العرب و القومجية والاخونجية
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
مرينا كعرب بنكسات متتالية، وتحملنا اصعب الضربات من كل الأقطاب المتصارعة في هذا العالم المنافق، الذي لا يهتم للصداقات والتحالفات بقدر اهتمامه بمصالحه، نحن امة لديها من المقومات ما تجمعها اكثر مما تفرقها، اللغة والعقيدة ، ارضنا مباركة، مخزون من الثروة والموقع الجغرافي، ارضا تكفينا بكل خيراتها وتنوعها المناخي والتضاريس، و اكبر ثروة نتملكها هي الانسان العربي المنتج، العامل الذي يكد صانع المنجزات مبدع ماهر مهني وعالم ومبتكر، هذا الانسان الذي افتقد الفرصة في ارضه هو اليوم بين كبار المهرة في العالم الاخر، علماء ومبدعين وصناع، ومع الأسف صار جزءا من قوتهم، وما زلنا ضعفاء.
ازمتنا ازمة وجودية، في ضعفنا وتمزيق الاواصر والشتات، والاختلاف في اتفه الأمور، نختلف في قشور الفكرة قبل ان نصل لجهورها، وبهذا نفشل في التعمق الفكري في جواهر قضايانا المصيرية، لا ندرك ان من الطبيعي ان نختلف فكريا او مذهبيا، ولكن من غير الطبيعي ان يتحول هذا الاختلاف لعداء.
الاختلاف والتنوع أساس الاثراء الفكري والثقافي، ولا تنهض الأمم الى بوعي هذا الاختلاف وهذا التنوع، ونحن جعلنا من اختلافنا وتنوعنا نقمة تتفجر في وجوهنا بعصبية مناطقية او طائفية او قبلية، في حالة من الغباء استطاع الأعداء اللعب عليها بمكر ودهاء، تمكن من تعزيز الصراع السلبي الذي وصار طوق على اعناقنا، يديره كخطام يقودنا للمسالخ، يصدع علاقتنا ببعض ويهد جسور الثقة، ويحقن واقعنا بالحروب والثارات والضغائن .
كل هذا يبعدنا عن ازمتنا الحقيقية ومعركتنا المصيرية، كأمة قادت العالم في مرحلة مهمة من التاريخ، ويهاب نهضتها كل العابثين والمنافقين بهذا العالم، من الغباء ان نعيب تنوعنا الفكري والسياسي، قوميين إسلاميين، فالقومية تعزز عروبتنا وتوحد كياننا، والإسلام عقيدتنا ومصدر فخرنا كعرب ان نبي الله ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام منا وفينا، والمفترض ان يكون قدوة لكل اعمالنا ومواقفنا ومصدر الهامنا، نمثله احسن تمثيل، والارتقاء بعروبتنا هي مسؤولية أخلاقية وإنسانية بكل ما يحمله الإسلام ورسولنا العربي من قيم واخلاق.
القومية التي ترفع راية الدولة المدنية، والإسلام يرفع راية الدولة الإسلامية، وما يجمعهما اكثر مما يفرقهما، المواطنة والمساواة والحريات والعدالة والحقوق، والكل يسعى للاستقلال والسيادة على الأرض والإرادة للشعب والكرامة للإنسان، الا يكفي ذلك ليجمع صفوفنا تحت دولة مدنية تعتنق الإسلام دينا حنيفا.
مع الأسف الصراعات انهكتنا فكريا وثقافيا، وغاب الوعي عنا، وطفح الفشل وفاحت رائحة التردي فيه لمستوى غير مسبوق، حتى ظن بعض من يقتحمون ميدان الكتابة دون فكر، على انه ميدان للهو بالمصطلحات واللغة بلا قيد ولا شرط، في تعاطي للكتابة باستسهال دون رؤية وموقف حتى صاروا جزءا من دابر الفتنة التي يديرها أعداء الامة، وغرقنا في وحلا من الصراع والعداء، نسخر من بعضنا بعض، مستخدمين لغتنا الجميلة استخدام قبيح بسخرية تهدف لتضليل الذي يتطور للتوحش بمنطلق فكري وثقافي شديد الارتكاس.
في الوقت الذي يتطلب ان نتسلح بقيم واخلاقياتنا الإسلام والقومية، لنبني الدولة المدنية التي ينشدها الجميع ، دولة المواطنة والنظام والقانون، دولة قوية بوحدتها وتوافقها، لنشكل رقما لا ينكسر في معركة النهضة و المصير.
وللأسف صرنا مجرد رعاع تقودنا التبعية والارتهان لمشاريع استعمارية، ونمارس السخرية مع بعضنا البعض، حتى اصبح المشروع القومي والإسلامي مثار سخرية ممن تطفلوا على حياتنا وصاروا كتابا يرددون ما يشير لهم اعلام الأعداء، وما نسمعه من الفاظ ( الاخونجية) او ( القومجية) ، تردد بهدف القدح لمعنى الهمجية، بما يوحون ان من سكن الأرض العربية هم مجموعة من الهمج.
هل يعلم هؤلاء ان تلك المصطلحات ترمز لفكر إسلامي وفكر مدني وعربي، وحتى وان كان فكران مختلفان، لكنهما يعبران عن شريحة كبيرة من المجتمع العربي، قد يلتقيان في بعض الأهداف، ويختلفان في بعضها، لكنهما يمثلان التنوع الفكري والثقافي الذي يفترض ان يساهم بالارتقاء بالأمة .
والارتقاء لن يأتي ممن يفتقدون للنظرة العميقة للمعاني والمصطلحات السياسية، في خطاب غير عقلاني ، بل سياتي من عقول تنظر للفكرة بعمق ودراسة وعلمية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاخونجية اليمن حميدان كتابات
إقرأ أيضاً:
محمد منير يدافع عن فيلم الست: «أدوها وأدونا فرصة نشوف الاختلاف»
حرص الفنان محمد منير، على دعم الفنانة منى زكي بكلمات مؤثرة خلال الساعات القليلة الماضية، ذلك بالتزامن مع بدء عرض فيلم «الست» بدور العرض السينمائية.
ودعم محمد منير، عبر حسابه الرسمي بموقع «إكس» الفنانة منى زكي: «أنا واحد من اللي مشفوش فيلم الست لصديقتي الفنانة الكبيرة منى زكي، لم مؤمن بالاختلاف ومصدق في صديقي المخرج مروان حامد عامل فيلم مختلف، أدوها وأدونا فرصة نشوف الاختلاف».
أبطال فيلم الستفيلم الست من سيناريو أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وإنتاج أحمد بدوي، وتامر مرسي، محمد حفظي، فادي فهيم، وائل عبد الله، ويضم مجموعة من النجوم، منى زكي، محمد فراج، وأحمد خالد صالح، وتامر نبيل، وسيد رجب، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين كضيوف شرف، أبرزهم أحمد حلمي، وعمرو سعد، وكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، وأمينة خليل.
قصة فيلم الستيتناول فيلم الست السيرة الذاتية لكوكب الشرق (أم كلثوم)، مسلطًا الضوء على أبرز المحطات في حياتها الشخصية والفنية، والعلاقات التي كان لها أثر كبير في مسيرتها.
وتدور أحداث الفيلم حول حياة كوكب الشرق في مرحلة الشباب حيث تنتقل إلى القاهرة من قريتها الصغيرة للسعي خلف شغفها بالموسيقى والطرب على الرغم من العقبات المجتمعية التي واجهتها، بما في ذلك اضطرارها لارتداء ملابس الصبيان، إلا أن صوتها السماوي، وموهبتها الفذّة، وعزيمتها التي لا تلين دفعت بها إلى قمّة النجاح لأكثر من سبعة عقود، وانتهت بتتويجها كأعظم مطربة عربية عرفها العالم على الإطلاق.
اقرأ أيضا:
بسبب «فارس بلا جواد».. ريهام عبد الغفور تكشف كواليس زواجها الثاني
«مارتينيلي» يقود تشكيل أرسنال ضد كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا
على طول في السرير.. تطورات مفاجئة في الحالة الصحية لـ تامر حسني