسيرة وتصعيد غير مسبوق!
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أكتوبر 9, 2024آخر تحديث: أكتوبر 9, 2024
المستقلة/- في تصعيد جديد للصراع الدائر في المنطقة، أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” اليوم الأربعاء عن تنفيذ أربع هجمات بالطائرات المسيرة استهدفت “أهدافا إسرائيلية حيوية” في جنوب وشمال إسرائيل.
تأتي هذه الهجمات كجزء من ردود أفعال الفصائل العراقية المسلحة على الأحداث الجارية في فلسطين ولبنان، حيث أكدت المقاومة في بياناتها أن هذه العمليات تأتي “ردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ”.
وفقًا لما ورد في بيانات المقاومة، استهدفت الهجمات الأخيرة مناطق حيوية في الجنوب والشمال الإسرائيلي، بما في ذلك الجولان المحتل. ويأتي هذا بعد سلسلة من العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة العراقية منذ عدة أشهر، رداً على الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة.
وأكدت المقاومة أن “عملياتها ستستمر في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”، مما يشير إلى نية الفصائل العراقية تكثيف هجماتها ضد الأهداف الإسرائيلية في المستقبل القريب.
هجمات سابقة وتطور الأسلحةلم تكن هذه الهجمات الأولى التي تعلن عنها المقاومة الإسلامية في العراق، فقد أعلنت يوم أمس الثلاثاء عن استهداف خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية في وسط وشمال إسرائيل، في خمس عمليات منفصلة باستخدام صواريخ “الأرقب كروز” المطورة والطائرات المسيرة.
يبدو أن الفصائل المسلحة العراقية قد طورت ترسانتها العسكرية من خلال استخدام صواريخ كروز المطورة والطائرات المسيرة، مما يشير إلى تطور نوعي في أساليب القتال والقدرات العسكرية المستخدمة ضد إسرائيل.
خلفية الهجماتتأتي هذه الهجمات في إطار سلسلة من العمليات التي شنتها المقاومة العراقية رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة. وكانت إسرائيل قد كثفت عملياتها العسكرية في القطاع خلال الأشهر الماضية، مما أدى إلى موجة من الغضب وردود الأفعال في العالم العربي والإسلامي.
التداعيات الإقليميةتصاعد الهجمات بين المقاومة الإسلامية في العراق وإسرائيل يمثل تصعيدًا جديدًا في الصراع الإقليمي ويثير قلقًا متزايدًا بشأن امتداد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة. من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التصعيد والتوتر، مع استمرار التوترات بين الفصائل المسلحة العراقية وإسرائيل.
هل سيكون لهذا التصعيد تداعيات أكبر على المشهد الإقليمي؟ وهل ستستمر المقاومة في تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
رغم مرور 22 شهرا على الحرب، فإن إسرائيل صعّدت على المستويين السياسي والعسكري من نبرة تهديدها لقطاع غزة، بعد تمسك المقاومة بمطالبها لإبرام صفقة تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي وقت كثفت فيه المقاومة عملياتها وكمائنها المركبة على الأرض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن المؤسسة العسكرية ستقدم خططا للمستوى السياسي لاستمرار القتال في غزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية العسكرية في غزة ستنتقل إلى مرحلة "أكثر تصعيدا إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الجيش سيعمل على إيجاد "تهديد عسكري حقيقي في مناطق معينة، أملا أن يدفع ذلك نحو التوصل إلى صفقة جزئية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن التنسيق يجري حاليا وراء الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
مأزق مزدوجويخفي هذا التوجه الجديد مأزقا سياسيا وعسكريا إسرائيليا في قطاع غزة يترجم بتعميق التجويع وزيادة وتيرة القتل، وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.
وحسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فإنه لا يوجد في جعبة جيش الاحتلال من الناحية الإستراتيجية ما يمكن استخدامه لإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية في المفاوضات.
وشكلت عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي- أقصى تهديد عسكري حقيقي لحماس، إذ كانت ذروة عمليات جيش الاحتلال خلال الحرب، التي ينظر إليها المجتمع الإسرائيلي بأنها أصبحت عبثية.
واستبعد الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد نجاح إسرائيل في إخضاع المقاومة عبر أي تهديد عسكري جديد، مستدلا بالكمائن ضد جيش الاحتلال في بيت حانون شمالا ورفح جنوبا.
وحسب زياد، فإن استمرار سقوط القتلى والجرحى الإسرائيليين في رفح وبيت حانون "دلالة راسخة على استعصاء العمل العسكري في هزيمة قطاع غزة".
إعلانوبناء على ذلك، فإن انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى قاب قوسين أو أدنى، في حين يبقى الهدف الإسرائيلي الأسمى تصفية القضية الفلسطينية عبر رفع شعار القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وفرض حكم عسكري على القطاع ثم تهجير سكانه.
ضوء أخضر أميركيلكن المقاومة بدأت قراءة المتغيرات الميدانية، بعدما بات جيش الاحتلال يميل للاندفاع أكثر بما يحقق له احتلالا مباشرا للأرض وفرض حصار مطبق، كما يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي.
وتحاول إسرائيل فرض واقعين على المقاومة الأول: "تفاوض تحت النار"، والآخر: "تفاوض تحت الحصار" عبر عمليات استطلاع متقدم -حسب الشريفي- ضمن هدف لم يعد تكتيكيا، وإنما في إطار إستراتيجية إدارة الأزمة.
وبناء على هذا الوضع الميداني، بات واضحا ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إثر تغير في الأهداف تبناه جيش الاحتلال، الذي يريد السيطرة على محاور متعددة لإسكات قدرة حماس على المشاغلة والمواجهة.
لكن استهداف المقاومة وحدات الاستطلاع يعني أنها "لم تؤمّن قاعدة بيانات وبنك أهداف جديدا"، مرجحا إطاحة عمليات المقاومة بإستراتيجية إسرائيل القائمة على الاحتلال والحصار.
وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإنعاش جيش الاحتلال -الذي يعاني ضعفا وانهيار معنويا- من قبل الولايات المتحدة لإدامة زخم المعركة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية والأميركية في غزة.
في المقابل، رأى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو في الهجمات الفلسطينية على القوات الإسرائيلية أنها بمنزلة "تقوية لحكومة بنيامين نتنياهو"، إذ تظهر أن هناك حربا لم تنتهِ، وضرورة القضاء على حماس وطرد قياداتها إلى الخارج.
وحسب فرانكو، فإن حماس تريد تجميع عناصرها وترتيب صفوفها والعودة إلى الحرب، مرجحا في نهاية المطاف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية إسرائيلية.
وكان ترامب قال -في أحدث تصريحاته- إنه "لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة"، مطالبا إسرائيل باتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، في حين قال نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة- إنه سيواصل التفاوض ويتقدم في القتال من أجل القضاء على حماس وتحرير الأسرى.