محاضرة بعنوان "العجز المتعُلم بين العلم والدين" بملتقي خريجي الأزهر بالمحلة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
دشنت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية فعاليات المحاضرة الثانية من المبادرة التوعوية "العجز المتعُلم بين العلم والدين" وجائت بعنوان الطمأنينة النفسية ودفع العجز باليقين بالله والثقة في قدرته .
ويأتي اللقاء برعاية الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والدكتور محمود عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، بالتعاون مع الجمعية الشرعية بالمحلة برئاسة الدكتور حاتم عبدالرحمن عويعة رئيس الجمعية وأستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية،
وحاضر اللقاء الدكتور سعيد عبد الغفار دكتوراه الفلسفة في التربية الإسلامية رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القليوبية الأزهرية سابقاً، والدكتور أحمد العطفى الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.
وتناول الحضور مفهوم العجز وهو عدم القدرة على الإنجاز والاحساس بالتشاؤم واليأس وأن المجتمع يحتاج إلى تغيير حقيقي للمفاهيم وأن نتعامل مع الحياة بأسلوب يدعو للأمل والتفائل والثقة في الله، قال تعالى (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) واليأس القنوط يتعارض مع رسالة الإنسان التي خلقها الله عليها وهي تحقيق المشيئة الإلهية في عمارة الأرض مادياً ومعنويا وبذلك يحقق ذاته بوصفه خليفة الله في أرضه، فالإسلام إن كان عقيدة وشريعة فهو أيضاً أخلاق وحضارة ومعاملات تأخذ حكم الفريضة، فهو دين للحياة بأبعادها يحترم العقل وبحث على الفكر والإيجابية وينمي الفرد نحو العمل المنتج والفكر المبدع.
وأشار عبدالغفار الي أن العجز هو وجود النية على الفعل مع عدم القدرة على إنجازه اما الكسل هو انتفاء هذه الارادة، والفعل هو وجود الارادة مع القدرةلذلك من داوم على الكسل ومال إلى الراحة لا يجد الراحة ومن أراد الا يتعب فعليه ان يتعب لكي لا يتعب، وعلامات العجز هى الشعور بالتدني بين الناس، يكون منعزل عن الناس لانه لم يطبق حديث النبي صلى الله عليه وسلم ارضى بم قسمه الله لك تكن أغنى الناس
وحول اسباب العجز عدم القدرة علىالإنجاز:
١- الجهل ٢- ضعف الإيمان بالله عز وجل ٣- ضعف الصبر
٤- تعلق القلب بالدنيا واضرار العجز والكسل:كثرة الذنوب والاثام ٢. فقدان الثقة في الله
ماذا تفعل لكي تتغلب على العجز١-. لزوم الاستغفار ٢-كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجود ورد يومي للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ٣- كثرة النوافل
٤-ان اعلم ان الله سبحانه وتعالى قد قدر المقادير قبل خلق السموات والأرض والإيمان بالقدر خيره وشره واستعن بالله ولاتعجز ولا تقل لو كنت عملت كذا وكذا لكن قل قدر الله وما شاء فعل ٥-الأخذ بالأسباب عامل مساعد جدا في الابتعاد عن العجز٦-التفائل فعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا
٧-الدعاء علمت ان هناك ملك خلقه الله لوظيفة واحدة حينما تدعو لاخاك يقول ولك مثله لذلك فادعو لاخاك بم تريده لنفسك وأكثر من الدعاءوأفضل الدعاء في وقت السحر وعند سماع الاذان وبين الاذان والإقامة وعند زيارة المريض لذلك فأكثروا من الدعاء بذهاب العجز والكسل
وقال الدكتور أحمد العطفى أن القرآن الكريم عالج الكثير من الظواهر السلبية بالمجتمع بأسلوب فريد رسم طريقاً مستقيمًا موصلاً إلى الله والمعرفة التي لاتضل المسار قال تعالي(وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "والمنهج القرآني قام علي الإستفادة من تجارب الأمم السابقة واستعمال العقول لطلب الحقيقة من خلال ملكات نفسية مستقيمة تُعني الوجدان والإدراك وتمتلك الإرادة وأسباب القوة قال تعالى" يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا "وقال صلى الله عليه وسلم (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ)، وحول مفهوم العجز المتعلم من المنظور الشرعي يتبين ان هناك عوارض أهلية فالإنسان منذ أن يخلقه الله له أهلية، حتى وهو في بطن أمه له أهلية ولكن ناقصة واذا ولد وبلغ أصبح له أهلية كاملة، والعجز نوعان عجز مكتسب او عجز الإنسان له دخل فيه، وعجز لا دخل للإنسان فيه مثل الموت والنوم و مفهوم العجز؟ وهو عدم القدرة على الإنجاز.. وتم طرح عدد من التساؤلات ما انواع العجز؟والإجابة، عجز لا دخل للإنسان فيه، وعجز الإنسان له دخل فيه.. هل الإنسان عاجز بذاته؟الإجابة لا.. هل في الشريعة الإسلامية علاج للعجز؟ نعم يوجد الكثير.. وتحدث عن الآثار المترتبة على العجز المتعلم؟ وحكم الشرع في العجز المتعلم..؟وأشار إلى استمرار المحاضرات للرد على تلك الأسئلة الهامة التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ندوة دينية توعوية المحلة الكبرى صلى الله علیه وسلم عدم القدرة على
إقرأ أيضاً:
الكاتب الإنسان.. ما سر التعاطف الواسع مع صنع الله إبراهيم في مرضه؟
قبل أكثر من عقدين، تصدر اسم الكاتب المصري صنع الله إبراهيم واجهة الأحداث محليا وعربيا عندما رفض، لدواع سياسية، جائزة أدبية مرموقة، وها هو اليوم يعود للواجهة لكن هذه المرة، لدواع إنسانية، من سريره في المستشفى.
وأثارت الواقعة الأولى التي تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول عام 2003 جدلا سياسيا واسعا خاصة أن صنع الله إبراهيم برر رفضه لجائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية باعتبارات سياسية تتعلق بالحريات والديمقراطية وبالأوضاع في فلسطين وهاجم مصر لأنها "دولة تمارس التعذيب، وتقمع حرية التعبير، وتفرض الحصار على الثقافة الحقيقية".
منذ تلك الواقعة المشهودة، زاد اسم صنع الله إبراهيم تداولا وحضورا في المشهد الأدبي والثقافي المصري والعربي من خلال أعمال روائية تعتبر امتدادا لمشروعه الذي بدأ مع "تلك الرائحة" (1966) وتواصل مع "نجمة أغسطس" (1974) و"اللجنة" (1981) و"ذات" (1992) وغيرها.
وقبل أسابيع قليلة، عاد اسم صنع الله إبراهيم وهو يقترب من عقده التاسع (ولد عام 1937)، بقوة لساحة التداول إعلاميا وواقعيا من سرير في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة بعد أن نقل إلى هناك لتلقي العلاج من أثار كسر في الحوض ونزيف في المعدة ومضاعفات أمراض أخرى متصلة بالتقدم في السن.
ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية تضج بسيل من عبارات التعاطف والتضامن والتقدير والإشادات بصنع الله إبراهيم، حيث دعا كثيرون لإيلائه ما يستحق من عناية تليق بمقامه الأدبي وبمواقفه السياسية وقربه الدائم من نبض المجتمع سواء في حياته الخاصة أو في كتاباته ومواقفه المشتبكة مع محيطه المصري والعربي.
وعلى خلفية ذلك الطارئ الصحي، استدعى إعلاميون وكتاب من مصر وخارجها في تدويناتهم ومقالاتهم مواقف خاصة مع صنع الله إبراهيم سجلوا فيها مدى تواضع الرجل وصدقه واتساق مواقفه السياسية ورسالته الأدبية وحياته الشخصية المتسمة بالبساطة والتواضع، ووصفه الكثيرون بـ"الكاتب الإنسان".
إعلانوكتب الروائي العراقي علي بدر أن "قصة هذا الكاتب العظيم الذي يرقد الآن في المستشفى لا تتلخص فقط في رواياته ولا في سجنه، بل في قدرته العجيبة على أن يظل ثابتا في زمن التقلب، وعلى أن يبقي الكلمات مسننة، نافرة، غير قابلة للهضم. هذا هو صنع الله إبراهيم لم يكن يسعى إلى أن يحب، بل إلى أن يقلق، وهذا أعظم ما يمكن أن يفعله كاتب في هذا العالم الكسول".
وفي نفس المنحى، دون الكاتب المصري باسل رميسيس على فيسبوك أن من يحبون صنع الله إبراهيم، لا يحبونه بسبب رواياته أو لأن عمله الأدبي يفتح العيون ويحفز على التفكير أو بسبب مواقفه السياسية من قبيل رفض جائزة الرواية العربية، بل لأنه (صنع الله إبراهيم) خليط من كل ذلك ولأنه يعبر عن "حالة المثقف المتسق والفنان الحقيقي في نفس الوقت".
واتسعت موجة التعاطف مع صنع الله إبراهيم في محنته الصحية إلى الدوائر الرسمية، إذ زاره وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو للاطمئنان على حالته الصحية، عقب عملية جراحية لتركيب مفصل صناعي ودعا له باستعادة عافيته "ليواصل عطاءه الثقافي والفكري الذي أثرى به الساحة الأدبية لعقود".
مساحات من الغيابوتعليقا على هذا التضامن الواسع مع صنع الله إبراهيم، قال الناقد الأدبي السوري هيثم حسين إن الدعوات للالتفات إليه الآن لا تعبر عن تعاطف عابر بقدر ما تكشف عن مساحات من الغياب، عن مسؤوليات تركت تتراكم، وعن مؤسسات لم تكن يوما في موضع الفعل والمسؤولية. حين يصبح التفاعل بديلا عن الرعاية، ويصير النداء الثقافي بديلا عن السياسة الثقافية، يتحول الكتاب إلى جزر معزولة".
وأضاف هيثم حسين أن عودة اسم صنع الله إبراهيم إلى التداول فجأة، تكشف عن "الحاجة القديمة إلى صوت من طينته، إلى كتابة لا تبحث عن تسوية، ولا تراكم مجدا هشا.. صنع الله إبراهيم كان، وما يزال، مشروع مساءلة، وموقفا أخلاقيا وإنسانيا لا يخضع للاستهلاك، ولا يرتضي التواطؤ أو المداهنة".
إعلانوعن مكانة الرجل في السياق الثقافي العربي، قال هيثم حسين، في حديث مع الجزيرة نت، إن "صنع الله إبراهيم من القلائل الذين يتعرف بهم تاريخ الرواية العربية على ملامحه المتقلبة، لا يختصر في سيرة ولا يقاس بحجم التغطيات. هو أحد الذين نقلوا الكتابة من حيز الحكاية إلى حيز الاشتباك، من السرد المطمئن إلى السرد الكاشف الذي يفتح الأعين على الندوب".
وساق المتحدث نماذج من أعمال صنع الله إبراهيم، بينها "بيروت… بيروت"، و"ذات"، و"تلصص" وقال إنها "تخرق السائد، تمضي في الزواريب والحطام، لا لتأريخ ما حدث، بل لتفكيك آلياته وخباياه، وتكشف عن ملامح أخرى من مشروعه، حيث التوغل في ما هو شخصي كي يكشف عن العام، والرواية بوصفها فعلا سرديا مقاوما".
وعن التحام مؤلف "اللجنة" مع الواقع، يرى الناقد هيثم حسين أن صنع الله إبراهيم "لم يكتب الواقع كما يراد له أن يروى، لكنه نبشه وفتت لغته ونظامه، واجهه متلبسا بأقل أدوات الزينة. وحين تنقل الكتاب بين الأنواع والموضات والترضيات، ظل وفيا لذلك الهاجس العميق؛ أن تكون الكتابة في موقع المواجهة، لا في مقعد الشرح".
وإلى جانب التعاطف الإنساني، شكلت هذه الوعكة الصحية، مناسبة لإعادة تسليط الضوء على أعمال صنع الله إبراهيم وعلى مواقفه السياسية منذ محنته في السجن (1959-1961) في غمرة الاعتقالات التي شنها نظام الرئيس جمال عبد الناصر في أوساط الشيوعيين، وما عاناه لاحقا في ظل حكم الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك.
وعن الدور التأسيسي لصنع إبراهيم في معمار الرواية العربية، قال الروائي السوري فواز حداد إنه "في استعادة صنع الله إبراهيم، يمكن القول، ليس جيلنا الذي تلا جيله مدينا له فقط، وإنما الأجيال التالية أيضا، سواء في رواياته أو مواقفه".
إعلانويرى حداد، في تصريح للجزيرة نت أن صنع الله إبراهيم "فتح منافذ كانت مغلقة في وجه الرواية، بدأها في روايته الأولى "تلك الرائحة" التي قرأها اللبنانيون والسوريون قبل المصريين، لأنه منعت في مصر، ونشرت في عدد خاص في مجلة "شعر"، وكانت في الستينيات تمثل التجريب والحداثة في الأدب".
وأضاف حداد أن اتجاه صنع الله إبراهيم في الكتابة الروائية تبلور في "اللجنة" بأجوائها الكافكاوية، لجهة النقد السياسي والاجتماعي، الذي تجلى بشكل رئيسي في تشريح هيمنة الدولة الأمنية وفضح آليات التسلط، ومن الجانب السردي تمردت الرواية على الشكل التقليدي للرواية العربية، وتدفقت باقي أعماله توغلا في الواقع بالاستعانة بمادة وثائقية، كسر من خلالها تابوهات السياسة والجنس.
صنع الله إبراهيم الإنسانوإلى جانب الاهتمام بصنع الله إبراهيم الكاتب، توقف كثيرون عند صنع الله إبراهيم الإنسان في مسكنه وفي ملبسه وفي باقي مناحي حياته الشخصية في الشارع وفي الحافلة وفي غيرها من المواقف التي تصوره شخصا عاديا يمشي في الأسواق ويشبه مرتاديه.
وفي السياق استعاد الصحفي المصري خيري حسن أجواء مقابلة صحفية عام 2007 مع صنع الله إبراهيم في بيته الذي "يقع على أطراف حي مصر الجديدة -بالقرب من شارع جسر السويس- شرق القاهرة.. في الدور السابع بدون أسانسير.. الشقة متوسطة قد لا تزيد على 80 متر تقريبا".
وردا على زميله المصور الذي استغرب كيف أن كاتبا كبيرة يعيش في شقة متواضعة وسبق له أن رفض جائزة تبلغ قيمتها المالية حوالي 24 ألف دولار، كتب خيري حسن أن صنع الله إبراهيم "لو أراد أن يسكن في المنتجعات السياحية لسكن. ولو أراد السكن في فيلا لسكن. ولو أراد أن يسكن في شقة 500 متر لسكن. لكنه رفض كل ذلك (ليسكن) في قلب وعقل وضمير مصر التي أحبها وكتب وأخلص في حبها".